الاثنين، 9 يونيو 2014

سيناريوهات التسلط .... أسباب وعلاج




سيناريوهات التسلط .... أسباب وعلاج
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     إنه إجراء قديم : التسلط ،  التوتر في الأسرة ، الأطفال الذين أهملوا ، والمراهقون الذين يريدون إثبات شخصيتهم أصبحوا مجرمين ، وعندما يتعلق الأمر بقضية التسلط  فأنه ليس غريب قد يرتكب سلوك التسلط ، بل الصديق المفضل للأطفال والمراهقين يسيء إليهم  دون أن يعرف ذلك ، تعلم خطط وسيناريوهات التسلط .

     التسلط هو فعل يقوم به شخص في الإساءة إلى شخص آخر إما من الناحية العقلية أو النفسية أو الجسدية ، هذا الشخص الذي يسيء إلى الآخرين يفكر أنه يمزح  أو من أجل التسلية  لكنه يسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه ، أن هذا الفعل ليس مجرد دفع ولكم الطفل أو أخذ ماله أو غير ذلك ، إن سيناريوهات التسلط بالنسبة للأطفال سهلة الاكتشاف وأنها قد تكون أكثر دقة وأقل وضوحاً .

سيناريوهات التسلط :

     واضحة :
     يعتدي طفل على آخر وينتزع قميصه منه ، ويجبره أن يعطيه طعامه ، ماله ، كتابة الواجب أو أي عمل آخر مع التهديد بالضرر إذا لم يفعل ما أمره ، ويسمى هذا الفعل بالتسلط الجسدي ويسهل تحديده ومعرفته كان يضع الجاني يده على أحد أعضاء جسم الضحية ويهدده .

     سهلة لكنها غير واضحة :
     الطفلة قد لا تستطيع القيام بحركة ما مثل صعوبة القفز على الحبل أو لعب الحجلة أو لا تستطيع مسك الكرة بشكل صحيح ، فتصرخ زميلتها في وجهها قائلة : ألا يمكنك فعل شيء ؟ أو تنشد نشيدة تبين عجز الضحية ، هذا الشكل من التسلط النفسي .

     صعب الكشف عنها :
     يوجد أطفال يلعبون بالملعب بينما  (سوزي ،  Suzie ) الطفل الصغيرة جالسة بسبب أن الطالبات  لا تلعب معها ، تفكر سوزي أن المعلمات لا يساعدنها كي تتغير نحو الأفضل لذا تنسحب سوزي وتعيش عالمها الخاص (Siegle,2010) يسمى ذلك بالتسلط العقلي ويكون اخطر  أنواع وأشكال التسلط .

مواقع التواصل الاجتماعي :

     سيناريوهات التسلط :
     يشاهد الطفل مقطع فيديو أنشأه بعض الطلبة وفيه يطلق بعض الطلبة الشائعات ضد طلبة آخرين ، هذا  الطفل لا يبلغ عن هذا المقطع وبدلاً من ذلك يعتبره تسلية وفكاهة وقد ينشره في صفحة " فيسبوك "    (Siegle,2010) لذا يتم مضايقة هؤلاء الطلبة في المدرسة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ومشاهدة أحد الطلبة نفسه في المقطع وقد أطلقت الشائعات عليه  بالمدرسة أو عبر الانترنت يجعل حياته لا تطاق ، وطالبة أخرى تلقت رسالة من طالبة كي تلقي بها في مكان ما ، فتذهب وتنتظر فلم تأت زميلتها ، وفي اليوم التالي ترى الطالبة نفسها في موقع الانستغرام وهي تنتظر زميلتها وأصابها  الذهول وانخرطت بالبكاء ، والكل شاهد المقطع وضحك في وجهه لكونه مثير للشفقة .

ما هو التسلط ( البلطجة )؟
     قبل الثلاثين السنة الماضية كانت " العصا والحجارة " أدوات يستخدمها الطفل للتعدي على الآخرين ، وتغيرت  أدوات التعدي والتنمر باستخدام طرق جديدة لتحل محل الأدوات القديمة ، وقد أشارت الدراسات إلى أن سبب انتشار سلوكيات التسلط  الحديثة يرجع إلى وسائل الأعلام والأساليب التي من خلالها يتم الإبلاغ عن هذه السلوكيات وكيف يتم وضع تشريعات لمواجهة هذه السلوكيات أو قد تبالغ هذه التشريعات في سلوكيات التسلط     (Wayne, 2013 ) هل نحن على خطأ بالأعداد المتزايدة لحوادث التسلط ؟ قال (  Wayne, 2013  ) : ربما نكون مخطئين .

كيف يتشكل سلوك التسلط ؟
     سلوك التسلط عبارة عن سلوك سلبي يوجه مباشرة ضد شخص آخر وقد يكون عبارة عن إهانة ، سخرية من بدنه ، المهم أن يكون سلوك التسلط إذا حدث مرة أو أكثر ، الثبات في السلوك يستخدم ليكون مؤشراً رئيساً ولكن يتغير مع السبق الصحفي أو البهرجة الإعلامية وما تقدمه عن تقاعس المشرعين     (Wayne, 2013  ) فإذا قال طالب لآخر انك تلبس ملابس ممزقة مرة واحدة وهذا يمكن أن يفسر في عالم " عدم التسامح " بسلوك التسلط  نتيجة حالة الغضب والاستنكار من وسائل الأعلام .

     بعض السلوكيات التي تبدو سالبة  أحياناً قد لا تكون من سلوكيات التسلط    (Siegle,2010) إذ أن المهارات الاجتماعية تحتاج إلى دمج التأثير السلبي مع التأثير الإيجابي ، فإذا اضطر الأطفال إلى السلوكيات السلبية فأنهم لا يدركون مخاطرها إلا بعد البلوغ .
  (Nansel, et al. 2008 )

     كما  أن التسلط عبارة عن اختلال توازن القوة ، إيجاد مجموعة من الأطفال يمتازون بالتعقل يساعد على التقليل من حوادث التسلط ، فإذا أن التعليم في طور التطور فأنه لا يغير ميزان القوة إلى الطرف الآخر وهذا يساعد على القضاء على التسلط من خلال إيجاد توازن القوة بين الأطراف ( الجاني والضحية ) .   
(Nansel, et al., 2008 )

     ليدي غاغا (  Lady Gaga )  الموسيقية العالمية الشهيرة كانت تتعرض إلى المضايقة عندما كانت طفلة ، واعترفت أنها لا تزال تتذكر تلك السلوكيات القاسية ضدها ، وعلى الرغم من أن مرتكبي التسلط لا يترددون في مضايقة المشاهير من الناس , فأن هؤلاء الجناة أصبحوا جزءاً من حياتها وذكرياتها ، وقامت بإنشاء مؤسسة خيرية لمساعدة الجناة والضحايا من خلال غرس التسامح والطيب بدلاً من معاقبة مرتكبي التسلط ، وداعاً للفتوة والتنمر .

     طرق حلول التسلط ليست واحدة وشبيهة  بسبب تعدد أشكال التسلط  ، فبعض مرتكبي التسلط يحتاجون إلى توعية وتعليم  بأن سلوكهم ضار للآخرين ، وبعض آخر يحتاج إلى استشارة وعلاج لمساعدته على التغلب على أوجه القصور التي يعاني منها ، وبعض ثالث ما زال  يحتاج إلى قبول الآخرين  كما لو  أنهم  متساوين على الرغم من الاختلاف بينهم ، أسلوب أحد  التشريعات  أن لا يقلل أو يلغي سلوك التسلط لأنه يعتمد على توزيع قطعة الكعكة لكنه لا يهدئ من هستيرية سلوك الأطفال .



المصادر

Kristof, N. (2012). Born to not get bullied. Lowell Psychology.
Nansel, T. R., Overpeck, M., Pilla, R. S., Ruan, W. J., Simons-Morton, B., & Scheidt, P. (2008). Bullying behaviors among US youth: Prevalence and association with psychosocial adjustment. JAMA, 285(16), 2094-2100, PMCID: MMC2435211
Siegle, D. (2010). Cyberbullying and sexting: Technology abuses of the 21st century. Gifted Child Today.
Wayne, R. (2013). The social construction of childhood bullying through U.S. News Media. Journal of Contemporary Anthropology, 4(1), Retrieved from http://docs.lib.purdue.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1048&context=jca



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق