الاثنين، 9 يونيو 2014

العصي والأحجار هل تكسر عظام وروح الإنسان ؟





العصي والأحجار هل تكسر عظام وروح الإنسان ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     قول مأثور يقول:" العصي والأحجار يمكن أن تكسر عظامي ، بينما الكلمات لا تؤذيني أبداً " ، هذا القول سخيف لأن معظم الناس يدركون العلاقة بين كلمات جارحة وألم نفسي ، ومع ذلك فقلة من الناس من يميز هذه العلاقة ، لذا ضحايا العنف الجسدي في كثير من الأحيان يعانون من نوبات عاطفية نتيجة ما مروا به من تجارب مؤلمة .

العصي والأحجار يمكن أن تكسر القلب :
     في شعر قديم يتعلمه أطفال الحضانة مفاده  " لا تدع آراء الآخرين تفرض عليك " وهذا المثل يتداوله الفنانون و الشعراء مثل Tracy Lawrence و New Found Glory ، العصي والأحجار عبارة عن كلمات مكررة في قصيدة تركز على فكرة أن نفسية الشخص لا تتأثر بكلمات ولكن مئات من الأطفال يستخدمون الاعتداء اللفظي ضد زملائهم في كل مرة .

تكرار وإدامة الدائرة :
     معظم الناس يربطون بين الألم النفسي وفحش اللفظ ، وبعضهم يتخذون الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكب التسلط اللفظي عبر الانترنت ، ومع ذلك هناك اهتمام قليل لربط العلاقة بين الاعتداء الجسدي وضعف الصحة العقلية  ، فالطلبة الذين يسيئون إلى زملائهم في ساحات المدرسة هم في الواقع ضحايا الاعتداء الجسدي في منازلهم ، وهذا الأمر يتكرر لأن الأب المسيء كان ضحية الاعتداء الجسدي عندما كان صغيراً .

كسر القيد :
     فالأطفال الذين يتعرضون إلى سوء المعاملة جسدياً في الصغر هم الأكثر والأرجح أن يسيئوا إلى أبنائهم عندما يكبرون ، وهذا من المظاهر النفسية للاعتداء الجسدي الذي نادراً ما يتحدث عنه الناس ، فإذا وجد طفل ضحية الاعتداء الجسدي في المنزل ، فقد يتم نقله إلى مكان آخر ومع ذلك فأن اقتلاع حياة الطفل وتعريضه لمن يرعاه بالتبني يزيد في آلامه النفسية  بدلاً من تخفيفها .الآثار الطويلة المدى للاعتداء الجسدي تصطحب معها أو تنتج عنها الآثار النفسية التي تبقى ولو بعد التئام الجروح وجبر الكسور ، ووقف دوامة الاعتداء هو عملية صعبة ، لأن الطفل الآن عليه أن يمر بعملية النمو الطبيعي حاله حال غيره  فهو ينم ويكبر  مثل أي إنسان وبالغ يعيش معه ، مما يعني وضع الشباب المعتدى عليهم في وضع مميز وواضح  .

     الجيل الثالث والرابع من الجنود ، الشرطة ورجال الإطفاء ليس من الصعب العثور عليهم ، بسبب أنهم يتبعون المسار الذي رسمه لهم قدوتهم ، وللأسف الطفل المعتدى عليه هو أكثر عرضة  للسير في هذا المسار من طفل ينمو في أسرة تقوم بواجبها التربوي ، وحتى إذا لم يكن هذا الطفل ضحية للعنف الأسري فسوف يصبح زوجا معتدى عليه .

الآثار غير المرئية للخلافات الأسرية :
     البنات الصغيرات اللاتي ينشأن في أسرة يرين الأب يسيء إلى الأم في الغالب يتزوجن أزواجاً سيئين لهن ، ويرجع ذلك إلى أن الفتيات الشابات بطبيعتهن يبحثن عن الرجل الذي توجد فيه صفات الأب المسيء ، وبما أن  المرأة الشابة تعرف المستويات غير المتوازية للخلل الوظيفي فأنها تربط بين الاعتداء الجسدي لدى الكبار .

     العنف المنزلي ضد المرأة هو أسوأ أنواع التسلط هنا ، للأسف معظم الناس لا يدركون أن هذا العنف من أشكال التسلط ، لكن ليس هناك مثل واضح للتسلط أكثر من رجل يضرب أصغر منه  وهي المرأة الضعيفة جسدياً ، وهذا نوع من أنواع  الاعتداء الجسدي الذي يسيء سلباً إلى نفسية الإنسان .

     في عالم الطبيعة فأن إناث الثدييات يحميهن الذكور منهن لذا لهذا السبب الذكور أكثر مقاومة وقوة في هذا العالم كي يحموا أفراد الأسرة ، المرأة بطبيعتها تبحث عن رجل قوي ليحميها ، وقد تدمر حياة المرأة عندما الحامي لها ( الرجل ) يهددها ويعتدي عليه ، كثير من النساء تترك علاقتها الزوجية مع أول اعتداء عليها ، ومع ذلك فأن المرأة تتحمل الإساءة والاعتداء من قبل أزواجهن نتيجة تعرض أمهاتهن للضرب والاعتداء في المنزل .

     للأسف تقتل نصف عدد النساء على يد أزواجهن السابقين أو على يد عشاقهن ، وفقاً لسجلات إدارة السجون في مقاطعة " كوك ، Cook " في ولاية " إلينوي ، Illinois " 40% من النساء  في السجن قمن بقتل أزواجهن المسيئين لهن أو عشيقهن السابقين ، ومع ذلك لا تحمل المرأة السلاح ضد الرجل الذي أساء إليها ولا تسمح أن يستمر الوضع السيئ ، لأن الرجل استخدم التهديدات بدلاً من الانفصال والطلاق في الرد على أي محاولة تحاول المرأة قطع العلاقة الزوجية ، وبدلا من ذلك فقد تصبر المرأة وتزيد فرص ابنها في الإساءة إلى زوجته واحتمالات تعرض ابنتها إلى الاعتداء عندما تصبح زوجة .

العظام المكسورة والروح المكسورة :
     العامل الآخر المرتبط  بالعنف البدني والأسري هو الاكتئاب ، وأحيانا الاكتئاب يسبب أن المرأة لها اختيار في حب شخص ما أو أن تغادر المنزل قصراً  ، فالأنثى التي تعرضت إلى الإساءة تستجيب مع المطالب غير المعقولة من أجل تجنب المزيد من العنف الجسدي .

     وفقاً لموقع : Helpguide.org إن النساء المعنفات قد لا يفكرن بالتنازل عن حقوقهن غير القابلة للتصرف  مثل الإيذاء للأسف هذا الموقف غب الغلاب ينتهي إلى عواقب أليمة للمرأة وزوجها الذي أساء إليها وأطفالها ، في حين استيقظ العالم من الآثار السلبية طويلة الأمد للتسلط في ساحة المدرسة , وأنهم سوف يتجاهلون السبب الكامن والغالب  وراء عقوبة مرتكب التسلط .

المؤشرات التي جعلت الشريك مؤذياً :
     السيطرة على الموقف .
     محدودة امتلاك المرأة السيارة ، المال أو الهاتف .
     يغضب بدون سبب واضح .
     يلقي اللوم على المرأة بسبب تقصيراته .
     إجبار المرأة على الجماع وهي كارهة لهذه العملية .
     أساء إلى النساء الأخريات من قبل .


     يوجد ألم جسدي لشخص تعرض إلى الإساءة من آخر وسببه العصا والحجارة ، ولكن الآثار النفسية تكون أسوأ من ذلك ، والأطفال الذين يتعرضون لهذا النوع من الإساءة  يصبحون مرعوبين طوال حياتهم ، ويصبحون عبئاً على المجتمع ، وكسر  دوائر الإساءة من السهل قوله ، ولكن ربما يدرك الناس مخاطر السماح للعنف الأسري أ ن يستمر ، وفي معظم الأحوال الرجال المسيئون يجبرون بدخول السجون ولكن نادراً يتم معرفة السبب وراء هذه الإساءة ، والرجل المسيء  هو في الأصل كان طفلاً مسيئاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق