الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

مكافحة التسلط عن طريق تطبيق بالهاتف المحمول





مكافحة التسلط عن طريق تطبيق بالهاتف المحمول
بقلم الباحث / عباس سبتي

     طبيعة التكنولوجيا باعتبارها المنظر المتطور واستمرار وجودها في حياة الشباب يعني التصدي للتسلط عبر الانترنت سواء يكون هذا التصدي أكثر صعوبة أو أكثر أهمية في أي وقت مضى .

     نيويورك : عندما علم أن فتاة في سن المراهقة قد فقدت حياتها بسبب تعرضها للتسلط ، فقد علم الأب "  Todd Schobel " يجب الانضمام إلى التصدي لمنع المآسي في المستقبل أن تحدث ، وفي بضعة أيام اخترع تطبيقاً لتمكين الشباب من التصدي أو الوقوف ضد البلطجة .

     أعتقد أن الأطفال طيبون ، ولا أعتقد توجد فيهم ثقافة الشر وأنهم ليسو أسوأ ولا أفضل من الأطفال قبل خمسين السنة الماضية ، لذا لماذا لا نعطيهم الفرصة أو القوة قدماً لإجراء التغيير فيهم ؟ مع كلمة " إمنعه  " التي تعطيهم قوة للمضي قدماً بسرعة وكفاءة لإحداث الفرق " قصاصة مقابلة مع  " Todd Schobel " ، ولكن مكافحة التسلط تعني معركة في المنظور المتقدم ، و أي التطبيق الجديد مثل "  Yik Yak " الذي يسمح للمستخدمين بعدم الكشف عن هويتهم  لتنمو  الأرضية الخصبة  للمضايقات والإساءات .

لماذا لا تظهر قوتك الحقيقية ؟
     بدأت قصة الأب " Schobel " في أكتوبر لعام 2012 مع فتاة كندية اسمها " Amanda Todd " وعمرها (15) سنة التي انتحرت بعد سنوات من المعاناة مع التسلط سواء عبر الانترنت أو في الحياة الحقيقية .

     من خلال البحث في مقاطع فيديو عبر يوتيوب  شاهد مقطع للفتاة قبل انتحارها ، وكأب  قال"  Schobel " أنه تأثر  عاطفياً من هذا المقطع ، وأضاف : أنه مرعب ، أنها تحدق إليك وهي في يأس ، وبدأت أفكر بالحلول لمحاربة التسلط ، لماذا لا أبذل قصارى جهدي من أجل إنقاذ شباب المستقبل ؟

     نشرت المنتحرة " Amanda " قائلة :" قصتي هي : التصدي ، العنف ، الانتحار ، إيذاء النفس " في مقطع فيديو في يوتيوب قبل موتها بشهر ، وأنها تبدو كأية فتاة مراهقة ولكن من خلال سلسلة الملاحظات المكتوبة تبين تعرضها إلى حوادث مرعبة وعذاب مستمر واجهته .

     وذكرت محاولة انتحارها بسبب توبيخ الأطفال لها عبر فيسبوك ، وقد قيل لها : أنها تستحق ذلك ، وطلبوا منها أن تغسل رأسها بالماء والطين ، وكتب آخر : آمل أنها ماتت . وكتبت الفتاة المنتحرة : لا أحد معي أنا بحاجة إلى شخص ما ؟ ثم وضعت اسمها أسفل الورقة .

     ما يقرب من 31%  من المراهقين ادعوا أنهم تعرضوا إلى حوادث التسلط ، وفقاً للمسح الوطني الذي أجرته شركة "   Cox " للاتصالات و المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين ، وسلط المسح الضوء على الاتجاه المقلق ، أشارت الدراسة إلى  أن الأطفال لا يتحدثون مع آبائهم عن حوادث التسلط التي تعرضوا لها .

     وكما أشارت عدة دراسات العلاقة بين التسلط ومحاولات انتحار المراهقين ، فأن حالة انتحار الفتاة المذكورة كان من الممكن تفاديها لذا عم الغضب  الشعبي في أرجاء الولايات المتحدة بسبب انتحارها وهي في ريعان الصبا .

     بعد أسبوع من انتحار الفتاة ، قدم الأب "  Schobel " نسخة من التطبيق إلى الهواتف المحمولة مع العبارات التالية : أوقفه ، ساعده ، اتخذه صديقاً ، اكتب تقريراً ، ويهدف التطبيق فتح الحوار بين الآباء وأبنائهم المراهقين ، وأراد " Schobel " أن يخفف أو يزيل وصمة العار من شبكة الانترنت بأن يسمح التطبيق بكتابة تقرير لمن يتعرض إلى التسلط أو يبلغ عمن تعرض إلى التسلط ، وكلمة " أوقفه " تعني الوقوف منتصباً وإخبار الجميع عن الحادثة  من خلال إرسال المراهقين رسائل وصور إلى من يثقون به .، كلمة " ساعده " تعني فتح خط الاتصال مع مركز الأزمات كتابة أو مكالمة  ، وكلمة "اتخذه صديقاً " تعني الإبلاغ عن حوادث التسلط للمجهولين ، وكلمة " اكتب تقريراً " تعني : الحماية ، وتوثيق الانتهاكات وتقديم التقارير إلى المسئولين القانونيين .

     قال " Schobel " : الناس قد يختلفون معك ، لكن عندما تعطي الأطفال أو أي شخص فرصة الشجاعة والتشجيع كي يبلغ عما حدث فان هذه الفرصة تغير حياة الناس .

     في اجتماع حاشد لعرض التطبيق بالمدرسة قال Schobel : رفعت إحدى البنات في الصف السابع يدها سألت : إذا كان لي صديقة أساءت إلى نفسها هل استخدم كلمة " أوقفه " لمساعدتها ؟

     وأضاف Schobel : كان بجواري معلم  نظر إلي قلت : أولاً وقبل أي شيء إلى متى تتستر هذه الصديقة عن الحادثة ؟ لماذا لم تخبر أحداً ؟ أنا أعلم قد تكون خائفة ؟ ولكنا هنا جميعاً ، المدير والمعلمون يساعدونها أيضا .

     هناك نسختان لبرنامج " أوقفه " نسخة فردية لأولياء الأمور وأولادهم ونسخة للمدرسة لكافة الطلبة ، ويتم توزيع كلمة دخول البرنامج إلى الآباء والمدارس ، ويتميز التطبيق "الاتصال بالمدرسة عند وقوع التسلط " وهناك مركز الأزمات لكل مدرسة .

     وأهم جزء في التطبيق هو برنامج " نظام توثيق الحادثة " الذي يسمح للطلبة بإرسال تقرير عن حادثة التسلط ويشتمل على أدلة وإثباتات ، وما الإجراء المناسب الذي يجب على المدرسة اتخاذه مثل استدعاء الشرطة أو رجال القانون .

     منذ انطلاق التطبيق في يناير الماضي فقد  نفذ التطبيق في سبع مدارس في ولايتي نيوجرسي وفلوريدا ، وتأمل المدارس تفعيل هذا التطبيق في الحد من التسلط وأشكاله وعواقبه .

لا  مكان للاختباء :
     ليس هناك مكان آمن أو شخص آمن عند وقوع التسلط ، بسبب انتشار أجهزة التكنولوجيا وتعامل الكثير معها خاصة الأطفال والمراهقين فلا يوجد أحد في مأمن من قضية التسلط ، وعندما تتعرف على الجاني فقد لا تثق به بل ولا تثق بأي صديق .

     صحيح تربط الهواتف المحمولة الناس بالعالم الخارجي ، ولكن قد تجعل منهم ضحايا التسلط ، وتصبح مصدر تخويف وخوف لبعض وتخلق حالة " جنون العظمة " لبعض آخر ، خاصة هذه الهواتف المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي .

     تسبب هذه المواقع الأرق وقلة النوم للمراهقين والشباب ، وتوصي الدراسات الآباء أن يقلل أبناؤهم ساعات استخدام الهواتف والأجهزة قبل النوم بل وإغلاقها بساعة قبل النوم .

     التسلط فرض وجوده في تويتر وانستغرام مما أثر على مستخدمي الشبكات الاجتماعية تأثيراً سلبياً ولا يمكن وقف تيار التسلط الجارف .

الوصول إلى الطفل :
     لقد تحدثنا مع أكثر من نصف مليون طفل ومراهق لكن هناك الملايين من الصغار يجب أن نصل إليهم لنساعدهم ، وهذا يتطلب تعاون العاملين بالمدارس ومراكز الشرطة ورجال القانون وشركات الاتصالات والانترنت والعمل لوقف المعاناة النفسية عن أطفالنا ، وقد تطوع بعض القانونيين ورجال الشرطة بزيارة المدارس في الولايات المتحدة للتحدث عن مخاطر الانترنت .

أقول :
     نوجه كلامنا إلى الجميع لا سيما الآباء ماذا تفعلون وأنتم تشترون أجهزة التكنولوجيا خاصة المرتبطة بالانترنت ؟ ألا يكون ذلك خطر على حياة الأولاد ؟

     ونقول أيها معشر مصممي البرمجيات ، قدموا برامج حماية وتوعية لطلبة المدارس كي لا يتورطوا في حوادث التسلط او لا سمح الله أن ينتحروا .

     نأمل أن يطلع المسئولون عندنا وفي الدول العربية على هذه المقالة وغيرها من المقالات بل والاطلاع على الدراسات التي تشير إلى مخاطر الانترنت على الأجيال كي يتعاون الجميع من أجل الحد من قضية التسلط كذلك إنقاذ المراهقين من مشنقة الانتحار ، لا بأس بالاطلاع على موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية للحصول على المزيد من المعلومات .

المصدر :
Fighting Cyberbullying With A Mobile App
 By Tracy Lee @TracyLofgrenLee | April 9, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق