الاثنين، 29 سبتمبر 2014

منع الانتحار خلال حوادث التسلط





منع الانتحار خلال حوادث التسلط
الباحث / عباس سبتي

     في العالم المتقدم أصبحت مشكلة التسلط ظاهرة عالمية التي أدت بحياة كثير من المراهقين والشباب من أجل التخلص من آلام التحرش ، في الحقيقة هناك على الأقل تسعة من الشباب يقدمون على الانتحار المتعلق بحوادث التسلط بالولايات المتحدة  في عام 2013 ، بينما  قرار إنهاء حياة شخص في نهاية المطاف هو بيد الفرد نفسه ، وهناك أشياء كثيرة ينبغي القيام بها لمنع حالات الانتحار منها البدء في فهم التسلط عبر الانترنت .

فهم المشكلة :
     في النواحي الكثيرة فأن التسلط عبر الانترنت أكثر ضرراً من الناحية النفسية من العنف التقليدي ، والسبب هو عدم كشف الجاني عن هويته الشخصية  ، فكر يا الابن : هل نشرت تعليقاً سيئاً لشخص ما خلال مادة خبرية لأنه قد عبر عن وجهة نظره السياسية المختلفة ؟ وربما  تكون هذه الوجهة " جاهلة " أو " غبية " لكن وإذا كنت مضطراً أن  تعلق هذا التعليق كي يعرف الناس ، فالحقيقة هي أن معظم مستخدمي الانترنت من مختلف الأعمار قالوا أشياء عبر الانترنت وهم يشيرون إلى .. أو أن يلفتوا نظر غيرهم  أنهم لن يقولوا لشخص ما وجهاً لوجه  هذه الأشياء .  

     هذا ما يفعله مجهول الهوية باستخدام الانترنت ، هذا الأسلوب يسمح لنا أن نقول دون خوف من الناس أن يعرفونا ، وبدأت بعض المواقع الإخبارية تستخدم فيسبوك لتسجيل دخول إلزامي عند التعليق من أجل المساعدة في تحسين أسلوب التعليق ، ووفقاً لمعهد Poynter " لدراسات وسائل الأعلام فأن هذه الطريقة مفيدة  للحد من التعليقات المسيئة .

     مع ذلك فأن كثيراً من الناس بما فيهم العديد من المراهقين يستخدمون أسماء مستعارة ووهمية لإخفاء هويتهم الشخصية عند إرسال تعليقات مسيئة إلى الناس ، وبالطبع هناك بعض الناس لا يخافون قول أشياء معينة باستخدام أسمائهم الحقيقية ،  بينما هؤلاء لا يدركون ما يقومون به من أشكال التسلط عبر الانترنت ، هؤلاء المجهولون هم أخطر الناس لأن هويتهم الشخصية محتجبة مما تسمح لهم قول ما يريدون دون وجل ودون تداعيات تصيبهم .

أشكال التسلط عبر الانترنت :
     للأسف إن تزايد  قصص الانتحار المتعلقة بقضية التسلط يعلمنا أن هناك العديد من أشكال التسلط  ومن أشهرها :
-         إرسال الرسائل أو الصور عبر البريد الالكتروني وبشكل متكرر دون توقف وإن طلب منه التوقف .

-         إرسال الرسائل أو الصور إلى هاتف الضحية  .

-         نشر الشائعات عن شخص عبر الانترنت أو أي جهاز تكنولوجي آخر .

-         إرسال الرسائل المسيئة وغير اللائقة عن شخص باستخدام الانترنت .

-         جعل التعليقات المسيئة في حساب وملف شخص آخر .

-         إرسال رسائل التهديد إلى شخص عبر الانترنت أو أية وسيلة الكترونية .

-         استخدام حسابات وهمية للتلاعب أو لمضايقة أشخاص .

-         سرقة معلومات حساب شخص آخر ليدعي أنها له مع إرسال  محتوى غير لائق باسم الضحية .

-         استخدام " كاميرا ويب كام " للتجسس على أشخاص لمضايقتهم .

-         إجبار شخص في إرسال صور له من أجل تدمير سمعته بعد ذلك  .

     بغض النظر عن نوع وشكل التسلط عبر الانترنت فأنه  يشكل وسيلة أذى ومضايقة للآخرين ، ولا يخلو أي من المراهقين من استخدام أحد أشكال التسلط .

 كيف يؤثر التسلط بعملية الانتحار ؟
     قد يقول قائل حصل التحرش عبر الانترنت بسبب وجود قضية التسلط ، فلا داعي لهذه المحاولات للتصدي للمشكلة لكن ماذا تقول عندما تذهب حياة شخص كنتيجة من نتائج التسلط ؟ هل تقول لا داعي بذل جهدا لعلاج المشكلة ؟ الكثير من الناس الذين لا يفكرون بالانتحار يجدون صعوبة الربط بين الانتحار والتسلط ، بينما معدلات الانتحار قد انخفضت بالفعل إلى 28% بين الشباب بشكل عام ، مع وجود أكثر المنتحرين بين الفئات العمرية  من 10 إلى 19 سنة  ، ووفقاً لدراسة في عام 2010 لمركز بحوث التسلط  فأن الشباب الذين أقدموا على الانتحار هم أكثر من تعرض إلى حوادث التسلط المتكررة .

     هذه إحصائيات لحالات الانتحار المتعلق بالتسلط حسب ما أفاده موقع
bullyingstatistics.org

-         الفتيان والفتيات اشتركوا في حوادث التسلط  خلافاً للاعتقاد الشائع أن التسلط يقوم به جنس معين .

-         تم الإبلاغ عن حوادث التسلط من قبل المراهقين من الخلفيات الثقافية والعرقية والاجتماعية المختلفة .

-         أكثر من 50% من المراهقين يعرفون عن حوادث التسلط وتقريباً نفس النسبة المئوية منهم شاركوا فيها .

-         كلا من الجناة والضحايا معرضين لمحاولات الانتحار وكثير من المراهقين الضحايا والجناة تلقوا تعليقات غير لائقة عندما أرسلوا تعليقات مسيئة إلى غيرهم .

-         حوالى واحد من عشرة من الضحايا يبلغ بالفعل والديه او أحد الكبار عن تعرضه للتسلط .

-         أكثر ضحايا التسلط المكتئبين هم من يفضل الانتحار كخيار أخير .

-         أكثر من 80% من المراهقين  المستخدمين للهواتف المحمولة بشكل منتظم هم الذين ينخرطون في حوادث التسلط .

التداعيات القانونية :
     خلافاً  للاعتقاد الشائع  خصوصاً بين المراهقين أن ما تقوله عبر الانترنت ليس له تبعات سلبية عليك لكن هناك قضايا قانونية تقول غير ذلك ، كثير من الدول بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تتبنى قوانين ضد التسلط عبر الانترنت وتفرض عقوبات مشددة ضد مرتكبيها .

     بينما يمكن توجيه تهمة التحرش إلى من أدلى بتعليقات مسيئة عبر الانترنت ، فأن الأمور  تتعقد أكثر عندما يقدم بعض ضحايا التسلط إلى محاولة الانتحار ، ففي حالات كثيرة من الانتحار المتعلقة بالتسلط فان مرتكبي التسلط يعاقبون كما يعاقب أصحاب الجنايات الأخرى .

     على سبيل المثال في عام 2013 اتهمت فتاتين من فلوريدا بعد انتحار مراهقة بالغة من العمر (12) سنة نتيجة إرسال تعليقات متكررة لها  بأن تقتل نفسها ، وأنها ليست مجرد قضية في المدارس الثانوية والمتوسطة ، فقد حكمت ولاية نيوجرسي على الشاب البالغ (20) سنة (30) يوماً بالسجن و(3 )  سنوات تحت المراقبة   و(300) ساعة في الاشتغال بالأعمال التطوعية للمجتمع وغرامة (10آلاف ) دولار ، وإسداء المشورة بشأن التسلط  لدوره في انتحار زميله في السكن الجامعي ، إذا استخدم كاميرا " ويب" للتجسس وإرسال تعليقات مسيئة  عبر تويتر على زميله  الذي ضاقت به الدنيا فألقى بنفسه من جسر جورج واشنطن منتحراً .

     يعتقد المراهقون  أنهم غير مستهدفين عندما يستخدمون اسماً مستعاراً في حادثة التسلط ، لكن عليهم أن يفهموا أن هناك عدة طرق لتعقب الناس الحقيقيين الذين يخفون أنفسهم خلف أسماء مستعارة أو مجهولة ، وعندما يتعلق الأمر بحالة الانتحار بين اوساط المراهقين فأن هناك بالتأكيد عمليات التحقيق تجرى لتعقب المرتكبين .

ماذا يمكن عمله ؟
تصرفات المراهقين في نهاية المطاف خاصة بهم ، ومع ذلك هناك خطوات يجب اتخاذها لمساعدة الوالدين على التقليل من حالات التسلط والانتحار :
-         التحدث مع المراهق بشأن التسلط وخطورة المشكلة .

-         الانتظار إلى أن يدخل الابن المرحلة الثانوية او في أواخر فصول المرحلة المتوسطة لكي تعطى له الهاتف المحمول .

-         كن على علم بما يقوم به الابن في مواقع الانترنت وتحذيرهم بعدم إعطاء بياناتهم الشخصية إلى أشخاص لا يعرفونهم .

-         تنبيه المراهق بعدم نشر أي شيء إلى الأصدقاء وغيرهم يكون عاقبته الحسرة والندم .

-         الاهتمام بأنشطة الابن الالكترونية المفيدة له .

-         تشجيع المراهقين على البعد عن أجهزة التكنولوجيا مثل وقت الطعام ووقت الدراسة .

إذا تورط الابن بحادثة التسلط هناك إجراءات اخرى يجب اتباعها :
-         مساعدة الابن على حجب الشخص الذي يسيء إليه بإنشاء إعدادات الخصوصية أكثر صرامة  ، وقد يفضل تغيير رقم الهواتف أو البريد الالكتروني  عنده .

-         التحدث مع والدي مرتكب التسلط في حال معرفة اسم الجاني .

-         في حال استمرار حالات المضايقة للابن يجب إبلاغ المدرسة ومركز الشرطة .

خلاصة القول The Bottom Line :
     سواء أكان الابن ضحية أو مرتكب التسلط أو العنف يجب اتخاذ اللازم ، وفتح الحوار والصراحة مع الأبناء وبيان خطورة المشكلة ، وتنظيم وقتهم بالأنشطة خارج شبكة الانترنت ، وأقول : لا بأس بالإطلاع على مقالاتنا :
     الحد من حالة التسلط التي أنهت حياة بنت مراهقة .
     الانتحار المرتبط بالتسلط :  الجانب المظلم للتسلط عبر الانترنت .
     المراهقون والمراهقات وآداب  مواقع الانترنت الاجتماعية .
     أهمية تعلم  الأولاد الاستخدام الآمن للهواتف المحمولة .
     كتاب  المرشد  إلى رفع وعي الأولاد باستخدام الانترنت 1-2 .
     التقليل من وقت الشاشة من أجل سلامة الأطفال .

 في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت عنوان : سلبيات التكنولوجيا
المصدر :

How to Prevent Cyber Bullying Suicide

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق