الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

لماذا " يك ياك , Yik Yak " من أخطر التطبيقات ، لم تسمع عنه من قبل ؟





لماذا " يك ياك , Yik Yak "
من أخطر التطبيقات ، لم تسمع عنه من قبل ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي

     الهواتف الذكية والانترنت قد غيرت طريقة تفاعلنا مع الآخرين بشكل غير مسبوق ، في حين  لا يوجد من ينكر فوائد هذه الأجهزة ، إلا ان سلبياتها واضحة أيضا ويقر بها الجميع ، وقد أصبح هذا ملموساً في عالم المراهقة والشباب ، إذ أن قضية التسلط عبر الانترنت واحدة من أكبر جرائم العصر وقد انتشرت هذه القضية في المدن والمدارس بمعدل ينذر بالخطر .

     اتخذت الشبكات الاجتماعية عبر الانترنت مشكلة العنف التقليدية وحولتها إلى أسوأ ما كانت عليه من قبل ، ولا يوجد طفل في مأمن منها ، وعلى الرغم أنها تبدو أنها أكثر انتشاراً في المدارس  الثانوية إلا أنها لها تأثير واضح في المدارس المتوسطة وحتى الابتدائية .

     شهدت مواقع فيسبوك ويوتيوب نصيبها من حوادث التسلط خاصة بين أوساط المراهقين والشباب ، ولكن عدداً كبيراً من تطبيقات المراسلات اتخذت الأمور بشكل مختلف .

     أحد التطبيقات على وجه الخصوص هو تطبيق "  Yik Yak " وقد يبدو على أنه غير مؤذ مثل أي تطبيق المراسلة  ، لكن المشكلة مع هذا التطبيق الخاص هي تطبيق مراسلة " المجهول " الذي يسمح لمستخدميه من إرسال النصوص والصور إلى غيرهم دون استخدام اسم المستخدم ، وخصيصة أخرى للتطبيق هي معرفة موقع المستخدم الجغرافي وهذا يمكن المحتالين من الاتصال بالقصر أو الأطفال ومعرفة مكان تواجدهم  من أجل صيدهم .

     طبيعة " مجهولية " المستخدم في هذا التطبيق تجعل المراهقين  أن ما يقولونه أو يتبادلونه فيما بينهم دون خوف لعدم معرفة هوية المستخدم ، وهذا يجعلهم يتصرفون بشكل خاطئ .  

     يستخدم الأطفال والمراهقون هذا التطبيق من أجل نشر الشائعات ومضايقة زملائهم بالمدرسة بحجة عدم معرفة  اسم الفاعل ، طبعاً لا يعني  أن الفاعل قد فلت من قبضة القانون إذ أن رجال الأمن المعلوماتي لهم القدرة على تتبع أثر هذا المجهول والكشف عن هويته ، والقضية المقلقة هي نشر الصور العارية والمثيرة للجنس بين أوساط الطلبة ، وهذا التطبيق يسمح بتبادل أي الشيء بين المستخدمين وبسبب أنهم يعتقدون أن ذلك خاص فأنهم يفعلون ما يشاءون .

     عند تسجيل استخدام التطبيق يطلب من المستخدمين إثبات أن أعمارهم فوق (17) سنة ، وبما أنه ليس هناك طريقة للتحقق من العمر ، لذا  لا يوجد أي نوع من الضمانة في هذه الحالة  لمنع المراهقين الأقل من (17) من استخدام هذا التطبيق .

كيف يتأثر الابن بهذا التطبيق ؟
     وكما هو الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة استخدام تطبيق إرسال الرسائل الذي يساعد على ظهور مشكلة التسلط عبر الانترنت وتشكل مشكلة خطرة على الجميع ،  وعلى العكس من ذلك فأن فيسبوك وتويتر ويوتيوب  تواجه  صعوبة في تعقب مرتكبي التسلط في هذه المواقع ، ويوجد تطبيق المراسلة آخر ويسمى  "  Snapchat " له برنامج " عدم الكشف عن الهوية " ولكن تختفي الرسائل بعد دقائق من  فتحها ، وهذا يجعل من الصعب الإبلاغ عن حادثة التسلط ، بينما  في  تطبيق "  Yik Yak " فأن الرسائل تبقى ويمكن إعادة نشرها ، وهذا يفسح المجال لمزيد من ظهور  المشكلات مثل نشر الصور غير اللائقة وإرسال الرسائل المسيئة والمحرجة في أي موقع بالانترنت .

     لا يوجد ولي أمر يحب أن يساء إلى ابنه  أو يحب أن يسيء الابن إلى أحد ، ولكن على الوالدين أن يعرفا أن " طيب " الابن وأخلاقياته العالية قد ينجرف مع أصدقائه نتيجة الضغط عليه كي يفعل سلوكيات خاطئة مثلهم ، وإلا لا يكون مقبولاً  بين أصدقائه ، ولذا مع توفير أجهزة التكنولوجيا للأبناء التي تجعلهم لا يعرفون نتيجة و عاقبة سلوكياتهم  بعد استخدام تطبيق "  Yik Yak " الذي لا يكشف المستخدم عن هويته الحقيقية  يفتح المجال للأطفال والمراهقين على القيام بسلوكيات مسيئة إلى الآخرين  وقد يكون ابنك معهم .

     قد يتردد الوالدان في مراقبة رسائل الأبناء أو أنشطتهم عبر الشبكات الاجتماعية بسبب انها قد تنتهك خصوصيتهم ويجعلهم يفقدون الثقة بالوالدين ، وهنا يأتي دور الوالدين في فهم الأبناء المسئولية في التعامل مع التكنولوجيا وأدواتها ، والبيان لهم دور الوالدين في الإشراف والمتابعة من أجل حمايتهم .  

     الاطلاع على صفحة فيسبوك للابن أو على رسائله ليس مثل الاطلاع على مذكراتهم اليومية ، صحيح  أن المذكرات اليومية خاصة لكن الشبكات الاجتماعية أو الرسائل الاجتماعية هي أي شيء ولكن لا تنتظر حتى تظهر قضية خطيرة قبل مراقبة أنشطة الأبناء .

     طبعاً ينبغي أن يتم ذلك من خلال اللباقة وفتح قنوات الاتصال دائماً مع الأولاد ، فالوالد يعلم أن الابن فرد له رغباته ، لذا يجب وضع برنامج مريح بالنسبة له وللوالد ، وأن استخدام التكنولوجيا لمراقبة نشاط الابن بطريقة عملية يؤمن السلامة والحرية للابن وراحة البال لوالده .

     كما هو مفيد تعليم الأبناء السلوك السليم والآمن عند استخدام الانترنت ، وأن يعلموا أحدث الأساليب والتطبيقات التي تسيء إلى الأطفال أو تعرضهم إلى الخطر .

أقول :
     للأسف تطبيق "  Yik Yak " واحد من التطبيقات التي لا نعرف عنها كأولياء أمور بل كباحثين الشيء الكثير نتيجة ظهور أساليب وتطبيقات جديدة كل يوم في عالم التكنولوجيا ، وبالتالي قد يتعرف الأولاد أو طلاب المدارس والجامعات على هذه التطبيقات عند نزولها فوراً نتيجة التواصل الدائم مع زملائهم بهذا الشأن ونتيجة اهتمامهم بهذه التطبيقات ، ولعلنا نتوفق في تتبع بقية التطبيقات التي تساعد الأولاد على الإساءة على زملائهم وعلى بقية الناس من أجل الكشف عنها وبيان سلبياتها لأولياء الأمور والمربين وغيرهم .
المصدر:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق