الأربعاء، 20 أغسطس 2014

قضية ابتزاز الفتيات عبر الانترنت ... تعليق وتحقيق ، دراسة تحليلية





قضية ابتزاز الفتيات عبر الانترنت ...  تعليق وتحقيق ، دراسة تحليلية
بقلم الباحث الاجتماعي / عباس سبتي
أغسطس 2014

مقدمة :
     تكثر الجرائم الالكترونية يوماً بعد يوم بعصرنا الحاضر في أرجاء الأرض المعمورة ، و يكون ضحايا هذه الجرائم  هم من الرجال والنساء ومن الكبار والصغار ومن الفتيات والفتيان ، ويقف المشرعون والمسئولون ورموز المجتمع  وأولياء الأمور مكتوفي الأيدي أو عدم القدرة في وقف تيار هذه الجرائم نتيجة انتشار شبكة الانترنت التي تغذي هذه الجرائم وتساعد في سرعة انتشارها في كل مكان .

     هذه الدراسة هي دراسة تحليلية تبين كيف أصبحت الفتاة التي تنادي التكنولوجيا بأنصافها وإعطائها حقوقها قد أصبحت ضحية الابتزاز  لأناس عجز القانون عن وقف جرائمهم ، ومن هذا التحليل نتطرق إلى أسباب مشكلة الدراسة وكيفية العلاج من خلال طرح المقترحات والبدائل

نناقش هذه القضية من عدة أبعاد وذلك بعد طرح هذه الأسئلة :
     هل مواقع الانترنت وسيلة شرعية للتعارف بين الفتى والفتاة ؟
     لماذا تلجأ الفتاة إلى هذه المواقع لاختيار شريك الحياة ؟
     متى ظهر مفهوم الصداقة بين الجنسين وما خطورته ؟
     لماذا تكون الفتاة مستهدفة في عملية الابتزاز ؟
     ما موقف المشرع الالكتروني في عملية ابتزاز الفتاة ؟
     هل التشريع حل قضية ابتزاز الفتاة ؟
     ما المقترحات والتصورات عن قضية ابتزاز الفتاة ؟

مفاهيم الدراسة :

ابتزاز الفتاة :
     عملية إجبار الفتاة بالتهديد او بغير التهديد بدفع الأموال إلى الشاب المبتز .

أهداف الدراسة :
     بيان خطورة عملية ابتزاز الفتيات في المجتمعات .
     توعية الفتيات خاصة والفتيان عامة بالاستخدام السليم لأجهزة التكنولوجيا .
     عرض طرق علاج لمشكلة الابتزاز .

مشكلة الدراسة  :
     شكوى كثير من الفتيات من عمليات الابتزاز اللاتي يتعرضن لها كل يوم  على يد الشباب وذلك من خلال  التهديد بعرض صورهن في مواقع التواصل الاجتماعي  .

بناء أداة الدراسة :
     أداة الدراسة عبارة عن"  بطاقة تحليل محتوى " حيث تحلل أخبار عمليات ابتزاز الفتيات او النساء الموجودة في الصحافة المحلية ومنها الالكترونية .

دراسات سابقة :
     دراسة عربية اطلعت عليها في موقع  " فيسبوك " وهي للشيخ فلاح بن النماش الشمري وهو من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي بالمملكة العربية السعودية لنيل درجة الماجستير وصنف عمليات الابتزاز إلى الابتزاز الأخلاقي والابتزاز المادي وابتزاز الانتقام ، وذكر أسباب عملية الابتزاز منها ضعف الوازع الديني وتأخر الزواج لدى الشباب والتربية غير الصالحة ورفقاء السوء والفقر .

     دراسة أجنبية مترجمة  تبين معاناة الفتيات والنساء في أوربا من الابتزاز والمضايقات من قبل الشباب والرجال وإليك نص الخبر الذي نشرته إحدى الصحافة المحلية :
     أظهرت نتائج دراسة أوروبية موسعة نشرت أمس أن تعرض الشابات لمضايقات عبر شبكة الانترنت والهواتف الذكية أصبح يمثل مشكلة كبيرة في أوروبا. وقالت وكالة الحقوق الاساسية التابعة للاتحاد الأوروبي ومقرها فيينا في تقرير بشأن العنف ضد النساء إن واحدة من بين كل عشر نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و29 تلقت رسائل مسيئة أو تحمل تهديدات عبر الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.  وقالت الكثير من النساء اللاتى يتعرضن لمضايقات عبر شبكة الانترنت أو لتعقب أحد الرجال بهن: إن هذه الاعمال قد تستمر لعدة أعوام، حيث أشارت الوكالة إلى أن "العواقب النفسية والعاطفية للمضايقات عميقة الجذور قد تستمر لوقت طويل". وسجلت أعلى نسبة مضايقات للسيدات عبر شبكة الانترنت في السويد، حيث تتعرض ربع الشابات لمضايقات. في حين بلغت النسبة أقل من 5 % في أسبانيا والبرتغال وسلوفينيا. ودعت الوكالة الجهات القائمة على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي بأن تكون أكثر فعالية في مساعدة ضحايا المضايقات .
 (جريدة الكويتية 6/3/2014  )

تعليقات الباحث على أخبار عمليات الابتزاز :
     حاول الباحث من خلال سنتين فأكثر التعليق على أخبار عمليات ابتزاز الفتيات التي تنشر في الصحافة المحلية والالكترونية وهذه بعض التعليقات وبشكل مقتضب :

     أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور الشيطان في كشف عورة الإنسان كما حكى القرآن ( الأعراف : 22 )

     بدل تقوية العلاقات بين الناس كما يدعي أصحاب مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تضعف هذه  العلاقات ( سبتي ، فبراير 2012) .

     أجهزة التكنولوجيا منها الهواتف الغبية وراء تزايد الجرائم التي يرتكبها الإنسان المعاصر ومع تقدم التكنولوجيا يرجع الإنسان إلى أسفل السافلين بارتكابه الجرائم من خلال الاستفادة من تقنيات وخصائص هذه الهواتف .

     ننبه الناس إلى الحذر من استخدامات الهواتف الغبية التي تهدد حياة الناس وشخصيتهم وشرفهم إلى درجة زرع العداوة والبغضاء بين بني البشر أليس علينا ان نحكم العقل أليس علينا ان نفكر قبل وضع صورة في هذه المواقع لماذا سلب منا التفكير ؟

     لعل صور هذه الفتاة كانت فاضحة وهي صور شخصية لها أخذتها صديقاتها ووقعت بطريقة وأخرى بأيدي المبتزين فتعرضت لعمليات الابتزاز أكثر من مرة لكن زادت عمليات الابتزاز بعد اختراع الانترنت والهواتف الغبية وسهولة نشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي فتشكل فضيحة كبيرة لأصحاب الصور وجاء تنبيه بعدم اعطاء صورة لأية فتاة فهل تتقيد الفتيات والنساء بهذا التنبيه ؟

     علقنا كثيرا في عمليات الاحتيال والنصب خاصة الاستعانة بالهواتف الغبية وأكثر المغرر بهم العنصر النسائي ليدل ذلك على حالة الضياع والتشويش التي تعيشها الفتاة نتيجة مشكلات عصر التكنولوجيا إلى درجة فقدت التفكير والنظرة بالأمور نظرة عقلانية لذا ننصح الأخوات الفتيات خاصة عدم التأثر بالكلام المعسول من الذئاب البشرية وان تستر نفسها كي يسترها رب العالمين .

     نعلق كثيرا على عمليات الابتزاز ولكن لماذا لا يتعظ الإنسان ويصون شرفه بدلا من ركض وراء سراب اللذة الآنية إذا استغل بعض من تقنيات الهاتف الغبي مثل التصوير ونشر الصور في موقع يوتيوب وفيسبوك و.. من ابتزاز واحتيال الغير وأخيراً نطالب شركات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الداخلية من أجل وقف عمليات الابتزاز وغيرها كما يوجد مثل هذا التعاون في قضية التنمر (التسلط) للقبض على مرتكبي عمليات التسلط cyberbullying .

     وأود أن أنصح الفتيات والنساء بعدم الارتباط بأي علاقة مع الفتيان والشباب خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولا بأس بالاطلاع على موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية لمن يريد أن يتجنب سلبيات الانترنت .

     للأسف أكثر صور الابتزاز التي نسمع ونقرأ عنها خاصة المتعلقة بالشرف وعلاقة شاب وشابة سببها الأول والأخير  "الشابة"  لماذا لا تتعظ الفتيات عدم وضع صورهن الفاضحة بهذه المواقع؟

     حذرنا في تعليقات سابقة أيضا القراء والمستخدمين خاصة العنصر الأنثوي (الفتيات - النساء) على عدم التعامل مع هذه المواقع تعاملاً جدياً بل الشك في كل من يتصل بهن في هذه المواقع .

هل مواقع الانترنت وسيلة شرعية للتعارف بين الفتى والفتاة ؟

     أقول :
     أجرينا دراسة ( غرفة الدردشة ... سلبيات ... حلول ) وقد سئل الشباب هل حاولت الحصول على فتوى في الموضوع ؟
     الأكثر قالوا : لا   ( 90% ) .
     بعض آخر قال : نعم ، لكنني لم أحصل على إجابة واضحة ، وكان الجميع يتهرب عن الإجابة . فحبذا لو تم نشر فتوى واضحة (10%) .

     يتبين أن أكثر  أفراد عينة الدراسة من  الشباب  لم يكن ملتزماً دينياً ، وكذلك نسبة (10%) منهم الذي أراد الحصول على فتوى لم يحصل على إجابة واضحة إما أنه لم يعرف كلام عالم الدين وإما أن المسألة خلافية بين العلماء وهناك شروط للاختلاط بين الذكر والأنثى في رأي الشارع وقد يرى أكثر العلماء عدم توفر الشروط الشرعية في المنتديات الالكترونية الاجتماعية ، مع أن جواب سؤالنا واضح وهو أن مواقع الانترنت ومنها هذه المنتديات الاجتماعية لا توجد فيها الشروط الشرعية وبما أن الشروط  غير متوفرة فلا توجد عذر شرعي للتعارف بين الفتى والفتاة ، وإذا تم التعارف بينهما وفق الشروط  ومنها إرادة الزواج فلا مانع , مع أنا لا نؤيد هذا التعارف لأن أجواء مواقع الانترنت أجواء ملوثة والإنسان المتدين لا يقبل على ارتيادها  حيث أن أكثر الشباب  (60%) سبب الذي يدفعهم إلى النيل من الفتاة هو ضعف الوازع الديني كما أشارت دراستنا السابقة أو بسبب التسلية (30%) أو بسبب الفراغ (10%) ، ولعل بعضاً يسأل أن من الشباب والشابات قد تعرف على شريك حياته عبر مواقع الانترنت ، صحيح لكل قاعدة شواذ لكن كم  عددهم ؟ وهل وفق كل هؤلاء في استمرارية الحياة الزوجية ؟ وتشير الأرقام إلى تزايد معدلات الطلاق كل سنة بين الشباب بشكل خاص بسبب مواقع الانترنت .
 (سبتي يناير 2012 )          

لماذا تلجأ الفتاة إلى هذه المواقع لاختيار شريك الحياة ؟
     الناس عموماً والنساء خصوصاً يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعلون معها ، وقد يفضل بعضهم دخول هذه المواقع بدلاً من الاختلاط مع الناس في واقع الحياة خاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يبحثن عن شريك الحياة وقد تتأثر الفتاة بكلام صديقاتها بدخول هذه المواقع لاختيار زوج المستقبل ، كذلك العادات لا تسمح للفتاة في اختيار الزوج كما في المجتمعات المحافظة فتجد الفتاة مواقع الانترنت متنفساً لها  إذا كانت بعيدة عن رقابة الوالدين ،  وقلة البرامج التوعوية عن الحياة الزوجية وقداستها وأهميتها في المناهج  المدرسية ، بينما أجواء المواقع الالكترونية مليئة بأفكار تحررية مثل حرية  اختيار الفتاة في البحث عن شريك الحياة أو عقد صداقات بين الفتى والفتاة   .

متى ظهر مفهوم الصداقة بين الجنسين وما خطورته ؟
     ظهر هذا المفهوم في عصر التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الناس عن الحياة نتيجة تأثر الناس بالأفكار المطروحة بمواقع الانترنت كما ذكرنا سابقاً ، فالشباب والمراهقون تأثروا أكثر بهذه الأفكار لأنهم أكثر الفئة العمرية يستخدمون مواقع الانترنت ولهم قابلية أكثر في تقبل الأفكار الجديدة عكس كبار السن إلى جانب غياب الوعي والإرشاد وتحجيم دور المؤسسات التربوية التقليدية : المسجد والمدرسة والمنزل ، لذا ترى الفتاة أن الصداقة مع الفتى لا بأس  بها وهذه الفكرة توجد في الدول الغربية ، بل لا مانع من الاختلاط والخلوة بين الشابين وإلى درجة المعاشرة خاصة  عن السن (18) فما فوق كما في هذه الدول ، فأفكار الاختلاط المحرم شرعاً ترسخ في أذهان الشباب المسلم نتيجة تأثره  بأفكار مواقع التواصل الاجتماعي وتوجد مقالات ودراسات متعلقة بتغيير المفاهيم والسلوكيات لدى جيل الشباب  اطلبها في محلها .

     لكي تعرف أن مفهوم الصداقة بين الشباب والشابات قد ترسخ في أذهانهم اقرأ هذا الخبر :
     المواطنة (22 عاما) كانت قصدت مخفر منطقة السالمية وأبلغت بأنها تلقت اتصالاً من شخص تعرفه وترتبط به بعلاقة صداقة وقام بدعوتها لشرب القهوة في أحد المطاعم وعندما لبّت دعوته وخرجا الى مواقف السيارات عرض عليها مرافقته الى شقته القريبة من المكان حسب ادعائه فرفضت السماح له الانفراد بها في مكان خاص .

تعليق:
     عنوان هشاشة العلاقة بين الفتاة والفتى قد يبدو ليس له علاقة بالخبر المنشور لكنا كباحثين نقول أن أجهزة التكنولوجيا لا سيما الهواتف الغبية سهلت هذه العلاقة بالانعقاد لكن على أساس واهي إذ أن الشباب أكثرهم يبحثون عن اللذة المحرمة بأي طريقة في مقابل عاطفية الشابة وقصر نظرها وتأثرها بالكلام المعسول جعلتها تسير  بحثاً عن السراب .
جريدة الرأي الكويتية : 21 / 8 / 2014م

     ومن جانب آخر أكدت نتيجة استطلاع شمل عينة من السعوديات ، حسب صحيفة عكاظ السعودية أن 65% من الفتيات يلجأن لمواقع التواصل الاجتماعي لاختيار الزوج، فيما رفضت 35% منهن استخدام وسائل الاتصال الحديثة في اختيار شريك الحياة ، مفضلات الطريقة التقليدية بالسؤال عن الزوج عبر الأب والأشقاء .
الوطن 7 / 7 / 2013م

     لذا نقول أن هؤلاء الفتيات تأثرن بمفاهيم عصر التكنولوجيا وهي مفاهيم غربية فلا يستغرب المسلم أن تكون أكثر الفتيات وفي مجتمع محافظ ان يخترن شريك الحياة من  المواقع الالكترونية .

لماذا تكون الفتاة مستهدفة في عملية الابتزاز ؟
     الفتاة تكون مستهدفة في عملية الابتزاز  بسبب عوامل عدة منها الجانب العاطفي للفتاة وتأثرها بكلام الشاب خاصة الذي يواعدها بالزواج و(بجنة الخلد ) إلى درجة أنها  قد تسلم نفسها وعرضها لهذا الشاب مع أن بعض الفتيات لا تستسلم بسهولة بالكلام المنمق وإنما تريد اختبار الشاب وقد لا تنصاع لأمره بالخروج معه لكن تصوير الفتاة بصور شبه خلاعية  من قبل الشاب المبتز دليل على وقوع الفتاة وتأثرها بكلام  هذا الشاب إلا نادرا .
الأنباء 21/11/2013  )

     كذلك طمع الشباب بالأموال خاصة وأن معدلات  البطالة تكثر في عصرنا الحالي والشباب يريد الاستمتاع بزخارف الدنيا وزينتها فيجد وسيلة سهلة في ابتزاز الفتاة التي لم تتحصن كيف تحمي نفسها من ذئاب البشر والطامعين في مالها ، لذا تلاحظ أن أكثر عمليات الابتزاز لفتيات لهن راتب أو رصيد بالبنوك ، بل قد يستغل الشاب وجود أموال كثيرة للضحية بتشويقها في مشروع تجاري ضخم ( الراي الكويتية 1/4/2014 )  كذلك من العوامل عدم وجود برامج الرقابة الأبوية او المسئولة في مواقع التواصل الاجتماعي لإرشاد الفتيات خاصة في قضية الابتزاز التي كثرت حوادثها كل يوم وليلة  بسبب استخدام اجهزة التكنولوجيا .

ما موقف المشرع الالكتروني في عملية ابتزاز الفتاة ؟
     الدول العربية والإسلامية حديثة العهد بسن التشريعات الالكترونية بعد انتشار الجرائم الالكترونية في كل مكان ، وقد تستعين هذه الدول في تطبيق التشريعات التي تطبق بالدول الغربية أو تستفيد من تجارب وخبرات هذه الدول ، وقد لا تكون العقوبات في هذه الجرائم أحياناً رادعة في التقليل من معدلات هذه الجرائم ، بل حرية التعبير  قد تقف في تقييد العقوبات في قضايا التسلط عبر الانترنت وغيرها من القضايا الالكترونية والعادية خاصة في الدول الغربية .

     التشريعات جديدة عندنا خاصة المتعلقة بجرائم ابتزاز الفتاة لم تكن واضحة لدى منفذي التشريع فمثلاً هل يطبق قانون اغتصاب الفتاة بالإكراه  أم تشريع الكتروني مع توفر أدلة بعدم وجود  إكراه ؟
   16 / 11 / 2013  جريدة الأنباء

     كذلك حوادث عمليات الابتزاز لا تبين مدة العقوبة أو نوعها على الجاني والمبتز ؟ فالإنسان العادي قد يتهاون بهذه العقوبة  او يظن أنها عقوبة عادية لا تتعدى سوى دفع مبلغ من المال وتعهد كتابي ، فهل هذه الثغرة أو التصور إن صح التعبير يجعل الناس لا تردع بارتكاب مثل هذه  الجرائم ؟

هل التشريع حل قضية ابتزاز الفتاة ؟
     اقرأ هذا الخبر :  
     تلقى الأمنيون في مخفر منطقة مبارك الكبير بلاغا من فتاة مواطنة تتهم فيه شخصا ( تعرفه ) بإساءة استخدام الهاتف، والتشهير، حيث فوجئت به يبث صورها على موقع انستغرام للتواصل الاجتماعي، وافادت بأنها لا تعلم كيفية استيلائه على الصورة  ، وذكر لـ«الراي» مصدر امني «ان الشاكية العشرينية زودت الأمنيين برقم الهاتف الخاص بالمشكو في حقه، فبادروا بالاتصال عليه، ليجدوه خارج منطقة التغطية، فأحالوا القضية على المباحثيين لضبطه، تمهيدا لاخضاعه للتحقيق ( الراي الكويتية 22/2/2013 )  فهل يغير المبتز رقم هاتفه  كي لا يقع في قبضة القانون ؟ هذا وارد ، حيث أن المجرم في عصر التكنولوجيا يستفيد من ثغرات القانون ومن تقنية الأجهزة في التستر على جرائمه ، واقرأ هذا الخبر وتعليقي عليه :

     أفرج رجال المباحث الجنائية في حولي عن شاب عاشق على إثر تعهده بعدم التعرض لحبيبته السابقة التي اتهمته بابتزازها، مهدداً إياها ببث صورها التي بحوزته على الشبكة العنكبوتية، إذا أصرت على إنهاء علاقتهما التي استمرت عاماً كاملاً، قبل أن تكتشف أنه لا يعتزم الزواج ، كانت الفتاة - وفقاً لمصدر أمني - أرفقت شكواها ببيانات حبيبها السابق، معبرة عن مخاوفها من أن يتسبب لها في فضية تحول دون زواجها بشخص آخر، وتولى المباحثيون التحري عن المشكو في حقه، حتى قبضوا عليه وأخضعوه للتحقيق، ليدعي بأنه يهيم حباً بفتاته، وأنه يرغب جدياً في أن يتزوجها، لكنها هي التي ترفض ذلك، وتخلت عنه بذريعة الفارق بين مستوييهما اجتماعياً، فأمره رجال المباحث بتسليمها الصور والتعهد بعدم التعرض لها، مقابل اطلاق سراحه، فوافق على الفور تجنباً للوقوع في قضية .
جريدة الراي الكويتية  5/8/2014

تعليق:
     ذكرنا في تعليق سابق يجب تغريم أية فتاة تضع صورها غير المحتشمة في هاتفها الغبي أو في أحد مواقع الانترنت ، لأنه لا يكفي أخذ التعهد من الفتاة أو العاشق المبتز حيث أن عمليات الابتزاز والتحايل تحدث كل يوم وتنشر في الصحافة بسبب التساهل مع الفتاة أو عشيقها وبحكم خبرتنا المتواضعة ودراستنا في هذا المجال  نوصي بسن تشريعات صارمة أكثر تتعامل مع هذه الفئة  .

وهذه حكاية أخرى تدل على تساهل رجال الأمن مع المبتز :
     قصدت المواطنة (32 عاماً)  مخفر ضاحية فهد الأحمد وأبلغت بأنها كانت على علاقة مع شخص وعندما اكتشفت بأنه يتلاعب بها قطعت علاقتها  معه، إلا أنه اتصل عليها مرات عدة، فلم تجب على مكالماته وفوجئت به يرسل لها توسلات لإعادة المياه إلى مجاريها وعندما ردت عليه بالرفض لجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد بفضحها والاساءة إلى سمعتها ووعدها بأن تشاهد صورها على كل مواقع الشبكة العنكبوتية.

     وأفاد مصدر أمني «سجلت قضية ابتزاز واساءة استخدام هاتف بحق الشاب الذي اتضح انه مواطن عشريني وحصل رجال الأمن على أرقام هاتفه وعندما اتصلوا عليه لاستدعائه رفض الحضور الى المخفر، وتمت احالة القضية على رجال مباحث الأحمدي للبحث والتحري عنه وضبطه .
 (الرأي 8/1/2014)

     وهذه حكاية أخرى  تدل أيضا على تساهل رجال المباحث في امرأة تحث على الفجور دون أن يقاضيها القانون وإليك نص الخبر :

     تعهدت مواطنة - امام المباحثيين في حولي - بالتوقف عن محاولتها إجبار صديقتها السابقة على الانخراط في «نشاطها المنافي للآداب» بعدما توعدتها بنشر صورها الخاصة على الشبكة العنكبوتية، وفقا لشكوى المجني عليها التي استنجدت بمكتب المباحث الجنائية (من دون قضية رسمية ) .
لرأي الكويتية  13/1/2014 )

ما المقترحات والتصورات عن قضية ابتزاز الفتاة ؟

تنقسم المقترحات إلى :
     مقترحات تتعلق بالتشريع الالكتروني :
     سن تشريعات جديدة على الجناة والضحايا حيث ان الجرائم الالكترونية تختلف عن الجرائم العادية فقد يكون الضحية شريكاً في عمليات الابتزاز ، والدليل على ذلك الصور شبه العارية إن لم تكن صوراً عارية للضحية تخاف الفضيحة أو العار أو .. في المجتمعات العربية الإسلامية  فلجأت إلى رجال الأمن ، نقول كيف صور الجاني الفتاة بهذه الصور ؟ فهل صورها دون علم الضحية أم بعلمها ؟ كذلك لا بد في حال علم الضحية أن تكون الفتاة في خلوة محرمة مع الجاني ( الأجنبي ) ، لذا قلنا في تعليق أن تتحمل الفتاة صاحبة الشكوى بدفع غرامة مالية بسبب هذه الصور غير اللائقة ، بل قد تعاقب على جرم الفسق والفجور مع الجاني لأنها سمحت له  التقاط صور منافية للآداب العامة او أنها اعطت الجاني هذه الصور أو ... .

     مقترحات تتعلق بشركات الإنترنت :
     تعاون شركات الانترنت مع  إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية في الكشف عن بعض الجرائم ، ومنها عدم نقل مقاطع الفيديو أو الصور المخلة للآداب  إلى المواقع الأخرى ، وحجب هذه الصور او إزالتها بعد مدة قصيرة  كما في بعض المواقع الغربية لذا نهيب الأخوة بهذه الشركات ألا يقتصر علم الشركات بمد شبكة الانترنت للعملاء والانشغال بمشكلات بطء سرعة الانترنت وغيرها من المشكلات ، وإنما يجب أن تكون من مهام شركات الانترنت أن تقديم برامج مساعدة ولو بأسعار رمزية وغير رمزية إلى أفراد المجتمع للتغلب على سلبيات الانترنت ومواقعها ، كما تعمل شركات الانترنت في الدول الغربية .

المراجع :
     سبتي ، عباس غرفة الدردشة ....سلبيات ... حلول ، الكويت ، نوفمبر  2010
     سبتي ، عباس تحليل أسباب ظاهرة الطلاق ، يناير 2012
     سبتي ، عباس ضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة  أسباب حلول  فبراير 2012
      جريدة الكويتية 6/3/2014
     جريدة الراي الكويتية 12/8/2014
     جريدة الوطن الكويتية 7/7/2013
     جريدة الأنباء الكويتية 21/11/2013
     جريدة الراي الكويتية 1/4/2014
     جريدة الأنباء الكويتية 16/11/2013
     جريدة الراي الكويتية 22/2/2013
     جريدة الراي الكويتية 5/8/2014
     جريدة الراي الكويتية 8/1/2014
     جريدة الراي الكويتية 13/1/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق