تأثير التسلط على
الأطفال
بقلم الباحث / عباس
سبتي
هناك جهود واسعة في هذا
القرن للحد من التسلط عبر الانترنت وبالخصوص في المدارس ، وعلى الآباء معرفة ما
الأضرار المتعلقة بالتسلط على الأولاد وكيفية الحد منها .
للأسف ظهور الانترنت ومواقع
التواصل الاجتماعي جعل مهمة الحد من التسلط صعبة للغاية ، وقضية عدم الكشف عن
الهوية الشخصية " anonymity " وسرعة التنقل
عبر الانترنت تجعل المجرم يرتكب سلوكه السيء بسهولة ، لذا على الآباء متابعة
أنشطة الأطفال باستمرار عبر الانترنت وتوفير الحماية لهم عند استخدام
الهواتف والانترنت ، ومن خلال المحادثة البسيطة يمكن أن يتحول سلوك الأولاد إلى
سلوك كعدواني وله آثار طويلة الأمد على نفسيتهم .
ناقشت مؤسسة " Huffington
Post " للنشر في مقالة لها قضية التسلط وشرحت كيف تغيرت طبيعة
العنف ، ووفقاً لهذه المقالة فأن التسلط قضية معقدة بالنسبة للآباء للحد منها
لأنها منتشرة في كل مكان .
" صحيح أن ما يسمى ب " التسلط " بين المراهقين غالبا ما
تكون امتداداً لقضايا العنف داخل فناء المدرسة ، لكن الانترنت والهواتف قد غيرت
المعادلة " equation " لأسباب عديدة منها ما يتعلق بكتابة
تعليق مسيء ونشره بسرعة البرق ، إلى جانب ذلك أنشأت شبكة الانترنت طرقاً جديدة
للتسلط مثل انتحال هوية شخص آخر عن طريق الحصول على عقد من هواتفهم أو على كلمة
المرور و اطلاع على صوره غير لائقة ".
في الوقت الحاضر لا يقتصر حدوث التسلط في ساحات المدرسة بل الأطفال باستمرار
يقومون بارتكاب التسلط باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، فيما يلي بعض الآثار
الضارة طويلة المد التي قد تنجم عن التسلط :
1- فقدان الثقة : Loss of Confidence :
سلوك واحد من التسلط يسبب فقدان الثقة بالنفس وقد تستمر مدى الحياة مع
الضحية ، حيث يشعر الضحية بالعجز وضعف الشخصية عكس الإنسان السوي الذي يحمي نفسه
من أي خطر ، وعلى الرغم من وقوع حادثة التسلط قبل سنين أو عقود عديدة فأن الأضرار
تبقى في النفس .
2- القلق والاكتئاب : Anxiety and Depression :
تزايد مشاعر القلق أو الاكتئاب غالباً ما تكون نتيجة لحادثة التسلط مثل
أناس يفقد السيطرة والقدرة للتعامل مع الحادثة وقد يلجئون إلى تعاطي المخدرات
، ويمكن لهذه المشاعر السلبية أن تستمر مع مرور الوقت مع بعد بلوغ
مرحلة المراهقة إلا إذا خضع للعلاج والأدوية .
3- العزلة والانسحاب
الاجتماعي : Social Withdrawal
:
حادثة التسلط قد تسبب للأفراد الانسحاب من
التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء ، لأنهم فقدوا الثقة بقدرتهم بإدارة العلاقات
الاجتماعية وعدم الثقة بقبول الآخرين لهم ، وهذه الحالة ستكون لها أثار ضارة على
الفرد الذي أصبح منعزلاً فيعاني من المشكلات النفسية التي تؤدي إلى الانتحار .
أفضل شيء يستطيع الأب القيام به هو تنمية
وعي الأطفال عن مخاطر التسلط واتخاذ خطوات للتأكد بعدم تورط الأولاد بقضية التسلط
. يجب على الأب إبلاغ الأولاد عن التهديدات التي تنشأ عبر الانترنت ، وفتح الحوار
معهم حول الأنشطة التي يقومون بها عبر هذه الشبكة العنكبوتية .
أقول:
ترجمنا وكتبنا الكثير
من المقالات المتعلقة بقضية التسلط عبر الانترنت وهي منشورة في موقعنا : المسار
للبحوث التربوية والاجتماعية ، وقد تبين لنا أن أكثر حوادث التسلط تورط بها هم
طلبة وطالبات المدارس في الولايات المتحدة وأوربا ضحايا كانوا أم جناة ، والعجيب
نرى الكثير من أولياء الأمور في الدول العربية والإسلامية لا يهتمون بهذه القضية
وهي تعد قضية عالمية حسب تتبعنا لها خلال المقالات والدراسات التي اطلعنا عليها
وكتبنا عنها .
المصدر :
January
6, 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق