السبت، 25 يناير 2014

التسلط بين الشباب -3





     هناك بعض الأدلة على دعم استراتيجيات مكافحة البلطجة والتسلط بشكل عام كوسيلة لمنع وتقليص معدلات التسلط (Perren et al., 2012) يوجد تداخل وعلاقة بين العنف التقليدي والتسلط عبر الانترنت من حيث الضحية ومرتكب العنف .
(Agatston et al., 2012; König et al., 2010; Kowalski et al., 2012a, 2012b; Monks et al., 2012; Patchin & Hinduja, 2012a; Raskauskas & Stoltz, 2007; Smith, 2012b; Smith & Slonje, 2010; Tokunaga, 2010; von Marées & Petermann, 2012)

     والتدخلات الفعالة للحد من العنف التقليدي تؤدي إلى انخفاض معدل التسلط عبر الانترنت .
(DiBasilio, 2008; König et al., 2010)

     وكما لاحظ  كل من  ( Farrington and Ttofi (2009)  أنه كلما زادت فاعلية البرامج فأنها تساعد على الحد من حوادث التسلط ، وأنه ليس البرامج متساوية في تأثيرها والخوف من أساليب العقاب لأنها قد تكون غير فعالة   (MacKay, 2012; Shariff, 2003, 2009) برامج الحد من التسلط الفعالة مثل برامج الوقاية من البلطجة (Olweus ) وتشتمل " المدرسة الكاملة " على المعلمين والطلبة وأولياء الأمور ورفع الوعي بالقضايا وتوفير التدريب للمعلمين وأولياء الأمور ودمج قضايا التسلط في المناهج المدرسية  ونشر سياسة الحد من التسلط واستخدام أساليب التأديب وتعزيز التوجيه والإرشاد .
(especially in the schoolyard) (Farrington & Ttofi, 2009; Rigby & Griffiths, 2011)

     تشير نتائج الدراسات أن المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين يجب عليهم تدريس  استراتيجيات بشأن التسلط ويتقاسمون أساليب الحد من العنف وجها لوجه  (Tangen & Campbell, 2010) إشراف الكبار على وسائل الإعلام الالكترونية في المدرسة و المنزل  وهذا الإشراف يقلل من معدل العنف التقليدي وكذلك معدلات حوادث التسلط.
)Sakellariou et al., 2012(

     مع وجود اختلافات بين أشكال العنف التقليدي وأشكال التسلط فأنه لا بد من معالجة التسلط بشكل محدد ، حيث أن الإرشاد وحده لا يكفي أن يكون أكثر فاعلية في الحد من التسلط  ، وأشار كل من Liau, Khoo, and Ang (2008) أنه حتى إذا جلس الوالدان مع أولادهم للاطلاع على أنشطتهم عبر الانترنت وتفقد سجل " الويب" للطفل واستخدام طريقة " الفلترة" فأنها طرق عديمة وغير فعالة للحد من السلوكيات المسيئة ، وهذا ينطبق أيضا على مراقبة المدرسة مواقع الانترنت في مختبرات الكمبيوتر .

     وعند إثارة قضايا التسلط وتأثيراتها لابد من زيادة الوعي باستخدام الموارد المتاحة في كيفية الاستجابة لهذه القضايا.
(Grigg, 2010; Jäger et al., 2010; Marczak & Coyne, 2010; Sakellariou et al., 2012)

     وأيضا للكبار ( المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والآباء ) زيادة وعيهم للتعامل مع عالم الانترنت خاصة مصطلحات وخصوصيات التسلط .

     يستجيب الطلبة بشكل فعال عند تدخل الأقران والأصدقاء بهذه القضية وهذا الأسلوب يمكن أن يتطور مهاراتهم في التصدي للتحديات التي يواجهونها عبر الانترنت (Agatston et al., 2012) وهذا الأسلوب يدعم تدخل الأقران ويجعلهم يشاركون الأفكار وتحمل المسئولية في مواجهة مخاطر التسلط ويكون لهم دور في " الفجوة الرقمية " بين الكبار والشباب من خلال بيان دور المارة ( المتفرجين ) في هذه القضية (Menesini & Nocentini, 2012) ووجد كل من Menesini & Nocentini, 2012 بعض الدعم لنموذج موجهي الأقران ولكن تأثير هذا النموذج يزداد عند التحاق الطلبة بالدورات التدريبية أكثر من الطلبة الذين يثقفون بأنشطة  إرشادية فقط ويسمى برنامج موجه عبر الانترنت الذي نشأ في المملكة المتحدة لكنه انتشر في أرجاء العالم عبر شبكة الانترنت ، وكان للبرنامج تأثير إيجابي بسبب أنه سخر قوة الأقران لفعل الخير ، وتقويم البرنامج مستمر ولكن تشير النتائج الأولية إلى انخفاض معدلات العنف التقليدي والتسلط عبر الانترنت بالمدارس التي طبقت هذا البرنامج .
 (Von Kaenel-Flatt & Douglas, 2012).2   .

     للوالدين:
     يتبين أن الطلبة أكثر ثقة بالوالدين من  العاملين بالمدرسة خاصة عندما يكونون ضحايا مخاطر عبر الانترنت (Cassidy et al., 2011; Zhou et al., 2013) ومن أهمية بمكان أن يستعد الوالدان لتهيئة طرق مفيدة في حال حدوث التسلط ، في استطلاع لآراء أولياء الأمور في ثلاث مدارس في كولومبيا البريطانية وكندا وجد أن معرفة الوالدين لمواقع التواصل الاجتماعي لأولادهم كانت محدودة خاصة عند تعرض الأولاد لقضية التسلط (Cassidy et al., 2012a). على الرغم من أن (32%) من أولياء الأمور الذين أبنائهم ضحايا التسلط  وأن (36%) منهم أبنائهم يشاركون في حوادث التسلط ، فقط وجد أن (11%) منهم أخبر أن أبناءهم ضحايا التسلط وأن (1%) منهم قال أن أبناءهم متورطون بحوادث التسلط ، ويحتاج الوالدان إلى توفير أجواء من البيئة التي تسمح للأولاد الحديث بحرية عن تجاربهم عبر الانترنت .

     ومن المهم أن يشارك الوالدان مع المدرسة في إيجاد الحلول المناسبة ، طالما هناك علاقة قوية بين التدخلات السلبية في أرجاء المدرسة وبين التسلط الذي يحدث من خلال الكمبيوتر الشخصي بالمنزل .
)Agatston et al., 2012; Cassidy et al., 2009(

     ما العمل ؟ وكما أشار ( Patchin 2012) عندما يهتم الوالدان ويتدربان جنباً إلى جنب مع المعلمين ( see also Jäger et al., 2010 ) ويكونان قادرين بالتعاون مع العاملين بالمدرسة وأولادهم في إيجاد حلول ناجحة (Cassidy et al., 2012a) بينما أولياء الأمور في دراسة ( Cassidy et al. (2012a يفضلون أساليب العقاب في التدخل بقضية التسلط ، فأنهم بعضهم يدرك أهمية  نموذج السلوك الصحيح في المنزل وفي المدرسة من خلال  إتاحة فرصة الحوار وتطوير المناهج المدرسية ودعم ومساعدة الطفل عند حدوث قضية التسلط ، الأساليب العقابية في الحقيقة لها نتائج عكسية وتمنع الطفل من طلب المساعدة في هذه الحالة .

     في الدراسات المتعلقة بمراقبة الوالدين للطفل لأنشطته عبر الانترنت يتم خلط  في مصطلح فاعلية  المراقبة وفي الحد من التسلط ، وجد كل من ( Perren and colleagues (2012  وزملاؤه أن بعض المقترحات بشان مراقبة أنشطة الطفل عبر الانترنت وتقييد حرية التنقل في المواقع الالكترونية قد يساعد في الحد من مشكلة التسلط ، وأشار كل من Eastin, Greenberg, and Hofschire (2006  عندما يكون للطفل جهاز كمبيوتر في غرفة نومه وبعيد عن أعين والديه ومراقبتهما له تزيد ساعات استخدامه للكمبيوتر ويكون عرضة للتسلط عبر الانترنت ، وأيضا أشار كل من ( Similarly Sun et al. (2005  أن ضعف مراقبة الوالدين للطفل يؤدي إلى زيادة أنشطة الطفل في غرفة الدردشة وقد يؤدي إلى تعرضه إلى التسلط ، ومن جهة أخرى أشارت بعض الدراسات أن مراقبة الوالدين للطفل قد تكون سريعة ومتفرقة  فلا تكون فعالة  في العموم وهذا يجعل الآباء يشعرون بالغمرة من كثرة مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية ومقاطع الفيديو ووسائل الأعلام الأخرى مثل عدم معرفتهم في كيفية إعطائهم التوجيه المناسب .
)Cassidy et al., 2012a; Davies, 2011(

الحلول:

استراتيجيات المنع والتدخل :
     أدبيات البحوث التي طبعت بشأن التسلط عبر الانترنت  بينت لنا بعض الحلول للتعامل مع هذه القضية والوقاية :

     أولا:
     في حين أن خصائص التسلط تشترك مع خصائص العنف التقليدي إلا أن بعض خصائص التسلط تنفرد لوحدها ، لذا بينما برامج المنع الناجحة  تساعد على علاج مشكلة التسلط فأن هذه البرامج تساعد أيضا على فهم الخلاف بين التسلط والعنف التقليدي ، وبالخصوص يمكن علاج التسلط من خلال أساليب عديدة وتوجد فروق بين الجنسين ( ذكر وأنثى) لذا برامج المنع والتدخل تسهم في أخذ هذه الخلافات في عين الاعتبار ، لذا اقترح بعض عند إجراء الدراسة بين الفتيات  أن يركز على صفة العدوانية أيضا (Jackson et al., 2009b) بينما عند الفتيان يجب أن يركز على زيادة المعرفة والعاطفة (Topçu & Erdur-Baker, 2012) .

     ثانياً:
     هناك تشابه في تأثير العنف التقليدي والتسلط على الضحية والجاني والمارة أو المتفرج والمدرسة والمجتمع ، وعلاوة على ذلك قد تتأثر على أشكال وصور التسلط : السلوك غير المكبوت ، وقدرة الجاني على عدم كشف عن هويته وتكرار الأفعال الضارة على الضحية دون الكشف  عن تورط الجاني وكثرة المارة أو المتفرجين للحادثة وتفاوت القوة بين الجاني والضحية والوصول إلى الضحية واستهدافه خلال (24) ساعة .

     ثالثاً:
     بينما البرامج التي نجحت في التعامل مع التسلط مفيدة فأن الباحثين يحاولون تطبيق الاستراتيجيات الموجهة أكثر سواء التي تؤدي إلى النجاح أو أقل تأثيراً ، واقترح الباحثون في أرجاء العالم ولأسباب عديدة أن الشباب المتورطين لا يبلغون الكبار عن تجربتهم في التسلط  بينما يبلغون أصدقاءهم عنها لذا تمكين الأقران في التعامل مع القضية والاستعانة بهم في حلها خطوة ناجحة ، وهذا لا يعني محاولة تخلي الكبار عن مساعدة المراهقين المتورطين بقضية التسلط ، ومن أسباب تجنب المراهقون الاستعانة بالكبار في هذه القضية  هي :الخوف من العقاب والخوف من الانتقام وعدم دراية الكبار بالمواقع الالكترونية التي تسبب حوادث التسلط والكبار لا يساعدون المتورطين بالتسلط في حل معاناتهم .

     رابعاً:
     زيادة وعي الكبار  ( المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين وأولياء الأمور ) بأجهزة التكنولوجيا واستخداماتها  والقوانين المتعلقة بها وكيفية التعامل مع حوادث التسلط عند حصولها .

     خامساً:
     التعليم والتربية ليست فقط لطلبة المدارس وأيضا للمعلمين وأولياء الأمور وأفراد المجتمع ككل والتعليم تعني إضافة عناصر للمنهج المدرسي تتصدى لقضية التسلط خصوصاً، وأيضا محو الأمية الرقمية والمواطنة واستخدام التكنولوجيا الآمن بشكل واسع ، وألا يقتصر التعامل مع التسلط والعنف عبر أجهزة التكنولوجيا لكن يجب أن يتركز المنهج المدرسي على التعاطف واحترام النفس وتنمية المهارات الاجتماعية والصحية ، وعلى الكبار الانخراط بدورات تدريبية بشأن عالم الانترنت إذا أرادوا ردم الفجوة فيما يسمى ب " الفجوة الرقمية " .

     سادساً :
     يلعب المناخ المدرسي الإيجابي دوراً مهماً في التأثير على سلوك الطلبة في المدرسة وخارجها ، وتحتاج المدارس إلى سياسات ولوائح واضحة وأن تطبق على الجميع ، وعلى المدارس تعزيز أشكال المعايير الاجتماعية  ورفاه الطلبة والبيئة التعليمية الإيجابية .

     وتجدر الإشارة إلى أننا نحتاج إلى صيغة فهمنا لوسائل الأعلام وما تقدمه للشباب ، ( Collier (2012 أشار أن "الاستهلاك " لم تعد الشيء الرئيس للشباب القيام به اتجاه وسائل الأعلام بل يكون استخدامهم للتكنولوجيا  أكثر نشاطاً وتقوي علاقاتهم الاجتماعية ، لأن هناك التميز والتنوع في استخدام  التكنولوجيا عند الشباب إلى جانب تنوع أساليبهم وسلوكياتهم   ، لذا لا بد من توفر طرق للتعامل مع هذا الاستخدام التكنولوجي لدى الشباب تشتمل على التوجيه والتعليم وأساليب الفلترة  والحجب للمواقع ومراعاة قيم الأسر والتعرف على نظم ولوائح الأسرة والمدرسة  ويجب أن تتطور هذه الطرق مع استخدامات وسائل الأعلام التكنولوجي , ويعني انتشار الانترنت :  أن المسئولية تقع على التعليم أكثر من القانون واللوائح التنظيمية وخلق مفاهيم التنظيم الذاتي والفردي التي تشتمل على التفكير الناقد حول مصطلح " الاستهلاك" وتبنيه فضلا عن نشره واحترام الآخرين في المنزل والمدرسة .  
(Collier, 2012, p. 3, emphasis in original)

دور المعلمين فيما يتعلق بالتسلط:
دور الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس:
     أولاً وقبل أي شيء يجب على الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين توعية أنفسهم بقضايا الشباب لمواجهة مشكلة التسلط ، ويشترك هؤلاء الاختصاصيون بمهمتين ذات الصلة بقضية التسلط :

     الإرشادات المتعلقة بمحتوى المنهج المدرسي  وتقديم خدمات التدخل بقضية التسلط     (Sabella, 2012) وبشكل أكثر تحديداً على العاملين بالمدرسة المساعدة والتعاون في الجهود المبذولة لمواجهة حوادث التسلط :

     1-  التأكيد على السياسات والممارسات الفعالة ( توظيف الطلبة أو يتصرفون نيابة عنهم في المجتمع المدرسي وبين الناس عامة ) .

      2- وضع القانون ( تنفيذ القانون في برنامج المنع وإجراء تقييم سنوي فعال .

     3- توجيه الفصل الدراسي ( التدريب التربوي والنفسي والاعتراف بالعواقب الشخصية والقانونية وتدريب الضحايا وتحسين طريقة حل المشكلات ومهارات إدارة الغضب .

     4- مشاورة الضحايا :(الاهتمام والتعاطف وأهمية التكنولوجيا للشباب ) ، ومشاورة الجاني ( تطوير أسلوب التعاطف وأسلوب غير عقابي .

     5- التشاور والتدريب لأولياء الأمور والعاملين بالمدرسة وغيرهم ( لمساعدتهم على انخفاض معدلات التسلط وتنمية العلاقات الإنسانية والتفاوض وتعليم الطلبة " قواعد الطريق" والحلول التكنولوجية مثل حجب أو استخدام برامج  الفلترة  ومراقبة أنشطة  الانترنت ) .

     6- القيادة في تطوير برنامج مساعدة الصديق .
(Bauman, 2011; Sabella, 2012, p. 75–82; Appendix A)

أهمية المناهج المدرسية :
     فرض نظم ولوائح المدرسة  من طرف واحد لإشراك الطالب في فهم لماذا نحتاج إلى هذه اللوائح ولماذا نحترمها  عبارة عن شيء قليل ، يقدم الجو التعليمي والمناخ المدرسي نظرة ثاقبة لماذا تحدث السلوكيات مع تحليل  ظروف سلوك المخطئ .
(Hinduja & Patchin, 2012b; Shariff, 2009)

     وقدم كل من Hinduja and Patchin (2012b) دليلاً على أن المدرسة  ذات مناخ إيجابي ولا يوجد فيها برنامج الحد من التسلط لديها مشكلات قليلة مع الجناة  ، وأكثر تحديداً الطلاب فيها أقل تورطاً في حوادث التسلط ، وبالإضافة إلى ذلك فأن هؤلاء الطلبة يعتقدون إذا وجدت مشكلة التسلط فأن المعلمين والعاملين بالمدرسة يتعاملون معها بشكل مناسب .

     اقترح كل من ( Hinduja and Patchin (2012b) التدابير اللازمة التي تحسن المناخ المدرسي من أجل تقليص معدلات التسلط مثل تعلم أسماء الطلبة كي لا يشعرون أنهم مجهولون  الهوية وبناء مجموعات طلابية تقوم على أساس مكافأة  صاحب السلوك الحسن ، تشجيع التعامل مع أجهزة التكنولوجيا  لمعرفة اهتمامات الطلبة بها وكيف يقضون وقتهم معها ووضع حدود واضحة للتواصل ورصد السلوك وردة فعلهم باستمرار وتشجيع الطلبة بالمشاركة في صنع القرار وتشجيعهم على الإبلاغ عن السلوك غير المناسب لا سيما الإبلاغ عن مجهولي الهوية  .

     وأنه  من المهم أن يكون  للكبار في المدرسة ( الإداريين والاختصاصيين الاجتماعيين والمعلمين ورؤساء الأقسام  وقسم السكرتارية ورجال المن والسلامة )  نموذج لوائح و قواعد السلوك الطلابي  كي لا يكون هناك فصل بين ما يقال وما يحدث في الحياة اليومية بالمدرسة ، ونحن نعلم أن الرسائل الأخلاقية  قد تصل إلى الطلبة بشكل غير رسمي من خلال الوسائل المختلفة وأن هذا المنهج غير الرسمي يجعل المعلم في موقف قوي .
(Jackson, Boostrom, & Hansen, 1993(

دور أولياء الأمور :
     التسلط عبر الانترنت يحدث بواسطة الأجهزة الالكترونية الشخصية  عندما يكون الطلبة في منازلهم وليس في المدرسة ، وأولياء الأمور يشاركون التربويين في تحديد الحلول لقضية التسلط ، وعدم الاعتراف بهذا الدور من قبل  هؤلاء الأولياء  يمكن تفسيره بعدم وعيهم بالبيئة الالكترونية لأولادهم وسلوكياتهم التي تتم بواسطة الفضاء الالكتروني وعدم فاعلية الأساليب العقابية ، وتأتي أهمية تعليم وتدريب أولياء الأمور على قدر أهمية  ما يقوم به الطلاب والمعلمون بهذا الشأن ، وعندما تتاح لأولياء الأمور الفرصة سوف يلعبون دوراً مهماً في معرفة السلوك السوي عبر الانترنت وفتح الحوار المفتوح مع أولادهم والتعاون مع المدرسة .
(Cassidy et al., 2012a)

دور المجتمع الكبير :
     إعادة طرح المشكلة والذي يجب أن يحدث هو الانتقال من عرض مشكلة التسلط كمشكلة الطفل أو مشكلة المدرسة  أو مشكلة المجتمع ، وإذا حاول كل واحد المساعدة بدلاً من انتظار غيره ليقوم بالمساعدة لذا سوف تكون لنا فرصة كبيرة لعلاج هذه المشكلة بنجاح ، وأيضا أهمية نموذج " السلوك السوي "  لا تفيد لأولياء الأمور  والمدرسة  لكن أيضا مفيدة للمجتمع ككل وما يحدث في المدارس من أمور يعكس ما يحدث في المجتمع  ، ومداولات السياسة على نطاق واسع والتغيرات الثقافية تحدث إذا أردنا الحد من المشكلة ، وقضايا المحاكم أصبحت جزءاً من الحلول لهذه المشكلة خارج المدرسة ، وسنت بعض الولايات بأمريكا تشريعات  للتعامل مع قضية التسلط   (Define the Line, 2012; MacKay, 2012) بينما تفكر بعض الدول الأخرى في مدى كفاية تطبيق هذه التشريعات على السلوكيات الخاطئة ويبدو أن بعض المحاكم في الولايات الغربية بأمريكا أصبحت تهتم أكثر في معالجة قضية التسلط .

     بينما إصلاح التشريع لم يكن الأفضل أو نموذج مهم للتغيير المحتاج إليه فأنه يكون جزءاً من الحل ، ويجب أن يشتق القانون من قيم المجتمع ويساعد على بناء قيم اجتماعية أصيلة ، وله دور يلعبه في التغيير الاجتماعي ، ومجالات القانون البريطاني الشائع  المتعلق بالتسلط عبر الانترنت يشتمل على : القانون الجنائي وقانون المسئولية التقصيرية  (الإهمال والتشهير  ) وقانون حقوق الإنسان ( التحرش والتمييز ) والقانون الدستوري ( حرية التعبير والخصوصية ) والقانون الإداري وقانون التعليم .
(MacKay, 2012; Marczak & Coyne, 2010; Shariff, 2009; see also Willard, 2007, 2012)

     وقد قيل أن المدارس يجب عليها القيام  بالعمل في حال حدوث قضية التسلط في المنزل التي لها تأثير على بيئة التعلم بالمدرسة (Shariff, 2009; Willard, 2012).ويجب على العاملين بالمدرسة من التربويين والإداريين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين زيادة وعيهم ببنود القانون خاصة بواجباتهم اتجاه قضية التسلط .

     وعلى مستوى العالم يهتم الباحثون وصناع القرار بأهمية حقوق الإنسان بهذه المسألة ضمن الإطار القانوني الدولي ، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وتنص على حق الطفل بحمايته من العنف وتزويده بالتعليم التنشئة الاجتماعية وحرية التعبير والوصول إلى المعلومات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخصوصية  ، وفي تحليل ( Jaffé et al.’s (2012) للإطار القانوني الخاص بالتعامل مع قضية التسلط أن الأطفال كضحايا  وجناة ومارة يتعرضون إلى العنف أو الذين يحرمون من موارد ومصادر المعرفة  بعد الأخذ منهم  هواتفهم المحمولة  وأجهزة الكمبيوتر  ، وانتهاك خصوصيتهم بعد فحص سجلات هواتفهم ، ويدعو الباحثون  أن الأطفال والشباب المتورطين بجريمة التسلط  يجب أن يصاغ قانون تأهيلي تعليمي لهم بدلاً من بروتوكول  التدخل من أجل حماية الوطن من الجريمة .

دور الطلبة :
     جاء في توصيات الدراسات أن الطلبة يلعبون دوراً مهما ً في تطوير طرق التعامل مع قضية التسلط ، خاصة تدخلات الأقران وهي من الطرق الفعالة خاصة عندما يتلقى الأصدقاء تدريباً كافياً في هذا الشأن .
(Agatston et al., 2012; Cross, Campbell, & Spears, 2012a; Menesini & Nocentini, 2012; Van Kaenel-Flatt & Douglas, 2012)

     وأيضا الطلبة يستجيبون للمبادرات التي يلعبون فيها دوراً قيادياً وذلك بسبب الاعتقاد السائد أن الشباب يتعاملون مع أجهزة التكنولوجيا أفضل من الكبار ، لذا تكون البرامج  التي يقودها الشباب أكثر مصداقية ، وقد قدم مشروع الصديق " السيبر،  Cyber    " باستراليا  دورة تدريب قيادة " السيبر" وقد حضر أولياء الأمور في الاجتماعات  بشكل كبير عندما قادها الطلبة إلى جانب حضور الطلبة الصغار .
(Cross et al., 2012a)

     ويجب علينا أن ننظر إلى تأثير " التمكين أو التوظيف"  عند مساعدة الطلبة في اتخاذ المبادرة في مشكلة مثل التسلط وتزويدهم بالتدريب لدعم دورهم ، ونقدم لهم المهارات والثقة بالنفس والذي في حد ذاته مفيد لهم , إلى جانب ويشتمل أسلوب " التمكين والتوظيف" على المارة ( الطرف الثالث لقضية التسلط ) لمساعدتهم ما يجب عمله  والقدرة على التدخل من أجل الحد من استفحال المشكلة وتأثيراتها السلبية على الضحايا والمدارس .

البحوث واتجاهاتها المستقبلية :

الآثار المترتبة على المدارس والمجتمع  :
     كخطوة أولية في علاج قضية التسلط يجب تقييم مستوى التسلط الالكتروني الذي يحدث بالمدارس  (Beale & Hall, 2007) عن طريق توفير أساس يمكن من خلاله تحديد الاستراتيجيات والإجراءات الوقائية المناسبة للمدارس خاصة ، والردود الوقائية التي تم تحديدها في الدراسات تشتمل على المقترحات لكل من البيئة المدرسية والمجتمع .
(Agatston et al., 2012; Beale & Hall, 2007; Brighi et al., 2012; Cassidy et al., 2011; 2012a; 2012b; Diamanduros, Downs, & Jenkins, 2008; Grigg, 2010; Hinduja & Patchin, 2012b; Marczak & Coyne, 2010; Noddings, 2002; 2005; Patchin & Hinduja, 2011; Sakellariou et al., 2012; Shariff, 2009; Sharples, Graber, Harrison, & Logan, 2009; von Marées & Petermann, 2012; Willard, 2012; Ybarra & Mitchell, 2004)

في البيئة المدرسية : السياسة والإجراء :
     توجد حاجة  ماسة إلى بناء سياسة شاملة لعلاج قضية التسلط وتم التأكيد على أن قضية التسلط تتكون من سياسة الحد من البلطجة ( العنف ) من خلال تحديد بشكل واضح السلوكيات المنحرفة ونتائجها السلبية وتحتاج هذه السياسة إلى إجراءات قانونية لحالات التسلط خارج المدرسة ويمكن أن يؤثر سلباً على وظيفة المدرسة ، كذلك تطوير ردود وتدخلات ( حذف وحجب وتجاهل الرسائل النصية ) المرتبطة بالتسلط واستراتيجيات استباقية مثل محو الأمية الرقمية والأمن والوعي في استخدام الطالب لجهاز الكمبيوتر .

المناهج المدرسية :
     هناك الحاجة إلى إدخال موضوع التسلط  وآداب استخدام الانترنت في المناهج الدراسية  بالتعاون مع المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في تطوير وتحسين الخطط والدروس ويجب إعادة النظر في هذه المناهج كي تتماشى مع المستجدات التكنولوجية  .

المناخ المدرسي:
     يجب أن يشعر الطلبة بالأمان في المدرسة  وعند الإبلاغ عن حوادث التسلط ويمكن تحقيقه جزء منه من خلال التشجيع على الممارسة العملية  للأخلاق والرعاية بالمدرسة واحترام الآداب والقيم عبر الانترنت والتأكيد على أهمية ثقافة وقيم المدرسة للوقاية من التسلط .

التنمية المهنية :
     يجب  إبلاغ الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين حول إشارات وعلامات التحذير للبحث عن الجناة والضحايا من خلال ما وجد في المواقع  الالكترونية من تحذيرات ومخاطر لها علاقة بالتسلط . 

توعية المدرسة إلى المجتمع : تعليم الآباء والأمهات :
     يجب أن يكون نقاش وتوعية مع أولياء الأمور بقضية التسلط  في اجتماعات المدرسة ، وتزويدهم بمعلومات محددة بشأن برنامج حجب بعض البرمجيات والحاجة إلى وضع نظم وقواعد استخدام الانترنت في المنزل ، وتعزيز وتشجيع  أسلوب الأبوة الإيجابي .

تبادل المعلومات :
     يجب أن يشجع أسلوب تبادل المعلومات بين الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين والطلبة ، وتشجيع الآباء على المناقشة قضية التسلط وفي صنع القرار حول الإجراءات المناسبة التي ستتخذها المدرسة .

العلاقة مع الشرطة :
     ينبغي الاتصال مع مركز الشرطة المحلي من أجل تقديم النصح والتوجيه إلى الطلبة وإلى أولياء الأمور والتربويين والعاملين بالمدرسة  حول الإجراءات القانونية والإبلاغ عن مشكلة التسلط وخطورتها عبر الانترنت .

بناء فريق عمل للتسلط :
     على المدرسة المبادرة بإنشاء فريق عمل من الطلبة والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين وأولياء الأمور ورجال الشرطة والممرضين من أجل وضع السياسات والإجراءات الموصى بها للتعامل مع قضية التسلط .


     وأخيراً : على كل أحد تحمل المسئولية في توعية الطلبة بنموذج السلوك المسئول عند استخدام الانترنت سواء بالمدرسة أو في المنزل أو في أي مكان آخر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق