الاثنين، 1 سبتمبر 2014

الانتحار المرتبط بالتسلط : الجانب المظلم للتسلط عبر الانترنت





الانتحار المرتبط بالتسلط :  الجانب المظلم للتسلط عبر الانترنت
بقلم الباحث / عباس سبتي
2014

المدخل : الانتحار المرتبط بالتسلط :
     20،8% من الأطفال ما بين 8-10 سنوات تعرضوا لحادثة التسلط مرة واحدة على الأقل  في حياتهم . قبل خمسين السنة الماضية كان العنف أو البلطجة جزء طبيعي من مرحلة الطفولة ، لكن مع ظهور الانترنت فأن مرتكبي البلطجة  قادرون غزو كل مجال من مجالات حياة الضحية ، مما يجعله من المستحيل تجاهلهم أو الهروب منهم ، ومع هذا التطور التكنولوجي المتنامي ظهر ما يعرف  بالانتحار المرتبط بالتسلط 
   BULLYCIDE

     من الملاحظ  أن بعض الناس يقولون من الصعوبة أن يؤدي التسلط إلى حالة الانتحار ، ولكن أحد الوالدين المتأثر بهذه الحالة لا يهمه عدم وجود مثل هذا الترابط بين التسلط والانتحار أو أن الإحصائيات غير كافية في وجود هذا الترابط  ، وإنما يهمه فقد عزيز  له على أيدي مجهولين ، وقال جوستن باتشجن من مركز بحوث التسلط عبر الانترنت : " علينا  أن نتذكر ولو أنه غير قابل للتطبيق ان التسلط يؤدي إلى  الانتحار ، وأنه غير صحيح أن نقول أن التسلط لا يسبب حالة الانتحار " .

     هانا سميث "   Hannah Smith " على سبيل المثال فتاة عادية  ومراهقة من بريطانيا لها والدان تمنيا لها مستقبل مشرق ، ذهبت ضحية انتحار وإنهاء حياتها بسبب حادثة التسلط ، وإليك قصتها : انبهر الوالدان وصدما عند دخول غرفة الفتاة  ووجداها مشنوقة وهي جثة هامدة ، وعندما اقتربا من جهاز الكمبيوتر وهاتفها المحمول بدآ يفكران بمنطق ، فقد انظمت الفتاة إلى موقع مجهول يسمى "  Ask.fm " حيث يمكن للمستخدمين نشر وإجابة على الأسئلة وتبين من حسابها أنها تعرضت إلى حالات التسلط غير عادية ، وقد أثار حادث انتحار هذه الفتاة غضب العالم ، وهناك صيحات تنادي بغلق هذا الموقع أو حظر المستخدمين دون سن (13) من دخول الموقع ، مع ذلك لا يوجد جديد بالنسبة للموقع المذكور ، وتقارير حادث الانتحار مستمرة .

     للأسف هانا ليست الطفلة الوحيدة التي دفعت إلى حافة الهاوية عن طريق البلطجة ، فتاة اخرى عمرها (12) سنة اسمها " ربيكا آن سدويك -  Rebecca Ann Sedwick  "  ماتت في سبتمبر من عام 2013 بعد ان تعرضت إلى المعاملة القاسية عبر الانترنت من قبل بعض زميلاتها في الفصل  كشفت بصمتها عبر الشبكة الاجتماعية ان لها تاريخ طويل مع زميلاتها يحثونها على قتل نفسها ، وهكذا قائمة ضحايا التسلط تكبر وتزيد من بضع عشرات من الأطفال يقتلون أنفسهم في هذه السنة (2013) بسبب التسلط عبر الانترنت ، كتب " بوزفيد -     BuzzFeed "  أن تسعة على الأقل من حالات الانتحار زعمت  أنها حدثت عبر موقع :
   Ask.fm
     بينما تبدو حالات الانتحار  أنها شيء من الكآبة يصاب بها الأطفال المضطربين عاطفياً ، وأنها أكثر شيوعاً من أي شخص يود الاعتقاد بها ، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية  يموت مليون إنسان كل سنة بسبب الانتحار في أرجاء العالم  وهذا يعادل وفاة إنسان واحد  كل (40) ثانية ، وفي الولايات المتحدة أن  حالة الانتحار سبب ثاني لموت الأطفال والشباب ما بين أعمار 10-24 سنة  وفقاً لمنظمة الصحة العالمية  .

     هذه الأرقام لا تمثل محاولات الانتحار وتمثل (20) مرة شيوعا من حالات الانتحار الفعلية كما تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة .

160 ألف طالب يهرب من المدرسة خوفاً من البلطجة ( التسلط ) :
     في الوقت الذي يعلم الجميع عن مخاطر التسلط فأن معدلات الانتحار تتزايد بدلاً من ان تتناقص ، في الأجيال السابقة فأن معدلات الانتحار  الأعلى كانت تسود بين كبار السن ، ولكن اليوم الشباب يمثلون الجزء الأكبر من حالات الانتحار ، أشارت دراسة أجرتها جامعة ييل "  Yale " أن ضحايا التسلط  ما بين 200 و900 في المئة اكثر عرضة للانتحار من الأطفال الذين لم يتم تخويفهم ، وفي دراسة بريطانية أشارت ان التسلط يلعب دوراً فيما لا يقل عن 50%  من حالات الانتحار في سن المراهقة ، وأن 10 -14 سنة من الفتيات اللاتي يتعرضن إلى اعلى مخاطر التسلط قد ينتحرن .

     ذكرت تقارير من وزارة الصحة بالولايات المتحدة أن 160 ألف طالب يهربون من المدرسة كل يوم خوفا من حالات التسلط ، وأن 30% من الطلبة أفادوا إما ضحايا أو جناة التسلط  ، وهذه الأرقام مخيفة في نظر أي والد ، ولكن حالة الانتحار عبارة عن مأساة ممكن تجنبها ، وتفاعل الوالدين يقلل من خطر تعرض الابن إلى الانتحار ، وبطبيعة الحال لا يحتاج المرء أن يقلق بكون الابن ضحية ، ونظراً للعدد الكبير من جناة التسلط ، فقد يكون هذا الابن  منهم أيضا نتيجة مخاطر خاصة ، مأزق قانوني ، شعور بالذنب ومشكلات نفسية خطيرة .

     هذا الكتاب يعطي نظرة عامة عن كيفية حماية الأبناء من خلال رصد ومتابعة نشاطهم عبر الانترنت وتفاعل الوالدين بشكل صحيح ، ليس هناك قيمة أهم من حياة الأبناء ، لذا لا يتردد الوالدان او يخافا ان الابن في ورطة بعد فوات الاوان ، وقد تكون التكاليف باهظة لا يمكن لأي أحد تحملها .

الفصل الأول : العواقب الكارثية للتسلط :
     88% من مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المراهقين تجعلهم أمام حقراء أو قساة .

     ارتباط التسلط بحالة الانتحار يعد أمراً مأساوياً ، ولكن لحسن الحظ الغالبية العظمى من الأطفال الذين يرتكبون أشكال التسلط لا يؤذون انفسهم ، وهذا لا يعني أن يترك الأمر على غاربه  طالما لم ينتحر أحد من الأبناء ، لذا التسلط يؤثر على الضحايا وشهود الأعيان  ( المارة ) وتجاهل بعض الحالات الصغيرة لهذا التسلط قد يؤدي إلى  الإصابة بالمرض مثل  السرطان  .

الآثار على الضحايا :
     ضحايا التسلط يعانون أكثر من بيئة التسلط ، في حين أن مرتكب التسلط يعاني من ضعف أو انخفاض تقدير  الذات ، وتشير الدراسات بشكل متزايد أن آثار التسلط تستمر مع الضحايا مدى الحياة ، وحتى من البالغين او الكبار فان الضحية منهم  يستمر يعاني من آثار التسلط ، ومن المحتمل ان يعاني الضحية من المشكلات العقلية مثل الاكتئاب والقلق وأمراض أخرى مثل الصداع وآلام المعدة ، وقد يحب الناس الضحية الذي نجح في حياته الاجتماعية  والمهنية ، لكن بشكل عام يعاني الضحية في عقد العلاقات الاجتماعية مع الناس ويواجه التحديات في حياته الدراسية والمهنية .

عواقب التسلط  الأكثر إلحاحاً وتصبح مخيفة  عندما يعاني الأطفال بشكل منتظم من المشكلات التالية :
     انخفاض في درجات المواد الدراسية .
     وجود خطر متزايد من السلوك المنحرف بتعاطي المخدرات والإباحة الجنسية .
     انخفاض في تقدير الذات .
     التفكير بالانتحار ، جزء كبير من الضحايا يفكرون بالانتحار على الأقل مرة واحدة .
     الخوف من الذهاب إلى المدرسة .
     انخفاض في المهارات الاجتماعية وصعوبة في تقدير الذات .
     مشاعر العجز وقلة الحيلة .
     يتحول الضحية إلى مرتكب التسلط .

الآثار على مرتكب التسلط :
     قد يتفاجأ المرء أن ضحايا التسلط ليسوا وحدهم الذين يعانون من آثار التسلط عند وقوعه ، إذ أن جناة التسلط لهم تجارب مريرة أيضا ، وبعض ذلك يرجع إلى حقيقة أن بعض الجناة  كانوا في يوم ما ضحايا التسلط ، وفي حالات أخرى التسلط يرجع إلى الدلال الزائد او المعاملة القاسية للأبناء  والمرض النفسي وضعف المهارات الاجتماعية ، فإذا تورط الطفل بارتكاب التسلط فأن ذلك مؤشر وعلامة في أنه يريد مواصلة ارتكاب سلوكيات التسلط مما يعني وجود مشكلات خطيرة لديه .

تتكون عواقب التسلط لمرتكبيه من :
     زيادة احتمال تعاطي المخدرات والمسكرات .
     زيادة التعرض للاعتقال .
     زيادة التسرب من المدرسة .
     زيادة احتمال ان يصبح شريك حياة مسيء للزوجة والأبناء بالمستقبل .
     صعوبة عقد الصداقة والتفاعل مع الآخرين .
     صعوبة النجاح في المدرسة والمهنة .
     كثرة التنازع والمشاجرة مع الناس .

الآثار على شهود العيان ( المارة ) :
     التسلط والبلطجة اكثر من مجرد مشكلة بين شخصين ( طفلين ) ، وإنما يمثل مناخاً للعنف والعدوان الذي يؤثر على جميع الناس المحيطين بحادثة التسلط  ، فالأطفال الذين يشاهدون حادثة التسلط لا يسلمون من جرحات التسلط ، فمثلاً إذا أخبر  الابن احد والديه أنه شاهد حالة تسلط وعنف بين طرفين يجب اخذ قوله محمل الجد والاهتمام والعكس من ذلك قد يؤثر على الابن سالباً ممن مثل:
     الشعور بالذنب والخجل .
     الشعور بالعجز والخوف واليأس .
     ينضم إلى عصابة البلطجية والمشاغبين وقد يسيء إلى نفسه .
     يصبح ضحية التسلط فعندما يحاول الجاني ارتكاب التسلط فأنه قد يستهدف شاهد العيان او المارة ولو عبر الانترنت .
     يتغيب عن المدرسة .
     احتمال تورطه بتعاطي المسكرات والمخدرات .

     حالات التسلط قد تغير بيئة الطفل الدراسية ، تشير بعض الدراسات أن المدارس التي تنتشر فيها  مشكلات التسلط مثلاً ، يعاني طلابها من ضعف التحصيل الدراسي وكثرة مشكلة التغيب والتسرب عن المدرسة ، وفيها مناخ الخوف وعدم الاحترام وشكوى طلابها من عدم تفاعل المعلمين والعاملين معهم .

     من خلال التدخل المبكر لمنع حوادث التسلط ، يمكن للآباء وقف هذا الوباء أو الطاعون من الانتشار في المدارس والمجتمعات .

الفصل الثاني : علاقة التسلط بالانتحار والتشريعات :
     قصص الرعب للمراهقين الذين ماتوا بعد تعرضهم لحوادث التسلط أثارت احتجاجات بين أوساط الناس ، فقد ينظر إلى حالة التسلط أنها قد تمر بحياة الأطفال مرة واحدة في العمر ، فأن الآباء ورجال الشرطة يعتقدون أن التسلط شكل من أشكال العنف والإرهاب ، فعندما يتعرض الابن إلى حادثة التسلط هناك خيارات قانونية يجب ان يعلمها ولي الأمر لمنع استهداف ابنه من قبل المحتالين والمجرمين ، لكن عندما يصبح الابن هو مرتكب الجريمة فأنه عرضة للمساءلة القانونية وإذا تقاعس الأب عن منع ابنه فأنه يتعرض إلى الملاحقة القانونية  أيضا.

العواقب القانونية لمرتكبي التسلط :
     في عام 2008 انتحرت الطفلة ميغان مايير " Megan Meier " البالغة من العمر (13 ) سنة بعد تعرضها بحادثة التخويف او التسلط بلا رحمة عبر الانترنت ،  أصبحت قضيتها الأولى في الإجراءات القانونية لحادثة التسلط  في التاريخ الحديث ، تبدأ القصة أن لوري درو     " Lori Drew " وابنتها " سارة " أنشأتا ملف وهمي في موقع ماي سبيس "MySpace " لصبي يدعى جوش " Josh " وقد وقعت " مايير " في حبه ، لذا السيدة " درو " تشارك في جريمة التسلط ضد الفتاة " مايير"  وقد وقعت السيدة " درو " تحت ضغوط نفسية كبيرة بعد انتحار الفتاة المذكورة ، واتهمت السيدة " درو " من قبل قوانين مكافحة  القرصنة الاتحادية  بسبب انتهاكها شروط  خدمة موقع ماي سبيس .

     في ذلك الوقت لم توجد تشريعات مكافحة التسلط وقام المشرعون بتكليفهم القانوني مما  أدى إلى تبرئة السيدة " درو " ، في الولايات المتحدة هناك (48) ولاية  لديها تشريعات ضد التسلط من أصل (50) ولاية ، وضحايا التسلط يمكن ان يحصلوا على الأضرار ، وفي بعض الحالات يحاكم مرتكب التسلط بارتكابه جرائم المطاردة والتحرش عبر الانترنت .

     الأب الذي ابنه مرتكب للتسلط هو لا يسلم أيضا ، فتشريعات مكافحة التسلط تلاحق والدي مرتكب التسلط إذا كانا شهود عيان ، في سبتمبر عام 2013 تم إلقاء القبض على فتاة من مسيسبي " Mississippi " بتهمة التسلط  واتهمت والدتها معها لأنها لم تمنع البنت من فعلها ، لذا يحق للضحية ملاحقة مرتكب التسلط ووالديه قانونياً عن الأضرار التي لحقت به من جراء حادثة التسلط .

إجراء القانون لوقف البلطجة :
     ماذا لو كان الابن ضحية العنف او التنمر والأب نفذ ما لديه من الخيارات ؟ وقد يرى بعض الآباء في قوانين الدولة عزاء له ، وهناك عدة خيارات لهم :

     كبح الأوامر :
     كبح الأمر  يحرم أحد الأطراف  بالاتصال بالطرف الآخر ،  وعلى الأب بيان تاريخ التسلط على ابنه وأنه خائف وتوجد آثار جانبية عليه من التسلط ، وسيتم منع مرتكب التسلط الاتصال بالضحية وإذا أصر الجاني يوضع في  السجن أو يواجه التحقير والازدراء  من المحكمة ، وكبح الأمر يساعد على إيجاد سجل رسمي لحادثة التسلط مما يساعد أهل الضحية على المقاضاة وتوجيه التهم الجنائية ضد الجناة .

     تدخل المدرسة في القضية :
     تطلب كثير من الولايات في أمريكا من المدارس سن تشريعات محددة لمنع التسلط والبلطجة ، وإذا كان مرتكب التسلط  والضحية في نفس المدرسة  يطالب  أب الضحية تدخل المدرسة في القضية ، وقد يتوسط الاختصاصي الاجتماعي بين الجاني والضحية إذا كانت القضية صغيرة ، لكن إذا كانت القضية خطيرة يجب تأديب الجاني واتخاذ الإجراء الشديد ضده وقد يخضع الجاني لفحص قواه العقلية لمعرفة أسباب ارتكابه البلطجة والتسلط .

     دعوى قضائية :
     قانون المسئولية التقصيرية هو مجموعة من القوانين المدنية التي تمكن الناس من مقاضاة الآخرين ، في كثير من الدول البلطجة والتسلط جريمة مدنية ويتمكن الضحية رفع دعوى قضائية ضد  الجاني وفي حال عدم وجود تشريع في الدولة بخصوص البلطجة وهذا محال لكن يكفي إثبات اَلأضرار التي ألحقت بالضحية  مثل فواتير للعلاج النفسي أو المطالبة برسوم تسجيل الضحية في  مدرسة خاصة بعيداً عن الجاني .

     الدعوى القضائية لها فوائد غير ظاهرة او خفية ، إذ في بعض الأحيان لا يتعرف الضحية على مرتكب التسلط بسبب أن التسلط  قد وقع على يد مجهول عبر استخدام الشاشة ، ولكن مع الدعوى القضائية لكن الضحية او ذويه  يستطيعون استدعاء الشهود  وتوفير الأدلة التي تساعد على كشف مصدر التسلط .

     التهم الجنائية :
     في العادة تحتفظ التهم الجنائية في الحالات الأكثر خطورة مثل التهديدات بالقتل ، القرصنة أو المضايقات المستمرة ، وإذا لم يستطع الضحية الحصول على الإغاثة فأنه يلجأ إلى مركز الشرطة ، لكن لا يمكن الأب او الضحية  توجيه التهم الجنائية  بينما يستطيع إقناع المدعي العام باستدعاء المجرم ، ويكفي تهديد الجاني بالتهم المنسوبة إليه أن يوقف عن سلوكه المنحرف .

الفصل الثالث : وقف التسلط قبل أن يبدأ
     7% من الآباء والأمهات بالولايات المتحدة قلقون بشأن التسلط عبر الانترنت وحتى على الرغم من 33% من المراهقين وقعوا ضحايا التسلط .

     التسلط من السهولة منعه إذ أن على الوالدين التأكد ان الابن لا يعرض نفسه او غيره للخطر ، وليس هناك وصفة ناجحة لمنع التسلط لكن اتباع الاستراتيجيات التالية  سوف يصل الأب إلى مبتغاه .

 ممارسة الاتصال المفتوح :
     الاتصال المفتوح مع الابن خطوة إيجابية في منع التسلط لديه ، فإذا شعر الابن أن والديه يستمعان إليه ويثمنا رأيه فأنه يأتي طواعية إليهما في حال تعرضه لجريمة التسلط ويكون أكثر ميلاً في التحدث بجدية مع والديه إذا كانا لديهما تجربة الحوار البناء مع الابن من قبل ، ويمكن القيام بما يلي :

     تخصيص وقت للتحدث مع الابن كل يوم إذا اقتضى الأمر خاصة أثناء مشاركته في اللعب ولو مرة واحدة في الأسبوع  ، أو أثناء التسوق أو أثناء تناول وجبة الطعام أو أثناء مشاهدة التلفاز أو الفيلم .

     احترام آراء الابن وتشجيعه في إبداء رأيه عندما يخالف رأي والديه ، والاحترام المتبادل هو مفتاح التواصل المفتوح .

     تحدث الوالدين عن تجارب حياتهما الحلوة والمرة مع الابن كي يتشجع بعدم إخفاء أي شيء عن والديه  مع عدم مقاضاته في حال عدم موافقته او عدم فهم رأيه .

     وضع شروط واضحة في استخدام الانترنت كي يعلم الاستخدام السليم وغير السليم ومتى يراقب الوالدان نشاطه عبر  مواقع الانترنت .

معرفة وإتقان تطبيقات الكمبيوتر :
     لا يمكن مراقبة او تجسس على انشطة الابن دون معرفة استخدام مواقع الانترنت ، وقد يستدعي الأمر إلى الالتحاق بدورة تدريبية ، عليهما ان يعرفا  ما مواقع التواصل الاجتماعي التي يفضلها الابن ؟ وما هي هذه المواقع الأكثر شعبية لدى الأطفال والشباب ؟ وما هي المواقع التي تشجع على حوادث التسلط مثل :

موقع فيبسوك :
     يسمح للمستخدمين وضع تحديثات عن سيرتهم الذاتية ، صورهم ومقاطع فيديو ومحتويات أخرى ، ويسمح للمستخدمين التعليق على ما ينشره أصدقاؤهم ، وإذا كان للابن حساب في موقع فيسبوك فعلى الاب فتح حساب له أيضا وجعل الابن يضيف كصديق له .

موقع تويتر :
     يسمح للمستخدمين إرسال تحديثات حديثة او رسائل قصيرة إلى الآخرين ( او ما يسمى بالتغريدات ) .

موقع
 Ask.fm :
     يسمح للمستخدمين طرح الأسئلة وتلقي الإجابات من مصدر مجهول ن وهذا الموقع من أخطر مواقع التنمر والتسلط على الأبناء .

المدونات :
     يسمح للمستخدمين بنشر مواد مجهولة ، وأهمها موقع " Tumblr " الأكثر الشعبية للأطفال والشباب المراهقين  في الدول الغربية .

مراقبة انشطة الأبناء عبر مواقع الانترنت :
     بغض النظر عن وجود عقد واتفاقية بين الآباء والأبناء بخصوص الاستخدام الآمن لمواقع الانترنت ، لا يمكن الفرض عليهم إذا لم يعرف الآباء ماذا يفعل الأبناء في هذه المواقع ، في الماضي كان الطفل الذي يأتي من المدرسة وعلى جسمه آثار ضرب وكدمات من أثر العنف تعرض له ، لكن التسلط عبر الانترنت لا يترك أثر مادي او جسمي ، لذا تعرض بعض المواقع الالكترونية مثل : uKnowKids  برامج كيف يتابع الآباء أبناءهم عند استخدامهم الهواتف الذكية او ماذا يفعلون بدخولهم مواقع التواصل الاجتماعي وتنبيه الآباء بأنماط الرسائل الجيدة والمسيئة التي نشرها الأبناء .

     يحتاج الآباء إلى فتح قنوات الاتصال مع الأبناء ووضع شروط معقولة لاستخدام مواقع الانترنت ولا بأس باتباع الخطوات التالية :

     وضع جهاز الكمبيوتر او اللابتوب في مكان عام مثل صالة المعيشة بالمنزل ، وتحديد وقت استخدام الهاتف الذكي او الكمبيوتر كحد أقصى ساعة واحدة في المساء .

     معرفة كيف يقضي الابن وقته باستخدام الانترنت ، ومناقشة  الملاحظات حول سلوكيات واتجاهات مواقع الانترنت مع الأبناء ، وإذا تورط الابن بما نشره من محتويات مسيئة أدى إلى خلق متاعب للأب على الأب التحدث معه مهما كان الأمر بسيطاً  .

     التحدث مع الأبناء بمخاطر التسلط عبر الانترنت وليعرفوا أن الآباء يقفون معهم ويساعدونهم عندما يتعرضون لهذه المخاطر .

     جعل الابن يشعر بكرامته ، فالأطفال الذين يقدمون على الانتحار لا يشعرون بقيمتهم وأنهم غير محبوبين في أسرهم  او في المجتمع ، حتى عند غضب الوالدين على الابن دعه يعرف أن حياته غالية لديهما .

     الاتصال مع بقية الآباء الذين ينورون الأب عن  أثر سلبيات الانترنت على الأبناء .

لا تخشى من العقوبة :
     يفكر الأطفال أن اجهزتهم الالكترونية من حقوقهم الأساسية ، ولكن كأب فأن الطفل لا يعاني من أي ضرر بعد اخذ الجهاز منه ، فإذا انتهك الابن أي شرط من العقد الذي قد تم معه  وحرم من امتيازات الهاتف او الكمبيوتر فأن أخذ الجهاز منه ليس الخيار الأول للأب ، وقد تحل المشكلة بهذا الأسلوب  ولا يتورط الابن في مشكلات ومتاعب أخرى ، لذا وضع شروط واضحة لاستخدام الانترنت ويفهمها الابن في حال انتهاك أي شرط  ويتعلم ما معنى حرمانه من امتيازات الجهاز لعقاب له .

تفكر بقضية التسلط بجد :
     كل ما يتطلبه الأمر هو تعليق على الابن كي يشعر ألا يعتمد على الأب ، يجب أن يعرف الابن أن الأب يخصص له وقتاً ولا يجب استبعاد مخاوفه بشان علاقاته مع أصدقائه  ، إذا أخبر الابن والده أنه تعرض هو أو أحد أصدقائه لحادثة التسلط فلا يقل للابن  أنه سريع العاطفة ومتأثر أو يلقي اللوم عليه بسبب مشكلة التسلط ، لذا الانصات إليه بحرص وأن يبين له كيف يتحسن وضع ضحية التسلط  بعد ذلك ، لكن لا يستطيع الأب حماية الابن من كل شيء لكن عندما يعلم الابن أن الأب أخذ مشكلة التسلط بجدية فأنه يشعر أن وراءه  شخص قوي يعتمد عليه ، وقد نلاحظ  أن العنف التقليدي المنتشر في مجتمعاتنا له آثار سلبية لكما للتسلط عبر الانترنت وبالتالي يجب على الآباء متابعة سلوكيات الأبناء ، وأن يميزوا بين السلوكين سلوك العنف التقليدي وبين سلوك التسلط .


المراجع :


Broderick, R. (2013  September 11) .9 teenage suicides in the last year were linked to cyber-bullying on social network ask.fm.BuzzFeed.Retrieved from http://www.buzzfeed.com/ ryanhatesthis/a-ninth-teenager-since-last-september-has-committed-suicide
Bullying and suicide.(n.d.) Bullying Statistics.Retrieved from http://www.bullyingstatistics.org/content/bullying-and-suicide.html
Effects of bullying.(n.d.).StopBullying.gov.Retrieved from http://www.stopbullying.gov/at-risk/effects/
First US legal prosecution of cyber-bullying finds mother guilty.(n.d.).AMTA. Retrieved from http://www.amta.org.au/articles/amta/First.US.legal.prosecution.of.cyberbullying.finds.mother.guilty
Fitzgerald, R.(2013, September 25).Teen, mother arrested; sextortionist unknown.Sun Herald.Retrieved from http://www.sunherald.com/2013/09/25/4981243/waveland-girl-13-arrested-in-sextortion.html
Kelion, L.(2013, June 08).Hannah Smith death: Father says daughter was victim of cyberbullies.BBC News. Retrieved from http://www.bbc.co.uk/ news/uk-england-leicestershire-23584769
National suicide statistics at a glance.(2013, April 02).Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from http://www.cdc.gov/violenceprevention/suicide/statistics/trends02.html
Pew Research Center.
Policies & laws.(n.d.).StopBullying.gov. Retrieved from http://www.stopbullyHYPERLINK "http://www.stopbullying.gov/laws"ing.gov/laws
Sifferlin, A.(2013, September 16).How bullying’s effects reach beyond childhood.Time. Retrieved from http://healthland.time.com/2013/09/16/ how-bullyings-effects-reach-beyond-childhood/
Suicide prevention (SUPRE).(n.d.).World Health Organization. Retrieved from http://www.who.int/mental_health/prevention/suicide/suicideprevent/en

المصدر :

   The Dark  side  of  Cyberbulling  BULLYCIDE:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق