الأحد، 1 يونيو 2014

البلطجة والعنصرية في المدارس الأمريكية الحديثة




البلطجة والعنصرية في المدارس الأمريكية الحديثة
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     كل إنسان بالولايات المتحدة يوافق معنا أن البلطجة والعنصرية في المدارس العامة  تعد عادة سيئة ، وأنها تخلق وتعزز نفس المواقف السلبية للآخرين وتعزز البيئة السامة ، وهناك أنواع من التسلط  تدرس في المنهج ولكن ليس هناك شيء أكثر مكراً من العنصرية في المدارس الأمريكية ، والمشكلة لا تزال أكثر ضراوة في العصر الحديث بأمريكا سواء كان أي شخص يريد التحدث عن ذلك أم لا ؟

     العنصرية بالمدارس قد لا تكون واضحة لذلك كما كان من قبل إلا أن هذا لا يعني أنه لم يعد هناك ، وفي الواقع أنه من الصعب محاربة العدو لا يمكن رؤيته ، والعنصرية خفية بالمدارس ولا تمنع على الفور . لكن بالطبع قبل أن يفكر أي أحد بشان اتخاذ الإجراءات المطلوبة خاصة إذا اشتملت على التدخل الفوري ، فأن من المهم  رسم التمييز بين ما هو التسلط بالضبط  ، لذا معظم الآباء ولأسباب معقولة يقومون بحماية أطفالهم وقد يرجع ذلك إلى المخاوف المتعلقة بالعنصرية المستأصلة بالمدارس ، هناك خطوط يمكن استخلاصها وهناك شيء من هذا القبيل ك" الوقاية جداً " فقط لأن أحد الطلبة قال لزميله  أو ناداه باسم مهين عدة مرات أو دفعه وضربه في ساحة ملعب المدرسة ، لعل بعضها لا يعني أن الطلبة يتضايقون .

     الشيء المهم لفهم حالة " التسلط " أنها حالة ثابتة ، فالجاني يختار ضحاياه المعينين ، حيث أن الضحايا لا يصمدون ويقاومون الجاني أو يشتكون عليه  ولعل ذلك وجود " ضعف " فيهم .

     التسلط تشتمل أنواعه على الضرب ، الدفع ، اللكم ، التعنيف والعديد من الاستفزازات النفسية مثل السب والسخرية والاستهزاء ، ومع ظهور التسلط الالكتروني عبر مواقع الانترنت بأرجاء العالم ، فأنه يشتمل على نفس أنواع التسلط  والعنف التقليدية مثل الشتائم والافتراءات إلى جانب تشويه سمعة الشخص بكلمات فاحشة وقاسية ومخلة بالآداب العامة . 

     كل هذه الأنواع تكون مدمرة لنمو وشخصية الطفل ومع إضافة " العنصرية " تصبح أكثر تأثيراً وسلبية  ، وأشارت الدراسات الرسمية بالولايات المتحدة بشأن العنصرية كما يفهم من إحصائيات المدارس أن ما بين 15و20% من الطلبة يتعرضون إلى التسلط والتعنيف بشكل متكرر ، وهذا ينطبق على الضحايا والجناة على حد سواء .

     تفسير هذه النتائج واضح في العادة فالشاب خاصة الذكر يتم انتقاؤه فيشعر بالمقاومة والرد لكنه في كثير من الأحيان لا يجد وسيلة للرد في الحال ضد أولئك الذين اعتدوا عليه ، خاصة الذين هم أكبر سناً منه وأقوى جسماً في نفس العمر والحجم لأن الجاني يكون في عصابة ، الفشل في الانتقام المباشر يجعل الجناة يتحاملون عليه باستمرار ، وإذا كان شكل التسلط عنصرياً فأنه يثار غضبه فيرد على الإهانة بسرعة .

     أشارت الدراسات على أن جناة  التسلط والعنصرية هم أكثر الطلبة تسرباً وهروباً من المدرسة وتعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم  ، والسؤال الذي يطرح نفسه للرد على من يتعر ض بمخاطر التسلط خاصة العنصرية من غير واضح من يكون الضحية بطبيعة الحال هناك ظروف واضحة تصنع المشهد الاجتماعي للدفاع عن الضحية  أكثر ، مثل طفل أسود  بين أطفال بيض في المدرسة ، خاصة في مدارس الولايات الجنوبية وتحديداً ما يسمى " رباط الكتاب ، Bible Belt   "   وهي أكثر الولايات عنصرية بالولايات المتحدة وظلت لمدة طويلة .

     القصص ما زالت تتناقلها وكالات الأنباء عن مقاطعة " ويلكوكس ،    Wilcox "   وهي عن حفلة موسيقية أقامتها إحدى المدارس  الثانوية في عام 2013 وقد تبدو الحفلة هزلية لكنها قضية واقعية ، وعكست الحفلة ما يعتقده ويتصرفه بعض الطلبة اتجاه بعض الآخر ، والعنصرية تؤدي إلى التسلط  ولو أنها تتطور خارج نطاق الأسرة لا سيما إذا كانت الأسرة تمتاز بالوحدة والانتماء والإرث ، فيتوارث الصغار من الكبار ، فقد يمر الأب بتجربة قاسية عندما يسطو بيته رجل أسود فيبقى في ذهنه أن الأمريكان الأفارقة مجرمين وينتقل هذا الظن إلى أطفاله البيض ، ومع ذلك لا يمكن إلقاء اللوم على الوالدين فقط ، وإنما يجب اتخاذ إجراءات التدخل عن طريق المواعظ والإرشادات كعلاج ووقاية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق