ما الوضع الحالي لحالة التسلط بمدارس المملكة المتحدة ؟
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
تم
نشر التقرير السنوي لعام 2013 م عن التسلط بمدارس المملكة المتحدة بنتائج أقلها
إيجابية ، وفقاً لمؤسسة خيرية غير ربحية
بانجلترا فأن عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين ما زالوا يعانون من التسلط بالمدارس الابتدائية والثانوية ، ومن
استطلاعات آراء الناس التي أجرتها هذه المؤسسة الخيرية يبدو أن تخويف وتنمر الشباب يحدث لأسباب عديدة منها
المظهر الخارجي ، الجنس، ، الوضع المالي والعجز أو ضعف الضحية .
تشير
الدراسات أن (70%) من معظم الطلبة ( الأطفال والمراهقين ) لهم تجارب في شكل من أشكال التسلط قبل السن
(18) وهذا يعني أن 7 من 10 طلاب هم ضحايا التسلط ، ويمكن تقسيم أشكال التسلط إلى :
الاعتداء الجسدي ، الاعتداء الجنسي ... هذا وقد تم استطلاع آراء (2000) طالباً في
السن (16) فما فوق) في مدارس انجلترا عن
طريق إجابة أسئلة الاستبيان .
استجابات الطلبة بخصوص
تورط الطلبة بحوادث التسلط كانت مثيرة للقلق :
أفاد
43% من الطلبة أنهم تعرضوا إلى الإساءة اللفظية في المدرسة .
16%
منهم تعرضوا إلى الاعتداء الجسدي .
21% لديهم مشكلات على أثر هذا التسلط .
25%
منهم اعترفوا إقدامهم لمحاولة الانتحار بعد تعرضهم للتسلط .
17%
منهم قد غيروا فصولهم أو مدارسهم ..
تشير
هذه النتيجة إلى الحاجة الماسة للمدارس على البحث في سبل مكافحة أشكال التسلط في المدارس الابتدائية ، الثانوية وكليات
الجامعة ، وعلى الرغم من أن العديد من
الضحايا يطلبون المساعدة من المعلمين فأن نتائج الدراسة كشفت أن المعلمين يبلغون
عن نصف عدد الحالات ، لذا يعترف معظم الطلبة
أن المعلمين لا يعطون الأهمية القصوى لحوادث التسلط ، وكنتيجة لذلك فأنهم غير مبالين بآثار التسلط
السلبية ، وعلى مدارس انجلترا أن تضع برامج تدريبية للمعلمين لزيادة وعيهم عن
مشكلة التسلط ، لأن المعلمين هم جزء مهم في حل هذه المشكلة .
من يتعرض لحادثة التسلط ؟
حسب
نتائج استطلاع الآراء السابقة توجد ثلاث مجموعات محددة استهدفت في حوادث التسلط : طلاب ذوي الإعاقة والطلبة
ذوي أقليات عرقية ودينية والطلبة الأفراد ، وعندما سئل الطلبة لماذا استهدفوا
لحادثة التسلط ، أفاد 60% منهم أن ذلك
يرجع إلى المظهر والشخصية ، وهذا يكشف المستوى العالي من العنصرية المعاصر اتجاه
الأفراد الذين يختلفون أو الذين لا يستوفون بما يعبر عنها ب " المعايير
المقبولة " اجتماعياً ، والمشكلة هي أن هذه المعايير تم تضخيمها في وسائل
الأعلام لسنوات عديدة .
شباب
اليوم لديهم وجهات نظر غير واقعية عن الجمال الجسدي كما يظهره المظهر الخارجي
للجسم ، وهذه وجهات النظر تتقوى وتضخم بواسطة أجهزة الأعلام بشكل واسع ، وهؤلاء
الطلبة الذين يتميزون بهذا المظهر الخارجي يكونون منبوذين وأكثر عرضة لحوادث
التسلط ، وفي محاولة لتغيير عقلية الطلبة
الخاطئة يجب على الآباء والمدارس معالجة هذه القضية بصراحة وصدق وكشف زيف
هذه العقلية .
من
خلال برامج المدرسة ، ورش عمل ، أشرطة فيديو والمحاضرات القيمة يمكن لمدارس
انجلترا وكلياتها الجامعية تعزيز العقليات والقيم البناءة لاحترام الفرد ومظهره
الخارجي ، وعلى شباب اليوم تعلم التسامح وقبول أقرانهم في جميع المجالات لتشمل
المظهر والعرق والجنس واللون والعقيدة والإعاقة والوضع المالي ، ومع تغيير هذه
العقليات لدى الشباب فأن المدارس تكون لها فرصة أكبر للحد من البلطجة والتسلط في
بيئاتها ، تصاعدت وتيرة العنف والتسلط في مدارس انجلترا واسكتلندا وويلز خلال
السنوات الماضية ، ومع ذلك يمكن الحد منها من خلال تضافر جهود أولياء الأمور
والمدارس والمجتمعات المحلية لتوعية الطلبة على أهمية القيم الأخلاقية .
ما دور الآباء للحد من
التسلط ؟
توعية
الآباء بانجلترا هي الخطوة الأولى لمساهمتهم في حل القضية إذ أن القضية لا تذهب من
تلقاء نفسها ، وكولي أمر يجب أن يهتم أن الأطفال والمراهقين يكونون في مأمن من
مخاطر التسلط في المدارس كي يتلقوا
تعليماً كافياً ، للتسلط آثار ضارة على
الطفل أو المراهق ، لذا من المستحيل لهما مواصلة التعليم بشكل جيد ، الشباب الذين
يعانون من البلطجة الجسدية واللفظية يعانون من الخوف ، القلق وتدني التحصيل
الدراسي ، ومعظمهم يفقد اهتمامه بالمدرسة ، وفي الحالات القصوى يعتقد ضحايا التسلط
أن حياتهم مهددة بسبب هذه القضية .
كوالد
يجب عليك أن تبقى متأهباً لرصد علامات
التسلط لولدك خصوصاً إذا تورط في شكل أكثر تخويفاً من أشكال التسلط ، ومعظم
الضحايا يترددون في الحديث أو يبلغون عن حوادث التسلط ، وقد يشعرون بالحرج من وضعهم ، ومن خلال
مراقبة الأطفال والمراهقين لتكون أكثر فطنة ودراية عندما يعكر صفو حياتهم شيء ما ،
ومن المهم إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بحيث تدعم طفلك عندما يحتاج إليك .
كما
أنها فكرة جيدة أن تحسن علاقاتك مع المعلمين والعاملين بالمدرسة ، فمعظم المدارس
تعقد اجتماعات بين أولياء الأمور
والمعلمين حيث يتمكن أولياء الأمور من
التعرف على معلمي أولادهم ومعرفة ما يقومون به من أنشطة ، ومع مرور الوقت لهذه
الاجتماعات ستقوي علاقاتك مع العاملين بالمدرسة ، وفي حال مواجهة أولادك الصعوبات عند تعرضهم لحوادث التسلط
بالمدرسة ، من السهل الحصول على التعاون مع المعلمين والعاملين في المدرسة لحل
المشكلة .
ضع
في الاعتبار أن مدارس انجلترا تهتم برعاية أجسام وعواطف الطلبة ، وتلبية
احتياجاتهم التعليمية ، والتسلط في
انجلترا ليس أكثر تحملاً من حالات التسلط في اسكتلندا أو ويلز ، وتوجد التحديات للحفاظ على الوضع تحت المراقبة
، ومع ذلك فأن المدارس لها الرغبة في القضاء على التسلط وإنشاء بيئة تعليمية سليمة
وآمنة للطلبة ، ومع التعاون مع المعلمين والمسئولين بالمدرسة سوف ترى نتائج
إيجابية أكثر من محاولة حل المشكلة بطريقتك الخاصة .
تعليم الأطفال
استراتيجيات السلامة :
معظم
المدارس لديها برامج ضد التسلط واستراتيجيات للتعامل مع حوادث البلطجة الواقعة
بأراضيها ، وعلى الآباء والطلبة أن يدركوا أهمية هذه البرامج ويطبقوها من خلال
الإرشادات المطبقة فيها ، وإذا تعلق الأمر بالاعتداء الجسدي وتشجيع الطلبة على
اتخاذ إجراءات عدوانية ضد التسلط في العموم لا تشجع من قبل المسئولين بالمدرسة ،
ويتم تشجيع الأطفال والمراهقين على الإبلاغ عن حوادث التسلط إلى المعلمين أو
الوالدين أو غيرهم ممن يثقون بهم .
واستراتيجيات
السلامة ضد التسلط ليس فقط بالمدرسة وإنما قد يتعرض الطفل إلى الإساءة والمضايقة
أثناء سيره من وإلى المدرسة لذا تحديد أماكن تواجد الطفل مهم ، وتشجيع الطفل على
السير مع مجموعة من الزملاء ، وأن يحمل معه أرقام هواتف من يثق بهم من الكبار لطلب
المساعدة في حالات الطوارئ .
على
الطفل أن يكون قادراً على التعرف وتحديد
حوادث التسلط التي تنشأ ، وأن يكون قادراً على التعرف على من يهدده وما الإجراءات
التي تتخذ ضد مرتكب التسلط وما تأثير ذلك
عليه ، والكبار يحملون محمل الجد لحوادث التسلط عندما يتكلم معهم الأطفال بشان ما يواجهونه من
مخاطر التسلط ، وإذا كان بعض زملائهم حاضراً لحوادث التسلط يجب معرفة أسمائهم
للتأكيد على هذه الحوادث ، ومن خلال معرفة بعض الحقائق عن الوضع السائد تتكون لدى
المسئولين بالمدرسة فكرة واضحة في كيفية
متابعة الوضع .
كوالد
قد لا تكون قادراً على حماية أطفالك من الحوادث محتملة الوقوع أثناء نموهم ، ولكن
قدم لهم التشجيع والدعم الذي يحتاجونه أثناء الحوادث المؤسفة والتغلب عليها ، تعرض
حوادث التسلط مجموعة من التحديات إلى الأطفال والمراهقين ، ولكن مع مساعدة
المعلمين ودعم الأسرة والأصدقاء ، يستطيع أطفالك تعلم كيفية الوقوف ضد حوادث
التسلط دون خوف .
وبعض
الأطفال والمراهقين يستطيعون التعامل مع الإساءة البدنية واللفظية بطريقتهم الخاصة
، وعلى الرغم من أن أي شكل من أشكال التسلط يمكن التسامح فيه فأن التسلط الجنسي
والبدني يعدان من الجرائم بمدارس انجلترا ، وأن يبلغ عنه في الحال لكي يأخذ المجرم
جزاءه قانونياً ، وبعض الطلبة يتخذون موقفاً موحداً ضد التسلط جنباً إلى جنب
والديهم والمعلمين والمجتمع المحلي ، ومحاولة تقليص فرص السلوك العدواني في المدارس
والكيات ، وإيجاد وخلق بيئة تعليمية آمنة كي يتلقى جميع طلبة المدارس الجودة
التعليمية كهدف للنظام التعليمي بانجلترا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق