الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

تسلط الكبار : التحرش يأتي من الناس الذين تحترمهم





تسلط الكبار : التحرش يأتي من الناس الذين تحترمهم
بقلم الباحث / عباس سبتي
21/4/2014

     اقرأ وتعلم كيف أن التسلط والعنف لا يحدث بأيدي الأطفال والمراهقين فقط  ، وقد نشرت المقالة مجلة " Huffington " ، بالقول : يبدأ التسلط والعنف في المنزل .

     حالات تسلط الكبار منتشرة أكثر من أن يتصوره  الناس ، وقد يكون بعض الناس يقوم بتربية الأبناء ويدير شئون المنزل لكنه غير قادر على التعامل مع أي شيء يصادفه في طريقه ويشكل له تحدياً ، فحادثة التسلط لا توجد فقط في الملاعب وإنما في المنزل ، كيف ؟ عرض موقع فيسبوك مشهد ضرب بعض الأمهات لأطفالهن الرضع ، ماذا يعني هذا السلوك السيئ ؟

     يعني أن يفكر الطفل بين نفسه إذا كانت أمي تعنف وتضرب الصغار فلماذا لا يمكنني أن أفعل أنا أيضا ؟

     وصورة أخرى تجعل الأطفال يعتقدون ان التسلط والعنف فعل مقبول في الملاعب بين اللاعبين وجماهير الكرة  ، أو أن يرى بعض الآباء أن أطفالهم قد تعرضوا إلى الضرب من قبل زملائهم الرياضيين في الملعب ، وفي إحدى المقالات جاء أن ثلث العمال يتعرضون إلى الإساءة في مقار عملهم ، وأن 72% من الحالات  تمت تحت  أيدي  الرؤساء في العمل وفقاً لدراسة معهد التسلط بمقار العمل .

     كيف يصدر هذا السلوك من الكبار ؟ مع أن الجميع يعتبرون صاحب السلوك السيء حقير ، واليوم ما يحدث عبر الانترنت من التعنيف والإساءة إلى الآخرين يترك أثراً بالغاً على الجميع ، أليس كذلك ؟

     التسلط عبر الانترنت يتسبب في إلحاق الأذى للأطفال الذين يلعبون في ساحات الملاعب وغيرها على مدار الساعة ، قد يسمع بعض عن وحشية وعنف الأطفال أثناء اللعب ، لكن ضرب الأمهات للأطفال الرضع أو الإساءة إلى الموظفين في مقار عملهم دليل على خبث باطن بعض الناس .

     فيسبوك ، تويتر وانستغرام ليست هي الوسائل الوحيدة المسببة لحوادث التسلط  ، كثير من الناس يدخلون مواقع التواصل الاجتماعي لكن يجب أن يكون القارئ على حذر من تطبيقات وبرامج هذه المواقع مثل تطبيقات "  Snapchat "  وغيرها .

     لوحة مفاتيح الكمبيوتر يمكن استخدامها كسلاح فتاك ، وللأسف يتم صيد الكثير من الناس عبر شبكة الانترنت من خلال كلمات جميلة ولطيفة ، وكلما كبر الإنسان فأنه يحتاج إلى قدوة ، كل ما تنشره من الرسائل النصية  والتعليقات عبر البريد الالكتروني وغيره يجب ان تظهر احترامك لنفسك وللآخرين فهل فكرت في مشاعر الناس وأنت تقود السيارة او أنت تتحدث مع أناس بسطاء وفقراء ؟

     مع كل هذه الحوادث المؤسفة بسبب الاستخدام السيئ لأجهزة التكنولوجيا  التي تعرضها وسائل الأعلام الإخبارية ، فأن التفاؤل ما زال قائماً وأن مواجهة القسوة والتسلط بكلمات طيبة ليست صعبة ، وعلى الجميع المعلمين ، الطلبة ، أولياء الأمور وبقية أفراد المجتمع القيام بدور الدروع الالكترونية لحماية الأجيال من مخاطر الانترنت .

     لا عجب  أن الكثير من الأطفال لا يتصرفون بشكل سليم عبر الانترنت عندما لا يولي الكبار أهمية للتصرفات السيئة عبر الانترنت  أو خارج الانترنت او يتخذون موقفاً حاسماً من هذه التصرفات  ، فكيف نلوم الصغير بتصرفاته ؟ بينما الكبار يحتاجون إلى تعديل سلوكهم عبر الانترنت وخارج الانترنت ، وقد انتشرت  ظاهرة العنف المنزلي والالكتروني " في عصرنا الحاضر ، حتى ان بعض الناس تأثر ما تعرضه مواقع التواصل من آداب المعاشرة أو التعامل مع الناس بالحسنى أو ما يسمى " Etiquette " وهي كلمة متداولة  في عصر التكنولوجيا ويتفاخر الناس بنطقها في محافلهم ومجالسهم وعبر تعليقاتهم في المواقع الاجتماعية ، بينما حث ديننا الحنيف بهذه الآداب منذ قرون والناس في غفلة عنها لماذا ؟ مع أن مناهج التعليم تحث عليها أيضا لكن أين الخلل ؟ يكمن في انصراف الناس عن قيمهم ويطلبون القدوة بعد ضعف نفوسهم وشخصيتهم ، لذا كثرة حوادث العنف في المنازل وفي المدارس وعبر اجهزة التكنولوجيا ، لهذه الحوادث  أسباب عديدة ومن نتائجها ضعف الإنسان المسلم وتلاعب شياطين الإنس والجن في رغباته  ، وحبذا لو تستغل بعض المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك او تويتر وغيرهما في تنظيم حلقات نقاشية لمناقشة العنف والتسلط ودراسة النفس التي مسخت وأصبح الإنسان حيواناً مفترساً ، وإعطاء أمثلة جيدة عبر الانترنت للأطفال في كيفية تصرف النفس خلف الشاشة التكنولوجية  وكيف يحمون أنفسهم في عصر همجية التكنولوجيا ومن قسوة الأهل والأصدقاء والغرباء  .

المصدر :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق