الأحد، 1 يونيو 2014

ما الوضع الحالي لحالة التسلط بمدارس المملكة المتحدة ؟





ما الوضع الحالي لحالة التسلط بمدارس المملكة المتحدة ؟
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     تم نشر التقرير السنوي لعام 2013 م عن التسلط بمدارس المملكة المتحدة بنتائج أقلها إيجابية ، وفقاً لمؤسسة خيرية غير ربحية  بانجلترا فأن عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين ما زالوا يعانون  من التسلط بالمدارس الابتدائية والثانوية ، ومن استطلاعات آراء الناس التي أجرتها هذه المؤسسة الخيرية يبدو  أن تخويف وتنمر الشباب يحدث لأسباب عديدة منها المظهر الخارجي ، الجنس، ، الوضع المالي والعجز أو ضعف الضحية .

     تشير الدراسات أن (70%) من معظم الطلبة ( الأطفال والمراهقين )   لهم تجارب في شكل من أشكال التسلط قبل السن (18) وهذا يعني أن 7 من 10 طلاب هم ضحايا التسلط ، ويمكن تقسيم أشكال التسلط إلى : الاعتداء الجسدي ، الاعتداء الجنسي ... هذا وقد تم استطلاع آراء (2000) طالباً في السن (16) فما فوق) في مدارس انجلترا  عن طريق إجابة أسئلة الاستبيان .

استجابات الطلبة بخصوص تورط الطلبة بحوادث التسلط كانت مثيرة للقلق :
     أفاد 43% من الطلبة أنهم تعرضوا إلى الإساءة اللفظية في المدرسة .  
     16% منهم تعرضوا إلى الاعتداء الجسدي .
     21% لديهم مشكلات على أثر هذا التسلط .
     25% منهم اعترفوا إقدامهم لمحاولة الانتحار بعد تعرضهم للتسلط .
     17% منهم قد غيروا فصولهم أو مدارسهم ..

     تشير هذه النتيجة إلى الحاجة الماسة للمدارس على البحث في سبل مكافحة أشكال التسلط  في المدارس الابتدائية ، الثانوية وكليات الجامعة ، وعلى الرغم من  أن العديد من الضحايا يطلبون المساعدة من المعلمين فأن نتائج الدراسة كشفت أن المعلمين يبلغون عن نصف عدد الحالات ، لذا يعترف معظم الطلبة  أن المعلمين لا يعطون الأهمية القصوى لحوادث التسلط  ، وكنتيجة لذلك فأنهم غير مبالين بآثار التسلط السلبية ، وعلى مدارس انجلترا أن تضع برامج تدريبية للمعلمين لزيادة وعيهم عن مشكلة التسلط ، لأن المعلمين هم جزء مهم في حل هذه المشكلة .

من يتعرض لحادثة التسلط ؟
     حسب نتائج استطلاع الآراء السابقة توجد ثلاث مجموعات محددة استهدفت  في حوادث التسلط : طلاب ذوي الإعاقة والطلبة ذوي أقليات عرقية ودينية والطلبة الأفراد ، وعندما سئل الطلبة لماذا استهدفوا لحادثة التسلط ، أفاد 60%  منهم أن ذلك يرجع إلى المظهر والشخصية ، وهذا يكشف المستوى العالي من العنصرية المعاصر اتجاه الأفراد الذين يختلفون أو الذين لا يستوفون بما يعبر عنها ب " المعايير المقبولة " اجتماعياً ، والمشكلة هي أن هذه المعايير تم تضخيمها في وسائل الأعلام  لسنوات عديدة .

     شباب اليوم لديهم وجهات نظر غير واقعية عن الجمال الجسدي كما يظهره المظهر الخارجي للجسم ، وهذه وجهات النظر تتقوى وتضخم بواسطة أجهزة الأعلام بشكل واسع ، وهؤلاء الطلبة الذين يتميزون بهذا المظهر الخارجي يكونون منبوذين وأكثر عرضة لحوادث التسلط ، وفي محاولة لتغيير عقلية الطلبة  الخاطئة يجب على الآباء والمدارس معالجة هذه القضية بصراحة وصدق وكشف زيف هذه العقلية .

     من خلال برامج المدرسة ، ورش عمل ، أشرطة فيديو والمحاضرات القيمة يمكن لمدارس انجلترا وكلياتها الجامعية تعزيز العقليات والقيم البناءة لاحترام الفرد ومظهره الخارجي ، وعلى شباب اليوم تعلم التسامح وقبول أقرانهم في جميع المجالات لتشمل المظهر والعرق والجنس واللون والعقيدة والإعاقة والوضع المالي ، ومع تغيير هذه العقليات لدى الشباب فأن المدارس تكون لها فرصة أكبر للحد من البلطجة والتسلط في بيئاتها ، تصاعدت وتيرة العنف والتسلط في مدارس انجلترا واسكتلندا وويلز خلال السنوات الماضية ، ومع ذلك يمكن الحد منها من خلال تضافر جهود أولياء الأمور والمدارس والمجتمعات المحلية لتوعية الطلبة على أهمية القيم الأخلاقية .

ما دور الآباء للحد من التسلط ؟
     توعية الآباء بانجلترا هي الخطوة الأولى لمساهمتهم في حل القضية إذ أن القضية لا تذهب من تلقاء نفسها ، وكولي أمر يجب أن يهتم أن الأطفال والمراهقين يكونون في مأمن من مخاطر التسلط  في المدارس كي يتلقوا تعليماً كافياً   ، للتسلط آثار ضارة على الطفل أو المراهق ، لذا من المستحيل لهما مواصلة التعليم بشكل جيد ، الشباب الذين يعانون من البلطجة الجسدية واللفظية يعانون من الخوف ، القلق وتدني التحصيل الدراسي ، ومعظمهم يفقد اهتمامه بالمدرسة ، وفي الحالات القصوى يعتقد ضحايا التسلط أن حياتهم مهددة بسبب هذه القضية .

     كوالد يجب عليك أن تبقى متأهباً  لرصد علامات التسلط لولدك خصوصاً إذا تورط في شكل أكثر تخويفاً من أشكال التسلط ، ومعظم الضحايا يترددون في الحديث أو يبلغون عن حوادث التسلط  ، وقد يشعرون بالحرج من وضعهم ، ومن خلال مراقبة الأطفال والمراهقين لتكون أكثر فطنة ودراية عندما يعكر صفو حياتهم شيء ما ، ومن المهم إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بحيث تدعم طفلك عندما يحتاج إليك .

     كما أنها فكرة جيدة أن تحسن علاقاتك مع المعلمين والعاملين بالمدرسة ، فمعظم المدارس تعقد اجتماعات بين  أولياء الأمور والمعلمين  حيث يتمكن أولياء الأمور من التعرف على معلمي أولادهم ومعرفة ما يقومون به من أنشطة ، ومع مرور الوقت لهذه الاجتماعات ستقوي علاقاتك مع العاملين بالمدرسة ، وفي حال مواجهة  أولادك الصعوبات عند تعرضهم لحوادث التسلط بالمدرسة ، من السهل الحصول على التعاون مع المعلمين والعاملين في المدرسة لحل المشكلة .

     ضع في الاعتبار أن مدارس انجلترا تهتم برعاية أجسام وعواطف الطلبة ، وتلبية احتياجاتهم التعليمية ، والتسلط  في انجلترا ليس أكثر تحملاً من حالات التسلط في اسكتلندا أو ويلز ،  وتوجد التحديات للحفاظ على الوضع تحت المراقبة ، ومع ذلك فأن المدارس لها الرغبة في القضاء على التسلط وإنشاء بيئة تعليمية سليمة وآمنة للطلبة ، ومع التعاون مع المعلمين والمسئولين بالمدرسة سوف ترى نتائج إيجابية أكثر من محاولة حل المشكلة بطريقتك الخاصة .

تعليم الأطفال استراتيجيات السلامة :
     معظم المدارس لديها برامج ضد التسلط واستراتيجيات للتعامل مع حوادث البلطجة الواقعة بأراضيها ، وعلى الآباء والطلبة أن يدركوا أهمية هذه البرامج ويطبقوها من خلال الإرشادات المطبقة فيها ، وإذا تعلق الأمر بالاعتداء الجسدي وتشجيع الطلبة على اتخاذ إجراءات عدوانية ضد التسلط في العموم لا تشجع من قبل المسئولين بالمدرسة ، ويتم تشجيع الأطفال والمراهقين على الإبلاغ عن حوادث التسلط إلى المعلمين أو الوالدين أو غيرهم ممن يثقون بهم .

     واستراتيجيات السلامة ضد التسلط ليس فقط بالمدرسة وإنما قد يتعرض الطفل إلى الإساءة والمضايقة أثناء سيره من وإلى المدرسة لذا تحديد أماكن تواجد الطفل مهم ، وتشجيع الطفل على السير مع مجموعة من الزملاء ، وأن يحمل معه أرقام هواتف من يثق بهم من الكبار لطلب المساعدة في حالات الطوارئ .

     على الطفل أن يكون قادراً على التعرف  وتحديد حوادث التسلط التي تنشأ ، وأن يكون قادراً على التعرف على من يهدده وما الإجراءات التي تتخذ ضد مرتكب التسلط  وما تأثير ذلك عليه  ، والكبار  يحملون محمل الجد لحوادث التسلط  عندما يتكلم معهم الأطفال بشان ما يواجهونه من مخاطر التسلط ، وإذا كان بعض زملائهم حاضراً لحوادث التسلط يجب معرفة أسمائهم للتأكيد على هذه الحوادث ، ومن خلال معرفة بعض الحقائق عن الوضع السائد تتكون لدى المسئولين بالمدرسة فكرة واضحة  في كيفية متابعة الوضع .

     كوالد قد لا تكون قادراً على حماية أطفالك من الحوادث محتملة الوقوع أثناء نموهم ، ولكن قدم لهم التشجيع والدعم الذي يحتاجونه أثناء الحوادث المؤسفة والتغلب عليها ، تعرض حوادث التسلط مجموعة من التحديات إلى الأطفال والمراهقين ، ولكن مع مساعدة المعلمين ودعم الأسرة والأصدقاء ، يستطيع أطفالك تعلم كيفية الوقوف ضد حوادث التسلط دون خوف .


     وبعض الأطفال والمراهقين يستطيعون التعامل مع الإساءة البدنية واللفظية بطريقتهم الخاصة ، وعلى الرغم من أن أي شكل من أشكال التسلط يمكن التسامح فيه فأن التسلط الجنسي والبدني يعدان من الجرائم بمدارس انجلترا ، وأن يبلغ عنه في الحال لكي يأخذ المجرم جزاءه قانونياً ، وبعض الطلبة يتخذون موقفاً موحداً ضد التسلط جنباً إلى جنب والديهم والمعلمين والمجتمع المحلي ، ومحاولة تقليص فرص السلوك العدواني في المدارس والكيات ، وإيجاد وخلق بيئة تعليمية آمنة كي يتلقى جميع طلبة المدارس الجودة التعليمية كهدف للنظام التعليمي بانجلترا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق