الاثنين، 3 فبراير 2014

تعنيف أطفالك من أجل عقابهم




Cyberbullying Your Own Kids to Punish Them

Posted by Sameer Hinduja on May 1, 2012
مقال تعنيف أطفالك من أجل عقابهم
بقلم : سمير هندوجا 1 مايو 2012 م
ترجمة الباحث: عباس سبتي

     المربية الكندية المختصة بشئون التسلط  "   Lissa Albert   " وأنا تحدثنا مع بعض أولياء الأمور بشأن السلوك المثير للجدل وهو سلوك " إرسال رسالة " إلى المراهقين هل هو سلوك جيد أم غير جيد ؟ وقد قامت Lissa Albert    بعمل كبير في  توفير خلفية لهذا السلوك فضلاً  لماذا لا ندعم ردود أفعال هذه الحالة وقد دونت الملاحظات التالية نأمل أن تشاركونا الرأي ويمكنكم الاتصال بها لمعرفة المزيد :

     هناك اتجاه  جديد مقلق قد ظهر في عالمنا الرقمي الذي يمزج بين وسائل الأعلام الاجتماعية وتربية أولياء الأمور وأنه أكثر قلقاً  لمن يعتقد به أول مرة ويسمى : التأديب الرقمي " السايبري"   cyber-discipline .

     حدث أول حادث في فبراير 2012 ، عندما تناقلت الصحف أخبار قصة رجل في شمال كارولينا  North Carolina .

     الذي قرر تأديب ابنته وعمرها (15) سنة التي اشتكت على والديها في " فيسبوك " ، وحجبت والديها من رؤية ما تكتبه وكتبت بأسلوب عدواني كريه .

     طريقة Tommy Jordan’  في التعامل مع ابنته  هي أنه نشر في يوتيوب عنوان " الفيسبوك  والأبوة : من أجل المراهقة المضطربة  " ويبدأ   Tommy Jordan   مقطع فيديو بشرح نصيحة أولياء الأمور كيف  يتعاملون مع أولادهم  الذين ينشرون أخبار مسيئة في فيسبوك وكيف أنه أنفق أموالاً لشراء جهاز كمبيوتر وموقف ابنته في انتقاد والديها في فيسبوك بدلاً من ذلك عليها  أن تقوم بالأعمال المنزلية  ، وأنه سخر من كلماتها كل ذلك في مقطع فيديو .   

     بعد ذلك انتقل إلى مشهد الكمبيوتر ملقى على العشب والتراب وهو يقول : هذا هو المكان المناسب للكمبيوتر ثم حمل بندقية وصوبها نحو الكمبيوتر تسع مرات وعدد الرصاص وطلب من ابنته دفع ثمن كل طلقة رصاص .

     تحدث الأب خلال نقاشات سريعة كيف أن  مواقع التواصل  الاجتماعي تستخدم كوسيلة لتهذيب الأولاد ، ونظمت المناقشة  لطرح العنف بشكل خفي وردة فعل وطبيعة التهذيب وإطلاق صيحة غلاء أجهزة التكنولوجيا  ، وأخذ الأب ثأره من إبنته ، وليس صواباً أن يأخذ الأب ثأره من طفله ، وبدأ الأب بالقول :" وضعت تعليقاً عبر فيسبوك وأنا تحدثت عبر فيسبوك " ، لماذا يكون خطأ بالنسبة للبنت أن تشتم وتصرف غير ناضج عبر الانترنت ، وليس خطأ بالنسبة للأب ليفعل ما فعلت البنت ويشوه سمعتها عبر مقطع فيديو يراه الناس ؟

     صرخة قضية التسلط جاءت في الأسبوع الماضي ، في  Akron, Ohio قررت Denise Abbott أن ابنتها وعمرها (13) سنة تحتاج إلى تأديب لاستخدامها فيسبوك والبنت استخدمت نفس الطريقة واستخدمت فوتوشوب لوضع علامة X  على فم ابنتها في صورتها ، وأضافت البنت  عبارة : أنا لا أعلم كيف أحفظ فمي مغلقاً ، وسوف لا يسمح لي استخدام الفيسبوك أو الهاتف ، لماذا ؟ أمي قالت : لدي الرد على كل من يسأل .

     وضعت صورتها في حسابها في فيسبوك كذلك صورة ابنتها ، وقد تناقلت الأخبار حكاية البنت بعرض صورتها فقط  وقالت  Denise Abbott : عليك أن تتبنى مهارات الأبوة من خلال الوقت " .

     كل من  Tommy Jordan and Denise Abbott  قالا سيجذبون انتباه الناس في أرجاء العالم ، وبالتأكيد سمعت Denise عن ردة فعل Tommy وقالت أنها فعلت ما فعلت واستدعت وسائل الأعلام إلى بيتها  لتروي قصتها ، ومن المهم القول أن الندم لا ينفع ، على أي حال هذا يعزز حاجة الوالدين لفهم طبيعة عمل الانترنت .  

     كل من نوعين الانضباط والتأديب في رأي في الطريق الصحيح لكن عبرا الخط المهم بين التهذيب في المنزل وتدهور الأخلاق في الخارج ، وعلاوة على ذلك يبدو أن هؤلاء الآباء يرغبون نوعاً من التأييد والموافقة الشعبية لتربية أولادهم ، وهذا يأخذ الأولوية على الحصول على تعديل السلوك ولكن لماذا نشر مواعظ التربية عبر الانترنت ؟ لماذا يتبعون تصوير أسلوب الحوار  عبر مقاطع الفيديو؟ لماذا لا يؤدبون أولادهم في المنزل باحترام ؟ ألا ينبغي أن يكونوا مثل  بقية البالغين في مثل هذه الحالات وطرح القدوة او السلوك الإيجابية بدلاً أن يعكس الأفعال التي تؤدي إلى المعاقبة عليها ؟  

ما هو الخطأ في هذه الإجراءات التأديبية ؟
إليك بعض المقترحات :
     حول الآباء أسلوب التأديب في الحدث العالمي أنه بمثابة وضع الطفل على درج في دائرة الضوء مشيراً بالأصابع لتسليط الضوء على واقع  سلوك المراهق الطبيعي قائلاً :" انظر كيف تصرف طفلي تصرفاً خطأ "  ، ودعوة الجميع عبر الانترنت ومشاهدي التلفاز ليفعلوا بأبنائهم ما فعله هو ، أنه نوع من التسلط الشديد باستخدام التكنولوجيا ومنصة وسائل الأعلام الاجتماعية لإذلال وتشويه السمعة ، وهذا ليس أسلوب تربية أنه فضيحة وإساءة عامة ، وقالت الأخبار التي تناقلت الخبر أن الفتاة تستحق ذلك لكن هل شعرت البنت أن هذه طريقة تربية أم شعور بالإكراه ؟ 

     إنه فتح الباب لبقية الآباء أن يحذوا حذو هذا الأب لتربية أطفالهم ، على الموقع الالكتروني الذي عرض القصة لأول مرة توجد تعليقات لا تحصى من الآباء وهم يصرخون : إنا سنلجأ إلى هذا الأسلوب إذا أخطأ طفلي ، حسب استطلاعات الرأي  (وهي غير علمية ) التي نشرتها وكالات الأنباء يرى الآباء أن ما فعله كل من  Tommy Jordan and Denise Abbott   كان صحيحاً ، أنها مؤشرات خطيرة لظهور سلوكيات للآباء  عن  التسلط عبر الانترنت  ، ومن المفترض أن يحمي هؤلاء أطفالهم من الانترنت فأنهم يشهرون بسمعتهم .

     يطرح هذا السؤال وهو : ماذا يفعل آباء مثل Denise Abbott إذا أخطأ أطفالهم مرة أخرى أو ارتكبوا أفعالاً مسيئة جداً ؟ أنهم يفعلون نفس الشيء في الإساءة إلى الأطفال ، أن الأطفال عندما ينمون يختبرون أجنحتهم ، ماذا تفعل الأم عندما كتبت ابنتها كلمات مسيئة أو أنها هربت من المدرسة أو أي سلوك يصدر من المراهق لكسر العرف أو القانون وعرض شريط الفيديو كيف لجأت الأم إلى أسلوب التأديب الوقح عبر فيسبوك ، ماذا سيأتي بعد ؟ أين ستذهب ؟ قالت لقناة   NBC سوف تعمل نفس الشيء مرة أخرى إذا اقتضى الأمر ذلك ، هذا الأمر بحد ذاته يبعث على القلق إذا لجأت مرة أخرى إلى هذا الأسلوب ، وهل ينفع ذلك في الحالة الأولى ؟ لا يوجد أسلوب تأديب سحري ، الأطفال مثل الكبار يتعلمون من خلال التكرار والنضج العمري ، كلنا عرض للخطأ  وسوف نخطأ مرة أخرى أكثر أنها طبيعة البشر .

بعض الأسئلة تثير التفكير :
     لماذا يكون الأبوة مثالية عندما يلجأ الأب إلى أسلوب التسلط مثل طفل يعنف آخر عبر الانترنت ؟ ربما استدعت Abbott  المراهق الذي عنف ابنتها هؤلاء الآباء والمؤيدون لهم عبر أرجاء العالم أن فعلهم من اجل تعديل سلوك أطفالهم ، وهذه أمثلة لفرض  قوة التسلط في هذه القصص ، إجراءات  Abbott  ما يبررها في عقلها لأنها أم ولها سلطة على ابنتها وتعترض على أي فعل يفعله غير ابنتها مع أنها تغضب إذا ما استهدفت ابنتها وأسيء إليها عبر الانترنت .

     كذلك هل من الخطورة  أن يسمى ذلك " إبداع " والذي يحمل دلالات إيجابية ؟ كما أشارت إليها أخبار وكالات الأنباء ، لذا يجب علينا تغيير هذا التصور .

     إذا تغير هذا السلوك ، هل بسبب أن الطفل قد تعلم الدرس ؟ أو لمجرد أن الطفل قد تم ترهيبه وتشويه سمعته أمام وسائل الأعلام الاجتماعية أو من خلال البريد الالكتروني ، جاء رد ة فعل ل   Ava  ( البنت ) عبر البريد الالكتروني  عبارة : أنها كانت وقحة مع أمها  وأنها ستفكر مرتين بعد ذلك " لقد جعلني أدرك اني لا أريد صورتي تعرض هناك   لأن جميع أصدقائي سيسألوني ماذا حدث ؟ أنها لم تقل أناه  أخطأت بحق أمها ، إلا أنها لا تريد أن تذل مرة أخرى ، هل تعلمت الدرس ؟ ربما ، لعل العقوبة مخوفة ؟ نعم التأديب الأبوي ليس أن يخاف الطفل من العقوبة ، بل أن يتغير السلوك وفهم لماذا يجب أن يتغير السلوك ، وهذا ما لم نره في عبارة البنت .

     مع وجود الكثير عن حوادث التسلط في وكالات الأنباء ، هل نعتقد أن التأديب السيبري ( الالكتروني ) مقبولاً  وأكثر الحلول الخلاقة بالنسبة للآباء لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير بسمعة أطفالهم ؟ في معظم المنتديات العامة قد يكون ذلك مقبولاً وإذا كان الأمر كذلك أليس من المخيف أن نفكر فيما يفكر به الآباء الآخرون ، وهذا أسلوب مسيء لتربية الأطفال .

     قالت  Denise Abbott في حكايتها : عندما تضع كل شيء في فيسبوك يجب أن تدرك أن هناك عواقب وخيمة للإجراءات التي تتخذها . هل أدركت Denise أن هذه العواقب لها ردة فعل عبر أرجاء العالم وأنها لم تكن سلبية اتجاها بل تشجع الآخرين على اتباع خطواتها . كم من الأطفال سلط الضوء عليهم كانوا ضحية " الانضباط الإبداعي " وكم يوجد من يعاني من التسلط على حساب احترام النفس ، قد نحصل على دعوة مأساوية قبل حادث التأديب السيبري ونضعها في مكانها المناسب .

     ونشرت القصة عبر الصحف الكثيرة و تأييد لفعل الآباء وهي تجهل كيف أن التسلط مستأصل في كلتا الحالتين ، كيف نمنع الأطفال من المزيد من التسلط في الأماكن العامة ؟


     أنه حان وقت التدخل الاستباقي لنشر ان التسلط ليس مجرد كلمات نصية ومكتوبة في البريد الالكتروني في فيسبوك وتويتر ، وأن التسلط يأخذ أشكالاً عديدة وأن ندرب المعلمين والآباء والطلبة والمتفرجين ليس فقط بالاعتراف بوجود التسلط بل التدخل لحماية الضحايا الذين يتعرضون إلى التسلط من قبل والديهم ، وليس فقط تحليل السلوك / وسائل الأعلام الاجتماعية الالكترونية لتستخدم كأداة اجتماعية لعرض أخطاء المراهقين ، وأن التأديب السيبري لا يكون كعقاب للتسلط عبر الانترنت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق