الثلاثاء، 25 مارس 2014

الأقران المساعدون : تشجيع الأطفال أن يثقوا ب...




Peer Helpers: Encouraging Kids to Confide

Gail Tanaka and Kelley Reid
مقال : الأقران المساعدون : تشجيع الأطفال أن يثقوا ب...
بقلم جيل تناكا  و كلي ريد
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     في برنامج المساعدين الطبيعي – الفطري يقوي الطلبة فكرة  أنه شيء مألوف طلب المساعدة من زملاء الفصل والكبار على حد سواء .    

     تخيل ما الفرق أن تجعل لطلابك (20) طالباً مهرة ليلجئوا إلى أناس يحتاجون إلى مساعدة ، والناس الذين يمكن أن يشاركوا بحرية همومهم ومشكلاتهم ، طريقة واحدة لتأمين مثل هذه المواقف هي عبارة عن برنامج القرين المساعد ، هذا البرنامج يمكن الطلبة على فهم  أهمية حل المشكلات .

     برامج القرين المساعد تعمل على أساس" يحذو حذو – يتبع نصيحة شخص  " ، فالمختصون مثل مستشار المدرسة أو المعلم يقومان بتدريب ودعم مجموعة من الطلبة والتي تساعد الطلبة الآخرين من خلال الاستماع ، التزويد بالمعلومات وإحالة الطلبة إلى المختص ، وينطوي البرنامج على الوساطة ، الدروس الخصوصية ، تدريس الطلبة وأنواع أخرى من أنماط القيادة ( هذه الأنشطة قد يمكن أن تقدم بشكل مستقل عن برنامج القرين المساعد ) .

     قد يشار إلى برامج القرين المساعد  بعض الوقت خطأ باسم " استشارة القرين " وهو مصطلح يعني أن الطلبة المتدربين لديهم خبرة أكثر ما يفعلونه بالفعل ، وهذا أمر مؤسف لأنه يقوي ميل كثير الأقران المساعدين أن يفعلوا أكثر ما يلائم  أصدقاءهم أو أنفسهم .

بمن تثق؟
     القاعدة الأساسية لبرنامج القرين المساعد أن الطلبة لا يذهبون إلى مستشار المدرسة إلا في حال إذا انتابهم التوتر والأرق  فيسبب لهم العجز في متابعة وحل الواجبات المدرسية ، إلا أنهم غالباً يثقون بأصدقائهم عندما يشعرون بالقلق ، لذا بسبب ميل المراهقين في اللجوء إلى طلب المساعدة أولاً وقبل أي أحد من الأصدقاء ، وتشجع برامج القرين المساعد المراهقين المضطربين  بالحصول على المساعدة قبل أن تصبح مشكلاتهم مستفحلة  ولها عواقب وخيمة .

     بعض الطلاب في الحقيقة لا يطلبون المساعدة من الكبار . لعل لديهم تجارب قاسية مع الكبار في حياتهم ، أو في الفصول الدراسية العليا بالخصوص ، ولعلهم لا ينخرطون بسهولة بالأنشطة المدرسية السائدة  ، وهذا التهميش والعزلة  قد يؤدي إلى عدم الثقة بالكبار ، ويزود القرين هؤلاء الطلبة الدعم وربما التواصل مع الكبار ، وإذا اشترك الكبار الموثوق بهم في هذه البرامج فأنه يزيد في تواصل الطلبة بهؤلاء الكبار .

     في الوقت المناسب سيرى الطلبة أن الأقران المساعدين يمكن الاقتداء بهم لأنهم " قدوة "  ،  في مدرسة متوسطة في ولاية سياتل " Seattle" على سبيل المثال مجموعة من الطالبات اشتركن في منهج العنف ضد الأقران سمعن أن بعض طالبات الصفين الخامس والسادس قد نشرن شائعات مؤذية فتدخلت الطالبات كبيرات السن باستخدام وضعهن طالبات كبيرات فتحدثن إلى كل فصل من الفصول الأولى لتعلم كل الطالبات ألا يفكرن بنشر هذه الشائعات  المؤذية .

بناء المحددات والمعايير الطبيعية :
     بالإضافة إلى مساعدة كل طالب على حدة ، فأن الأقران المساعدين كقادة وطلبة مؤثرين يمكنهم تحسين المناخ المدرسي والمساهمة في توفير السلامة بطرق مختلفة . بعض البرامج تشجع على القيادة وتقديم الخدمات للطلبة ، ومعظمها تبني معايير إيجابية لتحسين العلاقات والتواصل بين الطلبة والكبار .

     برنامج الأقران الطبيعيين هو برنامج القرين المساعد وكمنضمة التربية والصحة العامة مقرها " Seattle "  أنشئت في عام 1979م في هذا البرنامج يعزز الأقران قاعدة " حسناً لمد يد المساعدة " ونشر الكلمة بين الكبار على أنهم  مصدر رعاية للآخرين وكجزء من البرنامج يضع الأقران المساعدون خطة لإنشاء معايير إيجابية اجتماعياً .    

     في هذه السنة تم تحديث برنامج للمرة ثانية بناء على الدراسات و خلال العشرين السنة للتجارب في المدارس المتوسطة ، ومثل المناهج الدراسية يتضمن البرنامج على خطط دروس والاستعانة ببرامج الكمبيوتر لوضع الأقران تقارير عن أنشطتهم وتشجيع الأقران و أتباعهم للاجتماع معا كمجموعة أو فصل دراسي لمواصلة تعلم القضايا الجديدة واكتساب الدعم من بعضهم بعض .

لا منافسة شعبية :
     كيف ستحدد المدرسة ملامح برنامج القرين المساعد ؟ أحد الأساليب عملية ترشيح على مستوى المدرسة ككل ، يجب أن يمثل في هذا البرنامج كل الشريحة الطلابية بالمدرسة وأفضل الحكم هو ترشيح الطلبة بعض زملائهم ، ويجب على منظمي البرنامج تحديد معايير محددة للغاية لتقديم طلبات الترشح وتوضيح للطلبة أنه ليس هناك منافسة شعبية ، ولضمان توسيع قاعدة التمثيل في البرنامج هو فرز النتائج لكل آراء الطلبة .

     بعد أن يتم ترشيح بعض الطلبة الذين يكونون مسئولين في البرنامج عليهم تطبيق معايير الفرز وهي: قدرة الطالب على التعامل مع مشكلاته الخاصة ، مثلاً ، مرة أخرى كيف يكون هذا الطالب الذي يمثل الطلبة في البرنامج ؟ الحضور والغياب والدرجات لا تكون بالضرورة من المعايير الجيدة ، لأنها قد تستبعد بعض الطلبة الذين يتقدمون على كثير من الذين لا يشاركون برغبة أو بيسر  في أنشطة المدرسة .    

يجب أن يتصف القرين المساعد ببعض الكفاءات الأساسية  وتشتمل على :
-   مهارات تقديم المساعدة وأبرزها مهارة الاستماع مثل إعادة صياغة وطرح الأسئلة والقدرة على التعبير والتعاطف ، ومن المهم أيضا القدرة على الامتناع عن إعطاء المشورة ، لذا على الأقران المساعدين أن يدركوا أنهم ليسوا مستشارين أو ناصحين .

-   المهارات ، الاتجاهات والمعلومات تمكن الطالب الاعتماد على فريق من الخبراء ، وهناك شبكة عمل ومساعدة تتكون من مستشارين ، ناصحين وغيرهم من المختصين المهنيين ومعرفة لمن يلجأ إليه ومتى مهم . 

-   الرغبة في الحصول على المساعدة عند الحاجة ، فقبل أن يتمكن الطلبة من مساعدة الآخرين ، يجب عليهم أن يتعرفوا  ويهتموا على قضاياهم واحتياجاتهم  ، وقد يشعرون بالإجهاد والضغط في حياتهم أو من مسئولية كونهم أنهم أقران مساعدين .

-   الشعور بالراحة لمحدودية دورهم ، ومرة أخرى الأقران المساعدين ليسوا مختصين وهم ليسوا على الاستعداد للتعامل مع المشكلات الكثيرة ، ونظراً لميل بعض الطلبة في التحدث عن أنفسهم بكثرة ، هذه الكفاءة  ضرورية .

-   الثقة في إحالة شخص ما إلى شخص مناسب ومتخصص عندما يتظاهر الطالب أن شخصاً ما  خطر على راحة الآخرين وعلى راحته يجب عليه الالتزام بالسرية .


التراجع عن التدريب :
     على الرغم من أن برنامج الأقران المساعدين لا يتطلب صرف رواتب أو مكاتب مجهزة ، فأنه يتطلب نفقات أخرى ، منها تكلفة التدريب والدعم المستمر ، وتشتمل على الوظائف الإدارية المرتبطة بها والمنسقين الكبار وغالباً الاستعانة بالمناهج والبرامج الخاصة كما في برنامج الأقران الحالي ، ويجب تدريب الطلبة للتأكد أنهم مستعدون لتأدية أدوارهم وصلاحيتهم .

     يتطلب تدريب الأقران المساعدين لمدة يومين أو ثلاثة أيام ، هذه الدورة المكثفة تسهل على التعلم والممارسة ، وتعزز الترابط والثقة بين الطلبة والكبار .

     في برنامج الأقران المساعدين الحالي بولاية "  New Jersey  "  بدأ (30) طالباً بالمدرسة الثانوية  دورة تدريب يومين على شكل مجموعات منفصلة ، إحدى المجموعات شعبية وصاخبة من الطلبة الذكور استخدموا أسلوب السخرية من بعض زملائهم  باستثناء من الذين تزيد أوزان أجسامهم في مجموعتهم ، وجاء وقت عندما طلب من المشاركين التحدث عن أنفسهم باستثناء الطالب الذي يشعر بألم وضيق ، في مناخ الثقة والقبول والدعم أثناء التدريب فقد كانت ردة فعل هؤلاء الطلبة الذكور إيجابية ، لذا تغيرت مواقفهم وسلوكهم تبعاً لذلك .

     وفي اليوم التالي وختام الدورة غنى الطلبة المستبعدين أغنية جميلة مؤثرة تعبيراً عن ارتياحهم وقد لا تتكرر هذه التجربة المؤثرة خارج هذه الدورة ، أو في أي مكان آخر حيث لا تسود المجموعة أساس الثقة  والقبول بين أفرادها .

     من أجل دفع تكلفة دورة تدريب جندت بعض المدارس أو استعانة ببعض الشركات المحلية ( الوالدين ودعم المجتمع في هذه التكلفة ) في مدينة "   Baton Rouge " بولاية "  Louisiana  " كان من منظمي الدورة التدريب من رجال أعمال لمساعدة هذا البرنامج مادياً وأكدوا أنهم ليس فقط مستمرون بدعم هذا البرنامج وإنما  يفكرون بإنشاء برامج مثيلة في شريكاتهم .

التخطيط للاستثمار :
     التخطيط والتقييم  أمر حيوي في البدء ببرنامج القرين المساعد والمحافظة بنجاح على مدار السنة الدراسية ، وكحد أدنى ينبغي تشكيل مجموعة صغيرة من العاملين لتحديد ما يمكن إنجازه ، كيف يتم إنجازه ومن سيكون مسئول ؟

     تتكون الخطة من طرق تسهم في توضيح رؤية  البرنامج  ولكن دون سرقة جاذبيتها عن الطلبة الذين سيشاركون في برنامج قليل أهمية ، بالإضافة إلى ذلك وكما هو الحال مع أي مورد يحتاج الناس إلى  معرفة كيف يستخدم برنامج القرين المساعد ليحصلوا على فوائده .

     أخيراً على منظمي البرنامج أن يقرروا كيف يعرفون ما إذا كان البرنامج ناجحاً ؟ طريقة قياس هذا النجاح لا تلزم أن تكون مفصلة ، لكن بمجرد معرفة  أن يحب الطلبة البرنامج ، ولم يتقدم أحد منهم بشكوى .

     عند تنفيذ الخطة بشكل صحيح فأن برامج الأقران المساعدين تحتاج إلى وقت وأموال ،  واشتراك الطلبة في الأنشطة المجتمعية البناءة قد  يشكل ضغطاً على الكبار ، على سبيل المثال في مدرسة واشنطن الثانوية  نظم أسبوع المدرسة خالية من المخدرات تحت رعاية برنامج الأقران المساعدين ، لتخفيف أعباء مسئولية المستشارين بالمدرسة ، ولتكون المدرسة  عبارة عن جماعة متماسكة ويشعر الطلبة بالتواصل والتعاون بينهم .

     أكد كثير من الباحثين والكتاب على أهمية الشعور  بالتواصل على سبيل المثال  ( William Glasser (1990 في كتابه " فكرة المدارس ذات الجودة "  و (  Peter Benson (1994 "  في " بناء الأصول " و ( 1985 ) David Hawkins  وزملاؤه في دراسة " المخاطر والعوامل الوقائية "  و( Bonnie Benard (1991 في " مفاهيم قواعد المرونة " هؤلاء وغيرهم من التربويين يتفقون أن الطلبة عندما يشعرون أن  المدرسة ترعاهم فأنهم يحبون المدرسة أكثر .


المراجع :
Benard, B. (June 1991). "The Case for Peers." The Peer Facilitator Quarterly 8, 4: 20-27.
Benson, P.L., J. Galbraith, and P. Espeland. (1994). What Kids Need to Succeed. Minneapolis, Minn.: Free Spirit Publishing.
Glasser, W. (1990). The Quality School: Managing Students Without Coercion. New York: Harper and Row.
Hawkins, J.D., D. Lishner, and R. Catalano. (1985). "Childhood Predictors and the Prevention of Adolescent Substance Abuse." In Etiology of Drug Abuse: Implications for Prevention, National Institute of Drug Abuse, Research Monograph 56, 75-125. Rockville, Md.: NIDA




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق