السبت، 9 أغسطس 2014

انتشار حوادث التسلط : لا يمكن تصوره




انتشار حوادث التسلط : لا يمكن تصوره
بقلم الباحث/ عباس سبتي
22/5/2014

     نسمع عن حوادث التسلط ونقرا عنها  من خلال المقالات والدراسات ، يبدو أن التسلط مشكلة  تحدث بعيدة أن مجتمعاتنا لكن على الآباء أن يدركوا  أن هذه المشكلة تحدث في خفاء أكثر ما تحدث في الواقع الملموس

هل المشكلة صعب الوصول إليها ؟
     في كل واحدة الجواب نعم ، كل ما عليك فعله  إلقاء نظرة على بعض الإحصائيات بشأن استخدام الانترنت وسهولة الوصول إليها ولها علاقة بالشباب ، في الحقيقة موقع   DoSomething.org قد حصل على بعض هذه الإحصائيات بهذا الشأن  :

1- 58% من الأطفال والمراهقين اعترف أن أحد قد قال له أشياء مؤذية ومسيئة عبر الانترنت ، و(4) من أصل (10) منهم قالوا أن ذلك حدث أكثر من مرة .

2- 70% من الطلبة أفادوا أنهم رأوا حوادث التسلط  بشكل متكرر عبر الانترنت .

3- 81% من الشباب يعتقد أن سهل على مرتكب التسلط التخفي والهرب من مرتكب العنف التقليدي وجها لوجه .

4- فقط واحد من عشرة من ضحايا التسلط يبلغ ولي أمره أو أحد من يثق به من الكبار عن تعرضهم إلى الإساءة عبر الانترنت .

     إنها  معلومات مقنعة وأكثر من سبب يجعل الوالدين قلقين بشأن حوادث التسلط .

لماذا يعد العنف الالكتروني مشكلة ؟
     التسلط يعد مشكلة صعبة لأن أولئك الذين هم الضحايا لها يشعرون بقلة الحيلة من الهروب منها ، وتنتشر في كلا من الحياة المدرسية والحياة في المنزل ، وقد تترك مضايقات الانترنت آثاراً قصيرة وطويلة الأمد بما في ذلك الاكتئاب والقلق وانعدام الأمن في الحياة .

     يجادل بعض الناس بأن التسلط ليست مشكلة كبيرة لأنه يمكن تجنبها من خلال إغلاق جهاز التكنولوجيا ، لكن الضحايا لا  يتوقع منهم إغلاق الجهاز والاختفاء من مواقع التواصل الاجتماعي ، ألا يمكننا منع مرتكبي التسلط من أفعالهم في المقام الأول ؟

المستقبل :
     ستتواصل التسلط عبر الانترنت بانتشار طالما هناك  كائن حي فيه الروح  ( يتنفس الهواء )  ، بالإضافة إلى ذلك فمن الطبيعي بالنسبة للأطفال والمراهقين والمراهقات ارتكاب الأخطاء ،  وقد يعطى لهم أجهزة التكنولوجيا المرتبطة بالانترنت بسهولة أثناء مرحلة نموهم العقلي والجسمي ، أنه من الضروري بمكان أن توفر الجهات الأخرى لتوجيه الشباب والمراهقين بآداب استخدام الانترنت .

     لحسن الحظ بدأت بعض الدول اتخاذ الإجراءات لمعاقبة الذين يساهمون في السلوكيات الضارة للتسلط . وعلى الرغم من أن القانون ساري المفعول لما يجب القيام به للحد من التسلط فأنه لا بأس بمعرفة التدابير اللازمة بهذا الشأن .

     يجب على الوالدين توجيه أبنائهما في عالم الانترنت مثلما يوجهان أنفسهما في الحياة الواقعية ، ومن الأهمية بمكان بالنسبة للأطفال والمراهقين فهم التطبيقات المحتملة للإجراءات الرقمية ، وتقع على الوالدين مسئولة توفير أجهزة التكنولوجيا بشكل آمن وصحيح ومراقبة شبكة الانترنت التي يستخدمونها والرسائل النصية لضمان سلامة الجميع في عالم التكنولوجيا .

أقول :
     مع تزايد جرائم الانترنت خاصة حوادث التسلط وما تسببه من آثار وسلبيات خطيرة على حياة الناس وبالذات حياة الأبناء فعلى الدول إبرام الاتفاقيات بشأن الحد من هذه الجرائم وليس فقط جرائم الاحتيال وغسل الأموال وانتحال الشخصية التي يقوم بها الكبار ، لأن مستقبل الأبناء أهم من التفكير في الجرائم الالكترونية لعالم الكبار بعد أن جعلت حوادث التسلط التي يقوم بها طلبة المدارس تشكل هاجساً وقلقاً لدى الآباء والأمهات ، ويجب التذكير أنه ما زال وللأسف بعض أكثر الدول العربية لا تهتم بحوادث التسلط في أوساط طلبة المدارس والشباب مثلما تهتم بالجرائم الالكترونية الأخرى سواء بعقد الاتفاقيات أو تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة   ، لذا في هذه المقالة ندق جرس الإنذار بشأن توعية الناس والمسئولين بما يجري في عالم الطفولة والمراهقة والشباب من حوادث البلطجة الالكترونية وآثارها الخطيرة على مستقبل حياة الأبناء .   


المصدر :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق