السبت، 25 يناير 2014

التسلط بين الشباب -4





الآثار المرتبطة بالبحوث:
     من الأهمية بمكان أن ندرك أن قضية التسلط تتجدد وتستفحل كل يوم  ، لذا الأدوات التي تقيم هذه القضية يجب أن تكون أقل تركيزاً على التجارب  من السلوكيات الكامنة . 
(Topçu & Erdur-Baker, 2010)

     على سبيل المثال يجب جرد وحصر أسلوب التسلط والعنف عندما لا تكون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر إقبالاً عليها ، ومن جهة أخرى فأن موقع غرف الدردشة أكثر شعبياً خلال العشر السنوات الماضية ، وبعض شباب اليوم لا يعرفون عنها شيئاً كذلك موقع " تويتر" لم يكون معروفاً لدى الناس عندما تم تطبيق برنامج : جرد أسلوب التسلط عبر الانترنت المنقح لذا من الصعب الاحتفاظ على التطبيقات ، لهذا اقترح Topçu and Erdur-Baker (2010) انه من الأفضل عرض للشباب وسائل الاتصال عبر الانترنت أو تقنيات المعلومات والاتصالات .

     ويجب أن يكون هناك تحليل للبيانات المطلوبة نظراً لأشكال التسلط المختلفة للجنسين ويجب الاحتفاظ بالجهود الرامية التي تفصل هذه البيانات بين الجنسين ، كذلك تحليل الاختلافات الطبقية والثقافية لأفراد عينة الدراسة  لم يركز عليه أكثر في الدراسات حتى الآن لذا نحتاج إلى المزيد من التحليل والكشف لهذه العوامل ، والمقارنة بين الدراسات التي أجريت طلبة المدارس بشأن قضية التسلط وبين منظمة الصحة العالمية تشير إلى وجود اختلافات كبيرة بين معدلات انتشار قضية التسلط من دولة وأخرى .

     ولوحظ وجود دراسات كثيرة المتعلقة بتقييم  مدى نجاح البرامج التي تستهدف قضية التسلط ،  ومن الصعب صياغة التوصيات المبنية على الأدلة دون مزيد من إجراء الدراسات باستخدام النتائج لقياس النجاح واستخدام التوزيع العشوائي والتحكم في الاختلافات غير المقصودة في العنف التقليدي الذي يرتبط ببرامج العلاج والتدخل لقضية التسلط .  
(Perren et al., 2012)

     التسلط عبر الانترنت مشكلة تستحوذ اهتمام المجالات المختلفة مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجريمة والتعليم والقانون وتكنولوجيا المعلومات ، ويجب الاستفادة من طبيعة التسلط التي يهتم بها هذه المجال من خلال التعاون بين البحث والممارسة  ، ونقترح أنه حان الوقت لتوسيع الاهتمام من خلال طرح الأسئلة لبناء قاعدة الأدلة والتحليلات التي تساعدنا على ما سنعمله بالمستقبل ، ويمكن الاستفادة من الجهود التي بذلت في السنوات الماضية في إجراء مزيد من الدراسة والتحليل عن طريق طرح أسئلة والتفكير عمودياً وليس فقط أفقياً وتطوير الدراسات الأكثر تحديداً في مجال بناء سياسات وممارسات لهذه القضية .

الخلاصة:
     لقد وفرت لنا الدراسات قاعدة وأساس لفهم مشكلة التسلط ، وهناك قواسم مشتركة في مجال البحوث ومراجعتها في هذا المقال من حيث وجهات النظر حول ما هو المطلوب في المناهج الدراسية ما أنواع البرامج التي يجب أن توضع وكيفية التعامل مع قضية التسلط ومعالجة الضحايا ، لذا لا ينبغي لنا التركيز بنظرة ضيقة التي تتجاهل الصورة الحقيقية لهذه القضية وكيف نتفاعل كمجتمع مع قضية التسلط من أجل أطفالنا وشبابنا  .

     في دراسة لكل من (  Cassidy and Bates (2005) التي أشارت إلى تطبيق المدرسة نموذج أخلاقيات الرعاية واستخدام مفهوم " التربة " في مناقشة  العاملين للبيئة التي يحبون أن يزرعوها في المدرسة ، بدلاً من المشكلات التي يعاني منها أفراد من الطلبة على سبيل المثال : شيء خاطئ في النبات ، فيركزون على البيئة مثال: شيء خاطئ في التربة ،  ويسعون إلى ضمان أن الطلبة يشعرون في هذه البيئة الاحترام والرعاية ، ويعملون على بناء العلاقات على مختلف الأصعدة بما في ذلك عند حدوث المشكلة ، ويبتعدوا عن أسلوب العقاب على الرغم من ارتكاب بعض الطلبة المشكلات الخطيرة وتفتح المدرسة باب الحوار وان تلبى المناهج احتياجات الطلبة وأسرهم وعلاج الدوافع وراء المشكلات التي تظهر ، وتأثير هذه الطرق المتبعة قوي في اتجاهات  موقف الطلبة للمدرسة  والتعلم والقضايا النفسية وتصورات الآخرين ورعاية أنفسهم وتحسين مستقبلهم .


     يجب أن نتعلم من مشكلات الطلبة إنا لا نتعامل معها بمعزل عما يجري في حياتهم ، وتؤكد فلسفة التعليم على جوانب الرعاية والقيم والأخلاقيات ونحتاج إلى تجاوز عن أسلوب العقاب ونسعى إلى علاج الجذور التي أدت إلى السلوكيات الخاطئة على يد الطلبة مثل التسلط عبر الانترنت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق