الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الإباحية : دليل مختصر للتربويين والآباء




Sexting A Brief Guide for Educators and Parents

Sameer Hinduja, Ph.D. and Justin W. Patchin, Ph.D.
Cyberbullying Research Center
مقال :الإباحية  : دليل مختصر للتربويين والآباء
تأليف : سمير هندوجا  وجوستن و. باتشجن ، مركز بحث التسلط عبر الانترنت
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     يتعامل المراهقون مع الهواتف المحمولة بشكل كبير هناك واحد من أربعة مراهق لديه هاتف محمول  ( Lenhart,2009 ) يساعد الهاتف المحمول على اتصال المراهق مع الأهل  والأصدقاء  ، ويكون بمثابة خط الدفاع له في المواقف الصعبة ، إرسال واستقبال الرسائل النصية عادة مألوفة بين الناس لا سيما بين الشباب ، وفي أحدث دراسة أشارت إلى ان المراهقين يرسلون ويستقبلون أكثر من (3000) رسالة نصية  شهرياً ، كذلك تسمح هذه الهواتف من إرسال صور ومقاطع فيديو ، ومع وجود هذه المميزات في اجهزة التواصل والتفاعل  فأنها تخلق مشكلات عديدة لمستخدميها ، وإحدى ههذ المشكلات ما يعرف ب " الإباحية ، Sexting " (1) .

ماذا تعني : الإباحية   Sexting   " ؟
     هي إرسال واستقبال صور مثيرة للجنس بواسطة الهاتف النقال ، ويستخدم هذا المعنى في وصف  ما يقوم به المراهقون بإرسال هذه الصور لأنفسهم  إلى غيرهم ، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني او عبر برنامج المراسلة السريعة  وغرفة الدردشة ، وقد ترسل هذه الصور إلى الأصدقاء لكنها قد تصل إلى أيدي غيرهم فتخلق مشكلات لهم ، مما يعني قلق الناس من هذه السلوكيات الخاطئة بين المراهقين إلا أن هناك من الكبار من يقوم بهذه السلوكيات (2) .

ارتفاع معدلات الحوادث المأساوية  :High Profile  Tragic  Incidents
     يبدو للعيان ان الإباحية تنفجر على وتيرة متكررة بسبب ارتفاع معدلات الحوادث المتعلقة بها واهتمام أجهزة الأعلام بنشرها ، بالخصوص عند انتحار : جسي لوجان Jesse Logan   ، و هوب وتسل   Hope Witsell  حيث حركت الضمير الاجتماعي العام ، جيسي لوجان فتاة في (18) من عمرها من ولاية " أوهايو، Ohio " حيث أرسل صديقها السابق صورة عارية لها وعممها في المدرسة ووجهت لها ألفاظ وتهم قاسية ، وبعد شهرين أقدمت على الانتحار بعد معاناة نفسية وإذلال وسوء معاملة تلقتها من زملاء  فصلها ، و " هوب وتسل" عمرها (13) سنة فقد أرسلت صورة عارية الصدر إلى زميلها الذي تحبه ، وأخذت الصورة طريقها بسرعة بواسطة هواتف طلبة المدرسة ، وكتب عنها في دورية منشورة بالمدرسة بصفات مثل :  " وقحة ، عاهرة "  ، وتحملت عدة أسابيع لكن صبرها نفذ فأنهت حياتها وهي في الصف الثامن .(3)

     إنه حقيقي وليس شيئاً قد حدث في المدرسة المتوسطة ولكن لسوء الحظ حصل .

     فتاة ذات عمر الثالث عشر من ولاية فلوريدا .

استعراض الدراسات السابقة :
     أشارت أربع دراسات رسمية بشأن الإباحية بين المراهقين إلى جانب تقرير عملنا بهذا الشأن ، أولاً الحملة الوطنية لمنع ووقاية المراهقات من الحمل السفاح ما بين أواخر سبتمبر إلى بداية أكتوبر لعام 2008م حيث تبين ان (19%) من المراهقات ما بين 13-19 سنة  قد أرسلن صورهن مثيرة للجنس إلى صديقاتهن عبر البريد الالكتروني و الهاتف المحمول وبعض مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما (31%) منهن حصلن على صور عارية او شبه عارية من زميلائهن ، ونشرت شركة " كوكس ، Cox " للاتصالات نتائج دراسة صدرت في أبريل 2009 وأشارت إلى أن (9%) من المراهقين ما بين 13 – 19  سنة أرسلوا صورا عارية  أو رسالة نصية عبر البريد الالكتروني (4) .

     وجاء في قناة (  MT  ) التلفزيونية ووكالة أسوشيتدس برس ( Associated Press  ) عن كشف قضية الإباحية في سبتمبر 2009م حيث وجد أن ( 10% ) ما بين 14-24 سنة  من المراهقين أرسلوا صورا عارية لأنفسهم إلى الآخرين  وان (15%) منهم حصلوا على هذه الصور من مقاطع فيديو مباشرة (5) في النهاية توجد دراسة لمركز بيو ( Pew ) للأنترنت ومشروع حياة الأمريكان حصلت على معلومات جمعت من شهر يونيو إلى سبتمبر 2009 م حيث أشارت إلى أن (4%) من المراهقين أعمارهم ما بين (12-17) سنة أرسلوا صورا عارية  أو شبه عارية لأنفسهم إلى غيرهم بواسطة هواتفهم المحمولة  ، بينما هناك (15%) منهم قد حصلوا على هذه الصور (6) .

وتختلف نتائج او أرقام من دراسة إلى أخرى ، لكنه من الواضح ان المراهقين قد تورطوا ب" الإباحية  ، Sexting "  وليس واضحا هدف المراهقين من هذه القضية الأخلاقية في هذه الدراسات ، وأكثرها تشير إلى تعريف  السلوك  المشين ، سواء بواسطة الهاتف المحمول او غيره من مواقع الانترنت وتحديد الفئة العمرية للمراهقين ووصف منهجية الدراسة .

     في ربيع عام 2010م  استطلعنا أراء (4400) طالباً أعمارهم ما بين  11-18 سنة  ، من المدارس العامة  وجدنا أن (12,9%) منهم قد حصلوا على صور عارية أو شبه عارية من زملائهم ، واعترف (7,7%) منهم أنهم أرسلوا صورا عارية او شبه عارية لأنفسهم إلى زملائهم ، وهذا ينطبق على الذكور والإناث منهم ولكن الذكور أكثر عدداً من الإناث في الحصول على هذه الصور ..

الردود الرسمية وغير الرسمية : Formal and Informal Responses
     أعطي اهتمام  لحالات الملاحقة الجنائية ضد المراهقين الذين تورطوا بجرائم " الإباحية " مع تطبيق " الغرامة المالية ، مثال حالات : السلوك غير المنضبط واستخدام غير قانوني للقاصر للتعري وجناية الاعتداء الجنسي على الأطفال ، وتسهيل الانترنت لارتكاب جرائم الدعارة المفتوحة (7) وناقش بعض ان هذه الإدانات قد جاوزت الحد وخارج قناعات المشرعين الذين شرعوا التشريعات لملاحقة الكبار الذين يتصيدون المراهقين (8) بينما يقول بعض أن هذا التفسير الصارم للقانون هو عبارة عن جناية تستحق العقاب كإرسال ا الاحتفاظ بصورة قاصر المثيرة للجنس ضروري لمنع الحوادث المؤسفة مثل حالة الانتحار لجيسي وهوب (9) .

     وللتأكيد لقد تراجع بعض مسئولي الشرطة والقانون عن اتخاذ الموقف الصعب  بخصوص سن المشاركين وعلاقتهم بجريمة " الإباحية " التي تحدث ، والغالبية الكبيرة لهذه الحالات تبدو طقوس " المغازلة " التي تكون بين المراهقين في عصر الهواتف المحمولة والرسائل النصية وإرسال الصور الرقمية وهي تمثل دعامة لثقافة هؤلاء الشباب  والشعور المتزايد لدى المسئولين هو ان الشباب لا يجب أن يحاكموا بموجب قوانين تهدف إلى حمايتهم من الكبار ، ونحن نتفق مع هذا التصور وكما ان المراهقين ينخرطون دون قصد في هذا السلوك ولا يمكن تصنيفه عملا جنسيا ويسجل عليهم مدى حياتهم وتدمر حياتهم ، (21) ولاية سنت تشريعات لعلاج " الإباحية " اعتبراً من سبتمبر 2010 مع عقوبات تتراوح بين منع البرمجة التعليمية لمن يقوم أول مرة بهذا السلوك وإلى غرامة مالية  وحبس لمدة محدودة  .(10)

ما يجب أن تفعله المدارس ؟
     الكثير من البالغين ورجالات الشرطة والقانون يرون عدم جاهزيتهم للتصدي لجريمة " الإباحية " وعواقبها ونتائجها وآثارها ، ومن المهم أن أي واحد منهم يدرك ان الصورة العارية او شبه العارية للقاصر يجعله يتحرك بسرعة كي لا يقع الضرر ، وعلى المربين ان يتعاونوا مع ضابط الاتصال بالمدرسة او أي ضابط الشرطة لجمع البيانات والتحقيق  في القضية وملابساتها وطبيعتها ، ومن الواضح ان المسئولين والمعلمين بالمدرسة  ألا ينسخوا او ينقلوا  او يحملوا القرص الممغنط (CD  ) أو ما في الهاتف المحمول او الكمبيوتر شيئاً من المحتوى أثناء التحقيق مع رجال القانون ، فقد يوجه لهم تهماً جنائية  حتى لو كان ذلك لمصلحة الطالب الضحية ، لكي يتجنبوا المساءلة القانونية وعلى مديري المدارس مصادرة اجهزة الهاتف المحمولة فقط  والسماح لرجال التحقيق الاطلاع على محتوى الهاتف  وسجلات المكالمات وغيرها . (11)

     ونقترح الاتصال بهؤلاء الطلبة المتورطين وبأسرهم وفيما يتعلق بصورة الطالب ، والأمر يتطلب علاج دقيق وحساس إذا كان هناك ضرر عاطفي ونفسي ،وخاصة إذا كان الحادث يجلب اهتمام المدرسة  وينبغي تشجيع الطالب ووالديه على عرض الطالب على معالج نفسي للتعامل مع الصدمة والإجهاد بعد ووقع الحادث .(12)

     عند التعامل مع الطالب الذي نشرت صورته بالهاتف وغيره الاتصال والديه قبل بدء التحقيق وتحديد دوافع وراء هذا السلوك ، هل الصورة او مقطع الفيديو قد أرسلت دون قصد وينم عن عدم النضج وعدم أذية الطالب وانه من مزاح المراهقين أو تم إرسال الصورة من أجل إذلال وإضرار عمدي مثل التسلط عبر الانترنت والتحرش الجنسي والابتزاز والمطاردة ونشر المواد الإباحية للأطفال  . (13)

     إخبار الوالدين قد يحفز على تنبيه وتأديب الطالب بالطريقة المناسبة والاهتمام أكثر بما يفعله الطالب بهاتفه المحمول وقد يؤدي إلى فرض قيود على الرسائل النصية أو منعه من الاتصال بالانترنت ، وعلى الوالدين توجيه ولدهما وتعريفه بعواقب هذا السلوك غير القانوني .

     بالإضافة إلى هذه الخطوات من المهم مراقبة من ينشر الصور الإباحية بعد فحص سجلات المكالمات والرسائل ويمكن إبلاغ رجل القانون مدير المدرسة إلى من أرسلت هذه الصور أيضا ومن أخذها وأخذ أقاويل الطلبة لتحديد مدى انتشار الصور مع الوعد بالسرية في عدم الكشف عن الأسماء مع التحذيرات المطلوبة والتأديب لردع من بث هذه الصور من خلال الهواتف المحمولة في حرم المدرسة والمخالفة للوائح المدرسة .

     ولمنع ذلك على المنطقة التعليمية أن تتبنى سياسة لمنع الإباحية :
     أولاً : أن تتبنى الولاية أن مجرد حيازة الصورة المثيرة جنسياً للقصر بالهاتف انتهاك لقوانين الولاية . 

     وثانياً : إن المتورطين عليهم حذف الصور كجانب تأديبي .

     ثالثاً : على المدرسة إبلاغ الطلبة أن الوالدين ورجال القانون والتحقيق سيحققون معهم .

     رابعاً : وإبلاغ الطلبة أن الهواتف المحمولة يجب أن يفحص محتواها في حالة حدوث انتهاك للوائح المدرسة .

     خامساً :  يجب أن تبين نتائج هذا السلوك المنتهك للقانون بوضوح مع سماح للمسئولين بالمدرسة  استخدام سلطتهم لتحديد العقوبة المناسبة حسب كل حالة ، وأخيراً ينبغي لسياسة حظر المواد الإباحية والعنف المتعلق بالإباحية عبر الانترنت  أن تتضمن أحكاماً رادعة عند التهديد بنشر الصور الإباحية .(14)

الدعوة إلى التربية والإرشاد:
     من خلال تجربتنا مع المراهقين وعندما كنا صغار في سنهم لا نعتقد ان القانون عبارة عن " رصاصة سحرية" لأن المراهقين لا تردعهم عقوبات القانون طبعا لا يعني ذلك عدم وضع المدرسة لوائح لردع هذه المخالفات ، هذه اللوائح ضرورية  ولكنها غير كافية لمنع هذه المخالفات  ولا نريد القانون يأخذ دور التربية والتعليم في توعية المراهقين حول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا .

     يحدث أحياناً عند إمرار القانون في سرعة إحتواء القضية دون التعرف على أسبابها الحقيقية ويجب على المدارس وضع خطط  تعليمية  مبتكرة لرفع وعي الطلبة وتحذيرهم بقصر النظر والحماقة بإرسال أو استلام الصور العارية  المثيرة للجنس لأنفسهم ولغيرهم .

مشرع من ولاية نيوجرسي :New Jersey
     وقد يتم ذلك أيضا من خلال اجتماعات للمراهقين بالمدرسة ، والتنمية المهنية للعاملين بالمدرسة بفضية الإباحية وفي المساء عقد ورش عمل لأولياء الأمور وبقية أعضاء المجتمع المدني ، ويمكن توزيع مذكرات ونشرات بهذه القضية على الطلبة وأسرهم او تكون على شكل كتيب ودليل للطالب وكذلك استغلال النشرات الإخبارية والصحافة المحلية واللقاءات المفتوحة مع المختصين والاتصال الهاتفي مع الأسرة  ،  وأخيراً يمكن استغلال  مواقع التواصل الاجتماعي : فيسبوك وتويتر  وموقع خاصة للمدرسة لتغطية قضية الإباحية والحد منها وبيان الإجراءات القانونية  في كيفية استخدام أجهزة التكنولوجيا للطلبة وأسرهم  وتغيير مفاهيم الطلبة لبعض السلوكيات الشائعة في أوساطهم  وإرسال رسالة  قوية  عن الإباحية  إلى المدرسة  لتثقيف الطلبة  ولو ببطء .

     هذه الجهود مهمة  لإحداث تغييرات في العقلية السائدة : ما هو مقبول وما هو غير مقبول ؟  في عقول الطلبة  ولدينا محاولات واستجابات تكون أقل من المثالية  وإذا لم نتصد ى بفاعلية فقد يؤثر سلباً على الطلبة  وإذا كانت الرسالة المسيطرة على عقول المراهقين  أن ذلك عبارة عن حب رومانسي وتقدير الذات وازدياد الشعبية وقد يصل بهم الأمر إلى عدم التمييز بين الصواب والخطأ  ولكن المطلوب توعيتهم ومنعهم من هذه الإباحية وتقوية عزمهم . 

المراجع :
NOTES:
1. Lenhart A, Ling R, Campbell S, Purcell K. Teens and Mobile Phones. Washington DC: Pew Internet & American Life Project; 2010.
2. Leshnoff J. Sexting Not Just for Kids. Adults from many different backgrounds are now sending and receiving explicit text messages. AARP Global Network; 2009.
3. National Campaign. Sex and Tech: Results from a Survey of Teens and Young Adults. Washington DC. The National Campaign to Prevent Teen and Unplanned Pregnancy; 2008.
4. Cox Communications. Teen Online & Wireless Safety Survey; 2009.
5. MTV-AP. Digital Abuse Study: MTV Networks; 2009.
6. Lenhart A. Teens and Sexting: How and why minor teens are sending sexually suggestive nude or nearly nude images via text messaging. Washington, DC: Pew Internet & American Life Project; 2009.
7. Lenhart A. Teens and Sexting. Washington, D.C: Pew Internet & American Life Project; 2010.
8. Wastler S. The Harm in “Sexting”?: Analyzing the Constitutionality of Child Pornography Statutes that Prohibit the Voluntary Production, Possession, and Dissemination of Sexually Explicit Images By Teenagers. Harvard Journal of Law and Gender. 2010;33(2):687-702.
9. Zetter K. ACLU Sues Prosecutor Over ‘Sexting’ Child Porn Charges. Threat Level, Wired.com, Condé Nast Digital; 2009.
10. Koppel N, Jones A. Are ‘Sext’ Messages a Teenage Felony or Folly? Life & Style. New York, NY: New York Times; 2010.
11. Falcone A. Rookie Legislator In National Eye With Bill To Lessen ‘Sexting’ Penalty For Consenting Minors. Hartford Courant. Hartford, CT; 2010.
12. Oei T-Y. My Students. My Cellphone. My Ordeal. Washington Post. Washington DC; 2009.
13. Willard NE. Sexting Investigation and Intervention Protocol. Sexting and Youth: Achieving a Rational Response. Eugene, OR: Center for Safe and Responsible Internet Use; 2010.
14. Soronen LE, Vitale N, Haase KA. Sexting at School: Lessons Learned the Hard Way. Inquiry & Analysis. Alexandria, VA: National School Boards Association’s Council of School Attorneys; 2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق