الخميس، 19 ديسمبر 2013

هل يجب أن تراقب المدارس حسابات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي




مركز بحوث التسلط عبر الانترنت :Cyberbullying

Should Schools Monitor Students’ Social Media Accounts
Posted by Justin W. Patchin on September 17, 2013
مقال : هل يجب أن تراقب المدارس حسابات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي
تأليف : جوستن و. باتشجن ، 17/9/2013
ترجمة الباحث / عباس سبتي

     هناك ناقش خلال الأيام الماضية  بشأن مراقبة المدارس أنشطة الطلبة  بمواقع التواصل الاجتماعي ( اشتركت في برنامج  هوفبوست ،HuffPost   المباشر ) لمناقشة هذه القضية في صباح اليوم ، بمدرسة  " جلندال ، Glendale " المشتركة لمرحلتي المتوسطة والثانوية وتقع في جنوب كاليفورنيا وعدد طلابها  (1400  )  وتعاقدت مع شركة الاتصالات لمتابعة أثر  كلام ورسائل وغيرها من الأشياء التي يقوم بها الطلبة من خلال الانترنت  بمبلغ ( 40500 ) دولار  سنويا ، وادعت الشركة أنها تبحث عن أي شيء يهدد سلامة وحياة الطلبة  مثل التسلط عبر الانترنت  والتهديدات بإيذاء النفس باستخدام كمبيوتر المدرسة او لا ؟  وتقوم الشركة بمعرفة من يتعاطى المخدرات  أو من يقوم بنشر أي شي يسيء إلى المدرسة  .

     في مركز بحوت التسلط عبر الانترنت  نقوم بالاتصال بشركة الاتصالات التي تقدم حلولا لمشكلة التسلط  من أجل التسويق للمدارس وقمنا بدراسة هذه الحلول ، ولو أنها غير مطورة كما يقول بعض ، لذا السؤال يطرح هل يجب على المدارس الاستعانة بشركة تجارية  لمراقبة أنشطة الطلبة عبر الانترنت  ؟

مراقبة الوالدين :
     معظم الناس يتفقون أن على الوالدين مسئولية ماذا يفعل أبناؤهم باستخدام الانترنت  وهذا شيء جيد للوالدين بمساءلة أبنائهم عمن يتصلون او يتفاعلون معهم ، ويتساءل بعض الآباء هل مراقبة كمبيوتر او هاتف الأبناء فكرة  جيدة ومجدية ؟ هذا سؤال صعب ، من جهة أني ليس بموقف لاخبر أي أحد كيف يربي الوالدان طفلهما  ؟ لذا عند الإجابة عن هذا السؤال أنا ببساطة أشرح العواقب المحتملة  لما يقوم به الآباء لمراقبة أبنائهم عبر الانترنت ، وإذا اختار الوالدين مراقبة  نشاط ولدهما دون أن يشعر سوف يجدان أنفسهما لمواجهة  ولدهما ويعلم الولد ان والداه يتجسسان عليه ، ومن الصعب إصلاح هذا الموقف في مقابل تقوية العلاقة بينهما  وبين ولدهما مستقبلاً .

     في العموم إذا فكر الوالدان أنه من ضروري اتخاذ هذه الخطوة ، لذا أنصحهما أن يعلم أبناؤهم بهذه الخطوة ويجب أخبرهم أن ذلك من اجل حمايتهم  ، وتشجيعهم على تحمل مسئولية استخدام الكمبيوتر وأن يتصرفوا بسلوك حسن دائماً وسوف يكتسبون مزيداً من الفوائد ، وهذه خطة هامة لمن يستخدم الانترنت أول مرة من الطلبة ويريد ان يبحر في عالم الفضاء الالكتروني بأمان ، ولدي قلق أن بعض الآباء ينتابهم شعور زائف بالأمان بأن المدرسة تنفق أموالاً لمراقبة الطلبة عندما يدخلون شبكة الانترنت بدلا من القيام هما بذلك .

     في واقع الحال إذا أراد الطفل الالتفاف على تتبع ومراقبة أنشطته عبر الانترنت فهو سهل له ذلك ، فقد يذهب إلى منزل صديقه ويستخدم جهازهم أو التسجيل بموقع آخر مثل المكتبة العامة ، لقد أخبراني مديرا مدرستين أن طالباً عمره ( 18) سنة دفع أولا بأول مستحقات جهاز " تراكفون " من أحد المجمعات التجارية  وتبين ان هذا الجهاز هدية من صديقته التي دفعت أمها الثمن ولم  الأب والأم لمن أعطت ابنتهما هذه الهدية ، لذا جدير بالذكر عندما تضغط او تشد مع المراهق فأنه سوف يتبع طرقا ملتوية لا تعرف عواقبها ونتائجها  ، وتشير بعض الدراسات في الشك بفاعلية  مراقبة ومنع الأنشطة  التي تحد من جرائم التسلط  عبر الانترنت .

المخاوف على الخصوصية :
     ينتقد بعض مراقبة المدارس لأنشطة الطلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على  أنها انتهاك لخصوصية الطلبة  ولكني غير مقتنع من هذا الرأي و معظم الطلبة الذين تكلمت معهم  يقولون أن المقاهي الالكترونية العامة مفتوحة للجميع تعرض كل شيء لروادها  ، ويعلمون أن المدارس تبحث من سنوات عمن يراقب أنشطة الطلبة  وان هذه المدارس تعاقدت مع شركات لقيام بهذه المراقبة .

     معظم الطلبة يقولون  أن لديهم على فيسبوك حسابات خاصة في الواقع في بحثنا بشان سلوكيات الطلبة في مواقع التواصل الاجتماعي  في موقع " ماي سبيس ،  MySpace " وجدنا أن أقل من 40% من الطلبة  لديهم حسابات خاصة  وذلك في عام 2006م ، وفي عام 2009  85% من المستخدمين النشطاء لهم حسابات مقيدة ، وهذه النتائج ليس من  استطلاع آراء الطلبة  الذين سألناهم ليكتبوا ماذا يفعلون من الانشطة  بواسطة الانترنت ، لقد اخترنا ملفات خاصة للطلبة كعينة عشوائية  لمعرفة الناس للبيانات الخاصة للطلبة ، لذا في الأربع السنوات الأخيرة اعترف الطلبة انهم يتجنبون فتح حساباتهم  للجميع  ، وكثير من المراهقين يعملون على تطبيق اتصالات سريعة مثل : Snapchat   ، كي يكون من الصعوبة  بمكان تتبع انشطتهم ومعرفة ما يقولونه في  مواقعهم .

الثقافة المدرسية أكثر أهمية :
     المدارس وأولياء الأمور ملتزمون بتتبع الطلبة  على ما يفعلونه في الانترنت ، وأنا لا أشعر أن المدارس  وهي تقوم برحلات الصيد في حاجة إلى  تعديل السلوكيات غير اللائقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أن دفع مبالغ لشركة الاتصالات لمراقبة أنشطة الطلبة امر ضروري وعلى المدارس تنمية ثقافة وفكر لأي شخص يبحث عن آخر عند تزايد القلق كي ياخذ خطوة إيجابية ، وعندما يكون هناك تهديد يسبب أذى للنفس أو للآخرين فأن بعض يسمع به فماذا يفعلون في هذه اللحظة  ؟ هل هم مخلون اتخاذ الإجراء لأنفسهم ؟ هل يشعر الطلبة بالراحة والأمان عندما تستعين بهم المدرسة كشهود في قضية التسلط ؟ وهل إبلاغ الطلبة للمدرسة او للوالدين يحل هذه القضية ؟

     وهناك فائدة أخرى وهي تشجيع وتخويل الطلبة على التعامل والمضي قدما  مع المشكلات  الناجمة  وللمدارس أناس يتعاملون المشكلات  وقادرون على البحث عن المعلومات المطلوبة  في الملفات الخاصة للطلبة  لا تقدر شركة الاتصالات  الوصول إلى  بعضها مع معرفة الطلبة  بمحتويات هذه الملفات  .

    عندما تسأل الطلبة  ماذا تعملون عندما تتعرضون إلى مشكلة العنف والأذى عبر الانترنت  أو تسمعون عنها.؟  لا يقولون أنهم يخبرون من هو أكبر منهم من البالغين ، ولو تسألهم هل تطلب مساعدة من الكبار ؟  قالوا : لا . ووفقا لمشروع "  صوت الشباب "  تم استطلاع آراء (12000) طالباً تقريباً  من (12) ولاية إمريكية  من قبل الباحثين :"  ستان دافيس  و شاريس  كنكسون " ، حوالى ثلثهم الذين تعرضوا لمشكلة العنف عندما أخبروا البالغين حلت المشكلة ،  بينما قال بعضهم تعقدت المشكلة بنسبة (29%)   ، وربما ان المشكلة  لا تحتاج من المدرسة أن تهتم بشكل جيد بما يجري على شبكة " النت " بخصوص تورط الطلبة بمشكلة العنف ، ولكنها تحتاج إلى  أن تعرف ردة الفعل لهذه المشكلة  ( توجد مقترحات ) فإذا تصرفت المدرسة جيدا في حالة التسلط  ( للضحية والجاني ) لوقف العنف والتهديد فأن الطلبة يشعرون بأمان ويساعدون حل المشكلة مع المدرسة  مستقبلاً ، وينتشر الخبر ويتشجع غيرهم على مساعدة المدرسة ، بينما أكثر الطلبة يخافون ان المدرسة أو أولياء الأمور يعقدون الأمور أكثر ولا يحلون المشكلة .  

     السؤال المهم لي وهو ماذا يفعل المربون عندما يحصلون على المعلومات ؟  الشركة ترسل إلى المدرسة  يومياً تقريراً عن الثرثرة ( الشات ) من أجل مساعدة المدرسة على مواصلة التحقيق في القضية  ، من المسئول في التحقيق ؟  من الذي يقرر أن شيئاً خطيرا يكفي لتبرير  التدقيق أو مواصلة التحقيق ؟ هل المدارس تأخذ  الاحتياط الإضافي وقيام بدور نشط عبر الانترنت للبحث عن المشكلات ؟  ماذا لو كان هناك تهديد وسمعت به المدرسة ولم تفعل شيئاً ؟ أو أنها حذرت من هذا التهديد ولكنها لم تتحرك بسرعة لاحتوائه ؟ وغني عن القول توجد أسئلة كثيرة دون الإجابة عنها .

هل هناك مبرر من استخدام الموارد ؟ Justifiable Use of Resources?
      وسؤال آخر هل هذا الاستخدام  جيد لموارد المدرسة ؟  في ولاية " ويسكونسن ، Wisconsin" التي أعيش فيها  أجرة المستشار الذي تستعين به المدرسة هي (40) ألف دولار  ، وذلك لبعض الوقت  ، عند تقلص ميزانية المدرسة  يتم قطع هذه الأجرة كدعم إضافي للمدرسة ، فهل تحاول المدرسة في حال عدم الالتزام ببعض  نظم العمل للإسراع في العمل  في محاولة لاتباع  أساليب ملتوية لحل مشكلة تكنولوجية ؟ وهل المدرسة لها الحق في ذلك ؟ بعض المدارس تلجأ إلى هذه الأساليب  بهدف  تجنب دفع مبالغ على الخطط الفعالة والشاملة لمنع مشكلة التسلط  قبل حدوثها مثل برمجيات التعليم العاطفي والاجتماعي ،  مراقبة واستجابة  وتكرار أسليب جيدة دائماً لمنع حدوث المشكلة ، ولكن هذا المنع قد يكلف أكثر مستقبلاً  علما بأنه قد يكلف على المدى البعيد أقل بكثير .  

     ويبدو أن الرأي العام مع دعم المدارس لتدفع إلى المستشارين لمراقبة طلابها عبر الانترنت ، وأنا ما زلت غير مقتنع بهذا  ومن المنطقي ان المدارس تريد أن تعرف الحالات الخطيرة التي تتطور  عبر الانترنت  وكلما كان ذلك مبكراً كان أفضل  ولكن لنرى هل  يبدو أن هذا التكتيك فعالاً ؟

     وكباحث أود أن أقيم  هذا البرنامج وهذا يجعل للمشروع البحثي قيمة  ، إذا ما اختارت المدرسة مدارس أخرى بطريقة عشوائية للمشاركة في هذا المشروع  ولنتابع أثر ذلك او التغييرات التي تحدث في مفاهيم الطلبة أو في سلوكياتهم ، ومن المفيد معرفة -على سبيل المثال – كم عدد حالات الانتحار بين الطلبة  يمكن منعها  إذا طبق مثل هذا المشروع  ، وادعى "  جلندال  Glendale وغيره أنه تم إحباط محاولة انتحار واحدة خلال اختبار تجريبي في العام الماضي ، ولكن من غير المؤكد ما إذا كان شخص ما بالمدرسة جاء عبر المعلومات  وسجل بدون مساعدة المستشار .

     ونحن لا نعلم فيما إذا دفعت مدارس أخرى من أجل هذه الخدمات ،  شركة " جيو لسننج ، Geo Listening " أدعت انها تتوقع أن تعمل مع  أكثر من (3000) مدرسة في أرجاء العالم مع نهاية العام ، وهذا بداية لمناقشة ما لدينا  ويبقى لنرى هل هذه آخر تجربة في استخدام الحلول التكنولوجية لعلاج المشكلة الاجتماعية  التي تحدث .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق