الخميس، 27 فبراير 2014

التسلط : تحليل تمهيدي للعوامل المتعلقة بضحايا وجناة التسلط -1




cyberbullying: an exploratory
analysis of factors related to
offending and victimization
Sameer Hinduja
Justin W. Patchin
2008م
مقال : التسلط : تحليل تمهيدي للعوامل المتعلقة بضحايا وجناة التسلط
بقلم سمير هندوجا
جوستن و. باتشجن
ترجمة الباحث/عباس سبتي

     العنف والإيذاء عبر الانترنت أو ما يسمى " التسلط " جذب اهتمام العلماء والخبراء كما في تعريف" الضرر المتعمد والمتكرر جاء من خلال وسيلة النص الالكتروني المكتوب " (   2006    (Patchin and Hindujaهذه التجربة السلبية ليست فقط تقوض حرية الشباب استخدام واكتشاف قيمة المصادر ، لكن أيضا يمكن أن تؤدي إلى تداعيات عملية ومادية شديدة ، وتظهر الدراسات ظاهرة محددة كالتحرش عبر الانترنت عموماً فهي دراسات جديدة في مرحلة الطفولة والسعي جاري لفهم نتائجها ، في المسح الذي أجري على ( 1378) مراهق يستخدمون الانترنت لتحليل وتحديد خصائص الضحايا والجناة للتسلط ، وعلى الرغم من أنه لا توجد فروق كبيرة بين متغيرات  الجنس والعرق فأن كفاءة جهاز الكمبيوتر  والوقت المستغرق لها علاقة لضحايا وجناة التسلط بالإضافة إلى أن التجارب المتعلقة المتورطين الذين أبلغوا عن المشكلات المدرسية بما في ذلك ( العنف المدرسي التقليدي ) واستخدام السلوك الهجومي وقد تمت مناقشة آثار انحراف الشباب من كلام الشباب أنفسهم .

     تحدثت مع طالبتين من صديقاتي فأخذتا تتحدثان عني بأمور مرعبة لم أقلها واستخدمتا اسمي المستعار في " النت " وأخبرتا أحد أصدقائي أني أحبه يوم التقيت به أول مرة وأنه توقف الحديث معي ، فشعرت بالضيق والغضب  وفكرت بالموت وأردت ترك كل شيء خلفي وحجبتهما عني في الانترنت .
 طالبة ذات (13) سنة من غرب فيرجينيا

مقدمة :
     مع مطلع القرن الحادي والعشرين تمكن المراهقون من استخدام الانترنت والشبكات الاجتماعية والرسائل المستعجلة والتنافس وجهاً لوجه والتواصل الهاتفي كوسائل مسيطرة  للتفاعل الشخصي بينهم ، وبصرف النظر للفوائد الملموسة للحصول على المعلومات بضربة أصبع اليد ، وقيمة المتعة وسرعة المراسلات فأن المشاركين  من الشباب عبر الانترنت لديهم قدرة تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية  التي لا غنى عنها في مسار حياتهم لطلب النجاح .

     يوفر الفضاء الالكتروني طريق التعلم وصقل القدرة على ضبط النفس والتسامح واحترام وجهات نظر الآخرين والتعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة والانخراط في التفكير الناقد واتخاذ القرار   (Berson 2000 )

     هذه المهارات لا يمكن استيعابها بشكل فعال إذا لم تكن بيئة التعلم غير مقبولة لأولئك الذين يغامرون على ركوب المخاطر ، وفي الواقع إذا كان المراهقون غير مرتاحين وغير راغبين في اكتشاف الانترنت والاستفادة من كل المميزات الإيجابية سوف يفتقدون بعض الصفات التنموية بينما الآخرون منهم يعتنقون بعض الأفكار عبر الفضاء الالكتروني  بشكل طبيعي ، على الرغم من ان غالبية الشباب قد اكتسبوا خاصية الميل نحو الكمبيوتر والانترنت (NTIA, 2002 ) فأن بعض الأطفال وبشكل متزايد يتعرضون إلى العنف والعدوان وسوء المعاملة التحرش بشكل غير مباشر عن طريق التقارير الإخبارية والإعلامية ولكن بشكل مباشر عن طريق ما يسمى ب " التسلط " .

     وقد تم تعريف التسلط وبشكل مختصر :" الضرر المتعمد والمتكرر يلحق من خلال النص الالكتروني " (Patchin and Hinduja 2006:152 )  ويتم من خلال  الوسيلة الأولية هي الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف المحمول ، فالجاني يرسل رسائل مؤذية إلى الضحية إلى طرف  ثالث أو إلى المنتدى العام او البيئة التي يزورها كثير من المستخدمين عبر الانترنت ، وقد لوحظ ان التغير الاجتماعي يعطي فرص لظهور خصائص السلوك المفترس لدى قليل من الناس ، ومع التكنولوجيا المرتبطة بالانترنت فأن الذين يسرعون في إصدار الحكم فقد أصبحت التكنولوجيا في نظرهم سلاح إجرامي (  2002,  Butterfield and Broad  ) فالتسلط للأسف من خلال إنتاج حالات العدوان لدى المراهقين والتواصل الالكتروني يدعو إلى القلق .

     هدف الدراسة  الحالية إيجاد قاعدة من المعرفة المتعلقة للعدوان والعنف عبر الانترنت عن طريق تحليل بيانات المسح الميداني لآراء (1400) مراهق من أجل التعرف على العوامل المرتبطة لضحايا وجناة التسلط ،   هذه الصور الأولية لإبلاغ كلا من الأطفال والشباب في الأدوار الرائدة لعينة الدراسة والمتغيرات السلوكية في زيادة مخاطر أحد المنتمين إلى هذه المجموعة العشوائية ، ، ويمكن توجيه الاهتمام إلى المناطق ووضع الخطط للحد تأثير العوامل القابلة للعزل والاستجابة لها ، وفي الدراسة المستقبلية التي تبنى على خلفية الدراسة الحالية لمتابعة مناقشة التفاصيل والاتجاهات .

مراجعة الدراسات السابقة :
     على الرغم من أن الدراسات المتعلقة بالكمبيوتر قد تمت مراجعتها على نطاق واسع في مجالات عديدة ، الإيذاء عبر التهديد بالعنف من خلال الانترنت إلا أنها  جديدة في مجال البحوث التي تم استكشافها في الآونة الأخيرة  :
)Berson, Berson, and Ferron, 2002; Finn and Banach 2000; Finn 2004; Kennedy 2000; Lamberg 2002; Patchin and Hinduja 2006;
Spitzberg 2002; Ybarra and Mitchell 2004

     والتأثير المحدد للتسلط على الشباب تم دراسته على نطاق المجالات الدراسية المختلفة :
 see, e.g., Borg 1998; Kaltiala-Heino, Rimpela, Rantenen, and Rimpela 2000; Nishina, Juvonen, and Witkow 2005; Oliver, Hoover, and Hazler 1994; Olweus 1978, 1991; Patchin 2002; Tattum and Lane 1989

     ولكن دراسة  التسلط عبر أجهزة الكترونية  قد تم تجاهلها وربما بسبب البيئة الفريدة التي حدثت فيها أو بسبب استخدام أسلوب غير مادي محدد الذي ترتكب فيه حادثة التسلط  .

     ليس هناك نقص في أعداد الجناة أو الضحايا في حالة التسلط  بسبب توفر انتشار واسع من أجهزة الكمبيوتر والانترنت في العالم المتقدم ، مع ذلك فقد كان من الصعب رصد  ودراسة ظاهرة ترجع إلى طبيعتها غير الملموسة مثل أجهزة تكنولوجية أخرى  ، وفقاً لدراسة مسحية لعام 2005م التي أجرتها مؤسسة منزل الأطفال الوطنية بالتعاون مع شركة موبايل "  Tesco " لاستطلاع آراء (770) مراهقاً تتراوح أعمارهم  بين 11-19 سنة  نسبة (20% ) منهم أفادوا أنهم تعرضوا إلى حادثة التسلط عبر أجهزة التكنولوجيا  ، وحوالي ثلاثة أرباع ( 73%) قالوا أنهم جربوا حالة التسلط في حين أفاد (26%) منهم أن الجاني غير معروف لديهم (وغريب) والشيء المثير الآخر أشار (10%) منهم أن شخصاً ما التقط صورة لهم من خلال كاميرا الهاتف المحمول مما جعلهم يشعرون بعدم الارتياح والحرج أو التهديد ، ومعظم المراهقين غير مرتاحين في إبلاغ أحد المسئولين عن حادثة التسلط التي تعرضوا لها ، في حين 24% منهم أخبروا الوالدين و14% أخبروا  المعلم ، و28% منهم لم يخبروا أحداً بينما 41% منهم أخبروا صديقاً .

     والذين لم يخبروا أحداً عن الحادثة ترجع الأسباب 31% منهم أفادوا  إلى أنها غير مشكلة و12% منهم أفادوا لا يريدون أن يخبروا أحداً و11% أفادوا أنهم إذا أخبروا أحداً فأنه لا يستطيع وقف آثار و نتائج التسلط  و10% أفادوا أنهم لا يعرفون أين يطلبون المساعدة ، والمثير للاهتمام أفاد 23% منهم أن يتحدثوا مع الخبير في مجال التسلط  وأفاد 15% منهم أنهم يتحدثون مع احد مسئولي المدرسة و13% منهم أفاد فكروا في طلب المساعدة من خلال التعرف إلى موقع الكتروني يقدم النصح والمشورة عند حدوث التسلط (    2005، مؤسسة منزل الأطفال الوطنية  ) .

     دراسة أخرى أجريت عن التسلط والعدوان بين خريف 1999 وربيع 2000م تم استطلاع الآراء عبر الهاتف المحمول ل( 1498) مستخدماً للانترنت تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة  بوجود والديهم قالوا عن أفعال مرتكب التسلط :" الإيذاء بتعليقات وقحة إلى شخص ما عبر الانترنت " و " استخدام الانترنت لمضايقة وإحراج شخص باعتباره مجنوناً" .
)Ybarra and Mitchell 2004 (

     وقالوا عن أفعال الضحية :" من استخدم الانترنت في العام السابق لتهديده وإحراجه عن طريق نشر و إرسال رسائل عنه ليراها أشخاص آخرون ، حتى يشعر الضحية بالقلق أو التهديد بسبب أن أحداً أزعجه وأساء إليه عبر الانترنت  " .
)Ybarra and Mitchell 2004 (

     ووجد الباحثون أن  (   19%) من هؤلاء ممن استطلعت آراؤهم قد تعرض إلى أقصى العدوان  نهاية السنة الماضية  والغالبية العظمى من الجناة (84%) عرفوا شخص الضحية ، في حين أن (31%) من الضحايا عرفوا شخص الجاني ، وهذه الحقيقة جديرة بالذكر وتظهر أن  القوة والسيطرة  عبر الانترنت خلال قدرة إخفاء الجاني هويته  (Ybarra and Mitchell 2004 ) ، وعند المقارنة بين هؤلاء المعتدين وغيرهم ممن لم يسيء أحداً عبر الانترنت يكون الأول أكثر ضحية  للتسلط ، وإظهار السلوك المنحرف وعدم حبه للدراسة وتعاطي المخدرات والسجاير ، وعند المقارنة بين كل من الجاني والضحية  وغيرهما ممن لم يسيء إلى أحد عبر الانترنت فأن الفروق ذات الدلالة الإحصائية  التي ذكرت سابقاً باستثناء انخفاض حب الدراسة ، وجدير بالاهتمام أن متغيرات العالم الحقيقي تلعب دوراً يساهم لظهور أشكال الجنح والجرائم  التقليدية  وسلوك الانحراف العام  وانخفاض الالتزام بالمؤسسات الاجتماعية مثل المدرسة  والإساءة التي لها صلة بالانترنت .

قضايا خاصة بالتسلط والعنف الالكتروني:
     الفروق الدقيقة في الاتصالات الالكترونية مهمة لمناقشتها من أجل إظهار لماذا تستحق قضية التسلط الاهتمام المتزايد لدى بعض ، فالعناصر عن عدم كشف عن هوية الجاني وسلامته وهو خلف شاشة الكمبيوتر والتحرر من قيود ضغط المجتمع والضمير والأخلاق للالتزام بالسلوك السوي واستخدام الاسم المستعار وحساب بعض المستخدمين يجعل الضحية من الصعب تحديد هوية الجاني ، و علاوة على ذلك في العموم  أنه غير قانوني استخدام الاتصالات الجنسية لإساءة معاملة ومضايقة وغيظ غضب أحد  بسبب حمايته من قبل  التعديل الأول للقانون باستثناء الحالات يمكن أن تكون على وجه الدقة تدخل ضمن تعريف " الترصد والتسلط " ، في بعض الأحيان قد يخترق السلوك بنود القانون في حال التحرش على الرغم من أنه من الصعوبة بمكان لمنفذي القانون الانخراط والتدخل لحوادث التسلط ما لم يكن هناك تهديد جدي وكبير لسلامة الشخص ( الضحية) .

     على ما يبدو أن المراهقين لهم سلوك قانوني متساو مع السلوك الأخلاقي عبر الانترنت وبالتالي يشعرون من غير تقييد خلال " ثقافة الخداع" عبر انخراطهم بالتحرش   (Berson et al. 2002 ) وبالإضافة إلى الكلمات الخبيثة والبيانات على أن الفرد قد يخجل أو يتحرج موقف وجهاً لوجه  مع الخصم كذلك عندما يكون خلف شاشة الكمبيوتر وبعيداً عن الضحية ، وروايات الضحايا خلال الدراسات التي أجريت على يد الباحثين تشير إلى العنف غير المعقول للرسائل النصية  لمجهولي الهوية على الضحايا  : على سبيل المثال :

     ذكرت فتاة عمرها (17 ) سنة من واشنطن أنها تعرضت إلى الإساءة آخر مرة عندما تسلمت رسالة عبر مجهول أنه من مدرستي قال : " أنني سوف أذهب إلى الجحيم مع بقية البنات المعقدات " ولم أعرف من الذي أرسل الرسالة " .

     وفتاة عمرها (15) سنة من نيو جرسي " New Jersey " اعترفت أنها تورطت بحادثة التسلط قالت : أنني لا أحب هذه الفتاة لذا قلت لها عبر رسالة مسيئة في صفحتها الالكترونية  " أنت وقحة "  ووقعت كلمة  " مجهول " .

     فتاة عمرها (14)  سنة لم تكشف عن سكنها من الولايات المتحدة  واعترفت أنها " مجهولة " وذكرت طبيعة الأذى للتفاعلات عبر الانترنت :" بسبب أنك قلت أنها لا تؤذي أحداً عبر الانترنت ، بل تؤذي ، يقولون لك بأسماء لأن كل من في الانترنت له اسم مجهول ( مستعار ) لذا يمكن أن يعتقدوا أنهم يفعلون ما يشاءون بك ، ولكن بصراحة يزعجني أن الكل يفكر أنهم يعملون ما يشاءون لأنك لا تعرف من هم " .

     على الرغم من الاتصالات الالكترونية ودقتها بين الأفراد إلا أن فيها نقص ، وأيضا عدد غرف الدردشة المرتبطة بمتوفر خدمة الانترنت قليلة ولا توجد مراقبة عندما يبدأ الحوار بين أثنين من المشاركين ، وحتى من خلال التبادل الخاص ( الرسائل الفورية والبريد الالكتروني ) أو التبادل العام ( غرف الدردشة ، لوحات الرسائل على الانترنت أو مجموعات الأخبار أو من خلال إنشاء مواقع الكترونية مشبوهة )  ويتعرض الشباب إلى تعنيف من خلال طرق لها آثار سلبية على أجسامهم ونموها وعقولهم  وراحتهم وعلى علاقاتهم الاجتماعية والمعرفية والنفسية .

     بالإضافة انه من المعروف  أن الشباب الذين يتعرضون للمضايقة وسوء المعاملة والتخويف من قبل الآخرين في البيئات التقليدية مثل مطعم المدرسة والملعب وأروقة المدرسة وفي محطة الباص  وفي متن الباص في حال قدرة الجاني على الهروب ولو مرة واحدة فأن الضحية لا يفكر بالذهاب إلى المدرسة ، كذلك لجوء الجاني إلى البيئات المحمية يجعله يستهدف الضحية أو تشجيعهم من ذويهم على ارتياد عالم الجريمة ، والمعتدون الذين هم في وضع حرج من تنفيذ عدوانهم بسبب القيود الزمنية والمكانية يكونون محبطين وتقل كثافة ومعدل أفعالهم ، ومع ذلك فأن التقدم التكنولوجي الآن يساعد على وجود العدوانيين مع قدرتهم على بسط قوتهم عبر تطبيقات الانترنت والتسلل عبر منزل الضحايا والاتصال بهم من خلال الوسائل الالكترونية ، فالتسلط عبر الانترنت يتوسع في إيذاء الناس بواسطة هؤلاء العدوانيين .

ضرورة تحقيق رسمي :
     لماذا حازت قضية التسلط اهتمام ودراسة من قبل الباحثين ؟ هناك أعداد كبيرة من التداعيات السلبية المتعلقة بضحايا العنف التقليدي مثل المشكلات المدرسية ( التأخر الدراسي والغياب عن المدرسة ) .
 )BBC News 2001; Ericson 2001; Forero, McLellan, Rissel, and Bauman 1999; Richardson 2003; Rigby and Slee

     التفكير بالانتحار والاضطراب في الأكل والأمراض المزمنة
(Borg 1998; Kaltiala-Heino, Rimpela¨ , Marttunen, Rimpela¨  , and Rantanen 1999; Rigby 2003; Roland 2002; Striegel-Moore, Dohm, Pike, Wilfley, and Fairburn 2002                                        (
Hawker and Boulton 2000; Magnusson, Statten, and Duner 1983; Olweus 1994; Roland 2002; Seale, Polakowski, and Schneider 1998 .

     والتأثير السلبي على نمو المرافق وحالاته النفسية والاجتماعية  ، وفي الحالات القصوى قد يشارك الضحية في تعنيف نفسه وغيره من الأفراد.
 (Patchin 2002; Vossekuil, Fein, Reddy, Borum, and Modzeleski 2002

     وسوف نناقش الأساليب المستخدمة في جمع البيانات والتحليلات الإحصائية .

منهجية الدراسة :
     في هذه الدراسة التمهيدية والاستكشافية كانت طريقة المسح الميداني التي استخدمت عبر الانترنت لجمع البيانات لأفراد العينة وعددهم ( 6800) خلال 22ديسمبر 2004  و22 يناير 2005م بشأن تجاربهم عن العنف الالكتروني( الضحية ، الجاني وشاهد عيان ) ، وفائدة هذه الطريقة تتعلق بقدرة الوصول إلى عدد كبير من المشاركين بتكلفة اقتصادية منخفضة ، ثم موضوع الدراسة مناسب لهذه المنهجية ويتعلق بظاهرة عالمية تحدث عبر الانترنت ، ولأنه ليس هناك إطار أخذ بيانات  إلا من خلال الاتصال بضحايا وجناة التسلط  كعينة للدراسة ، ويبدو أنه أفضل طريقة للوصول إلى هذه العينة هي اختيار بعض المواقع الالكترونية يكون لزوارها نفس الخصائص الديموغرافية لأفراد عينة الدراسة ، وتتعلق أداة المسح الميداني بالمواقع الالكترونية التي تهتم بشئون المراهقين ، وعلى الرغم من هذه الإستراتيجية فأن 43% من مجموع المراهقين أعمارهم فوق 17 سنة وبالتالي استبعدناها من التحليل ، بالإضافة بذلت جهود لاستهداف الفتيان والفتيات في سن المراهقة ، وكانت غالبية عظمى أفراد العينة من الفتيات بنسبة 82% لذا قد يكون هناك تحيز من خلال استطلاع واستجابات لأفراد العينة لصالح الفتيات ، ولكن الأمل معقود بالدراسات المستقبلية لتلافي هذا التحيز ، ومع ذلك لجأنا إلى عدد متساو  بين الفتيان والفتيات أعمارهم أقل من 18 سنة عدد الذكور (680 ) وعدد الإناث (698) وهذا يعني أن يكون عدد أفراد العينة الإجمالي (1378) لجنس الذكور والإناث .

المتغيرات التابعة :
     توجد أربعة مقاييس ( أدوات ) وظفت كمتغيرات تابعة أولا: مقياسان للتسلط ( واحد للضحية وآخر للجاني ) ويشتمل على أشكال التسلط ، خصوصاً سئل المراهقين سؤال : هل تعرضت إلى العنف عبر الانترنت ؟ ( خاص لضحايا التسلط ) هل أسأت إلى أحد عبر الانترنت ؟ ( خاص لجناة التسلط ) وقبل ذلك فقد أخبر أفراد عينة الدراسة أن التسلط يتكون من : إزعاج أحد عبر الانترنت ، إغاظة بطريقة حقيرة ، وصف شخص بأسماء جارحة ، تجاهل الشخص كان لم يكن موجوداً ، تهديد شخص ما ، وتلفظ بكلمات متعلقة بأعضاء الجهاز التناسلي . واستخدم مقياسات آخران للتسلط الخطير من أجل فهم  العوامل المتعلقة بأشكال التسلط الحقبرة والمذلة . وسئل أفراد العينة هل " تعرضوا للتهديد " أو " تهديد لأمنهم " لأن أحداً قد هددهم ؟ ( خاص لضحايا التسلط  )  أو"  إلحاق الأذى البدني لشخص ما " أو تخويف الأطفال " ( خاص لجناة التسلط ) كل أدوات للمتغيرات التابعة برمز (1) للسلوك ورمز (صفر ) لعدم وجود سلوك .

المتغيرات المستقلة :
     انسجاماً مع دراسات سابقة  للعنف لدى المراهقين فأن عدد المتغيرات على مستوى الفرد يشتمل على نماذج لتقييم العلاقة بين الخصائص الديمغرافية والتسلط ، مع وجود عناصر لتحكم لنماذج المتغيرات المتعددة ، وأشارت الدراسات المتعلقة بالعنف التقليدي أن الذكور أكثر تورطاً بالعنف البدني بينما الإناث أكثر تورطاً بأشكال التسلط الخفية ( العلاقات الشخصية )  (   (Olweus et al. 1991; Seals and Young 2003  .وأشارت هذه الدراسات إلى النتائج المتباينة المتعلقة بتأثير العرق والطائفية .

  Devoe et al. 2002 ; Seals and Young 2003

     ويشتمل المتغيرين على نماذج مثل متغير الجنس والعرق ، والجنس يدخل ضمن استجابات الذكور والإناث  بينما   العرق يدخل ضمن الجنس الأبيض وغيره من الأجناس البشرية . أشارت الدراسات السابقة  أن حوادث التسلط توجد في المدارس الثانوية أكثر من المدارس المتوسطة (Mitchell 2004   (Ybarra and وهذه النتيجة تتعارض مع سن المراهقة وعلاقتها بالعنف التقليدي ( 2001 Nansel et al  ) لذا  أضيف  متغيرين يبين مستوى اتقان المراهق الكمبيوتر ، وقد أشارت الدراسات السابقة ان الجناة للتسلط  سواء الجاني فقط أو الجاني والضحية  يستخدمون الكمبيوتر باتقان ومتكرر أكثر من الأفراد الذين هم ضحايا .
 Berson et al. 2002; Ybarra and Mitchell 2004

     وسئل المراهقين كم ساعة في الأسبوع يقضون عبر الانترنت ؟ كم عدد الأنشطة المختلفة التي  يمارسونها ؟  وسئلوا  عن  المشكلات السلوكية المتعلقة بالعنف التقليدي ربما تكون لها علاقة بالتسلط عبر الانترنت . أولاً : وسئلوا عن الهروب من المدرسة ، الغش بالامتحان ، أو فصلوا من المدرسة لسوء السلوك خلال الستة الأشهر الماضية ( المشكلات المدرسية )  (  (Ericson 2001; Rigby and Slee 1999 ثانياً : سئل  المراهقون هل تصارعوا مع بقية الأطفال (قرين معتدي )   (Vossekuil et al. 2002 ) او تعاطي  الخمور والمخدرات Olweus 1999 Rigby 2003)   ) أخيراً سئل المراهقون عن تجاربهم للعنف التقليدي خصوصاً إذا كان الضحية واجه المعتدي وجهاً لوجه ، أو كان الضحية معتدياً ، كل متغيرات السلوك رمز لها (1) الذي له تجربة ورمز (صفر ) إذا لم تكن هناك تجربة .

التحليل:
     هدف هذه الدراسة هو تحديد العوامل المتعلقة بالضلوع في تجربة التسلط  ، أولاً : سيتم تقديم إحصاء وصفي لفهم طبيعة العينة العشوائية قيد دراسة . ثانياً : سوف يتم كشف موقع تجارب التسلط من اجل تحديد ما البيئة التي تنتج حادثة التسلط ، ثالثاً: سيتم احتساب نماذج الانحدار لتقييم أثر المتغيرات التنبؤية على جميع أشكال التسلط ، وأخيراً العديد من نماذج الانحدار اللوجستي تحسب من أجل أغراض فحص أثر مشكلات المراهقين السلوكية ( الجنس ، العرق ، العمر ) على مشكلة التسلط الخطيرة ، والانحراف اللوجستي هو الأسلوب المثالي لمحاولة تحديد نبذة عن التسلط لأنه يقدر الفروق بين الضحية والجاني على أساس المتغيرات المستقلة .

النتائج :
     الإحصاء الوصفي: تتكون عينة دراستنا من (1378) مراهقاً أعمارهم أقل من 18 سنة موزعين بالتساوي تقريباً بين الجنسين ، والغالبية العظمى من أفراد العينة  من أصول قوقازية أو بيضاء (80%) ومن الولايات المتحدة يشكلون نسبة ( 74،6% ) ومتوسط أعمارهم هو ( 14,8 ) سنة ، ومن الواضح في الدراسة أن المراهقين يتقون استخدام الكمبيوتر ، ويقضون ما معدله (18) ساعة في الأسبوع ، ويشاركون في خمسة  أنشطة مختلفة خلال الانترنت .

     يبين جدول رقم (1) بيانات متعلقة بتجارب أفراد العينة ( ضحايا وجناة ) . على سبيل المثال أكثر من (32%) من الفتيان وأكثر من (36%) من الفتيات هم ضحايا التسلط ، في حين حوالي (18%) من الفتيان و(16%) من الفتيات قد أبلغوا مضايقتهم للآخرين عبر الانترنت .

     وقد تلقينا من الردود – الإجابات : فتى عمره (14) سنة  من كندا قال: أرسل شخص لي عدة رسائل بالبريد الالكتروني مثل جملة :" أنت مخنث " وجملة " أنت أبكم ، أخرس " وعندما تعرضت إلى تعنيف ومضايقة ( هي حالة نادرة ) سمعت يقولون لي : مثلي ( الجنس الثالث) هو ما يغيظني ، وبالمثل فتاة عمرها (11) سنة من ولاية كاليفورنيا  قالت:  " Kristina " صديقتي بالمدرسة كتبت لي : غداً انظروا خلفك ، سوف نأتي إليك " ، جعلتني أشعر بالضيق وبدأت أبكي ، لا أحد يحبني . هذه الردود تعكس طبيعة التسلط المسيئة والمؤذية على الضحايا .


     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين البنين والبنات من خلال تجاربهم مع التسلط سواء الجاني أو الضحية ، وهذا يتعارض مع العنف في فناء المدرسة ( خصوصاً العنف البدني ) الذي يقوم به في الغالب الطلبة  الذكور ، وربما تكون شبكة الانترنت  البيئة المثالية لأشكال تلميحات ( تهديد ) بالعنف شائعاً  بين البنات ، والمراهقون يصبحون ضحايا من خلال غرف الدردشة أو عن طريق رسائل نصية في حين الفتيات أكثر ضحايا عن طريق البريد الالكتروني (13% و9،7% على التوالي ) ومواقع الجناة شبيهة لمواقع الضحايا ومع اثنتين من أكثر البيئات شيوعاً هي غرفة الدردشة والرسائل النصية عبر الكمبيوتر . على سبيل المثال فتاة تبلغ من العمر (13) سنة لم تفصح من أين سكنها أعربت : حدث ذلك موقع الماسنجر"  MSN Messenger  " منذ عام مضى فتاة هددتني بالقتل .. قالت إنها تعرف أسرتي وأين أسكن أعيش ؟ وقالت ستأتي الساعة الواحدة ليلاً لتقتلني ثم أغلقت باب الحوار   ، أخبرت أمي فقالت الأم  أحاول أن أعرف  من هي ؟ وإذا استمرت في عملها سوف نخبر الشرطة ، قمت وأرسلت رسالة إلى الفتاة وأخبرتها أننا سنخبر الشرطة فقالت أنها  آسفة وأنها تمزح  .  في عنوان البريد الالكتروني يوجد اسمها أنها طالبة في فصلي . وبالمثل فتى عمره (17) سنة من كاليفورنيا ذكر ما يلي: كنت أتحدث مع أحد في غرفة الدردشة وبدأوا  يقولون لي أشياء مثل أني غبي حقاً ، فطلبت منهم راجياً بالكف عن ذلك لكنهم لم يتوقفوا ، وقالوا أنهم سوف يؤذوني فخفت بسبب أني لا أعرفهم ولكنهم يعرفون سكني ، وذات مرة جعلني أحدهم أشعر بالقلق عندما قال أنني سوف أقتل نفسي لأني أعتقد ما يقولونه لي صحيح ، وبدأ أصدقائي يهدئوني ولا أقوم بعمل سخيف ، لم يعجبني ذلك لأن الناس تنشر الشائعات علي عبر الانترنت وأنه يحدث لكل من يدخل غرفة الدردشة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق