الاثنين، 17 فبراير 2014

التسلط : ليس هو وباء وليس هو ندرة





Commentary
Cyberbullying: Neither an epidemic nor a rarity
Sameer Hinduja1 and Justin W. Patchin2
تعليق: التسلط  : ليس هو وباء وليس هو ندرة
سمير هندوجا وجوستن و. باتشجن
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

(نشر المقال في المجلة الأوربية لعلم النفس التنموي ، المقال الأول 5/1/2012)

ملخص:
     يبدو أن هناك بعض الالتباس في بعض المفاهيم المتعلقة بمدى ونطاق التسلط استناداً على تقارير وسائل الأعلام وبعض الدراسات التجريبية والمنهجية وبعضها غير ذلك ، وفي هذا التقرير سوف نقدم نتائج البحوث التي أجريناها وكذلك أصدقاؤنا لتسليط الضوء على مدى انتشار قضية التسلط ، أيضا نلاحظ التداخل بين ما هو معروض في الدراسات وما في الانترنت  لمن تعرض إلى سوء المعاملة في الواقع أو في عالم الانترنت ليس منفصل عن الآخر ، وأخيرا نحن نصير طريقة المنهجية لتعزيز المناخ العاطفي والاجتماعي بالمدارس لوقف قضية التسلط  والعدوان بين المراهقين .

مفاهيم :
     العنف ، التسلط عبر الانترنت ، المدرسة ، المراهقة ، الشباب .    

     قدم البروفسور "  Dan Olweus " منحاً دراسية في مجال التسلط أكثر من غيره في العالم ، وكان عمله الرائد في مجال التسلط خلال العقود الماضية منصباً بإجراء دراسات تجريبية حول الذين يتعرضون لسوء المعاملة من قبل  أقرانهم ، وترجم هذه الدراسات عملياً وتقديم حلول للمدارس للحد من هذه المشكلة ، وسعى البروفسور في تقييم بعض المطالب التي تعرض في وسائل الأعلام وما يزعمه الباحثون بشأن البديل في القرن الحادي والعشرين . وكباحثين الذين درسوا مشكلة المراهقين وتتراوح أعمارهم فوق (10) سنوات بشأن التسلط نريد انتهاز هذه الفرصة لتقديم مقترحاتنا إلى جانب الأفكار التي طرحها البروفسور "  Dan Olweus " لكشف الالتباس في هذه الدراسات وفي تقارير الصحافة .

     الإدعاء الأول أراد البروفسور نقده هو: " التسلط ظاهرة متكررة بين أطفال وشباب اليوم وانتشارها بشكل كبير في السنوات الأخيرة " ( ص9) . وأكد البروفسور ان وسائل الأعلام وبعض الباحثين عززوا هذا الرأي والتصور ونحن ندرك أن لا ليس هناك دراسة موثقة على الأقل ومنشورة بالولايات المتحدة تدعو إلى أن التسلط  " ظاهرة متكررة " أو أنها تزداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة ، دعونا نلقي الضوء على ما توصلنا إليه .

     عندما اكتشفنا قضية التسلط في 2002م لم يوجد أي بحث قد  أجري ، ومنذ ذلك الحين أجرينا سبع دراسات على أكثر من 12ألف مراهق  في (80) مدرسة عبر الولايات المتحدة باستخدام مجموعة من المنهجية البحثية ، وكتبنا عدة مقالات وألفنا ثلاثة كتب تشتمل على نتائج الدراسات التي أجريناها وطورنا أساليب عملنا من خلال هذه الدراسات ، وقد اعتمدت دراستنا الخمس على عينة عشوائية وهي طلبة المدارس المتوسطة والثانوية باستخدام مقياس ( أداة ) التسلط عبر الانترنت مع تقدير صدق وثبات   هذه الأداة ، وقد أبلغنا الطلبة أن مفهوم التسلط عبارة عن " أن أحدهم عندما يمازح الآخرين وبشكل متكرر عبر الانترنت أو يراسل عبر البريد الالكتروني شخصا ما أو يرسل رسائل نصية لشخص آخر  مسيئة له "  ، وقد وافق على هذا التعريف  20% من مجموع (  4000) طالباً وأعمارهم ما بين 11-18 سنة خلال سنة 2010م واعترف بعضهم أنه كان ضحية في يوم ما لهذا التسلط  (Hinduja & Patchin, 2012 ) وحول هذا العدد نفسه فقد اعترفوا بالإساءة إلى الآخرين عبر الانترنت ، وأخيراً  في هذه الدراسة أن حوالي 10% من الطلبة  قالوا  أنهم أصبحوا مرة ضحايا وأخرى جناة .

     وهذا هو ملخص أنشطتنا ، وهناك العديد من الباحثين الأكفاء والمختصين بالتخصصات المتنوعة ويعملون بجد ويكملون ما نقوم به ، في عام 2011 فحصنا (35) ورقة بحث ومقال المنشورة في المحلات وأشارت أن 24% من الطلبة قد تعرضوا إلى التسلط وان 17% من الطلبة اعترفوا بقيامهم بسلوكيات التسلط  (  2012, Patchin & Hinduja ) لذا واحد من أربعة من المراهقين تورطوا بقضايا التسلط  اعتماداً على أخذ آرائهم كعينة دراسة  كيف يحدث التسلط وما تعريفه وكيف يقاس .

     تشير نتائج Olweus أن 4,1 % - 5% قد تعرضوا بقضايا التسلط  ، وأن 2,5%- 3,2% قد أساءوا إلى آخرين مع وجود أدلة ونحن لم نعلم أي الدراسات أشارت إلى نسب أقل مما أشار إليها  Olweus ، ولاحظنا في دراستنا ودراسات منشورة أخرى أن العنف المدرسي ما زال سائداً أكثر من التسلط عبر الانترنت .

     وبالمثل وجدت في دراستنا معدلات لم يظهر أي زيادة أو نقصان خلال السنوات العشر الماضية ، وعلاوة على ذلك  وجدنا أن أكثر المراهقين تورطوا بالتسلط قد  أشارت  دراسات اليوم إلى ذلك وليس دراسات الأمس وأن المعدلات ما زالت  منخفضة  ( حوالي  ربع الضحايا من المراهقين  أبلغوا الكبار عن تعرضهم إلى التسلط  ) لذا أن أكثر المراهقين يخبرون عن حكاياتهم وحوادثهم المأساوية في وسائل الأعلام ، مما يظن الناس أن  مشكلة التسلط مستفحلة ، ولكن مثل د.  Olweus لم نر أي دليل لاستفحال هذه المشكلة .

     الإدعاء الثاني الذي انتقده  Olweus  أوجد الشكل الجديد للتسلط  ضحايا وجناة جدد (ص11) وهذا أيضا زعم لم نجده في الدراسات السائدة ، على سبيل المثال وجد كل من ( Ybarra and Mitchell (2004  أن نصف عدد الضحايا  الذين شاركوا  في التقرير عن القضية  هم أنفسهم متورطون في العنف التقليدي ، وفي إحدى دراساتنا السابقة وجدنا أن عدد مرتكبي العنف التقليدي ضعف عدد ضحايا ومرتكبي التسلط عبر الانترنت ومقارنة مع عدد الذين لم يتورطوا في العنف التقليدي  (Hinduja   Patchin, 2008 & ) وعلاوة على ذلك قد علمنا ان ضحايا العنف التقليدي يمثل 2.7 مرة من التسلط الالكتروني ، و استناداً على بيانات سنة 2010م أكثر من ثلثي الشباب الذي أبلغوا عن تعرضهم للتسلط في الشهر الماضي قالوا أنهم أيضا تعرضوا  إلى العنف التقليدي في المدرسة خلال هذه الفترة ، واعترف أكثر من ثلاثة أرباع الطلبة الذي تعرضوا بالعنف لزملائهم عبر الانترنت اعترفوا أنهم تعرضوا بالعنف التقليدي لزملائهم بالمدرسة خلال هذه الفترة   (Hinduja & Patchin, 2012 ) يبدو من هذا أنا نتعامل مع أفراد عينة الدراسة  ( المستهدفين ) وعددهم مضاعف سواء في حالة التسلط أو حالة العنف التقليدي ولا يميزون أين أتى هذا العنف ومتى ؟  وهذا يتفق مع نتائج د. Olweus .

     هذا يقودنا إلى أساس المشكلة مع نتائج وتحليل  البروفسور Olweus حيث أنه من الصعب تقييم هذه الدعاوي ولم يوجهنا البروفسور إلى دراسة معينة أو تقرير إخباري عن قضية التسلط ، لعله يبدوا أنه يريد حماية " الأبرياء "  من خلال عدم استفراد الدراسات المعينة أو الباحثين وهذا لا يساعدنا على تحديد أو تشخيص التناقضات في حين ليس بمستغرب أن وسائل الأعلام لجأت إلى أسلوب المبالغة في الحديث عن التسلط من أجل البيع والربح المادي ، وعلينا المضي قدماً في تطوير أساليب البحث والتعرف على الدراسات الحديثة التي تبين هذه التناقضات لنفهم خصائص منهجية الدراسات ، على سبيل المثال الدراسات التي استهدفت المتورطين أنفسهم بالانترنت وهم الشباب الكبار تبين عددهم أكثر من الطلبة المتورطين في المدارس التي تطبق في مناهجها استراتيجيات الحد من التسلط .

     ويخلص البروفسور في تحليل نتائجه من خلال تقديم نموذج الوقاية والتدخل على أن ذلك طريقة فعالة لمنع أشكال التسلط ليس المهم أين تحدث ؟ ونحن نتفق معه في أن حل مشكلة عدوان المراهقين بجميع أشكاله يكمن في منهجية وتعدد نطاق محاولات المدارس في التعامل مع هذه القضية إلى جانب أولياء الأمور ورجال الشرطة والقانون وبقية مسئولي المجتمع والمراهقين أنفسهم ، أنا نرى أن المناخ المدرسي الإيجابي له أثر فعال لمنع السلوكيات المنحرفة بالمدارس وعبر الانترنت
Gottfredson, 2003;   ,   Freiberg, 1999; Moos, 1979; Payne, Gottfredson, & Fraser, 1998

     حددت الدراسات وبشكل مستمر  العلاقة العكسية بين مكونات محددة للمناخ المدرسي والعنف لدى الطلبة
e.g., Gottfredson & Gottfredson, 1985; Malecki & Demaray ,2004; Rigby, 1996; Whitney & Smith, 1993

     في إحدى دراساتنا الحديثة وجدنا أن الطلبة المتورطين بالتسلط  سواء الضحايا أو الجناة كانوا في مدارس لا يسودها المناخ الإيجابي (Hinduja & Patchin, 2012   ) وقد سئل الطلبة هل يحبون الذهاب إلى المدرسة ؟ هل يشعرون بالأمان بالمدرسة ؟ هل يساعدهم المعلمون على النجاح ؟ هل يرعاهم المعلمون رعاية جيدة ؟ أفاد الطلبة المتورطون والذين أساءوا لزملائهم أو الطلبة الضحايا  بالنفي عند الإجابة عن هذه الأسئلة .

     على المعلمين ضرورة تعزيز السلامة في  البيئة  المدرسية ويجب عليهم إظهار مشاعر العاطفة وأجواء الود والدفء والتركيز على التحصيل الدراسي واحترام الذات  (Hinduja & Patchin, 2010 ) وعلى المدارس أن تسعى على خلق المناخ الذي يساعد العاملين والطلبة فيها على ما هو نافع وغير نافع وما هو السلوك الجيد وغير الجيد و التصرف المسئول عبر الانترنت



REFERENCES
Fraser, B. J. (1998). Classroom environment instruments: Development, validity, and
applications. Learning Environments Research, 1, 7–33.
Freiberg, H. J. (Ed.). (1999). School climate: Measuring, improving, and sustaining healthy
learning environments. London, UK: Falmer Press.
Gottfredson, G. D., & Gottfredson, D. G. (1985). Victimization in schools. New York, NY:
Plenum Press.
Hinduja, S., & Patchin, J. W. (2008). Cyberbullying: An exploratory analysis of factors related
to offending and victimization. Deviant Behavior, 29(2), 1–29.
Hinduja, S., & Patchin, J. W. (2012). School climate 2.0: Preventing cyberbullying and sexting
one classroom at a time. Thousand Oaks, CA: Sage (Corwin Press).
Malecki, C. K., & Demaray, M. K. (2004). The role of social support in the lives of bullies,
victims, and bully victims. In D. L. Espelage & S. M. Swearer (Eds.), Bullying in American
schools (pp. 211–225). Mahwah, NJ: Lawrence Erlbaum Associates, Inc.
Moos, R. H. (1979). Evaluating educational environments. San Francisco, CA: Jossey-Bass.
Patchin, J. W., & Hinduja, S. (2010). Cyberbullying and self-esteem. Journal of School Health,
80(12), 614–621.
Patchin, J. W., & Hinduja, S. (2012). Preventing and responding to cyberbullying: Expert
perspectives. Thousand Oaks, CA: Routledge.
Payne, A. A., Gottfredson, D. C., & Gottfredson, G. D. (2003). Schools as communities: The
relationships among communal school organizations, student bonding, and school disorder.
Criminology, 41, 749–777.
Rigby, K. (1996). Bullying in schools: And what to do about it. London, UK: Jessica Kingsley.
Whitney, I., & Smith, P. K. (1993). A survey of the nature and extent of bullying in junior/
middle and secondary schools. Educational Research, 31(1), 3–25.
Wilcox, P., & Clayton, R. R. (2001). A multilevel analysis of school-based weapon possession.
Justice Quarterly, 18, 509–541.
Ybarra, M. L., & Mitchell, J. K. (2004). Online aggressor/targets, aggressors, and targets: A
comparison of associated youth characteristics. Journal of Child Psychology and Psychiatry,
45, 1308–1316.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق