الثلاثاء، 21 يناير 2014

تدخل المتفرج ( المارة ) في حوادث التسلط : تجربة بلا إرشاد




Bystander Intervention in Bullying Incidents: A Misguided Experiment

Posted by Justin W. Patchin on December 11, 2013
Cyberbullying Research Center
تدخل المتفرج ( المارة ) في حوادث التسلط :تجربة بلا إرشاد
بقلم/ جوستن و. 11ديسمبر 2013
مركز بحوث التسلط
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     ظهر من مقطع فيديو تداول بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لشابين اشتركا في تجربة اجتماعية ( نزاع ) حيث يقوم أحدهما بمطاردة ودفع  ولكم  وتهديد الآخر  الذي فشل في حل الواجبات المنزلية ، وأمام جمهور من الناس في أماكن عامة في الحرم الجامعي ويفترض تدخل طرف آخر وكيف ؟ لكن معظم المتفرجين تجاهل الحادث أو ذهب عن مسرح الحادث ، ويبدو أنهم لا يودون توريط أنفسهم ، وبعض الجهات المعنية تنتقد هذا التصرف من الجمهور وتريد معرفة تفسير له .

سؤالي  هو: هل نتوقع شيئاً مختلفاً ؟
     معظم المشاهدين لهذا المقطع الذين تداولوا  وعلقوا عبر موقع " يوتيوب " أشادوا من خلال صراع هذين الشابين وجود مشكلة خطيرة وهي عدم اهتمام الناس  أو تدخل بهذه الحوادث ، وإذا اهتم بعض الناس وهو شيء منطقي وأنهم سوف يتدخلون لوقف هذا العنف ولكن هذا يجعلني أهز برأسي وأقول " إذا كان الأمر سهلاً " ولدي مشاعر في هذه التجربة القليلة وعواقبها المحتملة ، ومناقشة التجربة مهمة هنا" .

هل هذه التجربة نموذجية ؟
     أحد مخاوفي حول التجربة هو أني لم أشعر أن تصور التجربة واقعياً ، وعندما يتعلق الأمر بالتسلط هناك الكثير من الأشياء تحدث لكن لا نراها بمقطع الفيديو ، وأعتقد أن ذلك أقل الاحتمالات وأن ما يمكن تصوره هو مكرر ولا أصالة فيه ، لذا بعض الشباب يتعرضون إلى مثل هذا التسلط و أشك في هذا السيناريو أو المشهد يمثل قاعدة ، صحيح أن التسلط يحدث بشكل متكرر أمامنا ولكن أكبر مما نتصوره في مشاهد الفيديو عندما يظهر أثنان من الغرباء فجأة أمامك في خضم مشادة كلامية وصراخ عالي مثل ما نراه في المقطع .

     باعتراف الجميع ليس هناك بحوث كثيرة متعلقة بالتسلط بين طلبة الجامعة ، ومن الصعب التعرف على مدى انتشار المشكلة ، وكيف تبدو هذه التجربة ؟ وأشك أنا بذلك ، فالبلطجة المادية المباشرة ترتكب بحق أمام شخص غريب في مكان ما ، لقد قضيت فترة من عمري في الكليات الجامعية فلم أر أبداً أو أسمع مثل هذه البلطجة وأنا لا أشك أن هذا يحدث ؟ ولكن من المفيد استخدام إحصائية  لحادث نادر كمؤشر لردة فعل عامة ؟

ماذا تفعل أنت ؟
     من السهل مشاهدة هذا المقطع من الفيديو ونهتف بثقة أنا مع الضحية  إذا كنت تواجه هذا الوضع ثم تقوم بعمل ما ، وهكذا إذا طلبنا من الناس التدخل إذا رأوا شخصا يتعرض لسوء معاملة ، أتخيل أنهم لا يمانعون ذلك ولكن هل بالفعل يتدخلون حقا؟ أعني أنه من السهل جدا تصور التدخل في أوقات المأساة والفوضى ولكن هناك شيء آخر يمكن فعله .

     في نوفمبر 2000م كنت أنا وسمير نحضر مؤتمراً أكاديمياً في " سان فرانسيسكو" في أحد الأيام وبعد نهاية المحاضرة  تركنا قاعة المؤتمر وعدنا مشياً على الأقدام إلى الفندق ، شاهدنا شخصين يتشاجران في الطريق ، أحدهما يضرب لكمات لخصمه بينما الآخر يجر شعر رأس الآخر ، فوراً تدخلت للفصل بينهما وكانا غريبين لي ولم  استدعي سمير أثناء التفريق بين الخصمين ، ولكن عندما كنا نتحدث عن مقطع الفيديو السابق تذكرت  حادث " سان فرانسيسكو" اعترف سمير أنه جمد في مكانه وأصابه شلل ، وقد يكون تدخلي نوع من الحماقة ولا أحد يعلم ما سيتحدث لي ؟

     الحادث استمر لدقيقة واحدة فقط وطرحت سؤالاً  ماذا أفعل إذا وضعت في نفس الحادث ؟ قد يكون الجواب بالإيجاب ولكن أي شخص لا يعلم حقا ما سيحدث إلا بعد أن يواجه نفس الحادث ؟

تأثير المتفرج :
     قد يفسر بعض عدم التدخل في أي نزاع كوظيفة  ل "تأثير المتفرج" والنظرية وراء هذه الفكرة هي أن الناس الجيدين قد يرفضون اتخاذ أي إجراء أو تدخل عندما يطلب منه شخص للمساعدة ، وربما  لا يفكرون أن هذا من عملهم ، أو ربما يفكرون أن هناك من يقوم أو يتدخل  لفض النزاع ، أو ربما يشعرون أنه ليس وظيفتهم التدخل ، أو يقول لماذا أنا أتدخل ولا أحد يفعل شيئاً ؟

     جاء تأثير , تدخل المارة في قضية قتل مأساوية ل " كيتي جنوفيس ، Kitty Genovese " وعمرها (28) سنة قد تعرضت بالطعن حتى الموت خارج منزلها بمدينة " نيويورك " في (13) مارس 1964م ، وليس هناك شيء استثنائي حول جريمة القتل بهذه المدينة ( هناك 635 حالة قتل فيها في نفس السنة ) ولكن صدمة الضمير التي أصاب الناس ودهشتهم هي أن القتل حدث في مرأى ومسمع كثير من الناس ولو أن جريمة القتل حدثت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل  مع وجود أكثر من (13) شاهد لكن لم يتدخل أحد من المتفرجين ، ونشرت إحدى الصحف اليومية : أكثر من نصف ساعة مع تواجد (38) شخص محترم وغيرهم من الملتزمين بالقانون  شاهدوا القاتل يطعن امرأة ثلاث طعنات منفصلة  بحديقة كيو " Kew  " بحي " كوينز ، Queens " هناك أسئلة من خلال ما جاء في التقرير ولكن تأثير المارة ( المتفرجين ) تم ضبطه في التقرير بأدب مع أن أكثر من كان في مقر عمله لم يتحرك ساكنا وأمامه حالة قتل مأساوية .

     وقيل لا ينطبق أثر المارة في مقطع الفيديو نظراً لوجود أحد المارة فقط  وليس هناك مجموعة من المارة ، لذا تأثير وتدخل المارة ينطبق في تواجد مجموعة من المارة في مسرح الحادث ، في مقطع الفيديو يختبر الناس أنفسهم في تقاعسهم وتأثيرهم السلبي .

     لا أعتقد أن أكثر المارة لم يتحركوا لأنهم غير مبالين أو غير مكترثين ولعلهم كانوا خائفين على سلامة أنفسهم ، ولا نعلم كم من المارة الذين تركوا مكان الحادث قد اتصل برجال الشرطة أو اتخذ إجراء آخر في حل المشكلة ، وقد كتبت عن موضوع حادث الفيديو أن معظم المارة في مقطع الفيديو كانوا عاديين ولم يشعروا بالخوف على أنفسهم باستثناء شاب واحد جاء فجأة إلى مسرح الحادث عندما سمع عن المشاجرة ،

اتخاذ اختيارات شيء جيد :
     في العموم لا أعتقد أنها فكرة جيدة لإجبار شخص ما في التدخل بحادث العنف البدني وإذا شعر شخص ما بقوته الجسدية فاحتمال تدخله وارد ، والحقيقة أن أكثر الناس لا يتدخل  ولا يعمل شيئاً في حادث المشادة ، لذا نعتقد أنه من الضروري تزويد المراهقين بمجموعة من الأدوات لمنع الصراعات الطلابية ، ومن المهم التذكير أنه خلافا لمقطع الفيديو ، فأن أكثر حوادث المشاجرة تتم بين المراهقين وهذا شيء مشهور بين الناس ،وأكثر المارة يعرفون من المعتدي ومن المعتدى عليه  وإذا لم يقفوا هذه المشادة في لحظة حدوثها توجد عدة خيارات يتخذونها:
-       إخبار أحد بمن يثق به لاتخاذ الفعل المناسب .
-       دعم المعتدى عليه والحديث معه لتخفيف معاناته .
-       كتابة تقرير عن الحادث  والأطراف المتنازعة إلى المدرسة .
-       كتابة تقرير عن الموقع الالكتروني الذي يعرض حادث التسلط .
-       طلب المساعدة من الأصدقاء لفك وحل النزاع  أو اتخاذ الإجراءات المناسبة التي لا تسبب أذى له .

     بدون شك نحن بحاجة إلى المزيد من الفعل لتوعية المراهقين بالتدخل لفض النزاع ( انظر إلى  الفصل الرابع من كتابنا الجديد  تحت عنوان " جروح الكلمات " تحت موضوع : مع من تقف؟ ) ونتوقع تدخل المراهقين عندما يشاهدون حادث المشادة بين الغرباء ولو أنها فكرة غير صائبة لمعظم  المراهقين التدخل في نفس الظروف .

العواقب غير المقصودة :

     وأخيراً أشعر بالقلق بأن شعبية مقطع الفيديو  قد تؤدي إلى عواقب غير مقصودة ، على سبيل المثال بعض الناس ميالين إلى متابعة حوادث التسلط ، فقد شاهده أكثر ثلاثة ملايين خلال بضعة أسابيع وعلم المراهقون ما يمكن فعله ، ماذا يحدث إذا تدخل أحد المارة واستخدم العنف قبل أن تكون للمتشاجرين فرصة ليعلموا ما سيحدث ؟ وهل لأحدهم سلاح ؟ بالإضافة إلى ذلك فأن المراهقين قد يستهدفون بعض الناس وإساءتهم وعند القبض عليهم فأنه يشير إلى صديقه أنه هو السبب أو أنها مجرد مزحة وتجربة وهل هذا يجعله لا يعاقب على فعله ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق