دور الوالدين في الحد من سلوك الطفل السيء
بقلم / D'Arcy Lyness, PhD
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
كما
يبدو أنه من الصعب علاج قضايا التسلط ، لكن من المهم التعامل معها بالشكل الصحيح ،
مهما كان شكل التسلط بدنياً أو لفظياً ، وإذا لم يتوقف هذا الشكل سوف يؤدي إلى
إيجاد سلوك معادي لأفراد المجتمع ويؤثر على التحصيل الدراسي للطفل بالمدرسة وقدرته
على تكوين الصدقات والمحافظة عليها .
فهم سلوك التسلط :
أسباب
ارتكاب التسلط كثيرة منها عدم شعور الجاني بأمان ، يركز على الطفل الذي يعاني من
الاضطرابات النفسية والجسدية وفي حالات أخرى يلجأ الطفل إلى سلوك التسلط لأنه يجهل
أنه غير مقبول أذية أطفال من أجناس وثقافات وديانات .
في
بعض حالات التسلط بسبب وجود سلوك عدواني مستمر في الجاني ، ويحتاج هذا الطفل
المعتدي إلى كيف يضبط غضبه وانفعالاته
وإحباطاته وغيرها من المشاعر المعادية ، وليس ليده مهارة التعاون والانسجام مع
الآخرين ، لذا يحتاج إلى الاستشارة النفسية لكي يضبط هذه المشاعر والحد من سلوك
التسلط ، وتنمية المهارات الاجتماعية .
الطفل
المعتدي الذي يمارس العنف في المدرسة وفي الأماكن الأخرى يقلد نفس السلوك الذي
يراه في المنزل ، فالطفل الذي يتعرض إلى العدوانية والقسوة في المنزل فأنه يتعامل
مع الآخرين بهذا السلوك ، كذلك هذا الطفل إذا كان يسخر منه فأنه ينتقم من الأطفال
الضعاف بالتسلط عليهم .
مساعدة الأطفال بالتوقف
عن سلوك التسلط :
دع
طفلك يعلم أن سلوك التسلط غير مقبول اجتماعياً
، ولو عواقب وخيمة في المنزل والمدرسة وفي المجتمع .
تعرف
على الأسباب التي تؤدي إلى سلوك التسلط ، في بعض الأحيان يلجأ الطفل إلى سلوك
التسلط لديه ضعف في ضبط مشاعره العدوانية
مثل الغضب ، الإحباط أو عدم الشعور بأمان ، وفي حالات أخرى لم يتعلم الطفل كيفية
التعاون بدلاً من النزاع أو معرفة أن الفروق الفردية شيء طبيعي بين الأطفال .
احمل
قضية التسلط محمل الجد ، وليعلم الطفل عدم السماح لأي سلوك معادي يحدث في المنزل
أو المدرسة ، بناء قواعد لسلوكيات التسلط والالتزام بها ، إذا عاقبت الطفل بحرمانه
من بعض المميزات تأكد من جدواها ، على سبيل المثال إذا خوف الطفل زملائه عبر
البريد الالكتروني ، الرسائل النصية أو في مواقع التواصل الاجتماعي ، فعاقبه
بحرمانه من الهاتف أو اللابتوب لفترة ما
، وإذا تصرف الطفل تصرفاً عدوانياً في المنزل مع الأشقاء وغيرهم ، ضع حدا
لهذا التصرف ، تعلم طرقاً أكثر ملاءمة وغير عنيفة للحد من هذه التصرفات .
تعليم
الأطفال كيف يتعاملون مع الآخرين بلطف واحترام ، وتعليمهم أن من الخطأ السخرية من
الناس بسبب الفروق مثل : العرق ، الدين ، المظهر ، الاحتياجات الخاصة ، الجنس
والفقر , وغرس روح التسامح والتعاطف مع هؤلاء في نفوس الأطفال ، ومحاولة تشجيع
الطفل على التعاون مع هؤلاء الأطفال
المختلفين في المجتمع .
تعلم
عن حياة الطفل الاجتماعية ، والتأمل والاستفادة من عوامل البيئة بالمدرسة التي تؤثر في سلوك الطفل خاصة سلوك العنف
والتسلط ، والتحدث مع والدين وزملاء الطفل
والمعلمين والاختصاصي النفسي والاجتماعي ومدير المدرسة : ألا يعنف الطفل زملاءه ؟
ما
أنواع الإجراءات التي تواجه الطفل في حال ارتكاب التسلط ؟ تحدث مع أطفالك عن هذه
الإجراءات والعلاقات بين الأطفال بالمدرسة ، ومشاركتهم بالأنشطة التي توجد خارج
المدرسة من أجل تقوية العلاقة بين الأطفال .
تشجيع
السلوك الجيد ، التعزيز الإيجابي يمكن أن يؤثر أكثر من الانضباط السلبي ، وجعل
الأطفال يكونون جيدين وطيبين مع غيرهم ،
خاصة عند تعاملهم مع الحالات بطرق بناءة وسليمة من خلال المراقبة والثناء عليهم .
بناء
القدوة الحسنة ، فكر بعناية كيف تتحدث مع الأطفال بشأن التعامل مع الصراعات
والمشكلات التي تواجههم ، وإذا تصرفت بشدة أمامهم فأنهم يقلدونك لا محالة ، و
إظهار الإيجابيات في الآخرين بدلاً من إظهار سلبياتهم ، وإذا نشب صراع في حياتك
الخاصة سيفتح باب الإحباط لديك وكيف تتعامل مع مشاعرك .
إبدأ في المنزل :
عندما
تفكر في المؤثرات في سلوك الطفل فكر أولاً ماذا حدث في المنزل ؟
فالأطفال
الذين يعيشون في أجواء الصراخ والشتائم والنقد اللاذع والغضب ، ومن الطبيعي أن
الطفل يتنازع مع أشقائه بالمنزل ، وإذا لم يكون هناك العنف الجسدي فلا يجب التدخل
، ولكن راقب الوضع خاصة مع الشتائم والمشادات البدنية والتأكد أن تتحدث مع كل
الأطفال عن ما هو مقبول وغير مقبول اجتماعياً .
ومن
الحكمة وضع سلوكك تحت الاختبار ، راقب نفسك كيف تتحدث مع طفلك وما ردة فعلك مع بعض
الحالات التي تتطلب الانضباط والنقد البناء ، وعدم خروج السباب من فمك وإذا لم
يسرك سلوك الطفل حاول جاهداً تنبيهه لكي يتصرف تصرفاً تحبه مع تعزيز الثقة بنفسه .
مع
الانشغال بأمور الحياة فلا بد من تعديل سلوك الطفل وطلب المساعدة من المجتمع ورجال
الدين والمعالج النفسي وغيرهم .
طلب المساعدة :
لوقف
سلوك البلطجة قد يتم عن طريق الحديث مع المعلمين والاختصاصيين النفسيين ومسئولي
المدرسة الذين يمكن مساعدتك في تحديد الأسباب المؤدية إلى التسلط مع طلب المساعدة
.
والمعالج
النفسي يمكن أن يساعدك خاصة إذا كان الطفل يعاني من صعوبة السيطرة على الغضب مع
تقييم حالته أولاً بأول .
قد
يكون من الصعب بمكان علاج سلوك التسلط لدى الطفل ذلك أن السلوك السيء لا يتوقف من
تلقاء نفسه ، وفكر في حالات النجاح والسعادة التي ترغب أن يتحلى بها الطفل
بالمدرسة ، بالعمل والعلاقات الاجتماعية ، أن الحد من التسلط هو التقدم نحو
الأهداف المرسومة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق