الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

الحد من حالة التسلط التي انهت حياة بنت مراهقة





الحد من حالة التسلط التي انهت حياة بنت مراهقة
بقلم الباحث / عباس سبتي
1/2/2014

     قصة تفاعل معها الكثير لا سيما أهل الاختصاص من المفكرين والباحثين بشأن موت إحدى البنات البالغة من العمر (15) سنة التي ذهبت ضحية " عالم الانترنت الرقمي " .

     تحكي الأم ملابسات موتها  إذ ماتت هذه البنت في 17/9/2013 بعد أن تعرضت خلال السنتين قبل موتها إلى المضايقة والتعذيب النفسي في المدرسة  وفي المجتمع المحلي وعبر الانترنت ، سبب موتها هو تعرضها إلى هذه المضايقات عبر موقع يعرف بـ " . Ask.fm " .

     كان عمرها (13) وكانت غير مهتمة بالذهاب إلى المدرسة وبالها غير مستقر وقد فتح لها حساب عبر موقع فيسبوك من أجل رفع عزلتها الاجتماعية ، ثم انظمت إلى موقع :   ". Ask.fm "  وهذا الموقع يعتمد على طرح أسئلة وتلقي الإجابة من قبل مجهولي الهوية .

     إنه موقع الكتروني يستخدمه في الغالب المراهقون حيث يسمح للمستخدمين بطرح تعليقاتهم دون معرفة هويتهم الشخصية ، لذا أصبح الموقع سيء السمعة بسبب فتح مجال فيه لارتكاب حوادث التسلط .

     عند تلقي المضايقة عبر صفحتها أخذت تعلق بتعليقات سيئة وتلقفها الغرباء ونشروها في أماكن أخرى في المدرسة وغيرها ، قضية التسلط قضية معقدة ولا تلوم الأم موقع " Ask.fm " على موت ابنتها ، وكانت البنت كئيبة وحزينة جداً بسبب تلقيها التحرشات والمضايقات عبر الانترنت وعلى رأسها التعنيف والتسلط في  المدرسة مما زاد ضيقها وكآبتها .

     لقد سبب موقع "  Ask.fm "  في انتحار (14) مراهقا ومراهقة عبر العالم خلال أقل من سنة واحدة  بعد أن أفادت التقارير إلى تعرضهم لحوادث التسلط في هذا الموقع ، أفاد موقع "  ChildLine " أن 87% من المراهقين يطلبون المساعدة  من مخاطر التسلط عبر الانترنت في العام الماضي وحده .

     التسلط عبر الانترنت قد يخرج عن نطاق السيطرة ، وعيون الصغار تنظر إلى عالم الكبار على أمل أن يحموهم  من مخاطر التسلط ، و يبدو أنا لا نفهم ذلك ، وأن المسئولين ورجال الشرطة  يحاولون  السيطرة على تطبيقات التكنولوجيا التي تتطور كل أسبوع  ولكن دون جدوى, كم من طفل مثل هذه الفتاة وغيرها سيتم وضعه في موقف يشعر أنه فقد حياته ،  هل هذا هو السبيل  الوحيد للخروج  من المأزق ؟

     بدأت الأم بتنظيم حملة " حب ليزي " اسم ابنتها مع بقية الأسر والأصدقاء وتهدف الضغط على حكومتها لتغيير طريقة تعاملها مع قضية التسلط في المجتمع ، وهناك عريضة من من توقيع  100ألف  مطالبة لحكومة ديفيد كامرون في إغلاق او فرض قيود على موقع   "  Ask.fm "   مثل كشف هوية المستخدم في الموقع الذي يسبب كثيراً من الضرر على المستخدمين ، وتدعو الحملة أيضا  إلى توفير برامج أفضل في المدارس وزيادة وعي الوالدين وبرامج لدعم الضحايا ومرتكبي التسلط ، ومساءلة المواقع الاجتماعية الالكترونية  ، ومطالبة مراكز الشرطة والمدارس في إيجاد علاج جذري لقضية التسلط ،

     وختمت الأم حديثها قائلة : أصبحت وحيدة  ، كانت " ليزي" ابنتي الوحيدة ، خسرت حياتي إلى الأبد ، وهذه الحملة لا ترجع " ليزي " إلي ولكن ستنشر وتزيد الوعي بالأخطار المحتملة من موقع" Ask.fm "  وبقضية التسلط  لدى الآباء والأمهات والمراهقين وإنقاذ الأرواح .

أقول :
     نهدف من نقل حكاية هذه الأم المفجوعة بيان مخاطر الانترنت ومأاقعها على الأبناء لكي يهتم أولياء الأمور أكثر بمتابعة أنشطة الأبناء عبر الانترنت قبل فوات الأوان أليس كذلك ؟ لا بأس بالإطلاع على قصص وحالات الانتحار  بين المراهقين والمراهقات في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .

المصدر :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق