الأحد، 11 مايو 2014

دور الوالدين في الحد من سلوك الطفل السيء




دور الوالدين في الحد من سلوك الطفل السيء
بقلم / D'Arcy Lyness, PhD
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
     كما يبدو أنه من الصعب علاج قضايا التسلط ، لكن من المهم التعامل معها بالشكل الصحيح ، مهما كان شكل التسلط بدنياً أو لفظياً ، وإذا لم يتوقف هذا الشكل سوف يؤدي إلى إيجاد سلوك معادي لأفراد المجتمع ويؤثر على التحصيل الدراسي للطفل بالمدرسة وقدرته على تكوين الصدقات والمحافظة عليها .

فهم سلوك التسلط :
     أسباب ارتكاب التسلط كثيرة منها عدم شعور الجاني بأمان ، يركز على الطفل الذي يعاني من الاضطرابات النفسية والجسدية وفي حالات أخرى يلجأ الطفل إلى سلوك التسلط لأنه يجهل أنه غير مقبول أذية أطفال من أجناس وثقافات وديانات .

     في بعض حالات التسلط بسبب وجود سلوك عدواني مستمر في الجاني ، ويحتاج هذا الطفل المعتدي إلى كيف يضبط غضبه  وانفعالاته وإحباطاته وغيرها من المشاعر المعادية ، وليس ليده مهارة التعاون والانسجام مع الآخرين ، لذا يحتاج إلى الاستشارة النفسية لكي يضبط هذه المشاعر والحد من سلوك التسلط ، وتنمية المهارات الاجتماعية . 

     الطفل المعتدي الذي يمارس العنف في المدرسة وفي الأماكن الأخرى يقلد نفس السلوك الذي يراه في المنزل ، فالطفل الذي يتعرض إلى العدوانية والقسوة في المنزل فأنه يتعامل مع الآخرين بهذا السلوك ، كذلك هذا الطفل إذا كان يسخر منه فأنه ينتقم من الأطفال الضعاف بالتسلط عليهم .

مساعدة الأطفال بالتوقف عن سلوك التسلط :
     دع طفلك يعلم أن سلوك التسلط غير مقبول اجتماعياً  ، ولو عواقب وخيمة في المنزل والمدرسة وفي المجتمع .

     تعرف على الأسباب التي تؤدي إلى سلوك التسلط ، في بعض الأحيان يلجأ الطفل إلى سلوك التسلط لديه ضعف في ضبط  مشاعره العدوانية مثل الغضب ، الإحباط أو عدم الشعور بأمان ، وفي حالات أخرى لم يتعلم الطفل كيفية التعاون بدلاً من النزاع أو معرفة أن الفروق الفردية شيء طبيعي بين الأطفال .

     احمل قضية التسلط محمل الجد ، وليعلم الطفل عدم السماح لأي سلوك معادي يحدث في المنزل أو المدرسة ، بناء قواعد لسلوكيات التسلط والالتزام بها ، إذا عاقبت الطفل بحرمانه من بعض المميزات تأكد من جدواها ، على سبيل المثال إذا خوف الطفل زملائه عبر البريد الالكتروني ، الرسائل النصية أو في مواقع التواصل الاجتماعي ، فعاقبه بحرمانه من الهاتف أو اللابتوب لفترة ما   ، وإذا تصرف الطفل تصرفاً عدوانياً في المنزل مع الأشقاء وغيرهم ، ضع حدا لهذا التصرف ، تعلم طرقاً أكثر ملاءمة وغير عنيفة للحد من هذه التصرفات .

     تعليم الأطفال كيف يتعاملون مع الآخرين بلطف واحترام ، وتعليمهم أن من الخطأ السخرية من الناس بسبب الفروق مثل : العرق ، الدين ، المظهر ، الاحتياجات الخاصة ، الجنس والفقر , وغرس روح التسامح والتعاطف مع هؤلاء في نفوس الأطفال ، ومحاولة تشجيع الطفل على  التعاون مع هؤلاء الأطفال المختلفين في المجتمع .

     تعلم عن حياة الطفل الاجتماعية ، والتأمل والاستفادة من عوامل البيئة بالمدرسة  التي تؤثر في سلوك الطفل خاصة سلوك العنف والتسلط  ، والتحدث مع والدين وزملاء الطفل والمعلمين والاختصاصي النفسي والاجتماعي ومدير المدرسة : ألا يعنف الطفل زملاءه ؟

     ما أنواع الإجراءات التي تواجه الطفل في حال ارتكاب التسلط ؟ تحدث مع أطفالك عن هذه الإجراءات والعلاقات بين الأطفال بالمدرسة ، ومشاركتهم بالأنشطة التي توجد خارج المدرسة من أجل تقوية العلاقة بين الأطفال .

     تشجيع السلوك الجيد ، التعزيز الإيجابي يمكن أن يؤثر أكثر من الانضباط السلبي ، وجعل الأطفال يكونون جيدين وطيبين مع غيرهم  ، خاصة عند تعاملهم مع الحالات بطرق بناءة وسليمة من خلال المراقبة والثناء عليهم .

     بناء القدوة الحسنة ، فكر بعناية كيف تتحدث مع الأطفال بشأن التعامل مع الصراعات والمشكلات التي تواجههم ، وإذا تصرفت بشدة أمامهم فأنهم يقلدونك لا محالة ، و إظهار الإيجابيات في الآخرين بدلاً من إظهار سلبياتهم ، وإذا نشب صراع في حياتك الخاصة سيفتح باب الإحباط لديك وكيف تتعامل مع مشاعرك .

إبدأ في المنزل :
     عندما تفكر في المؤثرات في سلوك الطفل فكر أولاً ماذا حدث في المنزل ؟

     فالأطفال الذين يعيشون في أجواء الصراخ والشتائم والنقد اللاذع والغضب ، ومن الطبيعي أن الطفل يتنازع مع أشقائه بالمنزل ، وإذا لم يكون هناك العنف الجسدي فلا يجب التدخل ، ولكن راقب الوضع خاصة مع الشتائم والمشادات البدنية والتأكد أن تتحدث مع كل الأطفال عن ما هو مقبول وغير مقبول اجتماعياً .

     ومن الحكمة وضع سلوكك تحت الاختبار ، راقب نفسك كيف تتحدث مع طفلك وما ردة فعلك مع بعض الحالات التي تتطلب الانضباط والنقد البناء ، وعدم خروج السباب من فمك وإذا لم يسرك سلوك الطفل حاول جاهداً تنبيهه لكي يتصرف تصرفاً تحبه مع تعزيز الثقة بنفسه .

     مع الانشغال بأمور الحياة فلا بد من تعديل سلوك الطفل وطلب المساعدة من المجتمع ورجال الدين والمعالج النفسي وغيرهم .

طلب المساعدة :
     لوقف سلوك البلطجة قد يتم عن طريق الحديث مع المعلمين والاختصاصيين النفسيين ومسئولي المدرسة الذين يمكن مساعدتك في تحديد الأسباب المؤدية إلى التسلط مع طلب المساعدة .

     والمعالج النفسي يمكن أن يساعدك خاصة إذا كان الطفل يعاني من صعوبة السيطرة على الغضب مع تقييم حالته أولاً بأول .

     قد يكون من الصعب بمكان علاج سلوك التسلط لدى الطفل ذلك أن السلوك السيء لا يتوقف من تلقاء نفسه ، وفكر في حالات النجاح والسعادة التي ترغب أن يتحلى بها الطفل بالمدرسة ، بالعمل والعلاقات الاجتماعية ، أن الحد من التسلط هو التقدم نحو الأهداف المرسومة .

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق