تسلط
الكبار : التحرش يأتي من الناس الذين تحترمهم
بقلم
الباحث / عباس سبتي
21/4/2014
اقرأ وتعلم
كيف أن التسلط والعنف لا يحدث بأيدي الأطفال والمراهقين فقط ، وقد نشرت المقالة مجلة " Huffington " ، بالقول : يبدأ التسلط
والعنف في المنزل .
حالات تسلط
الكبار منتشرة أكثر من أن يتصوره الناس ،
وقد يكون بعض الناس يقوم بتربية الأبناء ويدير شئون المنزل لكنه غير قادر على
التعامل مع أي شيء يصادفه في طريقه ويشكل له تحدياً ، فحادثة التسلط لا توجد فقط
في الملاعب وإنما في المنزل ، كيف ؟ عرض موقع فيسبوك مشهد ضرب بعض الأمهات
لأطفالهن الرضع ، ماذا يعني هذا السلوك السيئ ؟
يعني أن
يفكر الطفل بين نفسه إذا كانت أمي تعنف وتضرب الصغار فلماذا لا يمكنني أن أفعل أنا
أيضا ؟
وصورة أخرى
تجعل الأطفال يعتقدون ان التسلط والعنف فعل مقبول في الملاعب بين اللاعبين وجماهير
الكرة ، أو أن يرى بعض الآباء أن أطفالهم
قد تعرضوا إلى الضرب من قبل زملائهم الرياضيين في الملعب ، وفي إحدى المقالات جاء
أن ثلث العمال يتعرضون إلى الإساءة في مقار عملهم ، وأن 72% من الحالات تمت تحت
أيدي الرؤساء في العمل وفقاً
لدراسة معهد التسلط بمقار العمل .
كيف يصدر
هذا السلوك من الكبار ؟ مع أن الجميع يعتبرون صاحب السلوك السيء حقير ، واليوم ما
يحدث عبر الانترنت من التعنيف والإساءة إلى الآخرين يترك أثراً بالغاً على الجميع
، أليس كذلك ؟
التسلط عبر
الانترنت يتسبب في إلحاق الأذى للأطفال الذين يلعبون في ساحات الملاعب وغيرها على
مدار الساعة ، قد يسمع بعض عن وحشية وعنف الأطفال أثناء اللعب ، لكن ضرب الأمهات
للأطفال الرضع أو الإساءة إلى الموظفين في مقار عملهم دليل على خبث باطن بعض الناس
.
فيسبوك ،
تويتر وانستغرام ليست هي الوسائل الوحيدة المسببة لحوادث التسلط ، كثير من الناس يدخلون مواقع التواصل
الاجتماعي لكن يجب أن يكون القارئ على حذر من تطبيقات وبرامج هذه المواقع مثل
تطبيقات " Snapchat
" وغيرها .
لوحة مفاتيح
الكمبيوتر يمكن استخدامها كسلاح فتاك ، وللأسف يتم صيد الكثير من الناس عبر شبكة
الانترنت من خلال كلمات جميلة ولطيفة ، وكلما كبر الإنسان فأنه يحتاج إلى قدوة ،
كل ما تنشره من الرسائل النصية والتعليقات
عبر البريد الالكتروني وغيره يجب ان تظهر احترامك لنفسك وللآخرين فهل فكرت في
مشاعر الناس وأنت تقود السيارة او أنت تتحدث مع أناس بسطاء وفقراء ؟
مع كل هذه
الحوادث المؤسفة بسبب الاستخدام السيئ لأجهزة التكنولوجيا التي تعرضها وسائل الأعلام الإخبارية ، فأن
التفاؤل ما زال قائماً وأن مواجهة القسوة والتسلط بكلمات طيبة ليست صعبة ، وعلى
الجميع المعلمين ، الطلبة ، أولياء الأمور وبقية أفراد المجتمع القيام بدور الدروع
الالكترونية لحماية الأجيال من مخاطر الانترنت .
لا عجب أن الكثير من الأطفال لا يتصرفون بشكل سليم عبر
الانترنت عندما لا يولي الكبار أهمية للتصرفات السيئة عبر الانترنت أو خارج الانترنت او يتخذون موقفاً حاسماً من
هذه التصرفات ، فكيف نلوم الصغير بتصرفاته
؟ بينما الكبار يحتاجون إلى تعديل سلوكهم عبر الانترنت وخارج الانترنت ، وقد
انتشرت ظاهرة العنف المنزلي والالكتروني
" في عصرنا الحاضر ، حتى ان بعض الناس تأثر ما تعرضه مواقع التواصل من آداب
المعاشرة أو التعامل مع الناس بالحسنى أو ما يسمى " Etiquette "
وهي كلمة متداولة في عصر التكنولوجيا
ويتفاخر الناس بنطقها في محافلهم ومجالسهم وعبر تعليقاتهم في المواقع الاجتماعية ،
بينما حث ديننا الحنيف بهذه الآداب منذ قرون والناس في غفلة عنها لماذا ؟ مع أن
مناهج التعليم تحث عليها أيضا لكن أين الخلل ؟ يكمن في انصراف الناس عن قيمهم
ويطلبون القدوة بعد ضعف نفوسهم وشخصيتهم ، لذا كثرة حوادث العنف في المنازل وفي
المدارس وعبر اجهزة التكنولوجيا ، لهذه الحوادث
أسباب عديدة ومن نتائجها ضعف الإنسان المسلم وتلاعب شياطين الإنس والجن في
رغباته ، وحبذا لو تستغل بعض المواقع
الاجتماعية مثل فيسبوك او تويتر وغيرهما في تنظيم حلقات نقاشية لمناقشة العنف
والتسلط ودراسة النفس التي مسخت وأصبح الإنسان حيواناً مفترساً ، وإعطاء أمثلة
جيدة عبر الانترنت للأطفال في كيفية تصرف النفس خلف الشاشة التكنولوجية وكيف يحمون أنفسهم في عصر همجية التكنولوجيا
ومن قسوة الأهل والأصدقاء والغرباء .
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق