الثلاثاء، 25 مارس 2014

التأثيرات الاجتماعية على سلوكيات التسلط لطلبة المدارس المتوسطة والثانوية-1





Social Influences on Cyberbullying
Behaviors Among Middle and High School
Students
Sameer Hinduja & Justin W. Patchin
مجلة الشباب والمراهقين – مجلد 42 , عدد 5 ، مايو 2013
مقال : التأثيرات الاجتماعية على سلوكيات التسلط لطلبة المدارس المتوسطة  والثانوية
بقلم : سمير هندوجا وجوستن و. باتشجن
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

ملخص:
     التسلط عبارة عن مشكلة تؤثر على الشباب الذين يتبنون التواصل والتفاعل عبر الانترنت ، وحددت الدراسة عدد من التداعيات السلبية في العالم الحقيقي لكل من الضحايا ومرتكبي التسلط ، خلال فترة المراهقة كثير من الخيارات السلوكية تتأثر من قبل دور المؤسسات الاجتماعية بما في ذلك الأصدقاء ، الأسرة والعاملين بالمدرسة ، وهدف هذه الدراسة تحديد إلى أي مدى تأثير الأقران ، الوالدين والمربين على سلوكيات التسلط عند المراهقين ، وقد تم استطلاع آراء ( 4400 ) طالباً للفصول السادس إلى الثاني عشر ( 49% إناث ، 63% غير بيض ) ل(  33) مدرسة في أكبر منطقة تعليمية كثافة طلابية ، وأشارت النتائج أن التسلط المسيء مرتبط مع تصورات الأقران يتصرفون بشكل مشابه مع إمكانية العقوبة من قبل الكبار خصوصاً الشباب الذين يعتقدون أن كثيراً من أصدقائهم متورطين في العنف والتسلط وهم أكثر من غيرهم يعترفون هذه السلوكيات ، في نفس الوقت فأن الذين تم استطلاع آرائهم يعتقدون أن الكبار سوف يعاقبونهم لسلوك التسلط  ولا يساهمون في حل المشكلة ، وتمت مناقشة تأثير المدرسة والأسرة مع هدف تخفيف هذه السلوكيات والآثار السلبية بين أفراد عينة الدراسة .
المصطلحات :
     التسلط .
     البلطجة .
     الأقران .
     المراهقة .
     الشباب .
     التكنولوجيا .
     الفضاء الالكتروني .

مقدمة:
     على مدى العقد الماضي حصل  الشباب بسرعة على اتقان استخدام الكمبيوتر والانترنت والاستفادة من المميزات الاجتماعية والشخصية من خلال يبثه موقع التواصل الالكتروني .
(Lenhart et al. 2011)
     وإن نسبة ذات مغزى للمراهقين مع ذلك يتعرضون إلى العنف والعدوان وسوء المعاملة والتحرش عبر الانترنت من خلال ما يعرف ب " التسلط " وتعريفه :" الأذى المتعمد والمتكرر باستخدام الكمبيوتر ، الهاتف المحمول ، وأجهزة التكنولوجيا الأخرى .
(Hinduja and Patchin 2009:5; 2012 )

     وعبر هذه الأجهزة يمكن للمرء إرسال رسائل ومحتويات مؤذية وتشويه سمعة الضحية والطرف الثالث أو رواد المنتدى العام ، وتشتمل أشكال التسلط على إرسال رسائل تهديد باستخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول ونشر رسائل تشهير أو مضايقة في إحدى صفحات فيسبوك أو تمحيل صور مهينة أو أشرطة فيديو عبر الانترنت دون إذن .
(Kowalski and Limber 2007)

     بينما حاولت الدراسات السابقة إلقاء الضوء على طبيعة ومدى خطورة سلوكيات التسلط ، قليل من الدراسات حاولت فهم أفضل للأسباب الكامنة أو المرتبطة للمشاركة بالتسلط .

     تكشف الدراسة الحالية دور الأقران ، الوالدين والمعلمين في منع سلوكيات التسلط لدى عينة الدراسة وعددها 4400 طالباً في المدارس المتوسطة والثانوية وموزعين في (33) مدرسة في إحدى المناطق التعليمية الكبيرة في جنوبي الولايات المتحدة ويفترض أن مجموعات السيطرة الاجتماعية  غير الرسمية تبذل تأثيراً كبيراً على سلوكيات المراهقين عبر الانترنت مع نظرائهم من المرجح أن يكون أكثر أهمية خلال مرحلة النمو للمراهقين ، ويفترض أن الطلبة الذين لديهم كثير من الزملاء ويعترفون بمشاركتهم في حوادث العنف والتسلط ، يكون عرضة لتعنيف الآخرين ، بينما الذين يعتقدون أن والديهم أو معلميهم بالمدرسة يعاقبونهم على سلوكيات العنف لا يشاركون في هذه السلوكيات . وتشير النتائج إلى إلقاء الضوء على المشكلة الناشئة من أجل إثراء استراتيجيات الوقاية والاستجابة الممكنة .

طبيعة ومدى خطورة التسلط :
     نتائج الدراسات بشأن التسلط تختلف من دراسة إلى أخرى وذلك باختلاف في تعريف سلوك التسلط  واختلاف العينة والاستراتيجيات  المستخدمة (Tokunaga 2010 ) بين (35) مقالة منشورة في مجلات محكمة في عام 2011م تتناول حوادث التسلط والنسب وهي ما بين 5,5% إلى 72% .
(Patchin and Hinduja 2012)

     وعلى سبيل المثال وجد ( Finkelhor et al. (2000 ) أن 6% من المراهقين قد تعرضوا إلى الإيذاء عبر الانترنت في السنة الماضية  بينما وجد (  Juvonen and Gross (2008  أن 72% منهم قد تعرضوا إلى الإيذاء  .

     ومعظم الدراسات التي تم مراجعتها تقدر ان ما بين 6-30% من المراهقين قد تورطوا بشكل من أشكال التسلط ، بينما الذين اعترفوا بالإساءة إلى الآخرين في حياتهم أقل قليلاً ،  وبين 27 مقالة في المجلات المحكمة تتراوح معدلات حوادث التسلط فيها ما بين 3-44% .
(Patchin and Hinduja 2012)

     وعلى الرغم من هذا التباين فأن الدراسات تظهر نسب تورط المراهقين بحوادث التسلط .

     من الواضح وحسب القاعدة البحثية الموجودة أن تجارب التسلط  لها تأثير كثير على العلاقات العاطفية للمراهقين ، وأشارت الدراسات أن التسلط ترتبط بالمشاعر السلبية مثل الحزن ، الغضب ، الإحباط ، الإحراج أو الخوف وهذه المشاعر مرتبطة مع انحراف وعنف المراهقين ، بالإضافة فالتسلط والعنف التقليدي لها آثار سلبية كالتفكير بالانتحار والتسرب من المدرسة والعدوان والنزاع وتعاطي المخدرات وحمل السلاح إلى المدرسة ، وعلى الرغم من بذل الجهود لفهم طبيعة وعواقب أشكال مختلفة للعنف ، إلا أن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الدراسات لتوضيح العوامل البارزة التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر لسلوكيات التسلط ، لأن المراهقين يتأثرون من قبل الأصدقاء ، الأسرة والكبار بالمدرسة .

التأثيرات الاجتماعية على سلوك المراهقين :
     عند النظر في العوامل المؤثرة على اتخاذ المراهقين قراراً تركز الدراسات على دور الرقابة الاجتماعية ، أن ظهور الرقابة الاجتماعية مثل التهديد بالعقوبة القانونية الموجودة في القاعدة البحثية مع وفرة الأدلة المقترحة بأن الشباب لا يردعون بسياسات العقاب أو التهديد بالاعتقال ، والضوابط الاجتماعية غير الرسمية من جهة أخرى للحصول على الرغبة الذاتية للأفراد الذين ينتمون إلى جماعة معينة قد ثبت أنها أكثر تأثيراً في تقييد السلوك المنحرف للمراهقين وأشارت الدراسات إلى أن المراهقين يستميلون بشكل مباشر وغير مباشر لجعل الخيارات التقليدية والمعيارية بسبب العلاقات بين الأقران ، الوالدين ، المربين وغيرهم ممن يكنون لهم التقدير والاحترام . في السنوات المبكرة للطفل يكون دور الوالدين والمربين بارزاً ، حيث يسعى الأطفال من التقرب من ، وموافقة الكبار في حياتهم ، وأثناء نموهم وأثناء عملية التنشئة الاجتماعية  يلاحظ الأطفال ويتأثرون بأشكال وقواعد السلوك  لدى الكبار والمضي قدماً للمطابقة المجتمعية العامة ، و أثناء نمو المراهق تؤثر مجموعة الأقران في تشكيل اتجاهاته وأفعاله ، وهذا يقود إلى الانسجام ولكن أيضا في بعض الأحيان  يؤدي إلى الاختلاف مع المعيار الاجتماعي كما سوف يأتي في محله .

تأثير الوالدين والمربين :
     كما ذكرنا سابقاً الوالدان لهما تأثير قوي على سلوك أطفالهما ، وقد حددت الدراسات الكثيرة أن المراهق الذي يعيش مع والدين يرقبونه ويرشدونه أقل عرضة للانحراف ، وضمن هذه البيئات ووجود الرسائل التعليمية للسلوك الاجتماعي والمواقف يمكن نقلها الآباء إلى الأبناء تكون مؤثرة ،  وحتى في الحالات التي لا يمكن للوالدين الإشراف المباشر على الأطفال فأن العلاقات الإيجابية ( اتفاق) تسهم في عزل الطفل عن المشاركة في الأنشطة المنحرفة  .

     وكما لاحظ (  Travis Hirschi (1969:88 ) قبل أربعة عقود ماضية  "إذا كانت وثيقة الوالدين ضعيفة احتمال انحراف السلوك يزداد ، وإذا كانت هذه الوثيقة قوية فان احتمال انحرف السلوك يقل " . فالشاب الذي يرتبط برابط قوي مع والديه أقل للتصرف في الطريقة التي لا تنسجم مع قيم الأسرة سواء كان تحت رقابة والديه بشكل مباشر أو لا .

     هناك الكثير مما يقال عن دور المربين بالمدارس في تعزيز التنمية الاجتماعية للشباب وعزلهم عن الانحراف وهذا يكون صحيحاً بالنظر إلى في مقدار الساعات في الأسبوع التي يقضيها المراهقون بالمدرسة للتواصل مع الكبار الذين لديهم خبرة في التأثير بشكل إيجابي ، إرشاد وتشكيل اختياراتهم ، أشارت الدراسات إلى أن تجربة المدرسة ككل إذا تميزت برباط قوي ووجود قواعد متينة وعلاقات متبادلة وقوية بين المعلمين والطلبة يمكن أن تكون بمثابة عامل وقائي للشباب ،  تتمحور جهود المدرسة على تبادل الرسائل ضمن البيئة الإيجابية في تقليل حوادث العنف , تعاطي المخدرات والجنوح .

     كل من الوالدين والمربين عليهم العمل معاً في دعم الشباب خلال عملية تشكيل شخصيتهم التي تحدث أثناء في المرحلة العمرية الهشة من عمرهم ، ومواقفهم في البيت والمدرسة توفر لهم أرضية قوية لاختيار النموذج ومطابقة الخيارات التي يبحث عنها المراهقون من خلال التوجيه  والمساعدة ولكن أيضا للذين حماية حريتهم وفرديتهم مثل الطريقة التي من خلالها يقدمون أنفسهم إلى مجموعة الأقران ، وأن فاعلية الرسائل تتم من خلال السلوك الذي يفرضه القوي وقوة الوثيقة الاجتماعية بين المراهقين والكبار أثناء حياتهم أو بين المراهقين وزملائهم .

دور الأقران :
     يلعب الأقران دوراً كبيراً في التنشئة الاجتماعية للمراهقين وربما ذلك يزداد هذا الدور خلال العقود الأخيرة ولا سيما في الولايات المتحدة حيث قال بعض أن السلطة الأبوية والتنشئة الاجتماعية انتقلت إلى الأقران ، وهذا قد يكون نتيجة توفر السيارات ، الأعمال ، ووقت الفراغ الوافر بالمقارنة مع العالم الشرقي ، والعلاقة بين الأقران وحالة الجنوح والانحراف قد درست مؤخراً ، وعلى مدى نصف القرن الماضي  ومن خلال الباحثين في كثير من التخصصات العلمية ظهرت مجموعة من نتائج الدراسات لقوة تأثير الأقران باعتبارها مؤشراً من الخيارات السلوكية للمراهقين .

     عندما يبدأ المراهق في ارتكاب الانحراف ضمن دائرة الأقران تتاح له فرص ارتكاب الجرائم ويشارك في سوء السلوك فيصبح له قوة جذب  في الإعداد الجماعي أو"  المجموعة الشخصية الحميمة " أكثر من أن يكون فريداً وحيداً في هذه البيئة فأن معايير القرين المنحرف تعزز من خلال الخوف من التشهير أو السخرية والرغبة في إثبات الولاء والرغبة في الحفاظ على الوضع ويمكن وصفها أساليب غير رسمية للضبط الاجتماعي ، والعلاقة بين تأثير القرين  وقبول السلوك المنحرف تزداد عندما لا يقوم الكبار بواجبهم في التأثير على خيارات المراهقين عندما يكون موقف المراهق ضعيفاً أو معادياً .

     وتجدر الإشارة  أن تأثير الأقران وخياراتهم السلوكية تبدو قوية أكثر من نزعات الفرد المنحرفة أو قيمه ، ومما يؤكد على أهمية هذه العلاقة خاصة قبيل سن المراهقة ، إن ارتباط بالجماعات المنحرفة يزيد على مشاركة المراهق بالجريمة  وبشرب الخمر وتعاطي المخدرات وأشكال أخرى من الانحراف ، مزاملة أصدقاء السوء يعني المشاركة في الإجرام وتعلم أساليب السلوك المنحرف .

     ما زال هناك بعض الخلاف بين الباحثين للترتيب الزمني لهذه الحالات ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل جماعات الجانحين تؤثر على المراهقين الملتزمين بالقانون ليصبحوا منحرفين ؟ او هل المراهق المنحرف يطلب من الآخر الخروج من الجماعة ؟ وبعبارة أخرى من يأتي أولاً العلاقة أو السلوك ؟ أشارت بعض الدراسات أن البقاء وقتاً مع الجانحين  يسبق المشاركة بالانحراف ، وفي العموم أن العلاقة تكون متبادلة وكما ان جماعة الأقران المنحرفة تحث القرين غير جانح على الانحراف ( دور النفوذ) والشباب المنحرفون يلتقون مع المنحرف ( دور الاختيار ) وفي الحقيقة على الباحثين ينبغي التخلي عن " إما / أو ، أو أسود/ أبيض كمفاهيم في اتجاه السبب ، لذا هناك علاقة قوية لتأثير الأقران كسبب لمعظم السلوك الإجرامي .

الدراسة الحالية :
     بالنظر إلى الدراسات التي عرضت سابقاً فمن الواضح أن هناك توجد عدة عوامل مؤثرة ضمن القوى الاجتماعية الفاعلة في حياة الشباب وبعضها قد تجبر المراهقين على السلوك الإيجابي على سبيل المثال الوالدين والمعلمين وغيرهم الذين يعملون العكس من خلال قيادتهم في اتجاه مثل قرناء السوء ، كما هو معلن أعلاه فأن هؤلاء الوكلاء لا يعملون في عزلة ولكن يلعبون مع بعضهم بعض ، والوالدان المعلمون يعلمون على تخفيف أو ضعف أثر قرناء السوء إذا حملوا أدوارهم بفاعلية في حين عدم فاعلية من جانبهم ربما يعزز قوة التنشئة الاجتماعية السلبية من هؤلاء القرناء ، فشل الرقابة السليمة ـ التدريب وضبط سلوك الأطفال قد يزيد من احتمال انجذابهم نحو عصابة قرناء السوء ، الرقابة والتدريس قد تؤدي صحة الوثيقة الاجتماعية بين الكبار والأطفال وتخدم في صرف وعزل ضد العلاقات غير الصحية  مع القرناء .

     هذه الملاحظات تقودنا إلى طرح أسئلة العمل الحالي ، هل الطلبة الذين يبلغون أن أقرانهم قد انخرطوا في العنف أو التسلط هم أكثر عرضة  أيضا في الانخراط  بالتسلط ؟ هل الطلبة يدركون أن الوالدين والمدارس أقل تعاملاً مع العنف والتسلط  سوف ينخرطون في التسلط ؟ من الضروري الإجابة عن هذه الأسئلة من أجل تحديد كيف  أن تعزيز العوامل التي تسهم في إبراز سلوك الانترنت التقليدي والدفاع عنها ضد سلوكيات المنحرفين ( أفراد العينة ) .

إجراءات الدراسة – اختيار عينة الدراسة:
     جاءت بيانات الدراسة الحالية من مسح  واستطلاع  آراء  عينة الدراسة لربيع 2010 وعدد أفراد العينة العشوائية 4441 طالباً في (33) مدرسة متوسطة وثانوية ( فصول 6-12 ) في أكبر منطقة تعليمية كثافة طلابية بالولايات المتحدة ، والمراهقون ضمن الفئة العمرية يخضعون لتجارب التسلط عبر الانترنت غير مناسبة . طلب الإداريون عبر المنطقة التعليمية  من أفراد العينة العشوائية فصلين أو ثلاثة فصول لكل مدرسة للمشاركة  في هذه الدراسة ، وتم أخذ موافقة أولياء الأمور كما هو الحال في الدراسات المسحية الأخرى بشأن  العنف المدرسي والتسلط لطلبة المرحلة الثانوية ، فقد أرسلت رسائل إلى الأسر لشرح طبيعة وهدف المشروع في حال الموافقة أو عدم الموافقة ، قد كانت نسبة 99%  من الطلبة من أكمل أداة الدراسة ، وقد ترك للطلبة حرية الاختيار بالنسبة للكشف عن ميولهم الجنسية عبر هذا المسح.

     تم إبلاغ إداريي المدارس أن هدف هذه الدراسة هو الحصول على البيانات وتوفير المعلومات للعاملين بالمدرسة على أمل تعزيز وفهم تصورات  الطلبة واتجاهاتهم باستخدام الانترنت بطرق مختلفة ودعم واستجابة للسياسات اللاحقة ، وجمع البيانات سيساهم في فهم المنطقة التعليمية لسلوكيات العنف لدى الطلبة وتحديد كيف أن السلوكيات في العالم الافتراضي ( الانترنت ) قد تترجم في عالم الواقع ( المدرسة ) وأبلغوا المعلمين بإعطائهم حزمة إعلامية تشتمل على قراءتهم التعليمات على الطلبة لفهم هدف المسح الميداني ، وتضمنت الحزمة أيضا تفاصيل عن الهدف العام وأن المشاركة ستكون طوعية وليس هناك معلومات محددة  وخاصة يطلب من الطلبة ، وإدارة المسح اشتركت مع الطلبة في ملء البيانات وإدخالها في كمبيوتر المدرسة ، ومعلم تكنولوجيا المعلومات في كل مدرسة وضع رموز مختصرة في أوراق تلصق بكل جهاز كمبيوتر في المختبر  لتسهيل مهمة إدخال البيانات .

     طلب من المعلمين إعطاء الطلبة الخصوصية عندما يكملون أداة الدراسة والتأكد أن الطلبة لا ينظرون إلى شاشة الكمبيوتر أو الاطلاع على إجابات الطلبة الآخرين ، ويسمح لهم بتلقي إي استفسار من الطلبة لإزالة أي لبس وصعوبة تواجههم وبعد استلام أوراق الأداة من الطلبة كان عدد من اشترك في هذا المسح قد بلغ (4441) طالباً .

     من المتوقع أن تكون عينة الدراسة تمثل أكبر عدد الطلبة في المتوسطة والثانوية بالمنطقة التعليمية ، وعند مقارنة بين توزيع أفراد العينة المشتركين وبين بقية طلاب المنطقة التعليمية يكون العدد متقارباً إلى حد كبير ، على الرغم من وجود العديد من الخصائص الديمغرافية بين أفراد العينة وبين غيرهم من الطلاب ، واستخدم اختبار(  t  ) لتحديد إلى أي مدى تمثل العينة  المجتمع الكلي ( الطلبة ) و تبين أن طلبة المتوسطة أكثر من طلبة الثانوية وعدد أقل من البيض من الأسبان والأفارقة الأمريكان من بقية أفراد العينة ، وعلى الرغم من هذه الاختلافات تبدو أن العينة متنوعة وتمثل السكان ككل مما يساعد على إجراء مزيد من التحليلات ، 

التسلط عبر الانترنت :
     المتغيرات التابعة في الدراسة : التسلط عبر الانترنت ، المخالف ، إبلاغ المشترك عن نفسه خلال (30) يوم عن (9) أشكال متنوعة للعدوان عبر الانترنت (أنظر جدول رقم 2) ويشتمل مقياس مرتكب التسلط على سلوكيات متعددة تتراوح بين بسيطة ( تعليقات جارحة  أو متوسطة عبر الانترنت ) وبين خطيرة ( التهديد المؤذي لشخص ما ) والاستجابة لهذه الأسئلة هي:  سلم تقدير الإجابة : إطلاقاً ، مرة ، بعض الوقت، كثير الوقت ، كل يوم .

     هناك (9) بنود لمخلص البند الواحد صفر إلى 36 ، ( يعني = 1.05 , SD = 4,48   ) مع مشاركة أكبر في أشكال التسلط ( لكرونباخ أ = 965 . ) .

     منذ تفعيل تدابير لقياس متغير التسلط ظهرت قضية خلاف في الدراسات لمناقشة قضية منهجية الدراسة ، نريد أن نبرر المنهج المتبع في الدراسة ، وقد تم تطوير مقياس التسلط وهذب وعدل خلال (5) سنوات خلال (5) دراسات مختلفة للتأكد  أن الأسئلة تم صياغتها بشكل واضح وتشتمل على السلوكيات المطلوبة ، بالإضافة إلى الاتساق الداخلي للعينة ومعاملات الثبات التي وجدت في العينة التجريبية لطلاب المتوسطة والثانوية  ، وتم استخدام التحليل العاملي ( استخراج المكونات الرئيسة ) لبناء صدق الأداة .

انخراط الأقران في العنف والتسلط :
     أول متغير مستقل في الدراسة تورط الأقران في التسلط ، وإبلاغ المتورط واعترافه بارتكاب سلوكيات التسلط ، خصوصاً عندما سئل الطلبة كم عدد الزملاء الذين أساءوا إليهم بالمدرسة ، وتخويفهم باستخدام الكمبيوتر  ، وباستخدام الهاتف المحمول ، وتكون الإجابات هي: لا ، عدد قليل جداً ، بعضهم  ، معظمهم ، كلهم . وكنتيجة أنشأنا (3) بنود ملخص ل (صفر إلى 12 بنداً ) لبيان أن أكثر الأقران تورطوا في سلوكيات العنف والتسلط .

تدخل المدرسة / عقاب الوالدين للتسلط:
     المتغير المستقل الثاني ، العقوبة غير الرسمية ، تمثل إبلاغ المتورط احتمال أن أحداً سيعاقب لتورطه بحادثة التسلط . خصوصاً عندما سئل الطلبة كيف يحتمل أن شخصاً في المدرسة من شأنه أن " يقبض عليه " أو " تعاقبه المدرسة  " أو " يعاقبه احد الوالدين " تكون الإجابات بين ( لا- صفر ) ( نعم – 3 ) وسئل الطلبة هل يعتقدون أن المعلمين بالمدرسة يهتمون بقضايا التسلط ؟ ( سؤالين منفصلين ) وتكون الإجابات بين ( صفر لا يوافق بقوة ) إلى (3 موافق بقوة ) وتجمع هذه الأسئلة  بين ( 5 بنود ملخصة ) تتراوح بين (صفر إلى 5 ) ليبين احتمالية الخوف والعقاب من المدرسة أو من الوالدين ( كرونباخ = 798) .

المتغيرات الديمغرافية الضاغطة :
     بالإضافة إلى المتغيرات المذكورة سابقاً فأن التحاليل تشتمل أيضا على تدابير ديمغرافية للسيطرة على بعض العلاقات بين المتغيرات كان متغير الذكر = 1 بينما متغير الأنثى – صفر كما في( جدول رقم 1 ) وأفراد العينة قسموا بالتساوي عبر متغير الجنس ، الأبيض =1 وغير الأبيض =صفر ، وما يقرب 38% من المشاركين هم ( أبيض ) وأخيراً متغير العمر باعتباره متغير مستمر يمثل سن المشاركين تتراوح أعمارهم بين  (10-18   سنة ، متوسط العمر = 14.1 سنة ) .

تحليل البيانات :
     أجريت التحاليل الإحصائية باستخدام برنامج (SPSS ) ( إصدار 19.0) وفي البداية استخدم أولاً حساب هو الإحصاء الوصفي لفهم أفضل للخصائص لعينة الدراسة وطبيعة التسلط التي ارتكبت من قبل الطلبة في هذه العينة واحتسب بعد ذلك أثنين من المربعات الصغرى العادية ( OLS ) نماذج الانحدار لتقدير العلاقة بين سلوكيات العنف لدى  الأقران ، فرض العقوبات غير الرسمية ، التسلط والإساءة لضبط متغيرات :العمر ، الجنس والعرق . نماذج الانحدار (OLS ) مناسبة استخدمت نظراً لطبيعة المتغير التابع المستمرة ، وأجريت بعض التحليلات التشخيصية لهذا الانحدار ( استعراض الإحصاءات وحيد المتغير ومصفوفات  الارتباط والتباين وعامل التضخم والإحصاءات التسامح ) واستخدمت الدلالة الإحصائية لتحديد مستوى ألفا o5. ( اختبار ثنائي الطرف) .

النتائج :
     يستعرض جدول (2) نسبة الطلاب لأفراد عينة الدراسة الذين أفادوا اشتراكهم في أشكال مختلفة للتسلط خلال (30) يوم ، بالنظر إلى التسلط سلوك متكرر ، ويشمل جدول (2) فقط الطلبة الذين اعترفوا بانخراطهم في السلوكيات بعض الوقت أو معظم الوقت . وكما في جدول (2) أفاد 4,9% من الطلبة أساءوا إلى الآخرين وأكثرهم شيوعاً استخدم نشر تعليقات جارحة (4,5% ) .

     يستعرض جدول (3) نتائج نموذج الانحدار لتقدير العلاقة (OSL ) ويقدر أثر الأقران في تورطهم في حوادث التسلط وتصورات العقوبة غير الرسمية على سلوكيات التسلط  ، ويلاحظ في الجدول أن الذكور الشباب الكبر سناً أكثر عرضة للتورط في سلوكيات التسلط ، والطلبة البيض أقل إفادة في الاشتراك بحوادث التسلط ، وهذه المتغيرات معاً مع ذلك توضح شيء قليل ( أقل من 1% ) من التباين في سلوكيات التسلط ، (r2=.005 ) كذلك  الطلبة الذين أفادوا أن زملاءهم تورطوا بحوادث التسلط أكثر بكثير من اعتراف هؤلاء الزملاء بأنفسهم  ، كذلك الطلبة الذين قالوا أن مدرستهم أو الوالدين يأخذون قضية التسلط محمل جد مع إنزال العقوبة على سلوكيات التسلط يبدو أنهم أقل ممن أفادوا وكتبوا تقريراً بذلك .

     لتقييم طبيعة العلاقة بين المتغيرات كما في جداول (293 ) يمثل معدل الإساءة إلى الطلبة ( التسلط ) من قبل سلوكيات الأقران (  مرتكبي  التسلط  , غير مرتكبي التسلط ) وردود أفعال الكبار ( عقوبة الكبار : المنخفضة ، المتوسطة والكبيرة – أنظر جدول رقم 4 ) بالنسبة للطلبة الذين ليس لديهم أصدقاء أساءوا إليهم فان مشاركتهم تنخفض في سلوكيات التسلط ، وإذا كان الطالب في له زملاء تورطوا في التسلط عبر الانترنت هل يحب أن يشترك معهم في سلوكيات التسلط  عكس من يكون في زملاء لم يشتركوا في حوادث التسلط ؟ إذا كان الطالب يعتقد أن والديه  أو المدرسة لا يرفضون سلوك التسلط ولا يرفضون عقوبة فهل لا يشترك في هذه السلوكيات ؟ هذه أسئلة مهمة للإجابة عنها خلال هذه الدراسة خاصة المرتبطة بتأثير الأقران في تشكيل سلوكيات زملائهم و عزلة دور الوالدين والمدرسة في مراقبة سلوكيات الأطفال والمراهقين ، والجواب على هذه الأسئلة هي " نعم " .  

     وجدت الدراسة الحالية نسبة صغيرة لكنها غير مهملة من عدد المراهقين يشاركون في سلوكيات متنوعة للتسلط خلال (30) يوم  ، وقد يمكن تفسير ذلك من خلال القرارات التي أفاد بها الطلبة عن تجاربهم خلال (30) يوم وهي ( مرات قليلة أو كثيرة ) عند مشاركتهم في حوادث التسلط ، وأنه صعب على المراهقين أن يتذكروا ما فعلوا بالفعل قبل مدة زمنية طويلة ، وسؤالهم عن مدة زمنية ( 30يوم) يساعدهم على تذكر ما فعلوه خلال هذه الفترة الزمنية  القريبة.

الآثار المترتبة على السياسات والممارسات :
     العديد من الآثار المحددة للحد من سلوكيات التسلط  جاءت خلال نتائج الدراسة الحالية ، ويجب التأكد أن المراهقين يمكن التعرف عليهم من خلال الاستكشاف والإنتاج ، والشيء المهم هو الرغبة في أن تصبح قراراتهم مستقلة من أجل تقوية المواقف الذاتية الإيجابية وتقليل المواقف السلبية وإيجاد هوية وشخصية اجتماعية جذابة ، وقد ينتج هذا الطموح أحياناً من خلال صراعهم مع الحاجة المستمرة للقبول الاجتماعي مثل استجابة الأفراد لنماذج السلوك المتاح تسمح لهم للمحافظة على دوائرهم الاجتماعية  ، ان قلق المراهقين هو المحافظة على الانسجام بين أفعالهم وبين أصدقائهم الذين ينتمون إليهم اجتماعياً ويوفرون لهم الهوية والشخصية ومجموعة من القواعد  الاجتماعية .

     إن تمكين المجموعة الحرجة للمراهقين  لتكون قادة نموذج الخيارات الإيجابية التي تهمهم شخصياً ، مثل ( احترام الصديق وقبوله أكثر من إقصائه ورفضه وإساءته ) في مدارسهم ، ونتيجة لذلك فأن النماذج السلوكية الإيجابية ضد العنف تصبح سائدة ويمكن تقليدها والاعتماد عليها وجذابة إلى المراهقين الذين يعرفون " الصحيح " من " الخطأ " ولكنهم يترددون في اتخاذ القرار دون قيادة الآخرين ، هذه الخيارات الإيجابية تكتسب من خلال الولاء بين الكتلة الشبابية على مر الوقت ، وتعزيز الهوية الاجتماعية ليكون القادة منهم مرآة ودعم للآخرين .

     طريقة رسمية واحدة يمكن أن تتطور هي من خلال استخدام برامج توجيه القرين ، وهذا ينطوي في العموم أن على القادة الطلاب نصح وتوجيه بقية الطلاب حول القضايا التي تؤثر فيهم ، يبذلون الجهد في الحد من العنف التقليدي والصراعات الشخصية بين الطلاب في المدرسة ، وينبغي أن تكون هذه البرامج جزءاً لا يتجزء لأي طريقة شاملة لعلاج التسلط عبر الانترنت لأنها تركز على دور مجموعة الأقران والوضع الاجتماعي الذي يقع فيه التحرش والصراع بين الطلاب ، وعلاوة على ذلك تورطت بطبيعة الحال بعض الفروق الدقيقة في مجموعة الأقران الديناميكية التي تؤثر بقوة على اختيار السلوك للطلاب بالمدرسة .

     بالإضافة إلى تعبئة قوة الأقران ، فأن نتائج الدراسة الحالية تتحدث أيضا عن أهمية ردود الاستجابة بالمدرسة اتجاه العنف والتسلط ، وعلى هذا النحو ينبغي أن تكون لدى المدرسة سياسة حظر لجميع أشكال الإساءة والمضايقة بين الطلاب ، جميع  أشكال البلطجة التي تؤدي في النهاية أو لديها احتمالات متوقعة تسبب عرقلة بيئة التعلم بغض النظر أين ومتى تقع السلوكيات فأن هذه الأشكال تخضع لتشريعات المدرسة ولوائحها . وعلى المدرسة أن  توضع لطلابها أن هذه السلوكيات غير المقبولة وستكون خاضعة للمساءلة القانونية ، بالإضافة من المهم على جميع العاملين بالمدرسة نقل للطلاب بشكل متكرر أن هذه المخالفات الخطيرة مثل العنف والتسلط عبر الانترنت  داخل المدرسة لها تداعيات وآثار وخيمة على واقع حياة الطلاب .

     أخيراً يحتاج الوالدان تشجيع الأبناء على الاستخدام المسئول لأجهزة التكنولوجيا ، وعلى الوالدين السعي على مواكبة السلوكيات التي تحدث عبر الانترنت لدى الأبناء مع الحوار المنتظم عن أهمية مسئولية استخدام التكنولوجيا ، وعلى الوالدين مراقبة ورصد أنشطة الأبناء عبر الانترنت خاصة في وقت مبكر من اكتشاف عالم الانترنت وهذا يمكن أن يتم بشكل غير رسمي ( خلال مشاركة الوالدين لأنشطة  الابن أو الابنة لهذا العالم )   أو بشكل رسمي ( خلال وضع قواعد ونظم استخدام الانترنت ) وعلى الوالدين فتح خط صريح للتواصل مع الأبناء من أجل نقل بعض أعراف الأسرة والدروس التي لا يمكن اغتنامها بسهولة بسبب قصر نظر المراهقين في هذه القضايا .

     إذا تورط الطفل في حوادث العنف أو  التسلط يجب أن ينبه ويعاقب حسب اللوائح في المنزل ، ويعتمد ذلك على درجة وخطورة السلوك ، وعما إذا كان الطفل أدرك طبيعة غير لائقة لسلوكه ليطبق عليه الحكم بشدة مع تكرار هذا السلوك ومن الضروري على الوالدين أن ينتبها لأنشطة طفلهما الانترنت أو الهاتف المحمول  ليدركا أن الطفل قد استفاد من مواعظهما ويتصرف بشكل سليم ، والهدف النهائي هو طبعاً منع الأطفال من السلوكيات المخالفة التي قد تحدث في المستقبل .

القيود :
     يجب الاعتراف أن هناك قيوداً للدراسة أولاً : تقنيات اختيار عينة الدراسة لا تسمح لنا من تعميم النتائج على جميع طلبة المدارس بالولايات المتحدة ، احتمال أن أسلوب أخذ العينة  من كل مجتمع الدراسة غير ميسر لهذه الدراسة  وعلى الدراسات في المستقبل تكرار هذه الدراسة في المناطق التعليمية الأخرى أو زيادة أفراد العينة ، والقيد الآخر هو أن البيانات التي جمعت في وقت مناسب تجعلنا غير قادرين على ضمان الترتيب الزمني للمتغيرات المستقلة وغير المستقلة وبالتالي لا نعلم أي منها جاء أولاً : سلوك القرين أو استجابة السلوك  . وكما نوقش ذلك هذا القيد المشترك في الدراسات التي تحاول الكشف عن تأثير الأقران ، بينما نحن غير قادرين أن نقول أن أصدقاء الطالب هم السبب في تورط الطالب في حادثة التسلط ويمكننا أن نستنتج أن الأقران ( مع الوالدين والمربين ) هم السبب في تورط الطالب بسلوكيات التسلط .     


     أخيراً من الشيء المرتبط بهذه القيود هو طرح أسئلة على المراهقين بشأن السلوكيات التي أبلغوا عنها ، على سبيل المثال المشاركة بحادثة التسلط يتم الإبلاغ عنها بسبب ميل الطلبة بتقديم إجابات تكون مقبولة اجتماعياً ، ويناقش بعض أن البيانات التي جمعت من الطلبة عن حوادث ماضية لا يمكن الاعتماد عليها بسبب التحريف أو التشويه ، وقد اقتصرت الدراسة الحالية بسؤال الطلبة عن حادثة قريبة الوقوع زمنياً ، وقد تكون إشكالية  في الاعتماد على تقرير الطلبة عن سلوكيات زملائهم وقد يذكر الطلبة سلوكيات زملائهم باعتبارها سلوكياتهم ، والدراسات المستقبلية قد تعمد على طرف آخر ( الوالدين والمعلمين ) يعكس طبيعة مشكلة الدراسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق