البلطجة والعنصرية في المدارس الأمريكية الحديثة
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
كل
إنسان بالولايات المتحدة يوافق معنا أن البلطجة والعنصرية في المدارس العامة تعد عادة سيئة ، وأنها تخلق وتعزز نفس المواقف
السلبية للآخرين وتعزز البيئة السامة ، وهناك أنواع من التسلط تدرس في المنهج ولكن ليس هناك شيء أكثر مكراً
من العنصرية في المدارس الأمريكية ، والمشكلة لا تزال أكثر ضراوة في العصر الحديث
بأمريكا سواء كان أي شخص يريد التحدث عن ذلك أم لا ؟
العنصرية
بالمدارس قد لا تكون واضحة لذلك كما كان من قبل إلا أن هذا لا يعني أنه لم يعد
هناك ، وفي الواقع أنه من الصعب محاربة العدو لا يمكن رؤيته ، والعنصرية خفية
بالمدارس ولا تمنع على الفور . لكن بالطبع قبل أن يفكر أي أحد بشان اتخاذ
الإجراءات المطلوبة خاصة إذا اشتملت على التدخل الفوري ، فأن من المهم رسم التمييز بين ما هو التسلط بالضبط ، لذا معظم الآباء ولأسباب معقولة يقومون
بحماية أطفالهم وقد يرجع ذلك إلى المخاوف المتعلقة بالعنصرية المستأصلة بالمدارس ،
هناك خطوط يمكن استخلاصها وهناك شيء من هذا القبيل ك" الوقاية جداً "
فقط لأن أحد الطلبة قال لزميله أو ناداه
باسم مهين عدة مرات أو دفعه وضربه في ساحة ملعب المدرسة ، لعل بعضها لا يعني أن
الطلبة يتضايقون .
الشيء
المهم لفهم حالة " التسلط " أنها حالة ثابتة ، فالجاني يختار ضحاياه
المعينين ، حيث أن الضحايا لا يصمدون ويقاومون الجاني أو يشتكون عليه ولعل ذلك وجود " ضعف " فيهم .
التسلط
تشتمل أنواعه على الضرب ، الدفع ، اللكم ، التعنيف والعديد من الاستفزازات النفسية
مثل السب والسخرية والاستهزاء ، ومع ظهور التسلط الالكتروني عبر مواقع الانترنت
بأرجاء العالم ، فأنه يشتمل على نفس أنواع التسلط
والعنف التقليدية مثل الشتائم والافتراءات إلى جانب تشويه سمعة الشخص
بكلمات فاحشة وقاسية ومخلة بالآداب العامة .
كل
هذه الأنواع تكون مدمرة لنمو وشخصية الطفل ومع إضافة " العنصرية " تصبح
أكثر تأثيراً وسلبية ، وأشارت الدراسات الرسمية
بالولايات المتحدة بشأن العنصرية كما يفهم من إحصائيات المدارس أن ما بين 15و20%
من الطلبة يتعرضون إلى التسلط والتعنيف بشكل متكرر ، وهذا ينطبق على الضحايا
والجناة على حد سواء .
تفسير
هذه النتائج واضح في العادة فالشاب خاصة الذكر يتم انتقاؤه فيشعر بالمقاومة والرد
لكنه في كثير من الأحيان لا يجد وسيلة للرد في الحال ضد أولئك الذين اعتدوا عليه ،
خاصة الذين هم أكبر سناً منه وأقوى جسماً في نفس العمر والحجم لأن الجاني يكون في
عصابة ، الفشل في الانتقام المباشر يجعل الجناة يتحاملون عليه باستمرار ، وإذا كان
شكل التسلط عنصرياً فأنه يثار غضبه فيرد على الإهانة بسرعة .
أشارت
الدراسات على أن جناة التسلط والعنصرية هم
أكثر الطلبة تسرباً وهروباً من المدرسة وتعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم ، والسؤال الذي يطرح نفسه للرد على من يتعر ض
بمخاطر التسلط خاصة العنصرية من غير واضح من يكون الضحية بطبيعة الحال هناك ظروف
واضحة تصنع المشهد الاجتماعي للدفاع عن الضحية
أكثر ، مثل طفل أسود بين أطفال بيض
في المدرسة ، خاصة في مدارس الولايات الجنوبية وتحديداً ما يسمى " رباط
الكتاب ، Bible Belt "
وهي أكثر الولايات عنصرية بالولايات المتحدة وظلت لمدة طويلة .
القصص
ما زالت تتناقلها وكالات الأنباء عن مقاطعة " ويلكوكس ، Wilcox " وهي عن حفلة موسيقية أقامتها إحدى
المدارس الثانوية في عام 2013 وقد تبدو
الحفلة هزلية لكنها قضية واقعية ، وعكست الحفلة ما يعتقده ويتصرفه بعض الطلبة
اتجاه بعض الآخر ، والعنصرية تؤدي إلى التسلط
ولو أنها تتطور خارج نطاق الأسرة لا سيما إذا كانت الأسرة تمتاز بالوحدة
والانتماء والإرث ، فيتوارث الصغار من الكبار ، فقد يمر الأب بتجربة قاسية عندما
يسطو بيته رجل أسود فيبقى في ذهنه أن الأمريكان الأفارقة مجرمين وينتقل هذا الظن
إلى أطفاله البيض ، ومع ذلك لا يمكن إلقاء اللوم على الوالدين فقط ، وإنما يجب
اتخاذ إجراءات التدخل عن طريق المواعظ والإرشادات كعلاج ووقاية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق