الاثنين، 13 أكتوبر 2014

قصص عن التسلط عبر الانترنت





قصص عن التسلط عبر الانترنت
بقلم الباحث / عباس سبتي

     ثبت أن التسلط أصبح من أكثر الحوادث تدميراً من تكتيكات العنف في العقود الأخيرة ، وانتشار التسلط عبارة عن نتيجة  لمدى  وصوله  إلى الضحايا ، حيث أن كثيراً من الناس لا يدركون الآثار الخطيرة على الأطفال والمراهقين ، وقراءة قصص ضحايا التسلط ستساعد الأفراد على معرفة عواقب هذا الشكل المسيء الأشد خطراً ، أنها قصص حقيقية من واقع الحياة ويعكس التسلط حقيقة القسوة  التي يصاب بها بعض الأفراد وبالتالي نشارك الضحايا والناجين من التسلط في محنتهم بحيث يمكن للآخرين أن يتعلموا أكثر عن هذه المشكلة الخطيرة .

قصة Justine :
     وهي ذات (14) سنة من عمرها ولم تتخيل أن تصبح ضحية التسلط ، مع أنها لم تكن تستسلم للتحديات لكن تجربتها مع التسلط دلت على عدم الاستعداد لهذه التجربة ، وكان شهوراً تعاني من السرطان وقيل لها أن هذا المرض عبارة عن غفران لذنوبها  ، سرعان ما شعرت بأهمية تحملها وصبرها على المرض ، وبعد ذلك تلقت رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني من  جناة غامضين حتى وصل عدد (90) رسالة لها ، وتراوحت الرسائل من قبيحة إلى مخيفة ، ومن نص هذه الرسائل "أنني سوف أغتصبك " قرر والدا الفتاة إحالة الرسالة إلى مركز الشرطة ، وتتبع الشرطة مصدر الرسائل التي أتت من زملائها بالمدرسة وبالذات من أصدقائها الخلص ، وطالبت المحكمة حضور الجاني إلى جلسة " المشورة "  وكتابة رسالة اعتذار إلى الضحية ، وشعرت عائلة الضحية أن هذا الحكم كان متساهلاً بحق الجاني مع أملها أن تكون العقوبة شديدة

قصة " Megan " :
     ليس كل قصص التسلط لها نتائج إيجابية ، والتسلط كحادثة صعبة على الأطفال والمراهقين ان يواجهونها في التفاعلات الاجتماعية بعالم الانترنت ، وكانت " Megan" تعاني من السمنة في طفولتها مما أصبحت بعيدة عن التواصل مع زميلاتها مع أنها كافحت مرض السمنة الذي يتفاقم يوماً بعد يوم .

     عندما كانت في الصف الثامن خف وزنها نوعا ما بعد استخدام موقع " MySpace " تعرفت صبياً اسمه " Josh " لكنها فقدت صداقة صديقتها الساكنة بجوارها مما  أصبحا في عراك وعداوة في المدرسة ، وبدأت "  Megan " تروي ل " Josh " أشياء فضيعة عن صديقتها وجارتها ، وأصبحت الصديقة كئيبة ، وطلبت الأم من " Megan " عن هذا الصبي ، ولكن ساهم موقع "MySpace " في تورطها في قضية التسلط من خلال الانتقام من صديقتها .

     مع اقتراب عيد ميلادها الأربعة عشر كانت غير مستقرة  وعلى ما يبدو أن لا أحد سيحضر حفلة عيد ميلادها بسبب ما كتبتها وقالتها في موقع " MySpace " ، وقبل يوم من عيد ميلادها  غضبت بسبب ما كتب عنها في الانترنت ، وأخذت الأم جهاز الكمبيوتر من غرفة ابنتها  ثم انشغلت الأم في إعداد الطعام لوما ذهبت لاستدعاء البنت رأتها قد شنقت نفسها  في خزانة الملابس .

     كان أكثر إثارة في قصص التسلط أن صديق "  Megan " الذي تعرف عليها في الموقع الالكتروني أصبح مختفياً ، وقد تم إنشاء حساب وهمي من قبل والدي هذا الصديق ، وهذا يعني تورط الكبار في القضية بدلاً من الصغار ، لذا التسلط أصبح قضية خطيرة لها عواقب سيئة للجميع .

     على الرغم من أن الانتحار نتيجة مؤلمة  لقصص التسلط ، فأن الآباء والمعلمين والمربين لا ينكرون ذلك ، والعلاج هو تكاتف الجهود إذ عندما  يتحول الصراع اللفظي بين الأطفال إلى الإساءة والتحرش الفعلي عبر الانترنت فعلى الآباء اتخاذ اللازم لمنع التسلط .

     أهم شيء هو قطع التسلط قبل وصوله إلى الأطفال ، وعلى الوالدين مراقبة ما يقوم به الأبناء عبر الانترنت وأن تحترم رغباتهم ولكن اتخاذ الإجراء الضروري لحمايتهم من الإساءة ، وقد يعترض بعض الأطفال والمراهقين مراقبة الآباء لأنشطتهم لكن هذا مثال على تحمل الكبار المسئولية لحماية الأبناء .

قصة " Tyler " :
     كان " Tyler " طالباً في السن (18) يحب عزف الكمان ، وقد التحق بجامعة " Rutgers " لكنه صادف تحديات صعبة لا يمكن الهروب منها .

     كان له صديق في السكن الداخلي اسمه " Dharun Ravi " الذي كان يصعب معاشرته ، وذات مرة طلب من زميله استضافة صديق إلى الغرفة والانفراد به ، لكن ادعى " Dharun " أن " Tyler " قبل صديقه ، وانتشر الخبر بين الأصدقاء .

     طالب " Tyler " من إدارة الجامعة غرفة مفردة له بحجة أن صديقه يتجسس عليه باستخدام كاميرا "ويبكام "  وفي اليوم الثاني طلب " Tyler " من زميله بالغرفة ضيافة صديق له ، فكتب هذا الزميل تغريدة " لقاء حب جنسي ، وطلب من الجميع مشاهدة المقطع " لكن لم يحدث شيء .

     وفي اليوم التالي استيقظ الجميع على خبر أن "  Tyler " قد انتحر بعد إلقاء نفسه من أعلى جسر في نهر " Hudson " وتم العثور على جسده لاحقاً ، وآخر اتصال له في فيسبوك يقول سيقفز من أعلى الجسر وأن يشعر بالأسى والحزن .

     تهم كل من "  Dharun and Molly " على خلفية انتحار " Tyler " وسجن " Dharun " (30 ) يوماً من قبل القاضي في نيوجرسي على تجسسه على الطالب  "   Tyler "  المثلي جنسياً "   gay tryst " إلى جانب حكم عليه أيضا ثلاث سنوات تحت المراقبة وإكمال أعمال تطوعية في المجتمع لمدة (300) ساعة وحضور برامج الإرشاد في مجال التسلط والحياة البديلة   .

أقول :
     هذه بعض القصص عن مرتكبي التسلط وضحاياه ، وقد تناولنا بعض هذه القصص في مقالات لنا في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية ، وهذه القصص سواء أشرنا إليها سابقاً أو أوردنا في هذا المقال لا تعد وحيدة بل هي جزء صغير من الكثير من قصص جرائم التسلط التي تحدث يومياً .
 
المصدر :
Cyber Bullying Stories


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق