الأربعاء، 7 مايو 2014

استراتيجيات مواجهة قضية التسلط




استراتيجيات مواجهة قضية التسلط
بقلم الباحث/ عباس سبتي

مقدمة  :
     التسلط قضية تهم جميع الناس ، وأهم ردة فعل لها هي الاستباقية والوقائية ، ومنذ البداية ونحن نستطيع أن نقلل من مخاطر هذه القضية المتعلقة باستخدام شبكة الانترنت عن طريق فتح قنوات الحوار مع الأطفال والمراهقين بشان أنشطتهم عبر الانترنت وبناء قواعد تفعل مع تزايد انشغالهم وانخراطهم بهذه الأنشطة .

     يجب على كل من المدرسة والمنزل عقد اتفاقية باستخدام الكمبيوتر ، ويجب التأكد أن هذه الاتفاقية تحتوي على بنود واضحة عن السلوك الأخلاقي عبر الانترنت ، وتشير الدراسات أن معدل التسلط ينخفض عندما يعلم الأطفال والمراهقون ما العواقب  لمن يخالف هذه البنود وكيفية الإبلاغ عنها (1) .

     يجب على هؤلاء المراهقين الذين يمارسون الألعاب الالكترونية التعامل مع قواعد وشروط التفاعل مع الانترنت ، مثل عدم إعطاء البيانات الشخصية أو تبادل كلمات " السر " مع الأصدقاء .

     يتزايد نشاط المراهقين الاجتماعي عبر الانترنت ، لذا يحين الوقت مناقشة طبيعة هذا النشاط معهم وبالخصوص الاستخدام المسئول عبر الانترنت ، والبحث عن المتعة الجنسية يؤدي إلى حادثة التسلط خاصة إذا فشلت العلاقة بين الفتى والفتاة .

     يجب أن تفتح باب الحوار مع الطفل أو المراهق لاستخدام الآمن للانترنت :
     1- عدم نشر أو قول أي شيء عبر الانترنت إذا كان المراهق لا يريد أن يعرفه الجميع .

     2- إبلاغ أحد الكبار عن أول علامة تهديد له ولا تستهين بالأمر كما قال بعض أن 8% من المراهقين فقط يتعرضون للتهديد عبر الانترنت  (2) .

     3- الأطفال لا يثقون بوالديهم بمجرد ردة فعل أولياء الأمور بقضية التسلط  عن طريق منع الطفل من استخدام الهاتف المحمول أن الانترنت (3) .

     4- توعية الأطفال أن ما يجري عبر الانترنت يهم جميع الناس ، لكي يواجهوا عواقب التسلط ، وان عدم الإبلاغ عن حادثة التسلط هو بمثابة الموافقة للتسلط .

     5- موقع يوتيوب يوفر أدوات للإبلاغ عن محتويات غير لائقة ، وأن التعليقات في الصفحات الشخصية الخاصة  قد تكون شهود عيان عن حادثة التسلط .

اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تعرض الطفل إلى حادثة التسلط  :
1-رصد علامة تعرض الطفل إلى التسلط مثل تردد الطفل استخدام الكمبيوتر أو الذهاب إلى المدرسة .

2-إبلاغ مسئول خدمة الانترنت أو الهاتف المحمول عن حادثة التسلط ، معظم شركات الاتصالات لها سياسات الاستخدام الآمن للانترنت توضح قواعد وتوجيهات للمستخدمين وإجراءات بحق من ينتهك هذه القواعد ، ولها مسئولية الإبلاغ عن حوادث التسلط  ومتابعة هذه الحوادث .

3-إبلاغ مركز الشرطة عن التحرشات أو التهديدات الجسدية عبر الانترنت ، وتعد بعض أشكال التسلط أعالاً إجرامية ، على سبيل المثال في إطار القانون الجنائي بكندا يعد جريمة بتكرار الاتصال مع شخص ما يؤدي ذلك إلى تخويف سلامته وسلامة الآخرين .

تعليم الأطفال كيفية التصرف مع حادثة التسلط :
1-التوقف: أي ترك المكان أو توقف استخدام الكمبيوتر ( غرفة المحادثة ، الألعاب الالكترونية ، الرسائل الفورية ، موقع التواصل الاجتماعي ) .

2-حجب رسائل المرسل ، وعدم الرد على الرسائل المسيئة .

3-إبلاغ أحد الكبار إذا كان ذلك يتناول التهديد الجسدي ، كذلك إخبار الشرطة .

4-حفظ أية رسائل مسيئة وإحالتها إلى مقدم خدمة الانترنت ( Hotmail , Gmail ) معظم مقدمي خدمة الانترنت لهم سياسات الاستخدام المقبول للانترنت تحد المستخدمين من مضايقة الآخرين بما فيهم الأطفال .

     أخيراً من أجل مكافحة حوادث التسلط يجب علينا تغيير ثقافتنا  بخصوص استخدام الكمبيوتر بالخصوص في المدرسة والمنزل , ويجب فهم الأطفال أنم ا قد يبدو " مجرد فكاهة " قد يكون له تأثير قوي على شخص ما ، ويجب تعليم الأطفال أن التسلط يبدو أقل خطورة مما يظنون ، فالشباب يقللون من مخاطر التسلط على الرغم من أن إبلاغهم عن التسلط أمر إيجابي (4) وتشير الدراسات أن الشباب يعتقدون أن سلوكيات التسلط شيء مألوف وهم أكثر عرضة للتسامح من هذه السلوكيات لكنهم عندما يدركون أن هذه السلوكيات غير مألوفة فأن معدلات التسلط تنخفض ( 5) .

     أصبحت المدارس أكثر استباقية في مواجهة التسلط ، وكثيرا ما تفشل المحاولات والسيناريوهات لاحتواء التسلط وقد تحاول المدارس القيام بذلك مرة واحدة للتصدي ،   وفي دراسة كندية أشار الشباب المشاركون بالدراسة اطلاعهم على برامج مكافحة التسلط عبر الانترنت من خلال جلسة أو اجتماع واحد ، مما جعلهم يقللون من شان خطورة التسلط ، وأنهم كانوا يترددون عن إبلاغ بحوادث التسلط بسبب أن المعلمين يضخمون الأمر أكثر من اللازم وأنهم لا يتقيدون بالتسامح لمرتكبي التسلط  (6) .

     برامج التدخل الفعال من جهة لها خصائص مشتركة عموما: وتشتمل على المدارس ، وأنها توفر الدعم لكل من الضحايا والجناة بعد الحادثة ، وأنها تعمل على مستويات متعددة في الفصول الدراسية وعلى نطاق المدرسة ككل والتواصل  مع أولياء الأمور والمجتمع المحيط (7) .

     من خلال تعليم الشباب اتخاذ القرارات الحكيمة واستخدام الكمبيوتر أخلاقياً ، ومن خلال مساعدة المراهقين على التفكير قبل الإقدام على فعل سلوك خاطيء عندما يتواصلون عبر الانترنت ، وتشجيعهم على أن يكونوا مواطنين صالحين ونشطاء  في خلق مجتمعات الكترونية آمنة  ، وان يتحدوا  سلوكيات البلطجة والتسلط .


المراجع :

[1] Tannenbaum, Barbara. “Bullying: How Educators Can Make Schools Safer,” Edutopia, September 19 2010.
[2] Mishna, Faye, Alan McLuckie, and Michael Saini. Real-World Dangers in an Online Reality: A Qualitative Study Examining Online Relationships and Cyber Abuse, 2009.
[3] Ibid.
[4] Teens, Kindness and Cruelty on Social Network Sites. Pew Research Institute, November 9, 2011.
[5] Craig, David W. and H. Wesley Perkins, Assessing Bullying in New Jersey Secondary Schools: Applying the Social Norms Model to Adolescent Violence, Presented at the 2008 National Conference on the Social Norms Approach, July 22, 2008. http://www.youthhealthsafety.org/BullyNJweb.pdf
[6] Steeves, Valerie. Young Canadians in a Wired World, Phase III: Talking to Youth and Parents. MediaSmarts, 2012.
[7] Craig, Wendy. Testimony before the Senate Committee on Human Rights, December 12, 2011.

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق