الأحد، 9 أغسطس 2015

دراسة سلوك المارة بشان التسلط باستخدام منظور الأهداف المتعددة - 1




دراسة سلوك المارة بشان التسلط باستخدام  منظور الأهداف المتعددة
EXAMINING CYBERBULLYING BYSTANDER BEHAVIOR USING A
A MULTIPLE GOALS PERSPECTIVE

بقلم  :
Sarah E. Jones

ترجمة الباحث : عباس سبتي
يونيو 2015

كلمة المترجم :
     هذه الأطروحة تمت مناقشتها وحصلت الطالبة على درجة الماجستير في الآداب من كلية الاتصال والمعلومات  بجامعة كنتاكي " Kentucky " لعام 2014 بانجلترا ، ونقصد بكلمة " المارة " الذين يشهدون حادثة العنف بنوعيه التقليدي والالكتروني ، وقد نطلق عليهم " شهود العيان " ويعتبر المارة  المكون الثالث  من مكونات العنف بعد مكوني الضحية والمعتدي وقد ظهرت دراسات حديثة في الغرب تؤكد على دور المارة في حل النزاعات بين الطلاب وغيرهم ، ،  وفي هذه الدراسة أشارت الباحثة إلى تأثير هدف شاهد العيان على سلوكه عندما يشاهد حادثة التسلط عبر مقاطع الفيديو ، وقمنا بترجمة بعض المقالات والدراسات بهذا الشأن وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  من أجل حل قضايا العنف في المدرسة ، الأسرة والمجمعات التجارية وغيرها .


الملخص : ABSTRACT
     التسلط عبارة عن أي سلوك يقام به عبر وسائل الأعلام الالكترونية والرقمية من قبل الأفراد أو الجماعات بإرسال الرسائل  العدوانية والعدائية المتكررة بقصد إلحاق الأذى أو المعاناة  على الآخرين ، وهذه المشكلة واسعة الانتشار ، والمارة  يلعبون دوراً أساسياً في البدء والحماية  عند حدوث هذه السلوكيات العدوانية لكن حتى الآن تم تجاهلها في أدب التسلط ، ويعرف المارة في هذه الدراسة  أولئك الذين يشهدون حادثة التسلط عبر شبكاتهم الاجتماعية أو خارجها واستجاباتهم تتراوح بين التقاعس والتدخل ، والعمل عبر منظور اجتماعي بيئي وتبني نظريات الأهداف المتعددة فأن هذه الدراسة تركز على منهجية مجموعة التركيز ، ووجدت الدراسة أن مارة التسلط لهم تأثير على الضحايا والمعتدين من خلال الأهداف المتعددة والمختلفة مما أثر على اختيارهم للاستجابة السلوكية ، وتخدم أهداف وسلوكيات المارة في إنشاء وتصنيف خمسة أنواع من السلوك المارة : المارة البعيدون / الغافلون والمارة المسليون ( الهرج ) والمارة المتآمرون والمارة المحرضون غير مقصودين والمارة النشطون ، ومن خلال فهم دور المارة في قضية التسلط فقد طرحت الدراسة نظرية الاتصال والتطبيق العملي في تطوير جهود الوقاية والتدخل .  

المصطلحات : KEYWORDS
     التسلط ، العنف التقليدي ، المارة  ، الأهداف المتعددة ، نموذج الاجتماع البيئي .

الفصل الأول : Chapter One

المقدمة : INTRODUCTION
     يعرف التسلط انه  إساءة متعمدة ومتكررة لتكنولوجيا الاتصال من قبل فرد أو مجموعة بهدف تهديد الآخرين  
Roberto &   Eden, 2010  
وأصبحت مشكلة خطيرة ، وقد كشف مركز "  Pew " للبحوث أن واحداً من أصل ثلاثة مراهقين (32%) متورطين بشكل واحد من أشكال التسلط  "  Lenhart, 2010 " وهذه النسبة تتضاعف بسبب كثرة من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي " SNS " ، واعتباراً من ديسمبر 2012 نسبة (67%) من الكبار و(83%) من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 18-29 سنة) يستخدمون الشبكات الاجتماعية
Duggan & Brenner, 2013
عموماً (39%) من مستخدمي هذه الشبكات متورطين بحوادث التسلط " Lenhart, 2010 " .

     مع تزايد استخدام تقنيات الاتصالات الرقمية تتزايد حالات التعرض إلى العواقب السلبية  ، يرتبط التسلط لفترات طويلة بقضايا نفسية ويمكن في نهاية الأمر قد يؤدي إلى تجارب مروعة للضحايا "   Sourander et al 2010 " ، ويحدث التسلط في سياق تفاعلي اجتماعي يضم : المعتدي، الضحية والمارة
OConnell, Pepler, & Craig, 1999
والمارة في العنف التقليدي هم على بينة بالعنف "  2010،  Swearer  " ،  وللمارة رأي نافع أو ضار على كل مكونات عملية العنف ، ومن الناحية النظرية فأن المارة  هم الذين يشهدون حوادث التسلط في مواقعهم الالكترونية وخارجها ولهم ردود أفعال تتراوح بين التقاعس والتدخل ، ويجب التنبيه إلى أن فكرة الأقران معفاة من هذا التعريف ، وعلى النقيض من  العنف التقليدي الذي غالباً يحدث في المدارس الابتدائية والمتوسطة لكن دخول الفرد عالم الانترنت واستخدام الهاتف المحمول يفتح المجال للمارة بمختلف الأعمار أن يكونوا من مجموعة الأقران أو خارجها .

     بالمقارنة مع العنف التقليدي فأن التسلط يحدث بين مارة مجموعة الأقران الكبيرة بسبب طبيعة البيئة الالكترونية 
Slonje & Smith ,2008
في البداية تظهر مجموعة المارة المساعدة المحتملة للضحايا ، وهذه المجوعة الكبيرة معروفة بانخفاض سلوكيات المارة المفيدة لديها "   Burton, Florell, Wygant ,2013 "،لأن زيادة أعداد المارة قد تزيد من احتمال سلوكيات التسلط  أو بعدم التدخل .

     اقترح باحثون العنف التقليدي أن عدم تدخل الأقران في الرد على استمرار التعرض للعنف يعني أنه يزيد في وعي الشباب بتخفيف معاناة الضحايا
Cowie, 2000; OConnell, Pepler, & Craig, 1999
وعلى الرغم من أن الجمهور المارة قد يتكون من أعداد كبيرة من الأقران فان هذا التأثير يحدث في حوادث التسلط  وعلاوة على ذلك فأن هذا يعزز الاهتمام غير المباشر والمشاركة في تفوق المعتدي على الضحية
 Pepler, 1997 &  Craig
     وفي المقابل فإن وعي المارة بدورهم وتعزيز موقفهم التعاطفي فأنه قد يخفف بشكل فعال حالة التسلط  ويقلل النتائج السلبية على الضحايا
Salmivalli, 2010
فهم أفضل لمارة التسلط قد يسهم في فهم نظرية الاتصال  فضلاً عن تطورات محاولة مكافحة التسلط ن وينطوي القسم الكبير في هذا الفهم بتحديد الأنواع المتعددة من سلوكيات مارة التسلط ، وقد أشارت الدراسات بشأن مارة العنف التقليدي إلى الاستجابات المختلفة  لكل منها لها آثار فريدة من نوعها على الجمهور المشاهدين والبيئة الاجتماعية  وطغيان العدوان
2007, Craig & Pepler
ومع ذلك دراسات التسلط ما زالت جديدة ولا تهتدي بالنظريات السلوكية ، وسلوك المارة أساساً قد أهمل إلى السنوات القريبة " Twemlow et al., 2004 " ، فأن الارتباط التجريبي بين سلوكيات مارة التسلط ، المعتدين والضحايا غير واضح ويحتاج إلى الدراسة ، والإطار النظري للتسلط  ليس كاملاً ودقيقاً ويوجز في فهم سلوكيات المارة ، وفهم أفضل لسلوك المارة ضمن النظام الاجتماعي يكون ضمن إسهامات عملية محتملة ، وأن تدخلات التسلط تعزز من خلال التركيز المنهجي لوقف أو إعاقة تفاعلات التسلط عن طريق استجابات سلوكية محددة لأن العنف التقليدي قد أظهر المواقف الداخلية للمارة الموالية للمجتمع وتعترض على العنف
   Pepler, & Craig, 1999
ومفتاح التدخلات الفعالة للتسلط قد يمكن التلاعب بهذه المواقف بين مارة التسلط ، لذا هناك الحد من " التجاهل الجمعي " والتقليل من نتائج الإيذاء لجميع الأطراف " Salmivalli ,2010 "  وعندها فقط فان تدخلات التسلط تتحدى الوضع الراهن لثقافة الانترنت مما يعني تعزيز الإيذاء في أوساط الأقران
Pepler, & Craig, 1999

تهدف الدراسة :
1.   تقديم تعريف  لمفهوم مارة التسلط  .
2.   تحديد أهداف مارة التسلط  .
3.   التعرف على أثر هذه الأهداف على مارة التسلط .
4.   تطوير تصنيف مارة التسلط  لاكتشاف الآثار المختلفة  لسلوكياتهم على أسس البيئة المعيارية القسرية .

     من أجل تحقيق هذه الأهداف سوف يتم استعراض أدبيات العنف التقليدي والتسلط من وجهة نظر نموذج البيئة الاجتماعية (SEM) في إطار عملية العنف المقدم ، ومن جهة أخرى سيتم  استخدام الإطار النظري للأهداف المتعددة لتوجيه ودراسة كيف تشكل الأهداف رسائل مارة التسلط وكيف تفسر هذه الرسائل ؟  ثم تصنيف المارة حسب استعراض أدبيات العنف التقليدي من أجل إعداد تحقيق وتطوير لتصنيف المارة على أساس أهداف مارة التسلط ، وأخيراً أن الأساليب المستخدمة في الدراسة  تشتمل على تحليل البيانات النوعية ومنهجية مجموعة التركيز  وتمت مناقشتها بالتفصيل مع الاهتمام الخاص من قبل دليل مجموعة التركيز  وتخطيط الترميز .

الفصل الثاني Chapter Two

دراسة أدبيات العنف
A SURVEY OF BULLYING LITERATURE

العنف التقليدي : Traditional Bullying
     فهم  التسلط يستوجب استعراض شامل للعنف التقليدي ، معظم دراسات العنف التقليدي تدرس الأطفال والمراهقين في مدارسهم الابتدائية والمتوسطة والثانوية  " Olweus, 1996 " ،  من أحد أبرز الباحثين في مجال بحوث العنف التقليدي يعرف ثلاثة مكونات العنف :
1- نية الضرر  .
 2- تكرار الضرر .
3- اختلال توازن القوة بين المعتدي والضحية .
Aricak et al.’s, 2008

تعريف " Olweus " مختصر :
إيذاء طالب بشكل مكرر من قبل الآخرين  ،  بالمعنى العام مراكز العنف التقليدي ( وجهاً لوجه ) من قبل مراهق أو مجموعة مراهقين الذين لديهم قوة ونوايا مسيئة لإصابة الجسد أو خلق المعاناة النفسية  "   Olweus, 2003 " ، المكونات الأساسية للتسلط  تختلف بطرق فريدة سوف نحصرها لاحقاً .

     المعتدون " Bullies "  وفقاً لتعريف " Olweus, 1977 "  من يحمل السلوكيات السلبية التي تحدث من خلال العدوان من أجل إيذاء الضحية  بشدة
 Stephenson & Smith, 1989
ويمثل هذا الإيذاء هدف المعتدي أو وقود لسلوكه
Nansel et al., 2001; Olweus, 1993; Ybarra & Mitchell, 2004. Aricak et al. 2008

     الضحايا " Victims "  بعد استعرض أدب العنف التقليدي وأدوار الضحية المعقدة ، فإن الضحية ضعيف البنية ومنخفض الثقة  بالنفس وخاضع للجاني وغير قادر على الدفاع عن نفسه .
Marées, 2012

     المعتدي الضحية " Bully-victim " يجمع بين دور المعتدي ودور الضحية من خلال الاشتراك في الإجراءات السلبية  أو استفزاز الجاني عن طريق الاستجابة والاندفاع للهجمات الأولية .

     المارة أو شهود العيان "  Bystanders " يشكلون صورة المعتدي ، من التفاعلات الديناميكية بين المعتدي والضحية والجمهور المحيط بالحادث
Twemlow, Fonagy, & Sacco, 2004

     وتأخذ دراسة العنف موقفاً فريداً وجديداً عند دراسة المارة ، وفكرة هذه الدراسة  الاهتمام بهذا المكون الذي يصطلح عليه اسم " المتفرج، bystander "  الذي يشهد الحادثة بشكل سلبي ولا يتدخل "  Fischer, 2011 " .

     هؤلاء هم من الأفراد المارة قد شلوا  بين " التردد والصراع " حول يجب أو لا يجب الاستجابة لحالات الطوارئ ولامبالاتهم هي نتيجة مباشرة لردود أفعالهم لتقاعس المارة الآخرين بدلاً  أن يكونوا أشخاص مقصرين على المستوى الفردي .
   Darley & Latanè, 1968, p. 382-383 " .
     على النقيض من ذلك فإن أدب العنف يعتبر كل فرد من الجمهور المحيط بالحادثة من شهود العيان ( المارة ) على الرغم من أن المصطلحات الدقيقة  غير متناسقة مثال : الشلة أو الأصدقاء ، الجمهور المشاهدين ، المتفرجين ، زملاء الفصل ، المارة ، النظم الاجتماعية والسياق الاجتماعي . التصورات  المتعلقة بشأن اشتراك المارة وتأثيرهم بالحادثة تبدو أيضا مختلفة ، بعض الباحثين أفادوا أن المارة هم :" على بينة من العنف .
Swearer, Espelege, Vaillancourt, & Hymel, 2010
     وبعضهم يرى أن هذه الصفة غير ملزمة .
Cowie, 2000, p. 86
     وهناك من يفترض أن المارة  " نشطون ومشاركون في الحادثة أكثر من مجرد ملاحظين سلبيين " Twemlow et al., 2004 " .

     ضمن العنف التقليدي فإن المارة يشبهون جمهور الأقران ، لاحظ
Craig and Pepler, 2007  
في الدراسات المتعلقة بالعنف التقليدي أن غالبية الأصدقاء الذين شهدوا حلقات الحادثة يتفاعلون ك" مشاهد " أو ك " متآمر " وهذا تعريف يطلق على المارة .

     من منظور علم البيئة الاجتماعي هناك النموذج الاجتماعي البيئي ينطبق على العنف كأساس للمارة وفي جوهره يحمل هذا النموذج مفهوم السلوك البشري الذي يتكون من عدة مستويات من التأثير وهذه المستويات تتفاعل فيما بينها حتى تصبح ظاهرة
Sallis, Owen & Fisher, 2008
     ويعتبر هذا النموذج أن أسباب السلوك البشري منتشرة في كل مكان وتأثيرات هذا السلوك توجد في داخل الفرد وفي العلاقات الشخصية وفي المجتمع  ، وبالتالي لا يتأثر فقط الضحية والمعتدي بالحادثة وإنما شهود العيان أيضا يتأثرون بها على نطاق واسع في المدرسة والبيت والمجتمع ، ودراسة التأثير الواسع للعنف تظهر لنا أن الظاهرة تصبح تصوراً لطبيعة البيئة الاجتماعية حيث يكون للعنف عدة أسباب التي تؤثر على البيئات العديدة بما في ذلك على مجموعة الأقران ( المارة  ) وبالتالي التقييم الفعال للعنف في أي شكل  يصبح أكثر توافقاً مع نموذج التقييم متعدد المخبرين .

خصائص المارة :
     أهمية المارة في البيئة الاجتماعية أكدت عليها الدراسات المتعلقة باستجابات سلوك الأقران الذين شهدوا الحادثة ، ويمكن أن يتأثر الأقران لأية ردة فعل إيجابية مثل لفظية وغير  لفظية بشكل صارخ أو بمثابة تشجيع المعتدي أو سلبية مثل تحدي قوة المعتدي من خلال الوقوف إلى جانب الضحية
Hawkins, Pepler, 2010
     ومن حيث المواقف الداخلية فإن الأقران يتصرفون وفق هذه المواقف فيسمحون للمدافعين تحقيق موقف الأقران الإيجابي .
DiBlasio, & Salmivalli, 2009
     ومن خلال ردتي الفعل هاتين ، الأقران يستجيبون لردة فعل الإيجابي في تشجيع المعتدي من خلال  الاهتمام السلبي والمشاركة
 Twemlow et al., 2004
     تردد المارة في ردود أفعال سلبية أو اتخاذ إجراء داعم يرجع إلى عوامل عديدة مثل الفروق الفردية ، زملاء الفصل تجاهل أساليب التدخل الفعال ، الخوف من الإيذاء والخوف من تفاقم العدوان والمكانة الاجتماعية للضحية والمعتدي
Khoury-Kassabri, Benbenishty, Astor, & Zeira, 2004; Hazler, 1996

     على أي حال تردد المارة يكون من خلال التدخل أو الإبلاغ عن الحادثة
 Cunningham et al., 1998; Olweus, 1993
     وقد يؤدي إلى الانسحاب مع التعاطف أو الدفاع عن النفس
Salmivalli, 2008
     هذا التردد قد يعني تحيز سلبي اتجاه الضحية بسبب أن هذا العدوان يأتي من فشل الضحية في موقفه " Schuster, 2001;" ، وبالتالي يصبح المعتدون أكثر احتراماً بينما يصبح الضحايا منبوذين.
 Hodges & Perry, 1999
     مع ذلك ، القليل من يعرف عن مارة التسلط وبالتالي ترجع أوجه القصور في هذا الجانب إلى دراسات المستقبل لتقييم سلوكيات المارة

التسلط عبر الانترنت : Cyberbullying
     أوجه التشابه والاختلاف والتعريف : في كثير من النواحي أدبيات العنف التقليدي تقدم الأدلة وتمهد الطريق إلى معرفة التسلط ، والتشابه مثل التكرار ونية الضرر يمكن ملاحظتها .
Mitchell, & Finkelhor, 2007
     وفي حين الاختلاف من عدم التماثل وغالباً يتم مناقشة مصادر قوة وشدة حادثة العنف ومكان الحادثة  ، وتشتمل أدبيات التسلط على الدراسات حول المضايقة والمطاردة والتحرش عبر الانترنت "  Finkelhor, 2006 " .

     تصور ظاهرة التسلط يؤدي إلى اختلاف المصطلحات والتعريفات مثل استخدام الانترنت لإيذاء الآخرين بشكل متعمد ومتكرر من خلال الرسائل الالكترونية ، وشكل من أشكال المضايقة التي تحدث استخدام الاتصالات الالكترونية مثل البريد الالكتروني والهواتف المحمولة .
Beran & Li, 2005
     ناقش الباحث
Tokunagas ,2010
في دراسة حديثة له عن التسلط الحاجة إلى توضيح للمفاهيم المطروحة للتسلط من قبل الباحثين وقال هذا الباحث  معنى التسلط هو " أي سلوك يتم من خلال الأجهزة الالكترونية او الرقمية من قبل الأفراد او المجموعات بشكل متكرر عبر الرسائل المسيئة لإلحاق الضرر والمعاناة للغير .

خصائص المعتدي :
     تختلف هذه الخصائص في البناء الاجتماعي للتسلط عنها في العنف التقليدي ، فالتسلط يمثل كل التهديدات التي يقوم بها مجهول الهوية وهذه التهديدات موجودة ومنتشرة في مواقع الانترنت .
 Patchin & Hinduja, 2006
     وهذه الخصائص والعوامل تترجم إلى عدد لا يحصى من السلوكيات العدوانية التي تشكل التسلط ، ويمكن أن يوصف مرتكب التسلط بانتحال الشخصية ونشر الشائعات والمطاردة الالكترونية والإحراج والإهانة والإغاظة والشتائم والازدراء وإصابة الرسائل النصية عبر البريد الالكتروني بالفيروس  " Willard, 2007 " ، ومن خلال القرصنة وعرض الصور وأشرطة الفيديو دون موافقة أصحابها " Petermann, 2012 "  ، ونية مرتكب التسلط هي إثارة مشاعر الضحية مثلما يحدث في حالة العنف التقليدي وهذا يعني الجمع بين فكرة العنف التقليدي وأساليب المضايقة الالكترونية .
Nansel et al, 2001
الانتشار والاتصال :
     التقدم في تكنولوجيا الاتصال الرقمية جعل التسلط مصدر قلق واهتمام  العالم بسبب أن عمليات التسلط تشتمل على استخدام أجهزة التكنولوجيا وانتشار هذه الظاهرة مع تطوير التكنولوجيا " Belsey, 2005 "  والتسلط لا يوفر فقط أدوات جديدة للإيذاء بل وإمكانية تزايد حالات الإيذاء واستمرارها ، مع (39% ) من سكان العالم (2،7 بليون نسمة ) يتصلون بشبكة الانترنت ( الاتحاد الدولي للاتصالات ،2013) ، التسلط له القدرة على أن يؤثر على جميع البشر بغض النظر لمواقعهم الجغرافية .

     بالإضافة إلى تكرار استخدام الانترنت  فأن طبيعة الاتصال تتغير باستمرار ، الذين يمتلكون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على وجه الخصوص فأنهم يدخلون مواقع التواصل الاجتماعي ، وأشارت دراسة مركز "     Pew " أن الكبار والمراهقين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ( 56% ، 34% على التوالي ) والأجهزة اللوحية ( 37% و23% على التوالي)
Zickuhr, 2013; Smith, 2013
     وهي تعكس أعلى النسب المئوية بين أعمار (18و29) سنة  الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يومياً .
 Duggan & Brenner, 2013
     هكذا تختلف طرق الأفراد للاتصال بحسب ما يستفيدون من مميزات التكنولوجيا الحديثة ولكنهم في نفس الوقت يصبحون عرضة لخطر التسلط لذا زيادة التعرض لسلوكيات الانترنت المثيرة للقلق الناتجة من زيادة تكرار استخدام الانترنت  "  Aricak et al., 2008" .

     على الرغم من أن التسلط منتشر بين أوساط الناس فان المراهقين في المدارس الابتدائية والثانوية  تركز عليهم الدراسات بشان العنف التقليدي والتسلط هم من  بين غالبية الناس في مجال التسلط الذي يحدث خارج المدارس من خلال الاستخدام اليومي المكثف لتكنولوجيا الاتصال الرقمية .
  Ybarra & Mitchell, 2004
     وربما أن مثل هذا التحقيق المركز هو امتداد للدراسات التقليدية بشان التحرش بالمدارس أو هو استجابة لاستخدام المراهقين لأجهزة التكنولوجيا بشكل متكرر : بالنسبة للمراهقين الذين أعمارهم تتراوح بين (12إلى 17 سنة ) فأن دخول واستخدام خدمة الانترنت قد ارتفع بشكل كبير من (45%)
Rainie et al, 2001
إلى ( 95%)
Madden, Lenhart, Duggan, Cortesi, & Gasser, 2013
وعلى ما يزيد من  العقد من الزمان فان (67%) من الكبار البالغين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام و(83%) منهم تتراوح أعمارهم بين (18-29سنة) وبعبارة أخرى  هؤلاء هم أكثر من يدخل مواقع التواصل الاجتماعي .
Duggan & Brenner 2013
     ومع ذلك قليل من الدراسات درست هذه الفئة العمرية لمعرفة تصوراتهم وإلى أي شكل من أشكال التسلط يتعرضون له بما في ذلك تجربة المارة.
  Savage & Jones, 2014
شهود عيان التسلط : تعريف المارة
     لم تتناول أية دراسة  للتسلط أعمار المارة  ومع ذلك  يمكن معرفة مفهوم مارة التسلط من خلال ما جاء في دراسات مارة العنف التقليدي والبيئة الالكترونية لذا تعريف مارة التسلط تتناوله الدراسة الحالية ، حيث أن مارة التسلط هم شهود العيان للتسلط  داخل وخارج الشبكات الاجتماعية و تتراوح استجاباتهم بين التقاعس عن العمل والتدخل  ، ومكونات هذا التعريف  سوف تتم مناقشته .

     يصبح الشخص من المارة عندما يشهد حادثة التسلط أو يدرك لحظة من لحظات  التسلط  ، كذلك مكونات التسلط شبيهة بمكونات العنف التقليدي ، ويمكن وصف مارة التسلط أنهم " يدركون ما يحدث
Vaillancourt, & Hymel, 2010
أو شهود العيان لحادثة التسلط
Craig & Pepler, 1997
     ولكن نظراً لطبيعة الفضاء الالكتروني فان مشاهدة الحادثة  لا تعني بالضرورة أن يلاحظ المارة العدوان خلال الشبكات الاجتماعية التي يدخلونها شخصياً ، في بيئة الانترنت التي يحدث فيها التسلط فان العدوان لا يعني فقط إظهار القوة والهيمنة ولكن الأهم من ذلك هو تأثير  الجمهور
Ramirez et al., 2010
     إن تجربة كونه من المارة هي سمة بارزة في هذه البيئة ، لذا فان التعريف السابق له علاقة بكل من الرسائل العامة والخاصة عبر الانترنت ، البريد الالكتروني والهواتف المحمولة "  Savage, 2012" .

     تأخذ الدراسة الحالية  الخطوة الأولى من خلال تحقيق المجال العام عبر شبكة الانترنت .

     مارة التسلط لهم مجموعة من الاستجابات المتاحة لهم كنتيجة للهيكل الاجتماعي للتسلط ، من التقاعس إلى التدخل تظهر مجموعة المارة سلوكيات مماثلة لإيجاد الهيكل الاجتماعي القائم على تأييد العنف والأدوار الموالية للمجتمع  ، ردود تعزيز نشط مثل الاهتمام السلبي والمشاركة لغالبية مارة العنف التقليدي
Twemlow et al., 2004
الذين يشجعون على  استمرار حادثة التسلط .

     بعبارة أخرى استغلال المارة خاصية " عدم الكشف عن هوية المعتدي" تجعلهم يتجنبون أي شكل من التردد ، وعلى النقيض من العنف التقليدي لا يمكن ملاحظة تعزيز غير نشط عبر الانترنت على الفور لأنه على الرغم من حقيقة أن المارة لهم النصوص المتفاعلة عبر الانترنت بأنفسهم فلا تحدث التفاعلات اللفظية ، في دراستين لـ
Li 2006, 2007
     حيث صرح أن معظم مارة  التسلط  يظهرون الصمت ، وأبعد من ذلك اكتشف أن هذا النوع من الاستجابة يأتي بسبب الخوف أو الشعور بالعجز ، ومع ذلك يمكن للمارة أن يتدخلوا  أو يبلغوا عن الحادثة ، وبعبارة أخرى من الممكن أن مجهول الهوية له تأثير سلبي من خلال تشجيع مشاهدي الحادثة ليكونا مارة نشطين لا يخافون من الانتقام والإيذاء ، في هذه الحالة فأن المارة يتصرفون كأنهم داعمون لها ، في الواقع إيجاد بيئة الكترونية سالمة من أجل تخفيف مخاطر التسلط مثل مارة العنف التقليدي الداعم ويخلقون  بيئة مدرسية مماثلة "   Cowie, 2000 ".

منظور بيئي اجتماعي :
     ينطبق النموذج البيئي الاجتماعي للتسلط بشكل متساو  على العنف التقليدي بسبب فرضية واحدة  في الاستجابة للعنف " تداخل النظم السياقية
Swearer et al ,2010
جنباً إلى جنب مع خصائص الأفراد التي تشكل سلوكيات المراهقين
Benbenish ty & Astor, 2005
     في دراسة Khoury-Kassabri, 2004  وآخرين استخدمت نظرية البيئة التي بنيت على الافتراض أن خصائص المناخ المدرسي لها علاقة سلبية لمستوى الإيذاء في المدرسة .

     ساهمت البيئة المدرسية إلى حد كبير في إبراز مستويات الإيذاء المماثلة ، وبالتالي إذا كانت البيئة التي تحدث فيها سلوكيات العنف وتؤثر على هذه المستويات أو تكرار  حالات الإيذاء فأنها تكون السبب في أن المنظر البيئي للتسلط يساعد في فهم كيف أن بيئة الانترنت مليئة بالمارة الذين لهم تأثير على المعتدين والضحايا .

     بسبب اعتراف الدراسات بشأن المنظر البيئي أن المارة هم " المشاركون الرئيسيون" في حوادث العنف
Doll & Swearer, 2006
فان التحقيقات في انتشار نظرية التسلط تبرر التركيز على هؤلاء المارة ، وكأعضاء في بيئة مجموعة الأقران فأن مارة العنف التقليدي يقوي الإطار البيئي الاجتماعي ، وهذا يعني أن إذن  الصمت والاحترام يجعل المعتدين يعتقدون أن اشتراك غير مباشر للمارة ، اهتمامهم وعدم تدخلهم يمنحهم الشعور بالقوة والانتصار وبالتالي تتفاقم السلوكيات العنيفة
Doll & Swearer, 2006; Espelage & Swearer, 2004
نموذج المنظور البيئي الاجتماعي له مزايا عند تطبيق الدراسات بشأن التسلط ، فقد أكد
Sallis et al. ,2008
أهمية المناهج الشاملة في مجال التدخل التي لها تأثير إيجابي طويل الأمد مقارنة مع التدخلات في حال وجود مستوى واحد من التأثير لأحد مكونات العنف : المعتدي أو الضحية .

     على الرغم من أن الباحثين لم يستفيدوا من طبيعة المنظور البيئي الاجتماعي للتسلط من أجل مواصلة دراسة مارة التسلط فأن بعض الدراسات  تشتمل على التقديرات الأولية لتكرار سلوك المارة عند دراسة هؤلاء المشاركين ، وتشير هذه التقديرات إلى وجود المارة كعامل من عوامل البيئة في حوادث التسلط كذلك دوافعهم مثل التقاعس أو التدخل في الحادثة

     في دراستين لـ
Li 2006, 2007
 أشار إلى وقوع التسلط يتوافق مع تصورات المراهقين الفردية حول ما هو مقبول في بيئة الانترنت وهذه العلاقة هي مماثلة في العنف التقليدي ، وفي استطلاع آراء طلاب المدارس المتوسطة بكندا وجد  " Li (2006) " أن المارة وهم الطلاب الذين يعلمون عن حادثة التسلط لا  توجد فروق إحصائية كبيرة بين الجنسين ، نسبة (55،6%) من المارة هم ذكور ، ونسبة (54،4%) من إناث ، من حيث أفعال المارة فقط ( 30،1%) من الطلاب علموا أن الضحية قد أبلغ الكبار عن الحادثة على الرغم من عدم وجود فروق إحصائية كبيرة بين الجنسين ، وفي دراسة تابعة لأفراد العينة وجد "  2007,  Li " أن (34،5%) الذين علموا أن الضحية قد أخبر أحد الكبار عن الحادثة كانوا نشطين ومارة مفيدين ، لذا تصورات الطلاب عن المناخ المدرسي تشير إلى أن ( 67،1%) من الطلاب يعتقدون أن المسئولين بالمدرسة يحاولون وقف التسلط عند علمهم به عن الحادثة ، وفي كلتا الدراستين اختار معظم الطلاب اختاروا شخصية " المارة " الصامتة وغير نشطة ويرجع ذلك إلى وجود مشاعر العجز  أو الخوف على غرار مارة العنف ،  التقليدي ، وتؤكد نتائج دراسة " Li (2006, 2007" على تكرار وجود المارة وأهمية نظام التسلط  الذي يؤكد أن مارة التسلط  يستحقون التحقيق التصريح .

     في دراسة كل من
Agatston, Kowalski, and Limber ,2007
التي  أشارت إلى التركيز طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة من خلال مجموعات التركيز ، عموماً اكتشف هؤلاء الباحثون أن الطلاب يترددون في الإبلاغ عن حادثة التسلط لمسئولي المدرسة أو لأولياء أمورهم بسبب إلغاء مميزات استخدام أجهزة التكنولوجيا ، وعلى الرغم من  أن الطلاب أكثر قناعة لتقمص دور المارة السلبي ، وذلك لأن دورهم تنقصه المعرفة المتعلقة بردود أفعال المارة الإيجابية ، وبالتالي أوصى " Agatston et al " وآخرون بإجراء دراسات في المستقبل تسعى لفهم أفضل للتدخلات الوقائية الفاعلة من حيث علاقتها استجابات المارة .

     اتفق كل من
Mishna, Cook, Gadalla, Daciuk, and Solomon ,2012
عندما قاسوا تكرار استجابات المارة ودوافعهم باستخدام أداة استطلاع رأي استكشافية لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية بكندا ، نسبة (25%) من المشاركين أفادوا أنهم شاهدوا حادثة التسلط التي جعلت الباحثين يناقشون فرضية " عدم الكشف عن الهوية " عبر الانترنت ،  ونتيجة لذلك لاحظ الباحثون أن إدراج هؤلاء المارة في جهود التدخلات يكون حاسماً ، كما أن مواقفهم واستجاباتهم لحوادث التسلط هي مفتاح وحل للوقاية الفعالة ، وأفاد كل من
Schneider, ODonnell, Stueve, and Coulter ,2011
أنه على الرغم من أن مارة  التسلط يلعبون دوراً هاماً ومعقداً في إنشاء ، صيانة ، والنتيجة النهائية فان تأثير المارة على السلوكيات لم يتم الكشف عنه بما فيه الكفاية .

القوة :
     إذا كان التسلط هو امتداد للعنف التقليدي لذا يجب أخذ بعين الاعتبار قوة المعتدي ، ومعنى ذلك هل ينطوي التسلط  على وجود قوة مختلفة بين الجاني والضحية ؟  مصادر العنف التقليدي ترجع قوة المعتدي إلى القوة البدنية وشعبيته وذكائه .
Limber, 2002; Olweus, 1993
     وعلى الرغم من  أن معتدي لحادثة التسلط ليس لديه العنصر  المادي للقوة فان قوته يستمدها من المهارات التكنولوجيا التي يمتلكها واستغلال عدم الكشف عن الهوية في خاصية التكنولوجيا الرقمية .
Patchin &Hinduja ,2006
     لذا اختلال توازن القوة بين المعتدي والضحية سواء ينظر لها كقوة  حفيفية أو تستمد من حادثة التسلط  مهم لدى الباحثين .
Ybarra  &Mitchell, 2004
     يلعب المارة دوراً أساسياً في إنشاء القوة و امتلاك تأثير منتشر كنتيجة لأعراف وقيم  الجماعة أو الشلة ، وعلى الرغم من أن قرب مارة التسلط من الحادثة  أو تصورهم للقوة قد تمت دراسته تجريبياً ، فأن أدبيات العنف التقليدي أوصت مرة أخرى في إجراء الدراسات المستقبلية بشأن قضية التسلط ، وفي أوساط مارة العنف التقليدي تبرز بيئة معينة عندما يراقب المارة غيرهم يستمرون ويؤيدون المعتدي
 Salmivalli &  Voeten, 2004
ونتيجة للابتعاد عن مساعدة الضحية ومحاكاة السلوك العدواني غالباً يصبح عرفاً في أوساط الأقران المراهقين  ، وأحد أسباب حفظ المارة من محاولة إفشال ضعف قوة المعتدي "  Salmivalli, 2010 " ، ويتصرف المارة بطريقة المنصوص عليها في الأعراف أي الاستيعاب للسلوك التكيفي
Garandeau & Cillessen, 2006; Juvoven & Galvan, 2008
     هذه التنشئة الاجتماعية لسلوك المارة المعياري لها عاملان وينطبق ذلك على حادثة التسلط أيضا ، أولاً : قرب المارة من المعتدي
Juvoven & Ho, 2008
وبدلاً أن يكون للمارة تأثير على بعضهم بعض ، هناك يوجد دور مباشر في إيجاد الجو الاجتماعي للعنف  أكثر من التركيز على دور الجمهور ، ثانياً : تكيف المارة للوضع الراهن يعزز اختلال القوة يستفيد منها المعتدي ويمنع من يؤيد التدخل .
OConnell et al., 1999
     تعزيز وتشجيع المعتدي يزيد في اختلاف القوة بين المعتدي والضحية ، علق
Craig and Pepler ,1997
نتيجة لسلبية تأثير جماعة الأقران  يساعد على تشجيع العدوان ولا يؤكد على هيمنة المعتدي فقط في وسط الجماعة بل يجعل المعتدي يتفوق على الضحية ، لذا عدم توازن القوة  يعني أن هجوم واعتداء الجاني يستمده من قوة المارة
   OConnell et al., 1999
وذلك أن القوة عبارة عن سبب كامن لحادثة التسلط  يقويها المارة .

النتائج والآثار :
     النتائج المترتبة لحادثة التسلط تؤثر على جميع الأطراف ، وربما تكون أكثر العواقب المخيمة تقع على الضحايا والضحايا المعتدين في العنف التقليدي حيث يعانون من أمراض الاكتئاب والقلق ومحاولة الانتحار ، لذا يتدخل العلاج النفسي والإكلينيكي في علاج هؤلاء الضحايا  .

     يعاني الجناة أيضا من آثار التسلط فقد تزيد لديهم معدلات العدوان والقلق الاجتماعي وضعف في المهارات الاجتماعية  وضعف تقدير الذات  نتيجة لتصرفاتهم السلبية
Cochran, & Lindsey, 2005
كذلك هناك طرف ثالث هو المارة الذي تجاهلته الأدبيات بشأن التسلط بخصوص النتائج السلبية عليهم .

     أدبيات العنف التقليدي  توفر مرة أخرى نقطة الانطلاق لدراسة هذه النتائج السلبية المتعلقة بالتسلط ، وقد وجد الباحثون مجموعة الأقران وأعرافهم تعزز زيادة احتمال تكرار الأذى وبالإضافة إلى التأثير المباشر على نفسية وراحة الضحايا ، وهذه المعاناة والأذى تستند على أعراف الجماعة والشلة ، هذا العرف إذا رفض المارة تحدي المعتدي فاحتمالية الإيذاء تزيد أكثر.
Salmivalli, 2010
     إجراءات دفاع المارة لها دور في حالات الضحايا " Salmivalli, 2010 " ، في سياق دعم المارة الاجتماعي للدفاع عن الضحايا فأن اعتداءات المعتدي تنخفض على الضحية ولو أن أحد المارة اختار الدفاع عن الضحية بدلاً من التجاهل مما يجعل الأقران  يتعلمون كيفية وقف العدوان وإيجاد توازن قوة بين المعتدي والضحية "  Salmivalli, 2011 ".

الفصل الثالث
الإطار النظري لتعددية الأهداف
Chapter Three
MULTIPLE GOALS THEORETICAL FRAMEWORK

نظرة عامة :
     تستفيد الدراسة الحالية من نظرية تعددية الأهداف التي ذكرها "  Caughlin (2010 " ، وناقش مجموعة نظريات الاتصالات الشخصية التي قدمت فهماً دقيقاً للدراسات الاتصالات الشخصية ( مثل الرسائل الشخصية التي لها تأثير على درجة رضا الأفراد مع التفاعل بينهم والعلاقات الشاملة التي تزيدهم تقارباً أكثر .

     تم تطبيق نظرية تعددية الأهداف على الأفراد المعزولين ومن خلال هذا القول وتتبع نظرية الاتصال في الدراسات ، أشار " Caughlin " إلى مزايا هذه النظرية كإطار نظري لوصف العلاقات بين السلوكيات ونتائجها ، ومع ذلك فأن الأهداف لا تصيغ الرسائل ولكن تفسرها وهي سمة بارزة في هذه النظرية .

     يمكن بسهولة تصور هذه الميزة في أدبيات التسلط ، والدراسات بشأن الاتصالات يمكن أن تطلع على علاقات المارة في قضية التسلط  ، ونظرية الأهداف المتعددة تسمح للباحثين لربط سلوكيات المارة  بالأعراف الاجتماعية للبيئة الالكترونية وآثار الإيذاء أو التسلط .

     علاوة على ذلك فأن نظرية الأهداف تسمح بالتحقيق المركز لأهداف مارة التسلط في تشكيل كل من رسائلهم ( أي سلوكياتهم ) وأهم من ذلك تفسير هذه الرسائل ( أي الأثر الناتج من تصرفاتهم ) ويمكن أن يسهم الإطار النظري لنظرية الأهداف المتعددة في معرفة قضية أهداف مارة التسلط في ربط  سلوكياتهم المحتملة والتي يمكن أن يكون لها مزيد من آثار الوقاية والتدخل .

الفرضيات :
     نظريات الأهداف المتعددة لها ثلاث فرضيات رئيسة وكل واحدة منها تسهم بروز ظاهرة التسلط :
1.   الاتصال هو الهدف .
2.   الأفراد يتبعون الأهداف المتعددة في وقت واحد .
3.   أهداف الاتصال المختلفة قد تتعارض في كثير من الأحيان . " Caughlin, 2010 "

أولاً:  
     الاتصال هو أداء هادف استراتيجي " Jacobs, 2002 " مما يجعل الفرد عضو اجتماعي فاعل " Goffman, 1959" ، حتى داخل تفاعلات العنف فأن الاتصال العدواني غالباً يكون متعمداً في العنف التقليدي والتسلط  ، وتعني هذه الفرضية أن تطبيق الاتصال يكون هدف موجه و تسعى الناس إلى تحقيق ما يرغبون فيه .
Berger & Palomares, 2011
     استخدام أهداف الاتصال تسمح بإدارة وتلاعب بالهويات والعلاقات ، الأدبيات الإضافية بخصوص هياكل المعرفة تشير إلى أن الأفراد يديرون وينجزون أهداف اتصالاتهم من خلال التأثيرات السلوكية  التي تجعل الأفراد قادرين على السيطرة  " Kellermann, 2004 " .

     لذا فهم هدف الاتصال الموجه له تأثير قوي على قضية التسلط ، حيث يمكن أن يكون للمارة إستراتيجية في إدارة هويتهم وهويات الآخرين ويمكنهم إقامة علاقات مع غيرهم خاصة مع ضحايا التسلط .

ثانياً :
     فرضية أن الأهداف لا تسعى في عزلة نموذج البيئة الاجتماعية بشأن التأثيرات السلوكية المتعددة ، فان الاتصالات تقوم بتنظيم الأهداف المؤثرة في عدة طرق على أساس التمييز بين أهداف المدارس الابتدائية والثانوية " Caughlin, 2010" .

     وقد تتعارض أهداف الفرد مع أهداف المدارس الابتدائية الثانوية  لذا يحاول المارة التعامل مع هدف الصراعات ( الحفاظ على صداقة الضحية  وحماية هويتهم الشخصية باعتبارهم مارة غير نشطين ليتجنبوا مخاطر المضايقة ) من خلال التصرف بطريقة التقيد بأعراف المجموعة في بيئتهم التي تحدد من الممارسات الاجتماعية "    Goldsmith, 2004" وقد  ينشب صراع بين الأفراد في وضع  أهدافهم ، مثل هذا الصراع بين الأفراد المنفصلين يبدو واضحاً في وجود اختلاف استجابات المارة .

التقاليد البحثية :
     التقاليد البحثية داخل أدبيات الأهداف المتعددة تقدم رؤى إضافية التي تؤكد على  عمليات المارة المشار إليها ، وتوفر الدقة في التفسيرات النظرية لسلوك المارة في حين تشير إلى الاتجاهات الجديدة الهامة ولها علاقة بالدراسة الحالية ، وكما أفاد "    Caughlin و2010 " فأن نظريات الأهداف المتعددة لها تقاليد بحثية مميزة :

1.   أهداف تشكل صياغة الرسائل .
2.   تقييم معرفة الرسائل باستخدام الأهداف .
3.   الإيمان بالأهداف يشكل معنى الاتصالات .

     أولاً : تأثر مميزات بالأهداف ففي حالة المعتدين فأن رسائل الطلب والتماس الامتثال تتأثر والأهم في حالة مارة التسلط فأن صياغة الرسائل تتأثر بأهدافهم حتى إذا كانت الرسالة متعلقة بالتقاعس والسلبية ، بغض النظر فأن تنوع تعدد الأهداف يترجم إلى تنوع مجموعة من الرسائل أو تترجم إلى مجموعة من السلوكيات يمكن ملاحظتها من قبل المارة ، لذا فأن أهداف المارة يمكنها تحديد سلوكهم ، وفي الحقيقة فأن ضمن المحادثة الفردية تتحسن أهداف الاتصالات
Keck & Samp, 2007; Waldron, 1997
وهي دليل لتحقيق مشاعر المارة وأن أهدافهم تعكس دورهم في دعم الضحية .

     ثانياً : يمكن استخدام الأهداف لتقييم جودة الرسائل التي تفسر كلمات ونصوص المارة أو منطقهم
OKeefe, 1988
بسبب عدم اختزال أهداف الاتصال إلى الإدراك الفهمي فأن هذه الأهداف تلائم الحالة المعينة "   Caughlin,2010 " والمارة الذين لا يستخدمون الأهداف لتحسين رسائلهم في حدود البيئة المعيارية فأنهم يعدون غير مؤهلين .

     من جهة أخرى في البيئة المعيارية للتسلط المارة الذين لا يشجعون المعتدين سواء من خلال عدم الاهتمام بهم أو المشاركة في العدوان فأنهم يسمحون لهويتهم عبر الاتصال الكفؤ  تصبح مهددة وخلق مزيد من عوامل الإيذاء ، لذا كثير من المارة يخشون التدخل والإبلاغ عن الحادثة في هذه البيئة .

     أخيراً الأهداف عبارة عن أدوات قوة تشكل معنى الاتصالات وهذه سمة بارزة لنظريات الأهداف المتعددة لذا الأهداف لا تشكل الرسائل فقط ولكنها أيضا تفسر هذه الرسائل ، وأكثر من ذلك أن استنتاجات الهدف التي تصيغ معنى سلوك الاتصال فأنها تشكل أيضا تأثير هذا السلوك "   Caughlin, 2010" ، وفي حالة التسلط فأن هذا يعني أن أهداف المارة لها تأثير مباشر على كل سلوكيات العدوان التسلطي وبشكل أكثر تحديداً  هذا يفسر أن أهداف مارة التسلط تشكل رسائلهم (أي سلوكهم ) ، وتؤدي إلى تفسير هذه الرسائل ( أي الأثر الناتج لسلوكهم يؤثر على زملائهم وعلى الضحايا والمعتدين وعلى عواقب التسلط بشكل عام ) .

تطبيق التسلط:
     سعى " Caughlin ,2010 " إلى أخذ نظريات الأهداف المتعددة كخطوة أبعد من خلال بناء نماذج من المفاهيم لربط بين أهداف الاتصال والسلوكيات وتقييم الأطراف المتنازعة على المستوى المحلي والعالمي ، وعلى الرغم من أن وجهة نظره لم تطرح هنا فأن تحليل "Caughlin" يتفق مع سمة بارزة من سمات الدراسة الحالية ، مع دراسة  قصور الدراسات السابقة التي ركزت على الأطراف المنعزلة  والتفاعل بين الضحايا والجناة .

     تحديد وتأطير نظريات الأهداف يسمح إلى تحليل دقيق للرسائل وتفسيرها من أجل استنتاج هذه الأهداف ومعرفة هدف الاتصال في التفاعل ، ولكن لا تبسط ظاهرة نماذج السلوك المسيطر ، ولا ميزة لصورة التسلط التي لا تقلل من السلوك الفردي أو لمتغير معين إلا أنها تشجع الباحثين على الاهتمام بهذا المعنى .

     وتحقيقاً لهذه الغاية فإن منظور نظريات الأهداف المتعددة يناسب هذه الدراسة بسبب أنها تحدد أهداف مارة التسلط التي تكشف عن الأنواع المختلفة لسلوكيات المارة وإذا كان هناك اختلاف أو تشابه يظهر بالمقارنة لنماذج مارة العنف التقليدي . من المتوقع أن دراسة الأهداف المتعددة تساعد الباحثين على فهم أسباب سلوك مارة التسلط من خلال أهداف المارة ، ويتعلمون كيف يخففون معاناة الضحية ، بالإضافة إلى تشجيع العدوان أو تخفيف من آثاره حسب سلوك المارة ، ومن المتوقع أن هذا الفهم يمكن تطبيقه لمنع التسلط بصورة فعالة .


الفصل الرابع
Chapter Four
نماذج المارة
BYSTANDER TYPLOGIES
     لقد لوحظ في أدبيات العنف التقليدي أن عوامل معينة تمنع بعض المارة يتصرفون بخلاف تصرف المارة الأقران ، وهذا الشيء صحيح وينطبق على مارة التسلط ، فالعديد من الأفراد ضحايا العنف التقليدي يصبحون ضحايا التسلط ، وأن بعض الأفراد الذين يعتدون على غيرهم في العنف التقليدي يصبحون من مرتكبي التسلط " Mitchell, 2004" ، ويمكن القول أن مارة التسلط يتصرفون بطريقة مشابهة لما يتصرف به مارة العنف التقليدي
Beran & Li, 2007
     من أجل كشف مثل سلوكيات مارة التسلط بشكل كامل فإن مناقشة نماذج مارة العنف التقليدي وكيف تنطبق على وظيفة مارة التسلط في بيئة الانترنت سوف تناقش لاحقاً .

     نماذج المارة توضح فارق بسيط لاستجابات المارة ، هناك عدد صغير من هذه النماذج قد ذكر في أدبيات العنف التقليدي بينما لم توجد مثل هذه النماذج في التسلط ، وقد اعترف كل من
 Björkqvist, Österman, and Kaukiainen ,1996"
إن أدوار ( الآخر) تمثل عنصر بارز في عملية العنف  ، وتماماً الجاني والضحية يعتبران من العناصر الأساسية  في عملية العنف ، واشتقت نماذج المارة من (50) وصفاً سلوكاً  تم ذكرها الأقران في أداة الاستبيان .

     وجد الباحثون السابقون ضمن عملية حادثة العنف أن الأقران يقومون بأربعة أدوار للمارة  :
     يؤيد سلوك المعتدي .
     يساعد المعتدي .
     يدافع عن الضحية .
     أو لا يبالي (خارج هذه العملية ) .

     يتميز كل نوع من المارة بمجموعة سلوكيات التي تعكس على أساس المقاييس الفردية ، فالمؤيد لسلوك المعتدي عند تواجده في مكان الحادثة يكون تأييده من خلال الألفاظ ، بينما الذي يساعد المعتدي فأنه يقلده في السلوك ، والمدافع عن الضحية يتدخل بقوة ليوقف العنف ويدعم ويواسي الضحية ، بينما من هو  خارج العملية فأنه يفتقر إلى أي من هذه السلوكيات .

سجل كل من
Craig and Pepler ,1997
مستويات من تفاعل المارة في العنف التقليدي ملاحظات مقاطع الفيديو في مكان الحادث ، هناك أربعة مستويات :
  • المشارك الفعال مثل العدواني .
  • الملاحظ للحادثة ( المشارك السلبي ).
  • المشارك إما مع المعتدي أو مع الضحية .
  • المتدخل لوقف العنف .

     يمثل الأقران الذين حضروا الحادثة بنسبة (85%) لكنهم يختلفون في تفاعلهم مع الحدث باعتبارهم شهود العيان أو المارة ، فالمشارك الفعال يمثل (30%) منهم ، والمشارك السلبي يمثل (23%) ، والمشارك إما مع المعتدي أو مع الضحية يمثل ( 61%) ، والمتدخل لوقف العنف يمثل (13%) ، حاول
Cowie ,2000
صياغة مفاهيم مستويات مع إضافات من قبل
OConnell, Pepler, and Craig ,1999
 مثل :
الداعم للمعتدي ، المارة والجمهور ، والمتدخلون لكن بشكل نادر .

     " Olweus ,2001 " وهو أحد أبرز الباحثين في مجال العنف التقليدي وثق سبعة  " نماذج من ردود أفعال " :

     قبل بدء العنف عبارة عن مركب من مواقف وسلوكيات الأقران الذين إذا شاهدوا الحدث ،  ويسمى نموذج " دائرة العنف "   Olweus ,2001 " ، والذين  يدورون يسرة ويمنة  على أساس مستوى المارة  الإيجابي ، المحايد والمختلف في اتجاهاته الداخلية  مثل المتقاعس أو المتبع للمعتدي ( لا يبدأ بالعنف لكنه مشارك فعال ) ومن يدعم المعتدي لكنه سلبي ( أي لا يشارك لكنه يتمتع بالمشاهدة  ) ، ومتفرج يفض النزاع ( يشاهد لكنه غير مبالي ، يرفض المسئولية ) والمدافع المحتمل ( لا يوافق على العنف ويشعر بالحاجة إلى مساعدة الضحية لكنه لا يتحرك ) ، من مخطط " Olweus , 2001"  يظهر وكلاء التغيير كدائرة المارة أو " دائرة العنف " .

     اقترح كل من
Twemlow, Fonagy, and Sacco , 2004
 سبعة أدوار منفصلة على أساس دراسة الحالات ورسم كل نوع حسب فكر المارة وحدث الموضوع ودور المارة في النظام الاجتماعي .

     ويعرف كل من
 Allen, Fonagy, & Bateman ,2008
فكر المارة أنه الاهتمام بما يفكر به الآخرون " والتحرك من إيذاء أفراد المجتمع إلى مارة يصدق عليهم الرحمة من خلال تدخلاتهم ، وترد هذه الأدوار السبعة على النحو التالي:

     مارة المعتدي - العدواني- ( ينشأ نظام الإيذاء أو نظام السادية ) .

     مارة المعتدي الذين يحركهم الآخرون ( يزيد في إثارة قوة العنف ونتائجه ) .

     المارة السلبي ( ضحية  نتيجة عدم المبالاة ، الخوف والعجز ) .

     المارة الانطوائيون ينفي مسئوليته في حدوث العنف .

     المارة الذين يرفضون تحمل المسئولية ( اشمئزاز من المارة الآخرين لهم لتقاعسهم ) .

     المارة الذي يجلب العار ( يتبنى دور المعتدي أو الضحية من أجل دوافع سياسية ) .  

     المارة المفيدون ( يواجه الإحباط إذا لم يسعف الضحية ، التدخل الفعال ) .

     أكثر الأدوار شيوعاً دور المارة الذين لا يتحملون المسئولية  نتيجة تقاعسهم  ومارة المجتمع
 Twemlow, Fonagy, & Sacco, 2004
النوع الأول يتجنب الاعتراف بمكانه في عملية العنف ( أي كبش الفداء ) وبدلاً من ذلك يلقي  كل اللوم على المارة الآخرين ، المعتدي والضحية ، وفكر هؤلاء الأفراد يشكل " سبباً كافياً  " لقضية العنف ، سعى
Twemlow et al. 2004
إلى تمكين " مارة المجتمع " ليصبحوا مفيدين كمقترح باعتباره جزءاً هاماً لحل العنف ، فالمارة في دور المفيد قد يكونون " قادة طبيعيين " الذين يقدمون المساعدة المثالية والشفقة بدون الأنانية وتجنب الإيذاء ليصبحوا " ناضجين فعالين " في تأثيرهم لتعزيز الوعي الذاتي ، ولكن قد شلك في فائدة هؤلاء المارة وتأثيرهم لذا يجب تشجيعهم لوقف العنف ، وإذا رفض المارة التدخل فانه قد يدعم المعتدي باعتباره جاني وقد يشاركه في اعتداءاته وقد يستخدم الصمت .

     على الرغم من التطبيق المحتمل لنماذج مارة العنف التقليدي على سياق التسلط فأنه توجد صعوبات لأداة المسح وغيرها بسبب حداثة موضوع الدراسة ، وبدلاً من ذلك هناك سعي لاستخدام التقنية النوعية في الحصول على البيانات الأولية  cf. Lederman, 2004" بشان مارة التسلط .

     نماذج الإبلاغ الذاتي في التقنية النوعية يستفاد منها خلال الاستبيانات ، لعب الأدوار وتحليل المحادثة في بحوث الأهداف المتنوعة على وجه الخصوص
Caughlin & Scott, 2010
 لذلك فإن المنهجية النوعية مثل مقابلات جماعة التركيز تسمح للباحثين على التركيز على المناقشة الضرورية لبناء نموذج مارة التسلط عن طريق اكتشاف  ما وراء أسباب سلوكيات هؤلاء المارة ؟

أسئلة البحث:
     مارة التسلط عنصر من عناصر مشكلة التسلط  وهم مهمون في بداية الحدث وصيانته ومعرفة سلوكيات التسلط .

     وقد يكون للمارة أيضا دور في تحسين أو تفاقم البيئات التي تظهر في حالات التسلط ، وتحقيقاً لهذه الغاية فان الدراسة تبرر لفهم أفضل لأهداف وسلوكيات مارة التسلط ، لذا الدراسة الحالية تهدف من أجل تحقيق هذا الهدف من خلال إجراء الدراسة الموضوعية  من منظور البيئة الاجتماعية وتوظيف الإطار النظري لنظرية الأهداف المتعددة لكشف أهداف مارة التسلط وسلوكياهم ، وهذه الدراسة تستخدم مقابلات مجموعة التركيز لدراسة أسئلة البحث التالية:

1.   ما أهداف مارة التسلط؟

2.   كيف تؤثر الأهداف على سلوكيات المارة بحيث تشجع على ارتكاب التسلط أو تحد من التسلط ؟

3.   ما الطرق في حال الجمع بين الأهداف والسلوكيات لاستخلاص نماذج مارة التسلط ؟


الفصل الخامس
Chapter Five

منهجية الدراسة
METHODOLOGY
     المارة في العنف التقليدي أو التسلط يعملون ضمن مجموعة أو بيئة ، وسلوكياتهم تعتمد إلى حد كبير على أو تؤثر فيهم الأقران المحيطون بهم بسبب العدوى الاجتماعية
" social contagion"  "  Olweus,1991 "
ونشر المسئولية
 " OConnell et al., 1999 "
مقابلات  مجموعة التركيز تحاكي مفهوم عمليات الجمهور الذين يهدفون إلى التحقيق في ردود الأفعال النفسية والمواقف الداخلية باستخدام قوة المجتمع ودعم من قبل أعضاء المجموعة لخلق الانفتاح والصراحة " Lederman, 2004" ،  فيما يلي شرح للمشاركين ، الإجراءات ، دليل مجموعة التركيز وتحليل البيانات التي تستخدم في هذه الدراسة .

المشاركون :
     تم اختيار المشاركين من الطلاب الجامعيين الذين التحقوا بمقررات الاتصالات في جامعة كنتاكي على أن لا تكون أعمارهم  تقل عن (18 ) سنة ،  ومن طلاب في جامعة كنتاكي ويستعين بالانترنت للتواصل مع غيرهم سواء عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر ، بالإضافة المشاركون يجب أن يكونوا شهود عيان لحادثة التسلط  ولو مرة واحدة على الأقل .

     قدمت للمشاركين أمثلة عن السلوكيات التي تؤدي إلى التسلط عبر الانترنت كي يحددوا بدقة خبراتهم كشهود عيان أو مارة للتسلط ، وتعريف مارة التسلط ينطبق على جميع الأشكال الالكترونية للاتصالات ( أي الانترنت ، البريد الالكتروني والهاتف المحمول ) وقد درست هذه الدراسة  خبرات المارة ( أي نشر الرسائل عبر الانترنت ).

     خمس مقابلات لمجموعة التركيز أجريت مع (5-10) من المشاركين ، وراعت هذه المقابلات الأساس الديمغرافي مثل الجنس ، عدد الطلاب (40) طالبا وطالبة (13)  طالبة و (27) طالباً وتتراوح أعمارهم بين (18-26) سنة ، متوسط  أعمارهم (18،8) سنة .

     أفاد المشاركون عن عرقهم العرق الأبيض القوقازي بنسبة ( 77,5%) أقارقة سود أمريكان  بنسبة ( 7,5%) أسبان بنسبة ( 2,5%) هنود حمر بنسبة (2,5%) ، ونسبة ثنائي العرق بنسبة (5%) .

     تم تقييم علاقة المشاركين باستخدام التكنولوجيا ، شعر غالبية المشاركين  ب" راحة جداً " باستخدام الكمبيوتر بنسبة ( 97,5%) واستخدام الانترنت أكثر من تسع مرات كل يوم بنسبة (75%) وقضاء (10-20 ) ساعة كل أسبوع باستخدام الانترنت بنسبة (40%) .

     أفاد المشاركون أن هدفهم الأساس باستخدام التكنولوجيا هي: التسلية بنسبة ( 87%) ، التعليم بنسبة ( 85%) ، التواصل مع الآخرين ( من غير البريد الالكتروني بنسبة 72،5%) ، إضاعة وقت بنسبة (60%) ، التسوق/ جمع المعلومات بنسبة (45%) ، جمع المعلومات لتلبية الاحتياجات الشخصية بنسبة ( 42،5%) ، والعمل بنسبة (25%) وأخيرا يستخدم المشاركون بشكل منتظم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر بنسبة (90% و80% على التوالي ) والانستغرام بنسبة (37،5%)  ، ويوتيوب بنسبة (10%) ، ولم يفد المشاركون باستخدام موقع "   MySpace بشكل منتظم .

إجراء الدراسة :
     استخدمت الدراسة  مقابلات مجموعة التركيز " FGIs " للرد على أسئلة الدراسة  ، واستعانت مجموعة التركيز  بوضع الأسئلة حسب ما جاء في  دليل
 Ledermans ,2004
وموافقة  مجلس إعادة النظر المؤسسي ، وتم تجنيد الطلاب من خلال جامعة كنتاكي قسم الاتصالات ونظام " SONA " ، وتم أخذ موافقة المشاركين بالمشاركة والانتهاء من بيانات المسح الالكتروني الشخصية وقد استغرقت خمس دقائق .

     تم إعداد دليل مقابلات مجموعة التركيز مع الاهتمام بالأسئلة المناسبة ومراعاة لغة الطلاب المشاركين ، وأن مشاركة الطلاب طوعية وليس هناك أي عقوبة في حال عدم المشاركة أو الانسحاب ، ولا يمكن توفر السرية نظراً لشكل مناقشة مجموعة التركيز ، ويسمح للمشاركين فرصة اختيار اسم مستعار لتحديد استجاباتهم أثناء المناقشة ، وبعد إجراءات الموافقة  والمقدمات ، ودليل مجموعة التركيز يتألف من مناقشة التسلط عبر الانترنت بشكل موسع إلى جانب جمهور المارة وتليها استكشاف أهداف مارة التسلط وأدوارهم المختلفة .

     تم ضبط أصوات المشاركين من قبل مشرف مجموعة التركيز " FGIs " ، وأثناء التسجيل الصوتي استخدمت الأسماء المستعارة للمشاركين لتحديد ردود أفعال كل مشارك ، بالتالي لم تحتفظ المعلومات مع أسماء المشاركين الحقيقية ، واستغرقت مدة مؤتمر الدراسة بين (45-55دقيقة) في حرم الجامعة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق