لماذا " يك ياك , Yik Yak "
من أخطر التطبيقات ، لم تسمع عنه من قبل ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي
الهواتف الذكية والانترنت قد غيرت طريقة
تفاعلنا مع الآخرين بشكل غير مسبوق ، في حين
لا يوجد من ينكر فوائد هذه الأجهزة ، إلا ان سلبياتها واضحة أيضا ويقر بها
الجميع ، وقد أصبح هذا ملموساً في عالم المراهقة والشباب ، إذ أن قضية التسلط عبر
الانترنت واحدة من أكبر جرائم العصر وقد انتشرت هذه القضية في المدن والمدارس
بمعدل ينذر بالخطر .
اتخذت الشبكات الاجتماعية عبر الانترنت
مشكلة العنف التقليدية وحولتها إلى أسوأ ما كانت عليه من قبل ، ولا يوجد طفل في
مأمن منها ، وعلى الرغم أنها تبدو أنها أكثر انتشاراً في المدارس الثانوية إلا أنها لها تأثير واضح في المدارس
المتوسطة وحتى الابتدائية .
شهدت مواقع فيسبوك ويوتيوب نصيبها من حوادث
التسلط خاصة بين أوساط المراهقين والشباب ، ولكن عدداً كبيراً من تطبيقات
المراسلات اتخذت الأمور بشكل مختلف .
أحد التطبيقات على وجه الخصوص هو تطبيق
" Yik Yak " وقد
يبدو على أنه غير مؤذ مثل أي تطبيق المراسلة
، لكن المشكلة مع هذا التطبيق الخاص هي تطبيق مراسلة " المجهول "
الذي يسمح لمستخدميه من إرسال النصوص والصور إلى غيرهم دون استخدام اسم المستخدم ،
وخصيصة أخرى للتطبيق هي معرفة موقع المستخدم الجغرافي وهذا يمكن المحتالين من
الاتصال بالقصر أو الأطفال ومعرفة مكان تواجدهم
من أجل صيدهم .
طبيعة " مجهولية " المستخدم في
هذا التطبيق تجعل المراهقين أن ما يقولونه
أو يتبادلونه فيما بينهم دون خوف لعدم معرفة هوية المستخدم ، وهذا يجعلهم يتصرفون
بشكل خاطئ .
يستخدم الأطفال والمراهقون هذا التطبيق من
أجل نشر الشائعات ومضايقة زملائهم بالمدرسة بحجة عدم معرفة اسم الفاعل ، طبعاً لا يعني أن الفاعل قد فلت من قبضة القانون إذ أن رجال
الأمن المعلوماتي لهم القدرة على تتبع أثر هذا المجهول والكشف عن هويته ، والقضية
المقلقة هي نشر الصور العارية والمثيرة للجنس بين أوساط الطلبة ، وهذا التطبيق
يسمح بتبادل أي الشيء بين المستخدمين وبسبب أنهم يعتقدون أن ذلك خاص فأنهم يفعلون
ما يشاءون .
عند تسجيل استخدام التطبيق يطلب من
المستخدمين إثبات أن أعمارهم فوق (17) سنة ، وبما أنه ليس هناك طريقة للتحقق من
العمر ، لذا لا يوجد أي نوع من الضمانة في
هذه الحالة لمنع المراهقين الأقل من (17)
من استخدام هذا التطبيق .
كيف يتأثر
الابن بهذا التطبيق ؟
وكما هو الحال بالنسبة لمواقع التواصل
الاجتماعي خاصة استخدام تطبيق إرسال الرسائل الذي يساعد على ظهور مشكلة التسلط عبر
الانترنت وتشكل مشكلة خطرة على الجميع ،
وعلى العكس من ذلك فأن فيسبوك وتويتر ويوتيوب تواجه
صعوبة في تعقب مرتكبي التسلط في هذه المواقع ، ويوجد تطبيق المراسلة آخر
ويسمى " Snapchat " له برنامج " عدم
الكشف عن الهوية " ولكن تختفي الرسائل بعد دقائق من فتحها ، وهذا يجعل من الصعب الإبلاغ عن حادثة
التسلط ، بينما في تطبيق "
Yik Yak " فأن الرسائل تبقى ويمكن
إعادة نشرها ، وهذا يفسح المجال لمزيد من ظهور
المشكلات مثل نشر الصور غير اللائقة وإرسال الرسائل المسيئة والمحرجة في أي
موقع بالانترنت .
لا يوجد ولي أمر يحب أن يساء إلى ابنه أو يحب أن يسيء الابن إلى أحد ، ولكن على
الوالدين أن يعرفا أن " طيب " الابن وأخلاقياته العالية قد ينجرف مع
أصدقائه نتيجة الضغط عليه كي يفعل سلوكيات خاطئة مثلهم ، وإلا لا يكون
مقبولاً بين أصدقائه ، ولذا مع توفير
أجهزة التكنولوجيا للأبناء التي تجعلهم لا يعرفون نتيجة و عاقبة سلوكياتهم بعد استخدام تطبيق " Yik Yak " الذي لا يكشف المستخدم عن
هويته الحقيقية يفتح المجال للأطفال
والمراهقين على القيام بسلوكيات مسيئة إلى الآخرين وقد يكون ابنك معهم .
قد يتردد الوالدان في مراقبة رسائل الأبناء
أو أنشطتهم عبر الشبكات الاجتماعية بسبب انها قد تنتهك خصوصيتهم ويجعلهم يفقدون
الثقة بالوالدين ، وهنا يأتي دور الوالدين في فهم الأبناء المسئولية في التعامل مع
التكنولوجيا وأدواتها ، والبيان لهم دور الوالدين في الإشراف والمتابعة من أجل
حمايتهم .
الاطلاع على صفحة فيسبوك للابن أو على
رسائله ليس مثل الاطلاع على مذكراتهم اليومية ، صحيح أن المذكرات اليومية خاصة لكن الشبكات
الاجتماعية أو الرسائل الاجتماعية هي أي شيء ولكن لا تنتظر حتى تظهر قضية خطيرة
قبل مراقبة أنشطة الأبناء .
طبعاً ينبغي أن يتم ذلك من خلال اللباقة
وفتح قنوات الاتصال دائماً مع الأولاد ، فالوالد يعلم أن الابن فرد له رغباته ،
لذا يجب وضع برنامج مريح بالنسبة له وللوالد ، وأن استخدام التكنولوجيا لمراقبة
نشاط الابن بطريقة عملية يؤمن السلامة والحرية للابن وراحة البال لوالده .
كما هو مفيد تعليم الأبناء السلوك السليم
والآمن عند استخدام الانترنت ، وأن يعلموا أحدث الأساليب والتطبيقات التي تسيء إلى
الأطفال أو تعرضهم إلى الخطر .
أقول :
للأسف تطبيق " Yik Yak " واحد من التطبيقات التي لا
نعرف عنها كأولياء أمور بل كباحثين الشيء الكثير نتيجة ظهور أساليب وتطبيقات جديدة
كل يوم في عالم التكنولوجيا ، وبالتالي قد يتعرف الأولاد أو طلاب المدارس
والجامعات على هذه التطبيقات عند نزولها فوراً نتيجة التواصل الدائم مع زملائهم بهذا
الشأن ونتيجة اهتمامهم بهذه التطبيقات ، ولعلنا نتوفق في تتبع بقية التطبيقات التي
تساعد الأولاد على الإساءة على زملائهم وعلى بقية الناس من أجل الكشف عنها وبيان
سلبياتها لأولياء الأمور والمربين وغيرهم .
المصدر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق