الأربعاء، 7 يونيو 2017

البيانات الجديدة عن العنف وتعريفه عبر المسح الوطني عن ضحايا الجريمة





البيانات الجديدة عن العنف وتعريفه عبر المسح الوطني عن ضحايا الجريمة
New Bullying Data—and Definition—from the National Crime Victimization Survey
بقلم / Justin W. Patchin
13/1/2017
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
يونيو 2017

كلمة المترجم:
يستعرض الباحث " Patchin " تحليل حوادث العنف التقليدي في المدارس ما بين سنتي 2005 و2015 ويؤكد على انخفاض معدلات هذا العنف إلا أن هناك مشكلات تواجه الباحثين ومنها استخدام التعريف الدقيق والشامل للعنف المدرسي وكذلك العنف الالكتروني وكذلك ما المقياس الفعال لتتبع حوادث العنف بالمدارس وأخيراً نأمل أن نوعي العاملين بالمدرسة  وكذلك الطلبة بمخاطر العنف التقليدي والالكتروني على الطلبة وعلى حياتهم المدرسية والاجتماعية .

مقدمة :
المسح الوطني لضحايا الجرائم هو من أكبر وسيلة لجمع المعلومات من قبل مكتب الإحصاء السكاني ومكتب إحصاء العدل بالولايات المتحدة ، حيث تم استطلاع آراء ( 90 ألف ) من أفراد الأسر وجها لوجه " المقابلة " أو عبر الهاتف مرتين في السنة ، واستطلاع آراء ( 160ألف ) من أفراد الأسر الذين تتراوح أعمارهم ( 12) سنة فما فوق ،  هذا الاستطلاع قد أجري منذ عام 1973 وهو أحسن مؤشر لضحايا الجرائم عبر الولايات المتحدة ويعطينا أرقاماً مهمة عن الجريمة التي لم توجد في سجلات الشرطة ( خاصة جرائم التحرش الجنسي للقصر والسرقة ) .

مقياس المدرسة القائم على ضحايا الجريمة :
في عام 1980 مكتب إحصاء السكان ومكتب إحصاء العدل تم إضافة " ملحق الجريمة بالمدرسة " وفيه أسئلة إضافية حول مقياس الجريمة بالمدرسة التي وجهت للطلبة تتراوح أعمارهم ما بين " 12-18 " سنة ، ويشتمل هذا الملحق السنوات التي تم استطلاع الآراء ما بين 1995-1999 ، والسؤال الوحيد عن العنف جاء في نسخة  استطلاع عام 1999 حيث سئل الطلبة ببساطة فيما تم استهدافهم بالمدرسة خلال الستة الشهور الماضية  فقط   نسبة " 3،6% " منهم أجاب ب " نعم " ، وتم إضافة مقياس شامل لاستطلاع آراء الطلبة في عام 2005 حيث سئلوا عن سبعة سلوكيات مختلفة مرتبطة بالعنف مروا بها  :  
هل سخر طالب منك أو شتمك او حاول عزلتك عن الجماعة بطريقة جارحة ؟
هل نشر طالب شائعات عنك أو جعل الطلبة لا يحبونك ؟
هل هددك  طالب بالإساءة إليك ؟
هل دفعك  طالب او عثرك أو  بصق بوجهك ؟
هل أجبرك  طالب أن تفعل شيئاً لا ترغب القيام به ؟ 
هل حاول طالب منعك من الأنشطة بعمد ؟
هل قام طالب بإتلاف ممتلكاتك الخاصة بعمد ؟

في تلك السنة ( 2005) أجاب " 28،5%" من الطلبة  أنهم مروا بأحد أو أكثر من الحوادث - السلوكيات- السابقة  ، وفي عام 2015 نسبة " 20،8%" من الطلبة أفادوا انهم تعرضوا لحوادث العنف المدرسي ، وإذا نظرنا إلى الوراء على مدى العقد الماضي فقد حدث انخفاض ثابت في نسبة الطلبة الذين تعرضوا إلى حوادث العنف في المدرسة استناداً على السلوكيات أو الحوادث السابقة .

تعريف جديد للعنف :
ومع ذلك، هناك نقاش بين الباحثين حول ما إذا كان المقياس المذكور أعلاه يستحوذ الدقة في عرض تجارب "العنف"، أو شيء أقرب إلى ما سيطلق عليه بعض "ضحية الأقران" ،  ليس من الواضح  على سبيل المثال، ما إذا كانت السلوكيات تحدث مرارا أو إذا كان الضحية يفتقر إلى القوة في هذه السلوكيات ، وهذين العاملين يتكون منهما تعريفات العنف ،  وفي محاولة لفهم طبيعة هذه السلوكيات بشكل أفضل، تم استطلاع مدراء المدارس من خلال مقياس جديد للعنف في عام 2015 ، ويستند إلى تعريف موحد للعنف الذي صممه خبراء بإيعاز مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووزارة التعليم الأمريكية في 2014 :
العنف  أي سلوك عدواني غير مرغوب فيه من قبل شاب آخر أو مجموعة من الشباب الذين ليسوا أشقاء أو زملاء للضحية مع اختلال التوازن في القوة وبين الضحية والمعتدي ويتكرر هذا السلوك عدة مرات .
نصف أفراد الأسر الذين تم استطلاع آرائهم في عام 2015 قد طرحت عليهم أسئلة طرحت عليهم في استطلاع عام 2005 ، بينما طرح على النصف الآخر أسئلة أخرى ، واستناداً على التعريف السابق للعنف ، وعلى الخصوص في النسخة الجديدة عرف المشاركون في الاستطلاع العنف بأمرين : التكرار "  repetition " و اختلال توازن القوة " power imbalance " وسئلوا عما إذا تعرضوا لحوادث العنف .
ولدي بعض الأسئلة بشأن العنف في المدرسة ، إذا يحدث العنف عندما يقوم أحد او اكثر من طالب من إثارة ، تهديد ، نشر الشائعات ، ضرب ، دفع بقوة  أو إيذاء طالب ، ولا يحصل العنف عند تساوي القوة أو قوة الجدال أو النزاع أو إيذاء الآخر بطريقة ودية ، فالمعتدي او الجاني يكون هو الأقوى أو لديه أصدقاء أكثر أو أموال أو سلطة ونفوذ على الطالب الضحية ، وفي العادة يحدث العنف مراراً وتكراراً كما يظن الضحية ، ومن خلال تعريف العنف السابق هل تعرضت أيها الطالب إلى عنف طالب آخر بالمدرسة خلال هذه السنة الدراسية ؟

إذا أجاب الطالب أنه تعرض إلى العنف حسب التعريف السابق فأنه سيسأل ثلاثة أسئلة تالية لتحديد نوع العنف اللفظي أو الجسدي أو الاجتماعي ( بالنسبة للعنف التقليدي وليس العنف الالكتروني ) ، واستناداً على النسخة المنقحة فأن نسبة الطلبة الذين تعرضوا للعنف هي " 8،1%" ، وكنتيجة نهائية تمت إضافة أسئلة أخرى إلى هذه النسخة (1) من الاستطلاع لمعرفة ما إذا السلوكيات المبلغ عنها قد تكررت مراراً مع اختلال في القوة بين المعتدي والضحية وعند أخذ هذا الاعتبار فأن نسبة " 4،4%" من الطلبة تعرضوا إلى العنف.

الخلاصة :
يمكننا استخلاص بعض الأمور من حوادث العنف المختلفة في " ملحق الجريمة بالمدرسة " عام 2015 ، أولاً هناك عدة طرق لقياس العنف وهذه سوف تؤدي إلى معدلات مختلفة للإبلاغ عن حوادث العنف وهذا الأمر سبق وأن كتبنا عنه الكثير ، على سبيل المثال في النسخة الثانية لمقالة " العنف خارج المدرسة " حللنا " 74" ورقة ونشرت في المجلات العلمية وجدنا تعاريف متباينة للعنف الالكتروني ( التسلط ) وأدى إلى انتشار حالات الإساءة بين أفراد العينات تراوحت بين " 2،3%" إلى " 72%" وقمنا منذ ذلك الوقت بتحديث البيانات للتحليل الذي قمنا به واشتمل على " 134 " ورقة وتراوحت المعدلات بين "   4،. % " و " 92% " وإذا لم نتمكن من الرجوع إلى جميع الباحثين فأننا نواجه مشكلة عندما نقارن بين دراسات الباحثين .
 ثانيا، تعرض عدد قليل نسبيا من الطلاب إلى حوادث العنف عند استخدام التعريف الجديد الذي وضعته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية ووزارة التربية والتعليم في عام 2014  (وتراوحت نسب هؤلاء الطلبة الضحايا ما بين 4.4٪ و 8.1٪) ، وماذا بالنسبة إلى غيرهم من الضحايا تراوحت نسبتهم ما بين " 12-15٪ " الذين قالوا انهم تعرضوا للعنف حسب الاستطلاع القديم ؟ هل هناك حاجة حقا إلى حدوث شيء مرارا أو مع عدم التوازن في القوة بين الضحية والمعتدي لكي نعتبره حادث عنف ؟ ما مدى أهمية الضرر؟ ماذا عن نية الشخص الذي شارك في السلوكيات العدوانية ؟ وللتأكد من ذلك، ليس كل السلوك المؤذي هو العنف ، ولكن عندما يعبر الخط أو يتفق مع التعريف .       

وأخيراً يحتاج الباحثون الآن إلى أن يقرروا ما إذا كان ينبغي استخدام طريقة جديدة لقياس العنف في دراساتهم ،  كذلك يقرروا ما إذا كانت الأسئلة القديمة تقيس فعلا العنف والتي تخضع لنقاش مكثف ، لمعرفة أهمية هذه الطريقة  خاصة مع الانخفاض المطرد في معدلات السلوكيات العدوانية ما بين عامي 2005 و 2015  وهذا يشير حدوث شيء إيجابي ،  وأظن أن المقاييس القديمة والجديدة سوف ترتبط بشكل كبير إلى حد ما إذا نظرنا إلى المعدلات استنادا إلى الإصدارات الثلاثة عبر الزمن، ولكنها أرقام مختلفة بشكل كبير. ومن المرجح أن تقوم وسائل الإعلام بالإبلاغ عن أي رقم يتم تقديمه دون أي تفسير ،وهذا مهم ، وأنا آمل أن يطبقوا منهجية مقياس  2015  في عام 2017 حتى نتمكن من الحصول على أفضل التعامل مع التغييرات  الى جانب ذلك، المزيد من المعلومات هو دائما أفضل. وكلما زادت البيانات التي يمكننا الحصول عليها حول طبيعة ومدى انتشار العنف في مدارسنا، وكلما استطعنا مواجهة المشكلة بشكل فعال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق