الثلاثاء، 11 مارس 2014

العنف التقليدي وغير التقليدي بين الشباب :فحص نظرية التوتر العامة-1





Traditional and
Nontraditional
Bullying Among
Youth: A Test of
General Strain Theory
Justin W. Patchin
and Sameer Hinduja
2011
مقال العنف التقليدي وغير التقليدي بين الشباب :فحص نظرية التوتر العامة
بقلم جوستن و. باتشجن وسمير هندوجا
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

ملخص :
     العنف في المدارس مشكلة شائعة تواجه الشباب ، العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور ، الدراسات الكثيرة ركزت على التفاصيل المتضمنة للعواقب الخطيرة المتعلقة بضحايا التسلط ، وحديثاً ظهر تعديل جديد لكنه أكثر إشكالية وهي أن التسلط عبر الانترنت تحدث عندما يستخدم الشباب أجهزة التكنولوجيا كوسيلة للتحرش بالأصدقاء عبر البريد الالكتروني ، غرف الدردشة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية بواسطة الكمبيوتر أو الهاتف النقال ، وتسعى الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء على الأسباب المحتملة لكل من أشكال عدوان الشباب عن طريق توظيف  حجج نظرية التوتر العامة ل  ( Agnew’s (1992  كإطار إرشادي ، وتشير النتائج إلى أن الذين لهم تجارب في التوتر يتورطون أكثر في أشكال العنف التقليدي وغير التقليدي ، وأن الآثار المترتبة على هذه النتائج والمقترحات لمزيد من الدراسات لإثراء  مثل هذه الدراسة تحتاج إلى المناقشة .

المصطلحات  ( الكلمات الرئيسة ) :
     البلطجة
     التسلط عبر الانترنت
     نظرية التوتر العامة
     الانحراف
     العدوان
     الأقران

مقدمة :
     العنف المدرسي منذ مدة  طويلة كان اهتمام وقلق أولياء الأمور والمربين والطلبة ، ووفقاً لذلك كثير من الباحثين ركز اهتمامه بهذه القضية منذ العقود الثلاثة (   2001,  Besag ) وهناك دراسات كثيرة  متعلقة بانتشار التسلط بين أوساط الطلبة (  Smith 1989 & Stephenson ) وتحاول دراسات أخرى  تحديد الأسباب والعوامل المتعلقة بسلوكيات البلطجة (  Hawker & Boulton, 2000 ) وبالإضافة فقد تغيرت طبيعة التسلط بشكل كبير على مدى السنوات الماضية ، وعرف تاريخياً أن العنف يحدث في المدارس وبقربها ، لكن العنف الالكتروني ( في القرن الحادي والعشرين ) إلحاق الطلبة الأذى باستخدام التكنولوجيا  بزملائهم خلال ما يعرف ب " التسلط " ، وتم تعريف التسلط : " الضرر المتعمد والمتكرر باستخدام اجهزة الكمبيوتر ، الهواتف المحمولة وأجهزة الكترونية أخرى "    (Hinduja & Patchin, 2009 ) ويتكون هذا التعريف من قواعد مهمة شائعة  في تعريفات العنف التقليدي مثل : القصد ، التكرار والأفعال التي تؤدي إلى إلحاق الضرر  ، لكن طبيعة تغيير تواصل المراهقين وتفاعلهم عن طريق الاعتراف أن المراهقين يستخدمون التكنولوجيا ، ودون شك كل أشكال البلطجة تكون مورد اهتمام المجتمع والباحثين .

     تحاول هذه الدراسة استخدام نظرية علم الجريمة ونظرية التوتر (   GST ) لمعرفة  العوامل المرتبطة بالعنف التقليدي والعنف الالكتروني وأشكال البلطجة ، وتناقش نظرية التوتر أن الأفراد الذين يعانون من التوتر يشعرون بالغضب والإحباط مما يكونون عرضة لارتكاب السلوك الإجرامي والمنحرف    (Agnew, 1992 ) والسؤال المهم الذي يطرح هو : هل الشباب الذين يعانون من التوتر أكثر عرضة للانخراط في الإجرام ؟ ، لمعرفة الإجابة يجب الاطلاع على الدراسات السابقة المتعلقة بالتسلط  وموجز ومختصر عن نظرية التوتر ، وكذلك مناقشة العلاقة بين التوتر والتسلط ومناقشة الأساليب والنتائج والتوصيات  وفتح المجال للدراسات المستقبلية لدراسة أسباب ونتائج العدوان بين المراهقين .

ماذا يعرف عن التسلط ؟
     يرتبط مفهوم التسلط بفكرة التحرش وشكل من العدوان غير المبرر ويوجه بشكل متكرر إلى شخص آخر أو إلى  مجموعة من الأفراد  (Manning, Heron, & Marshal, 1978 ) وتميل أن تصبح قضية التسلط أكثر غدراً إذا استمرت  لفترة طويلة وتتحول إلى " سلوك عدواني"  أكثر من " التحرش" ، وعلى الرغم من وجود تعريفات مفترضة فقد قدم ( Nansel et al. (2001 ) شرح شامل عن التسلط كسلوك عدواني أو ضرر متعمد على يد شخص أو مجموعة ويتم بشكل متكرر على مر الزمن مع اختلاف القوة بين الضحية والجاني .

     وكما ذكرنا سابقاً هناك قاعدة كبيرة للأدبيات المتعلقة بالعنف التقليدي على سبيل المثال دراسة رسمية تتعلق باستطلاع آراء ( 15686) طالباً للفصول (6-10) بالولايات المتحدة أشارت إلى أن 11% منهم ضحايا كل سنة وفي حين 13% منهم مرتكبي العنف و6% منهم ضحايا وجناة     (   al 2001  Nansel et ) وهذا يتماشى مع التقديرات وهي أن 30% من الشباب الأمريكيين يتورطون بحوادث العنف بشكل مستمر ، مع وجود تقديرات منخفضة عن ذلك وهي أن 5% من طلبة المدارس الابتدائية والثانوية ( 7-16 أعمارهم ) يتعرضون إلى حوادث العنف كل يوم ، ولكن من المرجح أن النسبة قد أعلى بكثير من هذه النسبة . 
(Bjorkqvist . 1982)

     وفيما يتعلق بحوادث التسلط فقد ذكرت وسائل الأعلام بعض هذه الحوادث وازدياد اهتمام الباحثين موجه نحو طبيعة وانتشار التسلط ، وفي إحدى الدراسات السابقة  وجد كل من (   Ybarra and Mitchell (2004 ) .

     إن 19% من أفراد عينة الدراسة الذين يستخدمون الانترنت وتتراوح أعمارهم ما بين 10 و17 سنة لهم تجارب في التسلط سواء أكانوا ضحايا أو جناة ، وفي دراسة  (  2006, Patchin and Hinduja ) كانت النسبة هي 30% وأعمارهم أقل من 18 سنة ، و11% منهم اعترفوا أنهم أساءوا إلى غيرهم ، ولعل هذا المعدل أعلى بقليل مقارنة مع 34,6% في أحدى الدراسات الحديثة لنفس عينة الدراسة التي استطلعت آرائهم عبر الانترنت وفي دراسة أخرى لطلبة المدارس المتوسطة أشارت أن 18% من الطلبة قد تعرضوا إلى التعنيف خلال الشهور القليلة الماضية واعترف 11% منهم أنهم أساءوا إلى زملائهم   (   Limber, 2007  & Kowalski ).

     على الرغم من أن نوعين من العنف يمكن مقارنتهما مع مراعاة طبيعة كل منهما ( مثل استخدام الشتم ، الشائعات والتهديدات ) توجد خصائص  فريدة للتسلط  تجعل المشكلة أكثر تميزاً في السلوك العدواني للشباب .
(Patchin & Hinduja ,2009)    

     فالجاني يستطيع ان يختفي خلف  شاشة الكمبيوتر باسم مستعار أو الهاتف المحمول ويرتكب أفعاله وهو بعيد مسافات طويلة عن الضحية ، بينما العنف التقليدي مع ذلك يحدث غالباً يكون الضحية والمعتدي في حيز مكاني واحد على الرغم من أن هذا ليس قاعدة عامة ، وقد لا يكون الجاني بعيداً  عن الضحية أو يقول أشياء عادة لا يقولها وجها لوجه مع الضحية ، كذلك قضية التسلط تكون أكثر انتشاراً من العنف التقليدي على الرغم من أن الشائعات تعمم بسرعة كبيرة في أرجاء المدرسة  باستخدام الطرق التقليدية ، وتنتقل الشائعات بسرعة البرق  بواسطة أجهزة التكنولوجيا ، ويمكن أن يرسل الجاني رسالة عبر البريد الالكتروني تحتوي على محتويات مسيئة وجارحة للضحية إلى كثير من الناس بضغطة واحدة من الماوس أو الفأرة .
    
     السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا ينخرط الشباب بهذه السلوكيات ؟ في حين أشارت بعض الدراسات أن العنف التقليدي يرتبط بحالة الغضب .
(Brezina, Piquero, & Mazerolle, 2001)

     والاكتئاب وقلة التعاطف  ضعف تماسك الأسرة  وضعف مراقبة البيت للجاني وضعف تقدير الذات وضعف الاستقرار العاطفي والجنوح .
)Loeber & Disheon, 1984(

     لا توجد دراسة حاولت تحديد الأسباب والعوامل المرتبطة بقضية التسلط . تحاول الدراسة الحالية في محاولة لملأ الفراغ باستخدام نظرية التوتر العامة   (   GST ) ونظرية علم الجريمة المعاصرة  لتقديم نظرة ثاقبة ومتنوعة عن السلوكيات المنحرفة .

نظرية التوتر العامة :
     خرجت نظرية التوتر من العلوم الاجتماعية في أواخر سنة 1930 م عندما قال (  Merton (1938 : أن هناك فجوة بين التطلعات والتوقعات الناتجة من التوتر أو الإحباط مما يعني تشجيع الناس في الانخراط في الجريمة للوصول إلى مآربهم ، وأكد أن الثقافة الأمريكية تشجع على تراكم الثروة لدى أناس يمكنهم من تحقيق أهدافهم باستخدام الطرق المشروعة ، وهؤلاء لا يمكن فأنهم يكونون متوترين ، ووجدوا طرقاً غير شرعية ( المغامرات غير المشروعة ) لتحقيق الحلم الأمريكي المشهور ،  ورؤية   ( Merton  ) عن التوتر تركز على تراكم الثروة كهدف يطمح فيه الجميع  ، ومنذ  التحليل الأولي ل (  Merton  ) فقد اقترح كثير من المنظرين تصوراتهم التي تقوم على نتائج التوتر والإحباط ، على سبيل المثال فرضية العدوان / الإحباط التي عرضها علماء النفس من جامعة "  Yale " مهد طريقة لفكرة أن العدوان يؤدي إلى الإحباط    (  Sears, 1939  , Dollard ) وأن هذا الإحباط يؤدي إلى استجابات عدوانية وغير عدوانية  (  1941, Miller    ) .

     في أوائل التسعينات أعاد  ( Robert Agnew (1992  النظر في نظرية التوتر وعرض تصورات  أكثر دقة ، في حين أن الرؤى السابقة الأولى تعتبر العوامل الاقتصادية من أسباب التوتر ( على سبيل نقص المصادر المالية  الضرورية لتحقيق أهداف الفرد المادية ) وحدد  Agnew’s GST ثلاثة مصادر أوسع نطاقاً أ- الفشل في تحقيق الأهداف القيمة الإيجابية .  ب-  فقدان المحفزات الإيجابية قيمتها . ج- تقديم المحفزات السلبية .

     وفي حين أن المصدر الأول ل " Agnew’s GST " يشبه نظريات التوتر التقليدية فأن المصدرين التاليين أبعد من الظروف التي تؤدي إلى التوتر مثل إنهاء العلاقات الرومانسية ( فقدان المحفزات الإيجابية ) أو الاعتداء الجسدي ( عرض المحفزات السلبية ) .

     وفقاً ل " Agnew’s GST  " فأن التوتر يؤدي مباشرة إلى الجريمة ،وناقش 1992, Rather, Agnew) تجربة التوتر الأولى تؤدي إلى المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط ، وأن الجريمة هي تبني آلية واحدة وهي أن الأفراد المتوترين يستجيبون للمشاعر السلبية ، ولذا ليس كل الشباب المتوترين يعانون من الجريمة وإنما الذي يعاني من الغضب والإحباط كنتيجة لحالة التوتر ( مثل المشاعر تخلق ضغوطاً لاتخاذ الإجراءات التصحيحية ويحتمل أن تكون في شلك المخالفات (  Agnew, 2006a ) وفي فترة قصيرة من الوقت فأن ، إن نظرية ( GST ) هي نظرية سائدة  حيث تراكمت الأدلة  من أجل دعمها وتوثيقها( Mazerolle, 1994 ) .

العلاقة بين التوتر والبلطجة :
     على الرغم من أن قليلاً من الدراسات قد أشارت إلى أن التسلط والبلطجة مصدر للتوتر  (Hinduja & Patchin, 2007 ) لا توجد دراسة تكشف أن البلطجة نتيجة محتملة للتوتر ، ومع ذلك هناك سبب وجيه لكشف هذه العلاقة .

     أولاً  :  البلطجة  تسبب شعوراً مثل ردة فعل للتوتر من خلال السياق في طرح " Agnew " في نظريته التي تقول عن تجربة التوتر  : تجعلنا نشعر بعدم الراحة ونشعر بالغضب ، الإحباط ، الاكتئاب ، القلق وما شابه ذلك ، وهذه المشاعر السلبية تخلق ضغطاً لاتخاذ القرار الصحيح ، فإذا حاولنا أن نعمل شيئاً صحيحاً فأنا لا نشعر بعدم الراحة ، ومن الواضح الإساءة إلى  الآخرين أكان شخصاً أو عبر الانترنت فأنه إجراء يؤدي إلى توتر الشباب ، فالإغاظة ، التعنيف ، الحط من قدر الآخرين وتعذيب الآخرين تنتج العنف  وشعور بالقوة والتسلط  .

     ونفترض أن الشاب المتوتر الذي يرغب أن يحسن السلوكيات السلبية عليه الانخراط في هذا السلوك لتحسين الطريقة التي يشعرون بها خصوصاً بشأن التسلط ، فالتكنولوجيا تزود الشاب الذي لا يريد أو قادر على الاستجابة مع إدراك عن كشف هوية الجاني  والأدوات اللازمة للانتقاد مع القلق للقصاص فوراً (Hinduja & Patchin, 2009 ) .

     ثانياً :  إن Agnew’s GST   يفترض أنها اختيرت ضمن النظريات العامة للجريمة قادرة على تفسير مجموعة كبيرة من السلوكيات المنحرفة والتي تشتمل على البلطجة ، وعلاوة على ذلك فأن البلطجة مرتبطة بنتائج سلوكيات الأحداث المنحرفين وهي نوع شائع التي تناولتها دراسات علم الجريمة ، وعلى سبيل المثال فالمراهق الذي يعنف غير أكثر من أربع مرات أكثر مثولاً في محكمة الأحداث من غيره في جنح غير التسلط .
(Rigby, 2003)

     وعلاوة على ذلك فأن التسلط ترتبط بأشكال أخرى من السلوكيات ضد المجتمع مثل التخريب ، سرقة المحلات ، التغيب عن المدرسة والتسرب عن المدرسة والصراع الطلابي وتعاطي المخدرات   (Ericson, 2001 ) وفضلاً عن المشاعر السلبية التي يتم حلها أحياناً بطرق غير سليمة .
)Young, 2003)

     يتطلب الأمر مزيد من الاطلاع على التسلط الذي يبدو ضرورياً لمعرفة أسبابها ونتائجها وفقاً لذلك فأن  بعض الشباب قد انخرط في سلوكيات العنف ( التقليدي وغير التقليدي ) نتيجة لردة فعل  لحالة  الحياة المتوترة .

الدراسة الحالية :

اختيار عينة الدراسة :
     تم الحصول على بيانات هذه الدراسة من أفراد العينة تم استطلاع آرائهم في ربيع 2007 ، وعدد أفراد العينة 2000طالباً في (30) مدرسة متوسطة لفصول (6-8 ) في أكبر منطقة تعليمية كثافة طلابية بالولايات المتحدة الأمريكية ، والطلبة المشاركون هم من تورط في الصراعات الطلابية على مستوى المنطقة التعليمية أثناء  السنة الدراسية ، وقد قامت منظمة تربوية غير ربحية بإجراء هذه الدراسة بهدف الحد من الصراع بين  الطلبة وتعلم مهارة حل المشكلات والصراع الطلابي ويتعلم الطلبة في الفصول استراتيجيات إدارة التفاعلات العدوانية والشخصية وتشتمل أيضا على الأنشطة التكميلية مثل صحائف الوقائع والألعاب التعليمية .

     وتم اختيار  أفراد عينة الدراسة  من كشوف أسماء الطلبة المشاركين في العنف بالمدرسة  من قبل المنطقة التعليمية ، وتم الاستطلاع كل فصل على حدة السادس والسابع والثامن في المدارس المتوسطة كما يوضح جدول رقم (1) واستخدمت إستراتيجية قبول إيجابي في هذه الدراسة ، حيث أرسلت ورقة موافقة إلى المنزل من قبل المنطقة التعليمية قبل أسبوع من استطلاع الآراء وشرح هدف المشروع البحثي للوالدين وأن مسح الآراء اختياري ودون ذكر الأسماء  وليس هناك تداعيات لعدم المشاركة بالرأي ، وهذا المشروع جزء من جهود المنطقة لمبادرة المدارس الآمنة وأبلغ الوالدين أن يطلعا على أداة الدراسة ( مسح الرأي ) قبل مشاركة طفلهما ، ومن المهم إبلاغ معلم الطفل في عدم  مشاركة الطفل في هذا المسح . 

     وزعت المدرسة مذكرات ووثائق لإبلاغ مدراء المدارس والمعلمين بهدف المشروع وفائدته ، وتلقى هؤلاء حزمة من المعلومات والتوجيهات لقراءة الاستبانة في الفصل ، وسئل الطلبة عن السلوكيات عبر الانترنت وخبراتهم بشأن التسلط عبر الانترنت والعنف التقليدي ومجموعة من السلوكيات الأخرى ، وتم الحصول على نسبة 96% من الاستبانات بعد استكمال الإجابات فيها ، وكان إجمالي عدد الطلبة المشاركين هو (1963) طالباً .

الإجراءات : المتغيرات التابعة :
     تم فحص النتيجة العام للمعنوي ، التسلط أو البلطجة باستخدام أثنين من الإجراءات اللذان صمما لتمثيل المظاهر  المختلفة لسلوكيات المراهقين العدوانية في اليوم .

     أولاً : العنف التقليدي متغير ( 1 = العنف ، صفر = لا عنف ) تمثل ما إذا كان المراهق تورط في سلوكيات العنف خلال (30) يوماً الماضية  ( جدول رقم 2) والسلوكيات التي تشتمل على مقياس العنف تم صياغتها من قبل(   Kaufman et al2000 ) واعتمد عليها بقية الباحثين بعده وكما أشير في جدول رقم (2) فأن العنف يتكون من مجموعة متنوعة من السلوكيات وتمثل أشكالاً بسيطة وشائعة ( مثل دعوت طالباً آخر يعني الأسماء ) وأشكالاً أكثر خطورة وأقل شيوعاً مثل: أجبرت أو فرضت على طالب آخر أن يفعل أشياء لا يحبها ، والعنف يمثل نموذجاً من السلوك وليس مجرد حادثة منفصلة ، وتنقسم ردود الفعل : المراهق الذي لم يتورط بالعنف أو قام بحادثة واحدة فقط يرمز له ( صفر ) وفي حين المراهقين الذين لهم سوابق في العنف حادثتين فأكثر يرمز له (1) وهذا يعني (0,34 ) ومستوى انحراف ( 0,474 ) ( كرونباخ = .88 )  وكما ورد في جدول رقم (2) فأن نسبة 34,1% ممن استطلعت آراؤهم اعترفوا أنهم اشتركوا في سلوكيات العنف مرتين فأكثر خلال (30) يوماً الماضية ، وهذا الرقم أعلى من تلك التي وجدت في الدراسات الأخرى والتي تتراوح بين معدل 15% وإلى 25% .
(Ericson. 2001 )

     ثانياً : قياس نتيجة معنوي لمتغير التسلط  ( 1= حادثة التسلط ) ( صفر = لا يوجد حادث التسلط ) كما في قياس العنف التقليدي فأن متغير سلوك التسلط يوجد في جدول رقم (2) فالطلبة الذين لم يتورطوا إلا بحادثة واحدة من التسلط يرمز له (صفر) في حين أن  الذين اشتركوا بأكثر من حادثة يرمز له (1) وهذا يعني (0,22) وانحراف معياري هو( 0,413) ( كرونباخ = .76 ) هذا واعترف أكثر من 21% من المراهقين في أثنين أو أكثر من سلوكيات التسلط  خلال (30) يوماً الماضية وهذا الرقم يتماشى مع تلك النسب التي وجدت في الدراسات الأخرى التيي تتراوح بين 15% و25% .
(Hinduja & Patchin, 2008)

المتغيرات المستقلة :
     نظرية التوتر مطورة لـ( Agnew’s (2006b) GST )  بسبب أنها قدمت عدة أنواع مختلفة من التوتر ، وعلى هذا النحو تستخدم الدراسة الحالية مقياس واسع الذي يتكون من مجموعة تجارب متنوعة شائعة بين أوساط المراهقين مثال: ( ضرب الآخرين ، تدني درجات التحصيل وخلاف مع أفراد الأسرة )  ومصادر أقل تسبب التوتر مثال : الانتقال إلى مدرسة أخرى ، ضحية حادثة التسلط ، ( انظر إلى جدول رقم 2) يتكون مقياس التوتر من (9 بنود ) من سلم تقدير (صفر إلى 9) كلما ارتفع الرقم كان أكثر توتراً ( متوسط =3,3 , SD = 2,46  كرونباخ = .77 ) وسئل المراهقين عن حالة التوتر خلال (6 شهور الماضية ) وهي أطول مدة زمنية من المدة التي حدثت لمتورطي التسلط أو العنف خلال (30) يوماً .

     تشير نظرية التوتر (    GST ) أن التأثير السلبي  هو وسيط مهم في العلاقة بين التوتر والانحراف ، للتأكد ليس كل الأفراد المتوترين يلجئون إلى السلوك الإجرامي كخطوة استراتيجية او تأقلم للاستجابة ، والدراسة الحالية تتكون من (10 بنود ) الغضب / الإحباط  لمقياس(  Brezina (1996 ) كمؤشر سلبي ( أنظر جدول 2) لسلم تقدير ( صفر إلى 4 ) أرقام أعلى تمثل أعلى حالتي الغضب والإحباط  ( متوسط = 0,99  .  0.77  = SD  , كرونباخ = .86 ) .

     بالإضافة إلى المتغيرات السابقة ، فأن التحليل يحتوي على مقياس ديمغرافي لرصد أية علاقة محتملة ، ذكر يمثل (1) أنثى تمثل (صفر ) كما في جدول رقم (1) وينقسم أفراد العينة حسب الجنس : أبيض يرمز له (1) غير أبيض يرمز له (صفر ) وحوالي 41% من أفراد العينة بيض ، وأخيراً العمر كمتغير مستمر ويمتوسط = 12.8 .

التحليل:
     أجريت التحليلات الإحصائية في مرحلتين :
     الأولى : المربعات الصغرى العادية استخدمت لتقدير تأثير التوتر على حالتي الغضب والإحباط  ، وتشير نظرية التوتر  (  GST ) أن الغضب والإحباط يتوسطان العلاقة بين التوتر والانحراف ، ولكي تظهر هذه العلاقة فأن التوتر يجب أن يرتبط مباشرة بحالتي الغضب والإحباط .

     والثانية : تم استخدام تحليل الانحدار اللوجستي لفحص تأثير التوتر والغضب / الإحباط على العنف ، الانحدار اللوجستي يخصص عند استخدام المتغيرات ثنائية (Menard, 1995 ) عموماً سلسلة نماذج الانحدار اللوجستي حسبت لتقدير أثر التوتر على أشكال العنف التقليدي وغير التقليدي ، وأثر الغضب والإحباط على نتيجة المتغيرات وأثر التوتر يجب أن يقلل أو يصيره تافهاً عندما يشتمل الغضب / الإحباط على نماذج متعددة المتغيرات .

النتائج :
     ضمن العينة تم توزيع الجنس ، مستوى الصف بالتساوي تقريباً ( انظر جدول رقم 1) فيما يتعلق بالعمر كانت أعمار أفراد العينة بين 10و16 سنة   ونسبهم  12 سنة ( 29,5% ) و13 سنة ( 32,7% ) و14 سنة (20%) وفيما يتعلق بالعرق يشكل البيض نسبة 40,6% والسود 23,4% 19,6% من أصل أسباني ، ووفقاً لجدول 2 أفاد عدد من المراهقين أنهم اشتركوا في سلوكيات العنف التقليدي وغير التقليدي ، وأكثر عبارة تكراراً هي : " دعوت طالباً باسم آخر من أجل السخرية أو إغاظته بطريقة مؤذية " (27,7% ) وأكثر من ثلث أفراد العينة ( 34,1% ) من الطلبة تورطوا في تجارب العنف التقليدي مرتين أو أكثر أثناء (30) يوماً الماضية ، وحوادث التسلط كانت أكثر شيوعاً بين هؤلاء الطلبة ، أكثر من (21%) منهم أساء إلى غيره مرتين أو أكثر خلال (30) يوماً الماضية بعبارة :" كتبت كلمات عبر الانترنت  ضد شخص آخر لكي يضحك عليه الآخرون "  وهي أكثر العبارات تكراراً ، هذه النسب تتفق مع نتائج الدراسات السابقة تشير إلى ذات معنى لطلبة المدارس المتوسطة قد تورطوا في أنواع متنوعة لحوادث العنف .
(Nansel et al .,2001)

     تم فحص العلاقة بين التوتر والغضب/ الإحباط ، يلاحظ في ( جدول رقم 3 ) أن التوتر يرتبط إيجابياً بالغضب ، وكان أكثر من ادعى التوتر  فأنه كان في حالتي الغضب والإحباط ، ولوحظ أن الذكور أقل غضبا/ إحباطاً من الإناث ( انظر أيضا 1995 ,  Mirowsky & Ross ) وأفراد العينة الأكبر عمراً  أكثر عرضة للغضب الإحباط من صغار السن ( أنظر أيضا   Wallace et al., 2005 ) .

     أخيراً تم كشف وتحليل العلاقة بين أشكال العنف التقليدي وغير التقليدي ( أنظر جدول رقم 4) وكما ورد في النموذجين 1 و2 لكل من التوتر والغضب/ الإحباط التي لها ارتباط بالعنف التقليدي   (p < .001 ) وحتى بعد ضبط آثار الجنس، العرق والعمر ، المراهقون الذين لهم حالات التوتر أو الغضب والإحباط أكثر إساءة للآخرين من غيرهم الذين ليس لهم حالات التوتر أو الغضب والإحباط ، ويلاحظ أن طبيعة هذه العلاقة لم تتغير عندما تتزامن  هذه الحالات ( أنظر جدول 3) والوساطة بين العلاقة المزعومة كما تقول نظرية التوتر (GST ) ويدعمها بعض الباحثين (   2000, Aseltine et al ) . وظهرت نتائج مماثلة تتعلق بالتسلط  ( جدول 4) فالطلبة الذين يعانون من التوتر أو الغضب / الإحباط أكثر عرضة في حوادث التسلط وعلى الرغم من أن الغضب / الإحباط لا يظهر في هذه العلاقة .

     وجدير بالذكر أن في كل هذه النماذج ، العمر يرتبط بالعنف والتسلط ، والطلبة الأكبر سناً هم يشاركون في حوادث العنف والتسلط  ، وجدير بالأهمية التذكير أن أفراد العينة  يتكونون من طلبة المدارس المتوسطة ، وأن العنف يزداد بين  طلاب الفصول ( 6و7و8 ) ويجب إجراء دراسات لاحقة  عن العلاقة بين الطلبة أكبر سناً  للتعرف على أقل السلوكيات التي تحدث ، وبالإضافة فأن الطلبة البيض أقل تورطاً في حوادث العنف والتسلط ، ومن الضروري فك أي آثار عرقية تخرج في النتائج السلوكية .

المناقشة :
     توجد نسبة كبيرة من الشباب تورطوا أو أثر فيهم العنف في المدرسة ، بالإضافة مكن القرن (21) الحالي في انتشار العنف والتسلط في ساحات المدارس ، والدراسة الحالية  كشفت السبب المحتمل لكل من أشكال الأذى بين الأفراد باستخدام مقياس نظرية التوتر ( GST ) كخريطة طريق ( إطار نظري) وتشير هذه النظرية أن الأفراد  الذين يعانون من التوتر وأثر مشاعرها السلبية  يكونون عرضة للانحراف السلوكي , وكما في الدراسات السابقة فأن هذا العمل الحالي وجد الدعم الجزئي لأهمية نظرية التوتر( GST ) .

     أولاً : هناك علاقة مباشرة واضحة بين التوتر وكل من نوعين العنف ، فطلبة المدارس المتوسطة الذين أفادوا أنهم متوترون فإنهم أكثر عرضة في ارتكاب حوادث العنف والتسلط .


     ثانيا: أن العنف التقليدي له علاقة بالمشاعر السلبية ، فأفراد العينة الذين شعروا  بالغضب و/ أو الإحباط  يشاركون في حوادث العنف والتسلط ، ثالثاً: وعكس نظرية التوتر ( GST ) فأن الغضب والإحباط لا يظهران العلاقة بين التوتر وأي شكل من العنف  ، لذا تقترح هذه المؤشرات أن التوتر والغضب والإحباط لها تأثير على أنواع المتغيرات المستقلة للعنف لكل منها ، وباختصار هذه النتائج في دراستنا الحالية تتفق مع نتائج الدراسات السابقة المتعلقة بالتوتر وتلقي الضوء على متانة نموذج نظرية التوتر في إطارها النظري لكل من العنف والتسلط . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق