السبت، 12 أبريل 2014

برامج حل مشكلات العنف لدى طلبة المدارس- 4




التراجع عن التدريب :
     على الرغم من أن برنامج الأقران المساعدين لا يتطلب صرف رواتب أو مكاتب مجهزة ، فأنه يتطلب نفقات أخرى ، منها تكلفة التدريب والدعم المستمر ، وتشتمل على الوظائف الإدارية المرتبطة بها والمنسقين الكبار ، وغالباً الاستعانة بالمناهج والبرامج الخاصة كما في برنامج الأقران الحالي ، ويجب تدريب الطلبة للتأكد أنهم مستعدون لتأدية أدوارهم وصلاحيتهم .

     يتطلب تدريب الأقران المساعدين لمدة يومين أو ثلاثة أيام ، هذه الدورة المكثفة تسهل على التعلم والممارسة ، وتعزز الترابط والثقة بين الطلبة والكبار .

     في برنامج الأقران المساعدين الحالي بولاية "  New Jersey  "  بدأ (30) طالباً بالمدرسة الثانوية  دورة تدريب يومين على شكل مجموعات منفصلة ، إحدى المجموعات شعبية وصاخبة من الطلبة الذكور استخدموا أسلوب السخرية من بعض زملائهم  باستثناء من الذين تزيد أوزان أجسامهم في مجموعتهم ، وجاء وقت عندما طلب من المشاركين التحدث عن أنفسهم باستثناء الطالب الذي يشعر بألم وضيق ، في مناخ الثقة والقبول والدعم أثناء التدريب فقد كانت ردة فعل هؤلاء الطلبة الذكور إيجابية ، لذا تغيرت مواقفهم وسلوكهم تبعاً لذلك .

     وفي اليوم التالي وختام الدورة غنى الطلبة المستبعدين أغنية جميلة مؤثرة تعبيراً عن ارتياحهم وقد لا تتكرر هذه التجربة المؤثرة خارج هذه الدورة ، أو في أي مكان آخر حيث لا تسود المجموعة أساس الثقة  والقبول بين أفرادها .

     من أجل دفع تكلفة دورة تدريب جندت بعض المدارس أو استعانة ببعض الشركات المحلية ( الوالدين ودعم المجتمع في هذه التكلفة ) في مدينة "   Baton Rouge " بولاية "  Louisiana  " كان من منظمي الدورة التدريب من رجال أعمال لمساعدة هذا البرنامج مادياً وأكدوا أنهم ليس فقط مستمرون بدعم هذا البرنامج وإنما  يفكرون بإنشاء برامج مثيلة في شريكاتهم .

التخطيط للاستثمار :
     التخطيط والتقييم  أمر حيوي في البدء ببرنامج القرين المساعد والمحافظة بنجاح على مدار السنة الدراسية ، وكحد أدنى ينبغي تشكيل مجموعة صغيرة من العاملين لتحديد ما يمكن إنجازه ، كيف يتم إنجازه ومن سيكون مسئول ؟

     تتكون الخطة من طرق تسهم في توضيح رؤية  البرنامج  ولكن دون سرقة جاذبيتها عن الطلبة الذين سيشاركون في برنامج قليل أهمية ، بالإضافة إلى ذلك وكما هو الحال مع أي مورد يحتاج الناس إلى  معرفة كيف يستخدم برنامج القرين المساعد ليحصلوا على فوائده .

     أخيراً على منظمي البرنامج أن يقرروا كيف يعرفون ما إذا كان البرنامج ناجحاً ؟ طريقة قياس هذا النجاح لا تلزم أن تكون مفصلة ، لكن بمجرد معرفة  أن يحب الطلبة البرنامج ، ولم يتقدم أحد منهم بشكوى .

     عند تنفيذ الخطة بشكل صحيح فأن برامج الأقران المساعدين تحتاج إلى وقت وأموال ،  واشتراك الطلبة في الأنشطة المجتمعية البناءة قد  يشكل ضغطاً على الكبار ، على سبيل المثال في مدرسة واشنطن الثانوية  نظم أسبوع المدرسة خالية من المخدرات تحت رعاية برنامج الأقران المساعدين ، لتخفيف أعباء مسئولية المستشارين بالمدرسة ، ولتكون المدرسة  عبارة عن جماعة متماسكة ويشعر الطلبة بالتواصل والتعاون بينهم .

     أكد كثير من الباحثين والكتاب على أهمية الشعور  بالتواصل على سبيل المثال  ( William Glasser (1990 في كتابه " فكرة المدارس ذات الجودة "  و (  Peter Benson (1994 "  في " بناء الأصول " و ( 1985 ) David Hawkins  وزملاؤه في دراسة " المخاطر والعوامل الوقائية "  و( Bonnie Benard (1991 في " مفاهيم قواعد المرونة " هؤلاء وغيرهم من التربويين يتفقون أن الطلبة عندما يشعرون أن  المدرسة ترعاهم فأنهم يحبون المدرسة أكثر .

     مؤسسة  Jennifer Claire Moore     ، في ولاية   Alabama   بمدينة Foley  مؤسسة غير ربحية تقوم بتدريب وتمويل ودعم برامج الأقران في المدارس منذ عام 1998م ، ورسالة المؤسسة توفير للشباب المعرفة والمصادر والثقة اللازمة لمواجهة ضغوط الحياة اليومية بنجاح . تم تطبيق برنامج القرين المساعد في (44) مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية في مقاطعة : Baldwin  بولاية : Alabama   بالولايات المتحدة ، إلى جانب خدمة المدارس الخاصة  ، فهي تخدم إجمالي 30 ألف طالب ، ودخلت المؤسسة في الشراكة مع مكتب مقاطعة Baldwin  للتعليم ومشروع المبادرة لتطوير القيادة الطلابية التي من شأنها تعزز التحصيل الدراسي والعلاقات داخل المدرسة وتنمية العلاقات والصداقات بين المدارس .

برامج الأقران المساعدين هي شريان الحياة للشباب :
     عندما يواجه المراهق أزمة أو قضية خطيرة في الغالب لا يعرف إلى أين يلجأ لطلب المساعدة  حتى إذا اهتم الوالدين ومحاولة مساعدته وللأسف نادراً ما يثق بوالديه ، لذا عند تعامل المراهق مع مشكلته فأنه يقترب إلى الآخرين وهم:
     الأقران – الأصدقاء .
     العاملون بالمدرسة ( المستشارين ، المعلمين ...إلخ ) .
     قيادي مشهور بالمجتمع ( رجل دين ...) .
     شخص آخر .
     الوالدان .

     لأن الأقران هم أكثر احتمالاً ومعرفة بحل مشكلة الزملاء ، فأن مؤسسة   Jennifer  Claire Moore   وضعت برامج من أجل تدريب  كل من المعلمين والطلبة كيف يتصرفون عندما يقع الطالب أو الصديق في أزمة  ، وهؤلاء المدربون " الأقران المساعدين " يعلمون ويوجهون " المساعد القرين " الذي يحصل على أفضل المصادر الممكنة لمساعدة الزملاء عند الحاجة ، ومع التدريب المناسب يكون الأقران في وضع فريد لتقديم المساعدة المناسبة في الوقت المناسب ، القرين المساعد يتعلم كيف يستمع ، يلاحظ ، يراقب ويساعد الآخرين ، وفي النهاية يتم إنشاء نظام دعم لزملائهم ، وبرنامج القرين المساعد يتعامل مع القضايا التي ترتبط بالعنف والتسلط عبر الانترنت ، الاكتئاب ، الانتحار ، الطلاق ، التسرب عن المدرسة ،  تعاطي المخدرات والمشروبات الروحية ، الوزن الزائد واحترام الذات ....إلخ .

     برامج الأقران المسعدين توفر للمدارس الابتدائية ، المتوسطة والثانوية  مثل المؤسسات خارج المدرسة  المناهج الشبيهة لمناهج المدارس وتخدمها ، وتزود هذه البرامج الطلبة فرص التعلم ، التوجيه ، الدعم العاطفي والنفسي وتنمية الذات ، وهذه مهارات الحياة المعززة تساعد على الحد من الصراع ، زيادة التحصيل الدراسي ، ومراعاة الفروق الفردية وزيادة خدمة الآخرين ، في المرحلة الثانوية فأن منهج " القرين المساعد" يدرس خلال (17) أسبوعاً على أساس المعايير والقيم التي وضعتها اللجنة الوطنية لمحترفي برنامج الأقران ، ويتم تدريس هذا المنهج  أيضا في المرحلة المتوسطة والابتدائية ، ومن خلال مساعدة الآخرين بالمنهج الذي يقدمه الأقران سوف ينمي المشاركون مهارتهم القيادية ومهارة تقدير الذات .

برنامج توسط القرين (Peer Mediation Program ) :
تعليم الطلبة  ليكونوا وسطاء بين أقرانهم ( الوسيط القرين  )
     بينما إجراءات التأديب التقليدية من طرد ، توبيخ ، تعليم الطلبة يعتمد على رموز السلطة ( العاملين بالمدرسة ) لحل النزاعات الطلابية ، فأن برنامج " صنع السلام " يعلم الطلبة كيفية التوسط في المنازعات والتفاوض على الحلول المناسبة بأنفسهم .

     تعتبر مشكلات الانضباط طاعون الفصول والمدرسة ، فالطلبة يهددون ويسخرون ويتحرشون بالآخرين ، والصراعات التي تنطوي على الاختلافات العرقية والثقافية  في حالة تزايد ، والتغيب عن المدرسة عبارة عن " وباء " ، العنف يتصاعد ، عموماً الصراع بين الطلبة أنفسهم وبين الطلبة والعاملين بالمدرسة في حالات التكرار ويستهلك وقت المعلم والإداريين بالمدرسة .

     إجراءات الطرد ، الخروج من الفصل ، التوبيخ ، عبارة عن سلسلة متكررة بالمدارس وهي تتراوح بين المكافآت والعقوبات الخارجية وبين التي تعتمد على تعليم الطلبة كيفية التعالم مع التوتر والمشكلات ، وفي إحداها يتم التركيز على هيئة التدريس والعاملين بالمدرسة على مراقبة وإدارة سلوك الطلبة ومن جهة أخرى يتم التركيز على الطلبة لتنظيم الإجراءات الخاصة بهم .

     تتطلب برامج الانضباط التقليدية  أحد البالغين ( الكبار ) يراقب سلوك الطالب ، وتحديد ما إذا كان ضمن أو لا لحدود القبول وإجبار الطلبة على إنهاء الأفعال غير الملائمة ، وعندما تكون المخالفات طفيفة يتدخل المعلم ليفض النزاع ( القلم لماري ، جان كن هادئاً واجلس ) أو ترغيب الطلبة لوقف الأعمال العدائية ( دعنا نغفر له وننسى ما حصل وصافحه وكونا أصدقاء ) وعندما لا تنفع هذه الاستراتيجيات سوف يرسل الطلبة المشاغبين إلى مكتب  المدير لسماع محاضرة صارمة و سريعة  عن قيمة  الانفراد والوحدة ، التهديد ، وإذا استمر النزاع سوف يتخذ إجراء أكثر صرامة وموعظة نهائية وأخيراً طرد الطلبة من المدرسة .

     مثل هذه البرامج تعلم الطلبة أن الكبار أو رموز السلطة ( المسئولين ) يتدخلون لفض الصراع ، تكلف وتستهلك هذه البرامج وقت الإدارة ووقت الدراسة  والعمل فقط هو مراقبة الطلبة وهذه الطريقة لا تمنح الطلبة النفوذ في حين أن الكبار أكثر مهارة في السيطرة على الطلبة والطلبة لا يتعلمون الإجراءات والمهارات والمواقف اللازمة لحل الصراع بطريقة فعالة في حياتهم الشخصية في المنزل ، في المدرسة ، في العمل ، وفي المجتمع .

     وفي الطرف الآخر تهدف البرامج إلى تعليم الطلبة المسئولية والتنظيم الذاتي ، والتنظيم الذاتي هو القدرة على التصرف بطرق اجتماعية  في غياب المراقبين الخارجيين ، وأنه القدرة على البدء والتوقف عن الأنشطة وفقاً للمتطلبات الظرفية ، والتنظيم الذاتي هو السمة المميزة والمركزية للنمو المعرفي والاجتماعي  ، ولتنظيم سلوكهم على الطلبة مراقبة سلوكهم وتقييم الأوضاع وقبول السلوكيات الصحيحة ، والسيطرة على الإجراءات والمهارات اللازمة لتأدية السلوك المرغوب فيه ، وفي التفاعل مع الآخرين  على الطلبة مراقبة وتعديل وتطوير وتغيير الطريقة لكيفية تصرفهم بشكل مناسب وكفاءة .

     إذا تعلم الطلبة كيف يسيطرون وينظمون سلوكهم فأن لهم فرص :
     1- اتخاذ قرار بكيفية التصرف .
     2- متابعة تنفيذ القرار الذي اتخذ .

     السماح للطلبة بأن يكونوا معماريين في المواضيع التي تنمي فيهم شعور السيطرة والحكم الذاتي ، والطلبة الذين يتعلمون كيف يديرون النزاعات بشكل صحيح وينظمون سلوكهم فأن لهم ميزة وأفضل من الطلبة الذين لا يملكون هذه الصفات ، وسوف يتم منح الطلبة مسئولية وتنظيم سلوكيات زملائهم بالفصل ، وبالتالي ينصرف المعلمون إلى عملية التدريس بدلاً من فرض السيطرة على نظام الفصل.

تمكين الطلبة ليكونوا صناع السلام :
     من أجل الإقرار والاختيار أي نوع من برنامج الانضباط هو الأفضل ، فأن هذا يساعد على معرفة  أنواع مشكلات الانضباط ،وعادة فأن معظم مشكلات الانضباط تنطوي على إما النزاع بين الطلبة والنزاع بين الطلبة والمعلمين والنزاع بين الطلبة ومعايير السلوك المقبول ، ومن خلال تدريب الطلبة على إدارة النزاع بطريقة فعالة ، فأن برنامج الانضباط سيمكن الطلبة على حل مشكلاتهم الخاصة وتنظيم السلوك الخاص بهم وبزملاء الفصل ، وعلى الرغم من أن البرنامج قد اقترح منذ سنوات إلا أنه في الآونة الأخيرة تم تدريب الطلبة ليكونوا صناع السلام .

     على مدى العامين الماضيين تم تنفيذ برنامج " توسط أو وساطة الزميل والقرين " في مدرسة   Highlands الابتدائية  في مدينة Edina بولاية  Minnesota . من خلال تدريب (30) دقيقة يومياً لمدة (30) يوماً فأن الطلبة سيتعلمون كيف يكونون " صناع السلام " في ثلاث مراحل ، فالمنهج يمكن الطلبة ليكونوا صناع السلام ( Johnson and Johnson 1991 ) . وبتزويدهم لعبة الأدوار وفرصة تطبيق الإجراءات  والمهارات عملياً والمشاركة في التفاوض والتوسط حتى يتمكن الطلبة اتقان هذه المهارات بشكل روتيني .

الخطوة الأولى : التفاوض :
     الخطوة الأولى في برنامج " صناع السلام " تعليم كل الطلبة  على التفاوض على القرارات البناءة بشأن صراعهم .  إجراءات التفاوض والمهارات تحتاج إلى أن تكون أكثر الاستفادة كي يتمكن الطلبة استخدامها في حالة إذا انتابتهم مشاعر الخوف  والغضب العالية .

     للتفاوض على الحلول يجب على الطلبة أن يعرفوا مفهوم " النزاع " ، تبادل المواقف والمقترحات وعرض الحالة من وجهات  نظر مختلفة ، وابتكار خيارات لتحقيق مكاسب متبادلة ومشتركة ، والوصول إلى اتفاق حكيم وصائب ، وعلى الطلبة تعلم الإجراءات التالية:
·       حالة ماذا تريد ؟ أريد أن أقرأ الكتاب الآن .
·       حالة ماذا تشعر ؟ أنا محبط .
·  حالة ذكر الأسباب لاختياراتك ومشاعرك ، " لقد قرأت الكتاب قبل ساعة " ، وإذا لم أقرأ الكتاب الآن فأني لا احصل على درجة ، أنه أمر محبط في الانتظار طويلاً " .
·       تلخيص وبسط كلامك كي يعرف شخص ما ماذا يريد  ، ماذا يشعر والأسباب وراء هذه الحالات .
·       ابتكر ثلاث خطط  اختيارية لفض النزاع .
·       اختر خطة واحدة  .

     يتعلم الطلبة مهارة إجراء التفاوض ليصبحوا مهرة في استخدام هذه المهارة في المواقف السهلة قبل أن يتمكنوا من توقع استخدامها في حل النزاعات الحقيقية ، فالوساطة سهلة ، وأكثر فعالية عندما يتعلم الطلبة ويتدربون على مهارة التفاوض .

الخطوة الثانية : الوساطة في النزاع :
     الخطوة الثانية أن يتعلم الطلبة كيف يتدخلوا للتوسط في القرارات البناءة لنزاعات زملاء الفصل ، وتعني الوساطة الاستفادة من خدمات شخص آخر للمساعدة في أحل النزاع ، والهدف من الوساطة هو مساعدة زملاء الفصل على التفاوض على القرارات السليمة أثناء النزاع ، والتحكيم والوساطة هما عرض المشكلة على طرف  ثالث ، وهذا الطرف يطرح المشكلة على بساط البحث ( مثل المعلم أو مدير المدرسة ) الذي يحكم بحكم نهائي لحل مشكلة النزاع .

     فيما يلي إجراءات الوساطة التي يتعلمها الطلبة :

مقدمة :
     عند التوسط في النزاع يقدم الوسيط نفسه ، ويسأل الطلبة  هل يريدون حل النزاع ولا  ينتقل إلى خطوة أخرى  حتى يقول الطلبة " نعم " .

المبادئ والإرشادات : الوسيط يشرح :
أ‌-     الوساطة عمل تطوعي ، " دوري هو مساعدتك لإيجاد حل لمشكلتك يكون مقبولاً لكم " .
ب- " أنا محايد . أنا لا أنحاز إلى طرف أو أقول هذا على صواب وهذا على خطأ ، سوف أساعدكم لتقرروا كيف تحلون مشكلتكم "
ج- كل شخص سوف تتاح له فرصة لإبداء رأيه عن المشكلة دون مقاطعة " .

الشروط : الشروط والقواعد التي يجب على الطلبة الاتفاق عليها :
أ‌)       حل المشكلة .
ب‌) عدم استخدام أسلوب الشتائم .
ت‌) لا تقاطع .
ث‌) كن صادقاً قدر الإمكان .
ج‌)   إذا اتفقت على الحل ، يجب أن تقوم بما اتفقت عليه .
ح‌)   كل ما يدار من كلام يجب أن يحفظ بسرية وكتمان .

الخطوة الثالثة : برنامج صانعي السلام :
     بعد أن يتم تعريف الطلبة بمهارة التفاوض والوساطة ، يقوم المعلم باختيار أثنين من  زملاء الفصل ليكونا وسيطين كل يوم ، وكل النزاعات لا تحل إلا بواسطة هذين الوسيطين ، الوسطاء يلبسون قمصان خاصة ويقومون بدوريات في الملاعب وصالة الغذاء ( المطعم ) من أجل فض النزاعات ، ودور وسيط الفصل يتناوب بين طلبة الفصل لذا كل طالب يقوم بدور الوسيط في فصله ، والتوسط بين نزاعات الطلبة ربما يكون على شكل طريقة دراماتيكية من تعليم الطلبة على الاستخدام المفيد لكل خطوة من خطوات التفاوض ، ويتعلم الطلبة ذلك مرة أو مرتين في الأسبوع على هذه الخطوات .

نتائج المدرسة الابتدائية :
     في مدرسة "    Highlands " الابتدائية تم جمع المعلومات عن الحاجة إلى برنامج صانعي السلام ، وجد أن في مدارس الضواحي  تورط الطلبة في الصراعات اليومية  ، وقد انخفض معدل الصراع والإغاظة في الملاعب والعدواني البدني والقتال .

     قبل التدريب غالباً يلجأ الطلبة المتصارعون إلى المعلم ، قالت إحدى المعلمات في موقعها الالكتروني: " قبل التدريب الطلبة يعرضون صراعهم مثل القتال الذي سببه حالتي الفوز والخسارة بين الأطراف ،و لتجنب هذا الوضع السيئ ، وعادة ما يلجئون إلي لحل نزاعهم " .  

     إذا لم يلجأ الطلبة المتنازعون إلى المعلمين فأنهم يلجئون إلى أساليب مدمرة ( مثل تكرار الطلب والأمر لإجبار الشخص إلى الاستسلام ) والتي من شأنها تصعيد وتيرة الصراع ، والتفاوض على الاتفاق يحبه الطرفان بدون اختيارهما ، وليس للطلبة فكرة عن كيفية القيام بذلك ، ومن هذه النتائج تبين أن الطلبة لم يتعلموا إجراءات ومهارات التفاوض في المنزل وفي المجتمع لذا الطلبة بحاجة إلى التدريب كيفية إدارة الصراعات بشكل فعال .

     عندما تكون هناك الحاجة إلى التدريب لفض الصراع ، يجب التحقق من سؤال هل يطبق برنامج صانع السلام  أم لا ؟ التدريب على فض الصراع يطبق إذا :

     يقلل من عدد الطلبة المتنازعين الذين يلجئون إلى المعلم أو مدير المدرسة ، وأن نتائج إتقان الطلبة إجراءات ومهارات التفاوض والوساطة تكون جيدة ، و استخدام الطلبة هذه الإجراءات والمهارات في أماكن أخرى من الفصول الدراسية .

     بعد إتقان الطلبة التدريب على  التفاوض والوساطة ، فالصراع بين طالب وطالب الذي يحدث يدير الطلبة هذا الصراع وحله دون تدخل الكبار ، فقد انخفض معدل حالات الصراع الذي يتدخل فيها المعلم بنسبة (80%) وعدد حالات الصراع الذي يتدخل فيها مدير المدرسة إلى ( صفر ) مثل هذا الانخفاض الكبير للصراع الذي يتدخل فيه الكبار غير برنامج الانضباط بالمدرسة من الفصل في  الصراع  إلى المحافظة ودعم عملية وساطة القرين .

     لتحديد مدى تعلم الطلبة على التفاوض والوساطة ، يتم تصوير الطلبة بأشرطة الفيديو لقرارات التفاوض لحالتي الصراع بعد التدريب وبعد ستة شهور ، ووزع على الطلبة استبيان ليكتبوا كيف ستكون عملية التوسط في هاتين الحالتين من الصراع ، وظهرت ردود أفعال الطلبة بشكل واضح حيث تعلم الطلبة على تطبيق إجراءات التفاوض والوساطة ، ومما لا شك فيه أن عملية التدريب كانت فعالة ومفيدة لهم ، ولكن لا يعني أنها مثالية ، وقد ينفر الطلبة من التعبير عن مشاعرهم وأحياناً لا يفكرون في طرح وجهات نظرهم .

     أفاد بعض الطلبة أنهم استخدموا مهارات التفاوض والوساطة مع أشقائهم في المنزل , واعترف بعض أولياء الأمور للمعلمين ان الطلبة استخدموا مهارة التفاوض والوساطة مع أخوانهم وأخواتهم  وأصدقاء الحي والأجداد والحيوانات الأليفة ، وربما كان الدليل الأكثر إثارة هو أن عملية التدريب قد نجحت بسبب أن أولياء الأمور الذين لم يشركوا أبناءهم في برنامج التدريب سوف يلحقونهم في الدورة في السنة القادمة ، وطلب بعض الأولياء تخصيص دورة تدريبية لهم .

     للتأكد من أن مهارة التفاوض والوساطة قد انتقلت من مركز التدريب إلى أرض الواقع في المدرسة وخارجها على المعلمين اتباع التوجيهات ، وعلى الطلبة لا يحتاجون إلى تعلم الإجراء فقط بل كيف يستخدمونه بالفعل ، والتأكيد على التعلم ضروري ، وإذا توقف الطلبة وفكروا ماذا يفعلون ؟ فأنهم لا يعملون  بإدارة الصراع بطريقة جيدة  ، وهناك الحاجة إلى دورات التقوية على مدار السنة ، لمساعدة الطلبة على الحفاظ على استخدام هذه الإجراءات ، وأخيراً على كل الطلبة إتقان مهارة التفاوض والوساطة ليكونوا " وسطاء "   .

فوائد صنع السلام :
     الطلبة الذين لديهم إجراءات إدارة الصراع فقد تكون أحياناً هذه الإجراءات غير بناءة ولا يتقنها طلبة المدرسة ، والطلبة من الأعراق والأجناس والثقافات المختلفة فأن بعض الإجراءات التي تدرس في الفصول الدراسية قد تخلق فوضى ، والحياة تكون سهلة في المدرسة عندما يحصل كل الطلبة والعاملين بالمدرسة على استخدام نفس الإجراءات المطلوبة .

     حالياً قليل من المدارس تعلم الطلبة إجراءات ومهارات اللازمة لتسوية النزاعات ، ودون تدريب مناسب في كيفية إدارة الصراع بفاعلية فأن معظم الطلبة لا يقدرون على إدارة الصراع ، وتصبح الفصول الدراسية أماكن لمنع الصراعات لتحسين المناخ التعليمي بالمدرسة .

     الصراع في الفصول الدراسية ليس سيئاً ، ولكن تجنب الصراع أو الذي لم يحسم بعد ، فعندما يحدث الصراع فعلى الطلبة  أولاً التدخل والتفاوض على قرار ما ، وعندما يفشلون ، يتدخل الوسيط القرين لفض النزاع ، وإذا فشل يتدخل المعلم وإذا فشل يحاول المعلم البت من على الصواب ومن على الخطأ وإذا فشل أيضا ، يحاول مدير المدرسة التدخل ، فعندما يتعلم الطلبة كيف يتفاوضون تعطى لهم فرصة للتدخل كوسطاء في الصراع بين زملاء الفصل ، وتعطى لهم الإجراءات والكفاءات :
     1- تنظيم سلوك الطلبة من خلال المراقبة الذاتية .
     2- الحكم على ما هو مناسب للوضع ولوجهة نظر الطرفين .
     3- تعديل كيف يتصرفون وفقاً لذلك .

     تعليم جميع الطلبة على إجراءات ومهارات التفاوض والوساطة ضمن برنامج الانضباط المدرسي لكي يتمكن الطلبة تنظيم ومراقبة الإجراءات الخاصة بهم وبزملائهم وليتمكن المعلمين صرف وقتهم في عملية الإنتاج والتعليم .

     حث الطلبة من نفس الفئة العمرية تسهيل عملية حل النزاعات  بين شخصين أو بين مجموعة صغيرة ، وأثبتت هذه العملية الفعالية في المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، وتغيير طريقة فهم الطلبة وحل النزاعات في حياتهم ، وتشتمل هذا التغيير على : تحسين تقدير الذات ، مهارات الاستماع والتفكير الناقد ، وإيجاد  مناخ التعلم بالمدرسة ، فضلاً عن تخفيض الإجراءات التأديبية والحد من النزاعات ، وهذه المهارات تترجم وتفعل خارج الفصول الدراسية .

البرنامج تطوعي لكل الجانبين :
     توسط القرين ليس هو " صنع القرارات " ، بل العمل من أجل إيجاد حل للطرفين وتجنب المزيد من المتاعب ، والإداريون مسئولون عن دمج  عملية التأديب وعملية حل الصراع في استراتيجيات  سليمة

الإحالة :
     توسط القرين عمل تطوعي لكل الأطراف المعنية ، ومع ذلك يحال الطلبة من قبل المعلمين وبعض الطلبة والعاملين  في المدرسة على أساس أن لديهم فرصة لحل مشكلاتهم بهدوء بدون إجراءات عقابية أولية على جزء من العاملين ( على سبيل المثال في أو خارج تعليق المدرسة ، الحجز  والمكالمات الهاتفية المنزلية وما إلى ذلك )

     الوسطاء الأقران لا يصنعون ( يتخذون ) " القرارات " ، بل يعملون من أجل التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف ، أنه ليس من عملهم إصدار حكم ، اتخاذ جانبين ، أخلاق ، انتقاد ، تهديد ، رفض ، يسخر من ، نصح وتقديم المشورة لاتخاذ قرار بشأن ما يعتقدون أنه حق للطلبة المتورطين في الحادث ، يتواجدون هناك من أجل تسهيل وتنسيق وتعاطف واستماع وتوجيه الطلبة إلى أسلوب " العصف الذهني " لحل مشكلاتهم .

     توسط القرين عبارة عن خطوة في الطريق من أجل تحسين التواصل والتفاهم بين الأفراد ، في أكثر الأحيان ، ضعف التواصل هو السبب الرئيس للقضية الناجمة من سوء الفهم للوضع ، فالمشاعر القوية  ، السيطرة على الانفعالات ونمو الدماغ في سن المراهقة عامل في كيفية التعامل الشباب مع المواقف الصعبة ، وعن طريق إخبار عن حكايتهم والاستماع إلى الآخرين بطريقة أكثر رقابة فأنهم سوف يحصلون على وجهة نظر مختلفة مع مساعدة الوسطاء لهم .

الأهداف:
     يهدف برنامج الحد من حوادث العنف من خلال إيجاد بيئة مدرسية إيجابية ، رعاية ، أمن وصداقة ، يعلم الوسيط القرين الطلبة على حل النزاعات باستخدام زملائهم كوسطاء . الوساطة تفتح قنوات التواصل وإتاحة الفرصة للطلبة  بمناقشة مشكلاتهم والتوصل إلى حلول بتوجيه من الوسطاء .

يتعلم الطلبة المهارات :
     التواصل .
     حل المشكلة .
     إدارة النزاع .

قد تلاحظ المدرسة  النتائج في:
     نشر الأمن والسلامة في ساحات المدرسة  .
     الإبلاغ عن  حالات المشكلة بشكل منخفض .
     زيادة التعاون في المجتمع المدرسي .

المؤهلات :
هذه بعض المؤهلات المطلوبة لهذا البرنامج :
     سوف يدرك وسطاء الأقران أن تصميم برنامج التدريب من أجل تحسين مهارات الاستماع والتفكير الناقد ، التعاطف والسرية والتسهيل دون وجود حكم .

     يعمل وسطاء الأقران على تطبيق هذه المهارات ، لعبة الدور والوسيط مع الموظفين الكبار .

     يقدم الوسيط القرين نموذج السلوك المناسب ، فإذا تورط الوسيط في أية حادثة قد تمس بالمحافظة على السرية فأنه يتم رفض هذا الوسيط . 

يلزم على الوسطاء توقيع الاتفاق على " السرية " .

 أنواع الحوادث :
هذه بعض الحالات والمواصفات المناسبة للوسطاء :
     الشائعات والقيل والقال .
     صعوبات العلاقة / التحرش .
     الاعتداءات البسيطة والنزاع .
     التخريب والغش .
     الصراعات الثقافية والعنصرية .

أنواع المشكلات :
     مخالفات وسائل الأعلام الاجتماعية .
     ضعف العلاقات / التحرش .
     الشائعات وقيل وقال .
     الغش والسرقة .
     الصراعات العرقية والثقافية .
     التخريب .
     الفصول أو النزاعات اللامنهجية .
     العنف ، الاعتداءات البسيطة والقتال .

     المشكلات الخطيرة تتطلب الرجوع إلى المختصين وليس من اختصاص القرين الوسيط  وتشتمل على :
     الاعتداء الجنسي .
     الانتحار .
     تعاطي المخدرات .
     امتلاك وحيازة السلاح
     وغيرها من القضايا التي يعاقب عليها القانون ... .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق