اكتشاف الحلول المختلفة لمرتكبي التسلط
بقلم الباحث/ عباس سبتي
الاهتمام بقضية التسلط يعد خطوة ذات مراحل
وتأخذ وقتاً ، إذ أن مشكلة الناس هي أنهم بسرعة يريدون حل هذه القضية ولا يهتمون
أن تعود المشكلة مرة أخرى لتضايقهم أو تضايق أصدقائهم من جديد ، مع ذلك هذه بداية
المشكلة لأن الجاني يفكر بهذه الحلول أيضا ليتعامل معها ومن دون هذه النصيحة لا
يمكن مساعدة مرتكبي التسلط بالعودة ليكونوا مواطنين صالحين .
اختيار
البرامج المناسبة للجاني :
عادة الجاني يختار ضحاياه بسبب عوامل عديدة
، منها الشعور بالملل كذلك لوجود عامل آخر وهو ما يجري في أسرته ليجعله يشعر
بالقوة والفتوة فيضرب أو يدفع من أمامه ، وفي بعض الأحيان فأن البرنامج يجعل
الجاني يفكر بما يقوم به من البلطجة .
البرامج التحفيزية هي الخيار الوحيد لمرتكب
التسلط الذي يعاني من مشكلات بسيطة ، في هذه البرامج يتحدث الجاني عما جرى له
وتختلف طريقة المحادثة معه حسب الحالة التي مر بها ، لذا قد يشعر الجاني أنه منبوذ
وغريب أو وضيع وحقير معظم الوقت ، لذا سوف يشعر بالتحسن بعد أن يتعامل مع الحالة
النفسية التي مر بها .
دورة الشعور بالتخويف تكتيك آخر يجرب مع الجاني كأن يؤخذ الجاني إلى
السجن وإثارة خوفه بما يلاقيه من خلال عرض برنامج تلفزيوني لمجرمي الجرائم ، كي
يعرف الجاني أثر ما يقوم به على نفسه وعلى غيره كذلك يعرف انه مراقب من قبل رجال
الأمن .
جلسة
المحادثة مع الجاني :
وقد يكون بالمحادثة مع الجاني مدير المدرسة
أو أي شخص يتم تدريبه للتعامل مع حالة التسلط ، وفي كلتا الحالتين يجب أن تركز المحادثة
على الأفعال التي يقوم بها الجاني ولماذا يقوم بهذه الأفعال .
المختص بعلم النفس هو الشخص المؤهل والمفضل
للتحدث مع الجاني ، فعالم النفس يستطيع أن يعرف لماذا يقوم الجاني بسلوكيات
التسلط ، وهذا قد يكلف بعض الوقت والمال
لأسرة الجاني ، والخبر السار أن الجاني عندما يكون بالمدرسة فسوف يعالج كجزء من
الخطط التي تقوم بها المدرسة للتصدي لهذه القضية
.
ضم
الجاني إلى الصحبة الصالحة :
قد يلجأ الجاني إلى ارتكاب العنف ضد الطلبة
بسبب أنه لا يشعر بالانتماء إلى
المجموعة ( الشلة ) لذا اخذ الجاني إلى
المجموعة والاندماج فيها ، وبالتالي سوف يتوقف الجاني عن أفعاله السلبية وبالتالي
يصبح مواطناً نافعاً لمجتمعه .
معظم الجناة يجب انضمامهم إلى المجموعة كي
يتغلبوا على الشعور بعدم الانتماء ، ومثال جيد وضع الجاني في مجموعة كبيرة بدلا من
وضعه في مجموعة تقوم ببعض أنشطة التسلط .
يمكن وضع الجاني في مجموعة من الأطفال الذين
تم علاجهم وشفائهم من أشكال التسلط ، وسوف يعرف الجاني من أفراد هذه المجموعة
الأضرار التي سببوها إلى الضحايا ، وما شعورهم بعد ارتكاب هذه الأشكال خاصة بعد
شعورهم بالندم .
توعية الناس بشأن التسلط :
التعليم
مفتاح كل شيء في الحياة ، وهذا صحيح عندما تتعامل مع قضية التسلط ، أحياناً مرتكب
التسلط لا يدرك عاقبة ما يقوم به من السلوك
، ولا يدرك أنه قد خالف القانون ، وهذا قد يؤدي بسهولة إلى مواصلة العمل
لأنه يفكر أنه عمل عادي ، لكن عندما يتعلم أكثر عن ماهية التسلط وكيف أنه يسيء إلى
الآخرين بهذا العمل بشكل منتظم ، فمن
الممكن أن يروا مرتكب التسلط سوف يخفف من سلوكياته الخاطئة أو يتوقف عنها ، وأن
مرتكب التسلط سوف يدرك الأذى الإساءة التي وجهها إلى الأطفال أو الناس .
تقديم البلاغ عن
أشكال التسلط :
قد يكون الضحية سبب توجيه الإساءة إليه
باستمرار بسبب أنه لا يعرف كيف يبلغ عن هذه الإساءة ، وانه يكون في دوامة ويسمح
لمرتكب التسلط يسيطر على حياته وعلى مشاعره ، لذا يجب توفير طرق لإبلاغ عن حوادث
التسلط ، وإيجاد الحلول المناسبة لمنع
مرتكبي التسلط في الإساءة إلى الآخرين
.
انتهاز
الفرصة والوقت مهم بالنسبة للمدرسة ولحياة الشخص
، ومع ذلك سوف تجد انه من المستحيل السيطرة على المشكلة إذا كنت تواجه
باستمرار مخاطر التسلط والمحدقة بك مما يجعلك لا تشعر بأمان في حياتك ، وهذا إذا عرفت بعض الحلول للمشكلة التي تجعلك
في وضع أفضل وإلا سوف تصبح ضحية للتسلط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق