السبت، 18 مارس 2017

التسلط : تحديد الهوية ، الوقاية والاستجابة




التسلط : تحديد الهوية ، الوقاية والاستجابة
بقلم / Sameer Hinduja, Ph.D
و Justin W. Patchin, Ph.D
أكتوبر 2014
مركز بحوث التسلط
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
مارس 2017

كلمة المترجم :
تعرفنا على د. سمير هندوجا منذ الست السنوات الماضية وهو أستاذ في جامعة "  Wisconsin-Eau Claire " ويلقي محاضرات مع زميله د. "  Justin W. Patchin " بشان قضايا التسلط في أرجاء الولايات المتحدة ، ولديهما موقع بعنوان : مركز بحوث التسلط ويزود المعلمين وأولياء الأمور بكل ما يحتاجونه من قضايا العنف التقليدي والالكتروني ، ويمكن أن يحملوا الملفات الخاصة بهذه القضايا عبر :" www.cyberbullying.us " .
هذا وجد القارئ وغيره الدراسات والمقالات المترجمة المنشورة في مركز بحوث التسلط وغيره من المواقع الالكترونية التي تهتم بقضايا العنف المدرسي والتسلط عبر الانترنت في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  ، كذلك أجرينا الدراسات بهذا الشأن  وهي منشورة أيضا بموقعنا ولنا مقالات في مجلة " المعلم " الصادرة من جمعية المعلمين الكويتية وهي مقالات تتناول القضايا التربوية وبالخصوص العنف التقليدي والالكتروني .


مقدمة :
الأطفال يعتدون على بعضهم بعض في سن متقاربة ، والجيل الحالي يستفيد من أجهزة التكنولوجيا من أجل الإساءة إلى  أكثر زملائهم بالمدرسة وخارجها ، وتسمى هذه الإساءة ( الظاهرة ) بالتسلط وتعرف :" الضرر المتعمد والمتكرر من خلال استخدام أجهزة التكنولوجيا : الكمبيوتر ، الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ، ونشير إلى الحوادث التي يرتكبها المراهقون باستخدام هذه الأجهزة للمضايقة ، التهديد والإساءات الأخرى ، على سبيل المثال إرسال رسالة نصية مؤذية إلى الآخرين أو نشر الشائعات من خلال الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية ، وينشأ المراهقون صفحة ويب ، مقاطع فيديو أو ملفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من اجل السخرية من الآخرين ، ومن خلال الهواتف يلتقطوا صوراً في غرف النوم ، الحمامات أو أي مكان خاص ونشرها في مواقع الانترنت ،وبعضهم التقط مقاطع الفيديو غير مرخصة لبعض الأطفال وتحميلها ونشرها في أرجاء الأرض من اجل التعليق عليها وهناك تطبيقات مجهولة المصدر أو محادثات في غرف الدردشة من اجل إهانة الآخرين .

ما الآثار السلبية للتسلط على الإنسان ؟
توجد نتائج ضارة مرتبطة بالتسلط تضر بالأشخاص في عالم الواقع ، أولاً : أفاد كثير من الضحايا أنهم يعانون من الاكتئاب ، الحزن ، الغضب والإحباط ، كما ذكر أحد المراهقين أنه يؤثر على جسمه وعقله ، ويخيفني وأفقد الثقة بنفسي ويجعلني أشعر بالمرض وأني لا قيمة لي ، وأولئك الذين أصبحوا ضحايا التسلط يعترفون أنهم خائفون أو محرجين بالذهاب إلى المدرسة ، بالإضافة كشفت الدراسات وجود علاقة بين التسلط وانخفاض تقدير الذات والمشكلات العائلية والصعوبات الدراسية والعنف المدرسي والسلوكيات الجانحة المتنوعة ، وأخيراً أفاد بعض الضحايا أنهم يفكرون بالانتحار وهناك أمثلة بالولايات المتحدة وخارجها أن الضحايا ينهون حياتهم بالانتحار .

أين تحدث حوادث التسلط في العادة ؟
تحدث حوادث التسلط عبر الأجهزة في الفضاء الالكتروني وأنه لا يشكل مفاجأة أن تحدث في أوساط المراهقين ، في البداية بعض الأطفال يدخلون غرف الدردشة ونتيجة لذلك تقع حوادث التحرش والمضايقة فيها ، في السنوات الأخيرة ينشر المراهقون في المواقع الاجتماعية مثل ( الانستغرام ، سناب  شات وتويتر ) صورا و تبادل مقاطع فيديو في ( اليوتيوب )  وهذا يؤدي إلى زيادة  تقارير عن حوادث التسلط في هذه المواقع ، والدردشة الصوتية والدردشة النصية والرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية يمكن أن توفر بيئة الكراهية والإضرار بالآخرين ،  كذلك يحدث ذلك مع أجهزة الألعاب الالكترونية وفي عالم الانترنت "  -D3 " ومواقع الألعاب الاجتماعية وفي التطبيقات التفاعلية الجديدة مثل " Yik Yak, Secret, and Whisper. " .


التسلط من خلال الأرقام :
تختلف تقديرات أعداد المراهقين الذين يعانون من حوادث التسلط على نطاق واسع (تتراوح النسبة بين 10%-40% فأكثر ) وهذا يتوقف على عامل السن وكيف يعرف مفهوم التسلط ، وفي دراستنا قد أبلغنا الطلبة أن التسلط هو عندما يقوم شخص " بالسخرية من شخص آخر مراراً أو يختار شخصاً من خلال البريد الالكتروني والرسائل النصية أو ينشر شيئاً  عن شخص لا يحبه عبر الانترنت " ،  باستخدام هذا التعريف (25%) من العينة العشوائية وعدد أفرادها ( 10آلاف ) بين أعمار ( 11-18) الذين تم استطلاع آرائهم على مدى السبع السنوات الماضية أفادوا أنهم تعرضوا للتسلط مرة واحدة في حياتهم ، واعترف حوالي (17%) من المراهقين  أنهم أساءوا إلى غيرهم مرة في حياتهم ، وفي دراستنا الأخيرة لطلبة المرحلة المتوسطة  في شهر يناير لعام 2014  حوالي (12%) قالوا أنهم تعرضوا للتسلط بينما (4%) أفادوا أنهم أساءوا إلى غيرهم خلال (30) يوم السابقة .      

التسلط مقابل العنف التقليدي :
في حين يتشابهان من حيث الشكل والأسلوب إلا أن التسلط والعنف يختلفان إذ العنف التقليدي أكثر تدميراً ، وأن في حالة التسلط لا يعرف الضحية من المعتدي عليه أو لماذا استهدفه الجاني ، والجاني يخفي هويته باستخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول ويرسل رسائل على البريد الالكتروني مجهول الهوية أو استخدام اسم مستعار هذا من جهة  ، ومن جهة أخرى الإجراءات المؤلمة للتسلط تكون منتشرة بسرعة وتصل إلى أشخاص عديدين في المدرسة وفي الحي وفي المدينة وفي العالم وتؤذيهم وذلك بلمسة أصبع على لوحة المفاتيح أو على الشاشة ويتنوع الناس من حيث الضحايا والجناة والمارة أو شهود العيان ، ومن جهة ثالثة من السهل أن تصبح قاسياً باستخدام الأجهزة المحمولة وأنت بعيد عن الضحية  ولا يرى الجاني ردود أفعال الضحية ، وفي الواقع لا يدرك بعض المراهقين الضرر الجسيم الذي تسببه في غيره لأنه محجوب عن ردة فعل الضحية ، وأخيراً يقوم الآباء والمعلمون بالعمل الجيد بمراقبة الأولاد في المنزل وفي المدرسة ولكن الكثير ليس لديهم الدراية التكنولوجية أو الوقت لتتبع ما يفعله المراهق عبر الانترنت ، ونتيجة لذلك فأن غياب خبرة الضحية وإجراءاته يجعل الجاني يواصل عدوانه عليه ، وحتى إذا تم تحديد هوية الجاني فان بعض الآباء وغيرهم غير مستعدين لاتخاذ الإجراء المطلوب .      

لماذا تصبح مشكلة التسلط مشكلة رئيسة ؟
التسلط مشكلة متنامية بسبب الأعداد المتزايدة من الأطفال يستخدمون ويتفاعلون مع الانترنت ، ونسبة ملفتة للنظر وهي (95%) من المراهقين بالولايات المتحدة يستخدمون الانترنت وثلاثة أرباعهم ( 74%) يدخلون الانترنت عبر  هواتفهم المحمولة ، فهم يقومون بالعمل المدرسي ويتواصلون مع أصدقائهم ويمارسون الألعاب الالكترونية ولمعرفة المزيد عن أخبار المشاهير "  celebrities "  ولتبادل إنتاجاتهم الرقمية أو لأسباب أخرى ، ولأن وسائل الاتصال عبر الانترنت أصبحت جزءاً من حياتهم فأنه ليس بمستغرب أن بعض الشباب يقررون استخدام أجهزة التكنولوجيا لتصبح ضارة ومهددة للآخرين ، والحقيقة أن الشباب يرتبطون أو يستخدمون أجهزة التكنولوجيا على مدار الساعة  فأن هذا يعني إساءتهم للآخرين ، إلى جانب هذه الأجهزة تسهل كتابة كلمات مسيئة ضد الغير بدلاً من الكلمات المنطوقة وجها لوجه ، وبما أن بعض الناس يطيئي الرد على التسلط فأن كثيراً من الجناة يشعرون بعدم وجود عواقب وخيمة على أفعالهم ويشعرون أن مجهول الهوية صعب مراقبته  أو معاقبته . 
مشكلة التسلط تعبر كل الحدود الجغرافية وشبكة الانترنت مفتوحة على الدول ويدخل المستخدمون الشبكة عبر الأجهزة المختلفة وهذا شيء جيد بالنسبة لكثير منهم ومع ذلك فأن بعض القضايا التي تمت مناقشتها سابقاً  فأن بعض المراهقين يشعرون بحرية النشر أو إرسال ما يريدون دون النظر في المحتوى أن يسبب أذى وفي بعض الأحيان يسبب آلاماً نفسية شديدة .       

المعوقات التي تواجه الحد من التسلط :
هناك نوعان من التحديات اللذين يجعلان من الصعب منع التسلط ، أولاً على الرغم من وجود هذه المشكلة منذ أكثر من العقد من الزمان فأن بعض الناس ما زالوا لا يرون  مخاطر مرتبطة بها ، وهناك محاولات لاستبعاد المشكلة أو تجاهلها بسبب أن هناك  " أشكالاً أخرى من العدوان مما يدعو إلى القلق " ، ولئن كان ذلك حقيقة مسلمة بها وهي لوجود قضايا تواجه الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين ومنفذي القانون  فأنا نحتاج أولاً إلى قبول أن التسلط مشكلة يمكن أن لا تكون خطرة إذا لم نتجاهلها .
هناك تحدي آخر يتعلق بمن يتحمل المسئولية للرد على من يستخدم أجهزة التكنولوجيا استخداماً غير سليم ، يقول أولياء الأمور ليس لديهم المهارات الفنية لمتابعة أولادهم عبر الانترنت وأن على المدارس القيام بهذا من خلال البرامج الخاصة وعلى المعلمين القيام بدورهم من خلال السياسات والمناهج والتدريب ولكن في بعض الأحيان لا يعرفون متى وكيف يمكننهم التدخل عندما يتورط الطلبة بالسلوكيات الخاطئة خارج المدرسة .

أخيراً رجال القانون مترددين في اتخاذ القرار حتى يظهر الدليل الدامغ على الجريمة أو هناك خطراً على سلامة الطلبة ونتيجة لذلك فأن حوادث التسلط  تكون بسبب هفوة تصدر من أحد الطلبة ويتم التعامل معها رسمياً  أو عدم التعامل معها بشكل صحيح ، لذا سلوكيات هذه المشكلة تستمر وتتصاعد لأنها أدلتها غير كافية وبناء عليه نحن بحاجة غلى إيجاد بيئة يشعر الطلبة بالأمان ويشعرون بالثقة عندما يتعاونون بحل المشكلة مع الكبار ، ونحن بحاجة إلى إشراك الجميع الطلبة ، أولياء الأمور والمعلمين ومنفذي القانون والمجتمع المدني لإحداث تغيير جذري ذات معنى للحد من المشكلة .

دور أولياء الأمور :
أفضل شيء يمكن أن يتخذها أولياء الأمور عند تعرض أولادهم للتسلط هو التأكد أن يفروا لهم بيئة حماية ودعماً غير مشروط وان يثبتوا لهم بكلمات وبأفعال أنهم وأولادهم يرغبون نفس النتيجة وهي القضاء على التسلط  كي لا تصبح الحياة صعبة ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال العمل معاً في مسار واحد مع أخذ رأي الأولاد في حل المشكلة ، وأن يعلم ضحايا التسلط والمارة أن الكبار سوف يتدخلون بشكل منطقي لحلها وليس بتعقيد المشكلة  .
إذا اقتضت الضرورة أن يوضح أولياء الأمور تحديد موعد للاجتماع مع مدير المدرسة أو المعلمين لمناقشة القضية وعلى ولي الأمر أن يتصل بولي أمر الطالب الجاني كذلك مع شركة الهواتف والانترنت وغيرها ، وعلى رجال الشرطة التدخل إذا كان هناك تهديدات جسدية أو جريمة قد ارتكبت مثل الابتزاز ، والاستغلال الجنسي للقاصرين وغير ذلك .
بشكل عام على أولياء الأمور ان يعلموا أولادهم بالسلوكيات الجيدة عبر الانترنت مثلما يعلمونهم هذه السلوكيات في واقع الحياة ، وعلى الآباء مراقبة أنشطة الأولاد عبر الانترنت ، ويمكن القيام بشكل عادي وغير رسمي ( من خلال المشاركة الفعالة مع تجربة الأولاد عبر الانترنت ) وبشكل رسمي من خلال البرامج ، وأما التجسس على الأولاد فأنه غير فعال وضروري ولكن في حال انتهاك خصوصياتهم وازدياد القلق يستدعي التحرك ، لذا الرقابة النزيهة عبارة عن جزء من العلاقة السليمة بين الأب وأولاده ، بينما التجسس يؤدي إلى انعدام الثقة بينهما ويؤدي إلى استخدام الأولاد أسلوب السرية لأنشطتهم .
في الوقت المناسب ينبغي أن يعطي ولي الأمر الحرية لأولاده  والخصوصية والمسئولية ، حيث أن ولي الأمر لا يستطيع مراقبة أنشطة الأولاد (24) ساعة ولا يحتاج أن يقوم بهذا العمل ، ونتيجة لذلك فانه من الأهمية بمكان فتح خط تواصل صريح مع أولادهم بحيث يأتون إليه عند حدوث تجربة غير سارة عند التعامل مع النص أو فيسبوك أو الألعاب الالكترونية ، وأن تعزيز الأخلاق والقيم الإيجابية يجب أن تدرس في البيت حول كيفية التعامل مع الآخرين باحترام وكرامة ، ونشير إلى نماذج من المحاكاة بالمجتمع واستخدام الأخطاء التي يرتكبها  الشباب والكبار كأسلوب تعليم  .

يمكن لولي الأمر الاستفادة من " عقد استخدام التكنولوجيا ،  Technology Use Contract "  المناسب لعمر الأولاد لتعزيز التفاهم الواضح حول ما هو مقبول وغير مقبول فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الالكترونية ، ولتذكير الأولاد بهذا التعهد والالتزام يمكن وضع هذا العقد في مكان يراه الجميع ، وعند أي انتهاك لهذا العقد يجب اتخاذ الإجراء المنطقي الذي يناسب السلوك الخاطئ ، لذا يجب أن يعرف الأولاد عدم التسامح مع الإجراءات غير المناسبة عبر الانترنت وأن يعرفوا أن استخدام الأجهزة وممارسة الأنشطة هو ميزة "   privilege " فيجب عدم حرمانهم من هذه الميزة ألا إذا ارتكبوا الأخطاء ..
إذا اكتشف ولي الأمر أن ابنه أساء إلى غيره عبر الانترنت عليه أن يعرف كيف يلحق سلوك الابن الضرر بالضحية ويسبب مشكلات في عالم الواقع كما هو الحال في عالم الانترنت ، ويجب أن نذكر أن الطلبة ليسوا معادين للمجتمع ولديهم اضطرابات في الشخصية وإنما هم مجرد أطفال يفتقرون إلى روح التسامح ويرتكبون الأخطاء ، ولو أن هناك تداعيات لكل سلوك يرتكبونه تبعاً لخطورة الحادث وما إذا كان الطفل قد أدرك طبيعة السلوك المسيء الذي ارتكبه لذا يجب تطبيق العقوبة بحزم إذا استمر هذا السلوك ، ومن الضروري على أولياء الأمور الاهتمام أكثر لاستخدام الأولاد لأجهزة التكنولوجيا وأن يستوعبوا أن الأولاد فهموا الدرس ويعملون بطرق مسئولة ، وليس فقط ألا يرتكبوا الخطأ وإنما عليهم فعل الشيء الصحيح عبر الانترنت .

ماذا يجب على المدرسة القيام به للحد من التسلط ؟
الخطوة الوقائية التي يجب ان تقوم بها المدرسة هي توعية المجتمع المدرسي حول استخدام الانترنت السليم ، ويجب أن يعرف الطلبة أن كل أشكال العنف خاطئة وأن الذين يتورطون في المضايقة والتهديد لغيرهم يخضعون لإجراءات تأديبية ولذا من الضروري مناقشة هذه القضايا المرتبطة بالارتباط بالانترنت من خلال المناهج المدرسية ، ومن المؤكد أن الرسائل التوعوية يجب نشرها في الفصول التي تستخدم فيها أجهزة التكنولوجيا ، ويجب أن تنشر اللافتات في أرجاء المدرسة للتذكير بالطلبة قواعد استخدام الأجهزة بشكل صحيح ، ومن المهم بناء مناخ الاحترام والنزاهة الذي يؤدي إلى نتائج مقبولة لتطبيق العقوبات بحق المخالفين .
وينبغي على مسئولي المناطق التعليمية مراجعة تشريعات التحرش والعنف المدرسي للضمان في الانضباط الطلابي للذين تورطوا بحوادث التسلط ، وإذا طبق ذلك فأن حوادث التسلط التي تحدث في المدرسة وخارجها ولها تأثير على الدراسة بالمدرسة يجب أن تخضع للسلطة القانونية ، وعلى المدرسة أن توضح للطلبة وأولياء الأمور وجميع العاملين بالمدرسة أن هذه السلوكيات المسيئة غير مقبولة وسوف تخضع للمساءلة القانونية ، وفي بعض الأحيان فأن مناقشة بسيطة في هذه الحوادث مع والد الجاني سوف تؤدي إلى وقف هذه الحوادث .

 ما يجب على المدارس القيام به للرد على التسلط ؟
على الطلبة يجب أن يعرفوا أن التسلط عبر الانترنت غير مقبول وأن هذا السلوك يعاقب عليه ، واستخدام المدرسة ضابط اتصال أو رجل قانون لإجراء تحقيق شامل في الحادثة وحسب الحاجة إذا كانت السلوكيات خطرة وشديدة ، وعند التعرف على الجاني وتحديد العقوبة المناسبة لوقف هذه السلوكيات .
على مدراء المدارس  العمل مع أولياء الأمور بأن يبلغ الأولاد أن سلوكيات التسلط تؤخذ على محمل الجد وعدم التقليل من خطورتها ، وعلى المدارس وضع استراتيجيات الوقاية الممتازة خاصة مع أشكال غير خطرة من التحرش ولا تؤدي إلى ضرر كبير ، ويطلب من الطلبة وضع ملصقات في أرجاء المدرسة ضد التسلط أو تصميم مقاطع الفيديو لنشرها في حسابات الطلبة في فيسبوك وتويتر ، وعلى الطلبة كبار السن أن يقدموا محاضرات بشان استخدام أجهزة التكنولوجيا بطريقة سليمة ومسئولة ، وإرسال رسالة إدانة سلوك التسلط إلى الطلبة وأولياء الأمور عبر حساباتهم دون ذكر اسم الجاني .
على الرغم من أن أكثر حوادث التسلط يمكن التعامل معها بطريقة غير رسمية ( كاستدعاء ولي الأمر ونصح الجاني والضحية على حدة وإدانة السلوك المخالف ) هناك فرص أخرى ما يبرر الرد الرسمي للمدرسة  خاصة التي تنطوي على تهديدات للطلبة وإذا شعر الضحية بالأمن في تنفيذ القانون ، أو إذا استمرت حوادث التسلط بعد محاولات المدرسة لوقفها وفشلت ، وفي هذه الحالات فأن الاعتقال والطرد يكون ضروريا .
وإذا كان هناك حاجة تنفيذ الإجراءات المشددة من المهم على المعلمين أن يتعاونوا مع إدارة المدرسة في الكشف عن السلوكيات الخاطئة وتنبيه الطلبة على خطورتها وتطبيق اللوائح المدرسية على الجناة ليكونوا عبرة لغيرهم .

التسلط والمناخ المدرسي :
تم تحديد إيجابيات وفوائد المناخ المدرسي من خلال الدراسات على مدى الثلاثين السنة الأخيرة منها الحضور الطلابي للمدرسة وارتفاع مستوى التحصيل الدراسي وغيرها من النتائج التي تنفع الطلبة ، وهناك دراسات قليلة أجريت على المناخ المدرسي والعنف التقليدي تؤكد على أهمية منع النزاع بين الأقران ، وأشارت إحدى دراساتنا الحديثة أن الجاني والضحية للعنف الالكتروني يؤكدان على فقر المناخ المدرسي بالمدرسة التي يتعلمون بها  عكس الطلبة الذين لم يتعرضوا لحوادث التسلط ،وسئل بعض الطلبة عن " رغبة بالذهاب إلى المدرسة " ، و " الشعور بالأمان بالمدرسة " ، و" يحاول المعلمون مساعدتهم على النجاح " و " المعلمون يهتمون بهم " ، الذين اعترفوا أنهم أساءوا إلى غيرهم أو الطلبة ضحايا التسلط لم يوافقوا على هذه العبارات .
من المهم على المعلمين تعزيز وتقوية المناخ الآمن والإيجابي ويمتاز بالارتباط واحترام الأقران والروح المعنوية والسلامة ، والأجواء الإيجابية بالحرم المدرسي تقطع شوطاً في الحد من السلوكيات الخاطئة بما في ذلك التحرش والعنف  كذلك يجب على المعلمين إظهار الدعم العاطفي وتوفير الجو الدفيء والتركيز على الدراسة والتعلم ومن المهم أن تخلق المدرسة هذا الجو الإيجابي وفي هذا الجو يعرف الطلبة ما هو حسن وغير حسن .

ما يجب أن يفعله الطلبة ؟
أولا وقبل أي شيء يجب أن يقوي الطلبة علاقتهم مع الكبار الذين يثقون بهم ( ولي الأمر ، المعلم أو أي شخص آخر ) بحيث يمكنهم التحدث عن أية تجربة عبر الانترنت وخارج الانترنت تجعلهم مضطربين وغير مرتاحين ، وإذا كان ممكناً يجب على المراهق تجاهل إي إغاظة أو شتم ولا يرد على الجاني لأن ذلك قد يجعل المشكلة تستمر وعلى الطلبة استخدام إعدادات الخصوصية في كل جهاز أو تطبيق لمعرفة من يتصل أو يتفاعل بهم  ومن يتابعهم ويقرأ تعليقاتهم وهذا يقلل من خطر كونهم ضحايا ، ومن المفيد الاحتفاظ بأدلة التسلط وإبلاغ الكبار كيف يحلون المشكلة ، وإذا أصبح ضحايا التسلط قادرين بحفظ السجل وأوقات التحرش لإثبات ما حدث لهم ومن بدأ بالمضايقة ولكي يساعدهم الكبار أثناء التحقيق وترسل هذه المعلومات إلى موقع الشركة لمعرفة متى وقعت المشكلة وفي أي مكان ، وعلى الطلبة استغلال الوقت في كتابة التقرير عن التحرش ، المضايقة والتهديد وهذا يجعل هويتهم محمية عبر الانترنت لمعرفة المزيد اطلع على شبكة الاتصالات العالمية :    www.cyberbullying.us/report    .
وعلى الطلبة  أن يرافقهم أولياء الأمور في مواقع الانترنت معرفة ما هذه المواقع والتطبيقات التي يستخدمها الطلبة ويبادلوهم بالأنشطة التي يقومون بها ، ويتحدث أولياء الأمور مع الطلبة ما قواعد السلامة أثناء كتابة الرسائل النصية والتغريدات ويعطون لأولياء أمورهم أو من يثقون بهم فرصة كي يساعدونهم في نشوب المشكلة ، وأخيراً ينبغي عدم التسرع بنشر أي شيء واتخاذ قرار حكيم ماذا يتبادلون ويرسلون عبر الانترنت ومعرفة عاقبة ردود أفعال الناس الذين يرون تعليقاتهم أو رسائلهم النصية  بما في ذلك أولياء أمورهم ومعلميهم .


لا تقف موقف متفرج :
المارة أو شهود العيان لهم دور هام للحد من التسلط ، أولئك الذين يشاهدون حادثة التسلط لا يريدون التورط فيها عموماً بسبب المشكلات التي سيواجهونها ، وفي كثير من الأحيان يعترفون أن ما يحدث غير صحيح ويجب وقفه ، ومع عدم فعل شيء فأن المارة يشجعون هذا الاعتداء , ومن خلال الوقوف بحزم في تلك اللحظة يمكن للمارة أن يحدث تغييرا كبيراً لصالح الضحية الذي يشعر بالعجز واليأس ويحتاج من يساعده ، والمارة يشاهدون الحادثة ومتى وقعت ويمكنهم التدخل عندما بواجبهم وقد يبلغون الكبار الذين يثقون بهم لوقف العنف وأخيرا لا ينبغي أن يسهموا باستمرار هذا السلوك العدواني ، ومن خلال إرسال الرسائل المؤذية والضحك على النكات غير اللائقة أو على المحتوى فأن التغاضي عن هذا العدوان يعني الاستمرار فيه .

متى يتدخل رجل القانون ؟
رجال القانون لهم دور أيضا في وقف سلوكيات التسلط ، وعليهم أن يعرفوا التشريعات ذات الصلة بحوادث التسلط ويجهزوا أنفسهم بالمهارات المطلوبة والمعرفة للتدخل عند الضرورة ، في دراسة حديثة بشان ضباط الاتصال بالمدرسة وجدنا أن ربع عدد هؤلاء الضباط لا يعرف إذا كانت ولايته لديها تشريعات التسلط وهذا أمر مستمر بأن مسئولتيهم تحث عليهم التدخل في حال انتهاك القانون مثل التحرش والتهديد والمطاردة ولو أن السلوك لا يصل إلى حالة الجريمة ، لذا عليهم استخدام سلطتهم التقديرية للتعامل مع الموقف بطريقة مناسبة ، على سبيل المثال من خلال المناقشة البسيطة عن المسائل القانونية المتعلقة بالتسلط تكون كافية لردع الطلبة عن سوء تصرفاتهم في المستقبل ، كذلك على ضباط الاتصال التحدث مع أولياء الأمور بشأن سلوك أولادهم والتعبير عن خطورة السلوكيات الخاطئة التي يرتكبونها عبر الانترنت .

ويلعب ضباط الاتصال ( القانونيين ) دوراً كبيراً لمنع حدوث التسلط أو أن تخرج الحادثة عن السيطرة من خلال التحدث مع الطلبة في الفصول الدراسية حول قواعد السلامة من التسلط عبر الانترنت على نطاق واسع وتنبيههم من المشاركة في هذه السلوكيات الخطرة ، كذلك التحدث مع أولياء الأمور بالتشريعات الخاصة للعنف المدرسي والتسلط  كي يتدخلوا في منع أولادهم من انتهاك القانون . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق