السبت، 8 فبراير 2014

التسلط والعنف عبر الانترنت -2





Newbie:
     شخص جديد وعديم الخبرة مع أنشطة الانترنت ويطلق عليه اسم " مستجد " .

Offender:
     الذي يحرض على الإساءة والقسوة الاجتماعية عبر الانترنت ويسمى باسم " المعتدي .

 Profile:
     ملف : يحتوي على موقع التواصل الاجتماعي لإنشاء صفحة ويب تضم خلفيته الاجتماعية والثقافية وميوله وأصدقاؤه وكلها تعكس شخصيته وهويته مع الموسيقا ومقاطع الفيديو .

Proxy:
     الوكيل : شبكة تسمح التواصل عبر الانترنت ، وإذا حجب عن الشخص دخول الشبكة أو الموقع يمكن أن يوظف وكيلاً لإعادة الدخول في البرنامج أو الدخول في موقع " ماي سبيس ".

Shoulder Surfing :
     يشاهد شخص محتويات الكمبيوتر أو الهاتف المحمول .

SMS: “Short message service.” :
     خدمة الرسائل القصيرة ، بروتوكول الاتصالات الذي يسمح بكتابة رسالة قصيرة لا تزيد عن 160 حرفاً عبر الهاتف المحمول .

Social Networking Web Sites:
     مواقع التواصل الاجتماعي : الخدمة عبر الانترنت للتواصل بين الأفراد فيما يهمهم من ميول مع توفير البيئة الافتراضية ( الصور ، ملفات شخصية وأنظمة المراسلة مثل : فيسبوك وماي سبيس .

 Spam :
     بريد الكتروني غير مرغوب فيه من شخص غير معروف إلى المتلقي .

Texting:  
     إرسال رسائل قصيرة عبر الهاتف المحمول .

Threat:
     كتابة عبارة تهديد إلى شخص آخر .

Trolling:
     إرسال معلومات عمداً ومكرراً لإغراء الناس بالمساعدة عاطفياً ، ويتم إثارة وتأجيج الآخرين .

Victim:
     الضحية : شخص عبر الانترنت يتلقى أذية وقسوة من آخرين ويطلق عليه " المستهدف" .

VoIP: “Voice over Internet Protocol.” :
     صوت عبر بروتوكول الانترنت أي انتقال صوت  عبر الاتصال بالانترنت .

Web:
     اختصار مفهوم " شبكة الانترنت العالمية " أو صفحات متصلة عبر الانترنت .

Wireless:
     لاسلكي : الاتصالات التي تتم بواسطة أمواج كهرومغناطيسية عبر الفضاء  دون أسلاك كهربائية .

Wireless Device :
     جهاز لاسلكي مثل الهواتف المحمولة والمساعدات الرقمية الشخصية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ( اللابتوب ) التي تسمح بالاتصال عبر الانترنت دون استخدام العضو أحد أعضاء الجسم بواسطة الكيبل .


الفصل الثاني :
خطورة قضية التسلط على الطلبة :
     منذ أكثر من عشر سنوات اهتم الباحثون بالولايات المتحدة بقضية التسلط وأثرها على طلبة المدارس والجامعات ، وقد اطلعنا على  كثير من التقارير المتعلقة بهذه القضية ، وقد تناولت المقالات موضوعات : توعية  الوالدين بهذه القضية ودور المدرسة ورجال الأمن والقانون في إرشاد الطلبة  ونتائج الدراسات التي أجريت على هذه المشكلة وجهود الدول في سن التشريعات  للحد من  التسلط عبر الانترنت .

ما الآثار السلبية للتسلط عبر الانترنت على الإنسان ؟
     توجد أثار متعلقة بالتسلط عبر الانترنت  عبر أرجاء العالم ، أولاً  تؤدي هذه المشكلة إلى الشعور بالاكتئاب  والحزن والغضب  والإحباط ، قال احد المراهقين : يصيبني أذى جسمي وعقلي ويخيفني وأفقد الثقة بنفسي ويجعلني أشعر بالمرض وعدم الفائدة من وجودي ،  وضحايا التسلط  عبر الانترنت يشعرون بالخوف و الحرج من الذهاب إلى المدرسة ، وأشارت بعض الدراسات إلى وجود العلاقة بين التسلط وانخفاض احترام الذات ونشوب مشكلات عائلية  وانخفاض في معدل التحصيل الدراسي  والعنف بالمدرسة والسلوك المنحرف ، وأخيرا العنف عبر الانترنت يؤدي إلى تفكير المراهقين بالانتحار وتوجد أمثلة بحالات الانتحار بالولايات المتحدة .

لماذا أصبح العنف عبر الانترنت قضية مهمة ؟
     العنف عبر الانترنت  مشكلة مستفحلة ومستمرة  بسبب كثرة أعداد المراهقين المستخدمين لها وتبنيهم للأفكار الموجودة في أجهزة التكنولوجيا ( الكمبيوتر والهاتف المحمول)  هناك ثلثي أعداد المراهقين يستفيدون من الانترنت في العمل المدرسي ، والاتصال بزملائهم ، أو ممارسة الألعاب الالكترونية والتعرف على مشاهير الفن والرياضة وتبادل الخبرات في مجال استخدام الانترنت لأن أدوات الانترنت أصبحت مهمة في حياتهم ، وليس بمستغرب أن بعضهم يستخدم هذه الأدوات في أذى أو تهديد  الآخرين إن ارتباط  بعض المراهقين بالانترنت خلال (24) ساعة  يعني أذية وإساءة للغير ، ويستغل بعضهم عدم كشف عن اسمه استخدام كلمات مكتوبة بغيضة ومسيئة  ودون مواجهة الجاني وجها لوجه ، وبما أن بعض ردة فعل الآباء ضعيفة  يشعر الجناة أن ليس لأفعالهم عواقب وخيمة .

     التسلط عبر الانترنت يتخطى كل الحدود الجغرافية وان الانترنت عبارة عن  نافذة  يطل منها المستخدمون على أرجاء العالم  بواسطة أجهزة متعددة  ، وهي مهمة بالنسبة لبعضهم ومع ذلك فان القضايا التي تمت مناقشتها فأن بعض المراهقين يشعرون بحرية إرسال ما يودون إرساله دون النظر ما يحمله هذا المحتوى أو ما يسببه من أذى ومعاناة نفسية وجسدية للضحايا .

ما هي أكبر التحديات التي تمنع تصدي  التسلط عبر الانترنت ؟
     يوجد تحديان يمنعان في التصدي للتسلط عبر الانترنت ،  أولا: كثير من الناس لا يشعر بالأذى التي يسببه هذا التسلط ، وبعضهم يتجاهل أو يستبعد هذه الأذى ، ولو أن هذا الشكل من أشكال العدوان ويدعو إلى القلق ، صحيح هناك قضايا تواجه المراهقين والآباء والمعلمين ومنفذي القانون ، ونحن نقبل أن التسلط عبر الانترنت  مشكلة  مستعصية  فكيف نتجاهلها ؟

     التحدي الآخر لمن يريد  أن يوقف هذا التسلط و يتحمل المسئولية لاستجابة سوء استخدام التكنولوجيا  ، ويقول الآباء أن ليس لديهم مهارة لمتابعة سلوك أبنائهم باستخدام التكنولوجيا ، ويخشى المعلمون التدخل في هذه السلوكيات التي تصدر من الطلبة خارج المدرسة  ويتردد منفذو القانون في التورط بهذه القضية  لعدم وجود دليل قاطع للجريمة  أو تهديد سلامة الآخرين  ، وقد تتسلق حوادث التسلط من خلال الشقوق ويستمر السلوك الخاطئ صعودا دون علاج بسرعة ،  ونحن بحاجة إلى تعاون من الجميع  لإيجاد بيئة مناسبة للحوار مع المراهقين بشأن هذه المشكلة  واتخاذ الخطوات اللازمة لحلها  وندعو المراهقين والآباء والمعلمين والمستشارون القانونيين وأجهزة الأعلام والمجتمع لتوحيد الجهود في التصدي للعنف عبر الانترنت .

هل توجد أية علامة تحذير لوقوع التسلط عبر الانترنت ؟
     قد يكون الطفل والمراهق ضحية التسلط عبر الانترنت  عندما يتعرض إلى هذا التسلط  من خلال استلام رسالة نصية بالبريد الالكتروني فتجده  يتوقف  فجأة عن استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص به أو جهاز الهاتف المحمول ، ويبدو عليه العصبية  والغضب  وقد لا يذهب إلى المدرسة  أو خارج المنزل  ويبدو عليه الاكتئاب  أو الإحباط  بعد الاستخدام لجهازه  ويتجنب النقاش حول ما يفعله في الكمبيوتر أو الهاتف  ويظهر عليه الانسحاب فلا يختلط بأصدقائه أو أفراد أسرته .

     والطفل أو المراهق الذي تورط  في سلوكيات  هذا التسلط  فأنه يغلق جهاز الكمبيوتر بسرعة أو  البرامج التي يشاهدها عندما يأتي إليه والده ، وقد ينزعج بشكل غير عادي عند تقييد امتيازات أو فوائد الكمبيوتر من قبل والده ، ويرفض أبوه  ما يفعله باستخدام جهازه  ويبدو أنه يستخدم عدة حسابات للدخول في البرامج  أو يستخدم حساب غيره ، فإذا تصرف المراهق تصرفاً غير سليم في هذه الحال  حاول أن تعرف الأسباب  .

بحوث ضحايا التسلط للمراهقات :
     تركز على جرائم  العنف الجسدي  من مثل الاعتداء الجنسي  والإساءة  إلى الأطفال ، إن تزايد الاعتداء الجنسي على المراهقات عبر التسلط يجب أن يسلط الضوء من خلال إجراء البحوث التجريبية على التحرش الذي يحدث عبر وسائل الإعلام الالكترونية ، ويتم تعريف التسلط على أنه :" الضرر المتعمد والمتكرر يتم بواسطة استخدام الوسائل الالكترونية ، الهواتف المحمولة ، وبقية أجهزة التكنولوجيا " والتسلط ينطوي على إرسال رسائل نصية من أجل السخرية والتهديد والمضايقة لشخص آخر ، أو إنشاء صفحة وموقع التواصل الاجتماعي لنشر مواد مسيئة إلى شخص ما .

الدراسة :
     البيانات الكمية والنوعية التي تم الحصول عليها لاستطلاع آراء المراهقات أقل من (18) سنة وعددهن (3141) بنتاً  اللاتي استخدمن الانترنت من خلال دعوتهن بالمشاركة في " دراسة استخدام الانترنت المرتبط بمواقع المراهقين الالكترونية   " وتم جمع هذه البيانات في ربيع 2005م وتراوحت أعمارهن ما بين 8و17 سنة ، ومعظم الفتيات  بنسبة (1،69%) في المرحلة الثانوية في الفصول : التاسع إلى الثاني عشر من العرق الأبيض القوقازي (78%) ومن الولايات المتحدة (75%) .

تجربة سلوكيات التسلط للمراهقات :
     أكثر من ثلث العينة (38%) أجابوا بنعم في عبارة :" لقد تم تعنيفي عبر الانترنت "    ولما سئلوا بعد ذلك هل تعرضوا إلى أكثر من شكل من أشكال التسلط مثل : عدم الاحترام والتجاهل عبر الانترنت كانت الإجابة  بنعم ، وهذه النتيجة تؤيد التمييز بين سلوكيات " التسلط عبر الانترنت " وبين سلوكيات أقل غدراً من التحرش الالكتروني التي تعرضت لها الفتيات بشكل منتظم ، وبالفعل اثنان من هذين السلوكيين :  التجاهل عبر الانترنت بنسبة (8،45%)  وعدم الاحترام بنسبة ( 9،42%)  وكل السلوكين من السلوكيات غير عنيفة ، ومن المهم أن بعض الفتيات لم يبلغن عن التهديد الذي تعرضن لهن بنسبة  (2،11%) ولعل هذه الأشكال عنيفة أكثر دلالة للتسلط  من التحرش عبر الانترنت  وأخيراً حدثت أشكال التسلط للفتيات من خلال غرفة الدردشة بنسبة (4،26%) والرسائل النصية بنسبة (7،21%) وعبر البريد الالكتروني بنسبة (5،13%)  وحددت هذه السلوكيات من خلال تداخل بين  البيانات النوعية  والكمية  وأكثر كلمات الشتم بين الفتيات تداولت  حسب الدراسة هي :  بدينة أو سمينة  وقبيحة  وقذرة وكلبة  أو ذئبة  وكلمات كريهة ومسيئة أخرى .

طالبة في الصف الحادي عشر قالت:
     صديقي السابق وزملاؤه كتبوا تعليقاً استفزازياً علي في موقع اليوميات الالكتروني ، وقمت بحجب صفحتي كي لا يدخلوا فيها   إلا أنهم استمروا بكتابة تعليقات سخيفة في صفحة " الزوار " لي  ،   وهددوني بالقتل واعترفوا صراحة أني لدي " مهووس" يتحدث معي عبر استطلاع الرأي بالانترنت ، أنا أشعر بالاشمئزاز .

     انتشار القيل والقال مثل الكذب والشائعات على الضحية أكثر شيوعاً ، وهذه الألفاظ تجعل عبارة " عدم احترام الآخرين " تتداول بين (40%) من عينة الدراسة ، وأخيراً الردود والأمثلة تدعم فكرة أن المراهقات يتلقين التهديد عبر الانترنت بدءاً من التحذيرات الغامضة مثل " التهديد سيطالني " إلى التهديد المباشر " : مثل : قالت لي أنها سوف تضربني برأسي  إذا خرجت .

وتحذير خطير عبر الرسائل النصية  مثل :"  سوف أقوم بقتلك " .
     تشير بيانات القصص إلى السلوكيات التي لم تذكرها البيانات الكمية :
أولا :
     معظم أفراد العينة  يصفون السلوكيات بالنفاق أو استخدام الجناة أسلوب السخرية من النفس .

ثانياً :
     معظم البنات ذكرن أمثلة للجناة الذين استخدموا أجهزة الاتصالات الالكترونية في الرسائل الفورية وغرف الدردشة والبريد الالكتروني للكشف عن سرية وحساسية البيانات عن أنفسهن إلى الآخرين .

ثالثاً :
     معظم الضحايا ينزعجون من أصدقائهم عندما يريدون أن يشاطروهم الرأي عبر الانترنت ، وأخيراً كشفت البيانات أن كثيراً من أمثلة التحرش الجنسي موجهة إلى الفتيات المراهقات وهذه الأمثلة  تظهر تكرار حوادث التحرش على يد  الغرباء أو مجهولي الهوية ، السلوكيات غير المرغوب بها مقدماتها تبدأ عندما تريد الفتاة أن تلعب لعبة مع فتى آخر  سألها إذا كنت أريد  أن أمص ...  أو الطلب من الفتاة ممارسة الجنس عبر الانترنت مع المعتدي .

من يتحرش بالفتيات المراهقات ؟ :
     عندما سئلت الفتيات هل عرفن الشخص الجاني عبر الانترنت وعددهن (1203 ) فتاة فأن خمس (1-5 ) منهن بنسبة (5،20%) أجبن لم نعرفه ، وهذا يعني أن أكثر الفتيات يعرفن هوية الجناة وأنهم من أصدقائهن بالمدرسة بنسبة (3،31%) أو أحد طلبة المدرسة بنسبة (4،36%) أو تعرفن عليه عبر غرفة الدردشة بنسبة (2،28%)    وكشف التحليل النوعي للنتائج أن الفتيات تعرضن إلى التحرش من قبل أصدقائهن السابقين الذين يشتموهن وفي بعض الأحيان يهددوهن ، كذلك تعرض بعض الفتيات إلى التحرش من قبل أشخاص غرباء عبر الانترنت .

قضية التسلط بدولة الإمارات :
     تشير تقارير مراكز متخصصة في مواجهة جرائم الإنترنت بدولة الإمارات إلى أن نسبة طلبة المدارس الناشطين في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإمارات في سن 14 إلى 18 عامًا تصل إلى 95%، وتقول التقارير: إن حوالي 50% منهم تعرض لتهديدات تأخذ أشكالًا مختلفة كمحاولات الترهيب وسرقة الهوية والتحرش بالفتيات.

     وكما جاء في التقرير تصل نسبة محاولات الترهيب إلى 20% وسرقة الهوية 15% والتحرش 13%. وتوضح التقارير أن 86% من الطلبة الذين شملتهم الدراسة يمنعهم الخوف أو الخجل من التحدث عن مشاكلهم. وأنه في حالة التعرض لمثل هذه المضايقات فهم يفضلون اللجوء إلى الآباء، وهؤلاء أكثر من الذين يلجئون إلى الأصدقاء أو المدرسين أو السلطات المختصة. كما تؤكد التقارير على الحاجة الماسة لرفع الوعي لدى طلبة المدارس حول مخاطر تهديدات شبكات التواصل الاجتماعي.

     ويقول جميل عز، المدير العام لمؤسسة ICDL GCC التي أجرت هذه الدراسة : إن الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي يزداد يومًا بعد يوم في المجالات الدراسية، وللحصول على المعلومات وللتسلية، ولذلك فالضرورة باتت ملحة لحماية الأبناء من هذه المخاطر. ويعتبر تويتر أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات بنسبة 36% ثم يليه فيسبوك بنسبة 29%.
( موقع الشروق الالكتروني ، مصر 12/12/2013 )

     طالب معلمو مدارس ذوي طلاب بضرورة تفحص حسابات الأبناء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صفحات إباحية على تلك المواقع، وتحايل طلاب مراهقون بإغلاق المواقع الإباحية عبر الإنترنت، ومشاهدتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.وحذروا من مخاطر تلك المواقع، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، على المستوى الأكاديمي للطلبة، مشيرين إلى أن ارتياد مثل تلك المواقع يومياً يؤثر في مستوى الطلبة ويضر بمستواهم الدراسي، إذ إنه كلما زاد وقت الإقبال عليها قلت فرص التحصيل الدراسي عند طلبة بسبب إهدار الوقت.من جانبهم أكد طلاب تلقيهم طلبات صداقة من أشخاص مجهولين، وعند فتح صفحاتهم للتعرف إليهم يفاجأون بأنها تحتوي على صور ومواد إباحية، إذ قال الطالب في الصف الـ(11 )راشد احمد، «وصلتني العشرات من طلبات الصداقة المجهولة، التي لا أعرف أصحابها، وبالدخول إلى صفحاتهم وجدت العديد من المشاهد والصور المخلة، مما دفعني إلى رفض هذه الطلبات .
( موقع الإمارات اليوم ، 15/1/2012 )

تسلط الآباء على أولادهم من أجل عقابهم : 
     هناك اتجاه  جديد مقلق قد ظهر في عالمنا الرقمي الذي يمزج بين وسائل الأعلام الاجتماعية وتربية أولياء الأمور لأولادهم ، وأنه أكثر قلقاً  لمن يعتقد به أول مرة ويسمى : التأديب الرقمي " السايبري"   cyber-discipline .

     حدث أول حادث في فبراير 2012 ، عندما تناقلت الصحف أخبار قصة رجل في شمال كارولينا  North Carolina

     الذي قرر تأديب ابنته وعمرها (15) سنة التي اشتكت على والديها في " فيسبوك " ، وحجبت والديها من رؤية ما تكتبه وكتبت بأسلوب عدواني كريه .

     طريقة Tommy Jordan’  في التعامل مع ابنته  هي أنه نشر في يوتيوب عنوان " الفيسبوك  والأبوة : من أجل المراهقة المضطربة  " ويبدأ   Tommy Jordan   مقطع فيديو بشرح نصيحة أولياء الأمور كيف  يتعاملون مع أولادهم  الذين ينشرون أخبار مسيئة في فيسبوك وكيف أنه أنفق أموالاً لشراء جهاز كمبيوتر وموقف ابنته في انتقاد والديها في فيسبوك  الذي بدلاً من ذلك عليها  أن تقوم بالأعمال المنزلية  ، وأنه سخر من كلماتها كل ذلك في مقطع فيديو .   

     بعد ذلك انتقل إلى مشهد الكمبيوتر ملقى على العشب والتراب وهو يقول : هذا هو المكان المناسب للكمبيوتر ثم حمل بندقية وصوبها نحو الكمبيوتر تسع مرات وعدد الرصاص وطلب من ابنته دفع ثمن كل طلقة رصاص .

     تحدث الأب خلال نقاشات سريعة كيف أن  مواقع التواصل  الاجتماعي تستخدم كوسيلة لتهذيب الأولاد ، ونظمت المناقشة  لطرح العنف بشكل خفي وردة فعل وطبيعة التهذيب وإطلاق صيحة غلاء أجهزة التكنولوجيا  ، وأخذ الأب ثأره بما فعلت البنت ، وليس صواباً أن يأخذ الأب ثأره من طفلته ، وبدأ الأب بالقول :" وضعت تعليقاً عبر فيسبوك وأنا تحدثت عبر فيسبوك " ، لماذا يكون خطأ بالنسبة للبنت أن تشتم وتصرف غير ناضج عبر الانترنت ، وليس خطأ بالنسبة للأب ليفعل ما فعلت البنت ويشوه سمعتها عبر مقطع فيديو يراه الناس ؟

     صرخة قضية التسلط جاءت في الأسبوع الماضي ، في  Akron, Ohio قررت Denise Abbott أن ابنتها وعمرها (13) سنة تحتاج إلى تأديب لاستخدامها فيسبوك والبنت استخدمت نفس الطريقة واستخدمت فوتوشوب لوضع علامة X  على فم ابنتها في صورتها ، وأضافت البنت  عبارة : أنا لا أعلم كيف أحفظ فمي مغلقاً ، وسوف لا يسمح لي استخدام الفيسبوك أو الهاتف ، لماذا ؟ أمي قالت : لدي الرد على كل من يسأل .

     وضعت صورتها في حسابها في فيسبوك كذلك صورة ابنتها ، وقد تناقلت الأخبار حكاية البنت بعرض صورتها فقط  وقالت  Denise Abbott : عليك أن تتبنى مهارات الأبوة من خلال الوقت " .

     كل من  Tommy Jordan and Denise Abbott  قالا سيجذبون انتباه الناس في أرجاء العالم ، وبالتأكيد سمعت Denise عن ردة فعل Tommy وقالت أنها فعلت ما فعلت واستدعت وسائل الأعلام إلى بيتها  لتروي قصتها ، ومن المهم القول أن الندم لا ينفع ، على أي حال هذا يعزز حاجة الوالدين لفهم طبيعة عمل الانترنت .  

     كل من نوعين الانضباط والتأديب في رأي في الطريق الصحيح لكن عبرا الخط المهم بين التهذيب في المنزل وتدهور الأخلاق في الخارج ، وعلاوة على ذلك يبدو أن هؤلاء الآباء يرغبون نوعاً من التأييد والموافقة الشعبية لتربية أولادهم ، وهذا يأخذ الأولوية على الحصول على تعديل السلوك ولكن لماذا نشر مواعظ التربية عبر الانترنت ؟ لماذا يتبعون تصوير أسلوب الحوار  عبر مقاطع الفيديو؟ لماذا لا يؤدبون أولادهم في المنزل باحترام ؟ ألا ينبغي أن يكونوا مثل  بقية البالغين في مثل هذه الحالات وطرح القدوة او السلوك الإيجابية بدلاً أن يعكس الأفعال التي تؤدي إلى المعاقبة عليها ؟  

ما هو الخطأ في هذه الإجراءات التأديبية ؟ إليك بعض المقترحات :
     حول الآباء أسلوب التأديب في الحدث العالمي أنه بمثابة وضع الطفل على درج في دائرة الضوء والإشارة  بالأصابع لتسليط الضوء على واقع  سلوك المراهق الطبيعي قائلاً :" انظر كيف تصرف طفلي تصرفاً خطأ "  ، ودعوة الجميع عبر الانترنت ومشاهدي التلفاز ليفعلوا بأبنائهم ما فعله هذا الأب وأمثاله  ، أنه نوع من التسلط الشديد باستخدام التكنولوجيا ومنصة وسائل الأعلام الاجتماعية لإذلال وتشويه السمعة ، وهذا ليس أسلوب تربية أنه فضيحة وإساءة عامة ، وقالت الأخبار التي تناقلت الخبر أن الفتاة تستحق ذلك لكن هل شعرت البنت أن هذه طريقة تربية أم شعور بالإكراه ؟ 

     أنه فتح الباب لبقية الآباء أن يحذو حذو هذا الأب لتربية أطفالهم ، على الموقع الالكتروني الذي عرض القصة لأول مرة توجد تعليقات لا تحصى من الآباء وهم يصرخون : إنا سنلجأ إلى هذا الأسلوب إذا أخطأ طفلي ، حسب استطلاعات الرأي  (وهي غير علمية ) التي نشرتها وكالات الأنباء يرى الآباء أن ما فعله كل من  Tommy Jordan and Denise Abbott   كان صحيحاً ، أنها مؤشرات خطيرة لظهور سلوكيات للآباء  عن  التسلط عبر الانترنت  ، ومن المفترض أن يحمي هؤلاء أطفالهم من الانترنت فأنهم يشهرون بسمعتهم .

     يطرح هذا السؤال وهو : ماذا يفعل آباء مثل Denise Abbott إذا أخطأ أطفالهم مرة أخرى أو ارتكبوا أفعالاً مسيئة جداً ؟ أنهم يفعلون نفس الشيء في الإساءة إلى الأطفال ، أن الأطفال عندما ينمون يختبرون أجنحتهم ، ماذا تفعل الأم عندما كتبت ابنتها كلمات مسيئة أو أنها هربت من المدرسة أو أي سلوك يصدر من المراهق لكسر العرف أو القانون وعرض شريط الفيديو كيف لجأت الأم إلى أسلوب التأديب الوقح عبر فيسبوك ، ماذا سيأتي بعد ؟ أين ستذهب ؟ قالت لقناة   NBC سوف تعمل نفس الشيء مرة أخرى إذا اقتضى الأمر ذلك ، هذا الأمر بحد ذاته يبعث على القلق إذا لجأت مرة أخرى إلى هذا الأسلوب ، وهل ينفع ذلك في الحالة الأولى ؟ لا يوجد أسلوب تأديب سحري ، الأطفال مثل الكبار يتعلمون من خلال التكرار والنضج العمري ، كلنا عرض للخطأ  وسوف نخطأ مرة أخرى أكثر أنها طبيعة البشر .

بعض الأسئلة تثير التفكير :
لماذا نكون الأبوة مثالية عندما يلجأ الأب إلى أسلوب التسلط مثل طفل يعنف آخر عبر الانترنت ؟ ربما استدعت Abbott  المراهق الذي عنف ابنتها ، هؤلاء الآباء والمؤيدون لهم عبر أرجاء العالم أن فعلهم من اجل تعديل سلوك أطفالهم ، وهذه أمثلة لفرض  قوة التسلط في هذه القصص ، إجراءات  Abbott  ما يبررها في عقلها لأنها أم ولها سلطة على ابنتها وتعترض على أي فعل يفعله غير ابنتها مع أنها تغضب إذا ما استهدفت ابنتها وأسيء إليها عبر الانترنت .

     كذلك هل من الخطورة  أن يسمى ذلك " إبداع " والذي يحمل دلالات إيجابية ؟ كما أشارت إليها أخبار وكالات الأنباء ، لذا يجب علينا تغيير هذا التصور .

     إذا تغير هذا السلوك ، هل بسبب أن الطفل قد تعلم الدرس ؟ أو لمجرد أن الطفل قد تم ترهيبه وتشويه سمعته أمام وسائل الأعلام الاجتماعية أو من خلال البريد الالكتروني ، جاء رد ة فعل ل   Ava  ( البنت ) عبر البريد الالكتروني  عبارة : أنها كانت وقحة مع أمها  وأنها ستفكر مرتين بعد ذلك " لقد جعلني أدرك اني لا أريد صورتي تعرض هناك   لأن جميع أصدقائي سيسألوني ماذا حدث ؟ أنها لم تقل أناه  أخطأت بحق أمها ، إلا أنها لا تريد أن تذل مرة أخرى ، هل تعلمت الدرس ؟ ربما ، لعل العقوبة مخوفة ؟ نعم التأديب الأبوي ليس أن يخاف الطفل من العقوبة ، بل أن يتغير السلوك وفهم لماذا يجب أن يتغير السلوك ، وهذا ما لم نره في عبارة البنت .

     مع وجود الكثير عن حوادث التسلط في وكالات الأنباء ، هل نعتقد أن التأديب السيبري ( الالكتروني ) مقبولاً  وأكثر الحلول الخلاقة بالنسبة للآباء لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير بسمعة أطفالهم ؟ في معظم المنتديات العامة قد يكون ذلك مقبولاً وإذا كان الأمر كذلك أليس من المخيف أن نفكر فيما يفكر به الآباء الآخرون ، وهذا أسلوب مسيء لتربية الأطفال .

     قالت  Denise Abbott في حكايتها : عندما تضع كل شيء في فيسبوك يجب أن تدرك أن هناك عواقب وخيمة للإجراءات التي تتخذها . هل أدركت Denise أن هذه العواقب لها ردة فعل عبر أرجاء العالم وأنها لم تكن سلبية اتجاها بل تشجع الآخرين على اتباع خطواتها . كم من الأطفال سلط الضوء عليهم كانوا ضحية " الانضباط الإبداعي " وكم يوجد من يعاني من التسلط على حساب احترام النفس ، قد نحصل على دعوة مأساوية قبل حادث التأديب السيبري ونضعها في مكانها المناسب .

     ونشرت القصة عبر الصحف الكثيرة و تأييد لفعل الآباء وهي تجهل كيف أن التسلط مستأصل في كلتا الحالتين ، كيف نمنع الأطفال من المزيد من التسلط في الأماكن العامة ؟


     إنه حان وقت التدخل الاستباقي لنشر أن التسلط ليس مجرد كلمات نصية ومكتوبة في البريد الالكتروني في فيسبوك وتويتر ، وأن التسلط يأخذ أشكالاً عديدة وأن ندرب المعلمين والآباء والطلبة والمتفرجين ليس فقط بالاعتراف بوجود التسلط بل التدخل لحماية الضحايا الذين يتعرضون إلى التسلط من قبل والديهم ، وليس فقط تحليل السلوك / وسائل الأعلام الاجتماعية الالكترونية لتستخدم كأداة اجتماعية لعرض أخطاء المراهقين ، وأن التأديب السيبري لا يكون كعقاب للتسلط عبر الانترنت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق