الأحد، 18 ديسمبر 2016

غرس المرونة لمنع العنف والتسلط




غرس المرونة لمنع العنف والتسلط
Cultivating Resilience To Prevent Bullying and Cyberbullying
سمير هندوجا ، مركز بحوث التسلط ، 28/11/2016
ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
ديسمبر 2016

       هل لدي رأي في هذه القضية أو أكون تحت رحمتك ، رحمة الآخرين ، وأي قوة خارجية  تحاول أن تسقطني ؟ كنت آمل أننا نتفق أن الكلمات تقول لي أو تكون مطبوعة في الانستغرام تحت آخر مساهمة لي لا تحمل نوعاً من القوة القاهرة للإضرار بي دائماً ، وبدلاً من ذلك فأن تأثير الكلمات تعتمد على مزاج الضحية ، وبالنسبة لبعض فأنها تدمر وبالنسبة ولبعض آخر لا تعني شيئاً .
بالنسبة لبعض فأن تأثير الكلمات تكمن مكان  بين وبين وهنا يطرح سؤال هل هناك سمات شخصية رئيسة أو سمة تمنع وتحمي من استيعاب الضرر المقصود من خلال العنف أو التسلط ؟ وإذا كان ذلك ، فأنه يترعرع ويتسع .
الجواب له صدى ب " نعم " أنها المرونة . كنت أفكر بمفهوم " المرونة " في حياة الشباب على مدى العامين الماضيين وكنت منهمكاً كالباحثين والعلماء في الدفاع عنها ، وكنت أفكر أنها مهمة دائماً وعلي دراستها بمزيد من التفصيل ، وكشفت النتائج في ورقة عمل لي في المؤتمر السنوي للمنظمة الدولية للحد من العنف في هذا العام و بحضور كبار العلماء والخبراء في هذا المجال .

ما هي المرونة ؟
تعتمد على نظرية متينة وسليمة تركز على الحاجة إلى تطوير الأطفال ككل من خلال الكفاءات الاجتماعية التي يحتاجونها لتحقيق النجاح الشخصي والمهني ، ويقول دعاة " المرونة " يمكن تعليم الأطفال كيف ينهضوا بسرعة " bounce back "  أو يتغلبوا على الشدائد عندما يواجهونها في الكبر "    Benard, 2002; Masten, 2009 " ونحن نعلم أنهم سينجحون في مدارسهم وفي مقار العمل وفي مجتمعاتهم وحياتهم الاجتماعية ، وبشكل أكثر تحديداً " المرونة " هي القدرة على القفز والوثوب والنجاح لمواجهة الشدائد وتنمية الكفاءة الاجتماعية والأكاديمية على الرغم من تعرضها إلى ضغط شديد كما في ضغوط الحياة اليوم "     Henderson & Milstein, 2003:7 " .

المناهج التاريخية لمنع العنف والتسلط :
أنا وجوستن كمتخصصين لمنع العنف حيث ننفق قدراً كبيراً من الوقت وإعادة هيكلة البيئة المحيطة للطالب من أجل السلامة من خلال :
-         تذكير الطلبة بالتحدث مع الكبار الذين يثقون بهم عندما يتعرضون للعنف وخلق مناخ مدرسي إيجابي في حرم المدرسة .
-         وضع المعايير السلوكية المتوقعة من خلال النماذج الاجتماعية .
-         تشجيع الطلبة بالتحدث بعضهم ببعض وجعل اللطف منتشراً بينهم .
-         غرس التعاطف والشفقة من أجل أن ينمي الطلبة الرعاية الحقيقية فيما بينهم .
كل هذه النقاط مهمة بسبب أن العنف والتسلط يعدان من المشكلات المعقدة ، إجمالاً يمكن لهذه الجهود أن تؤتي ثمارها ، ومع ذلك هناك عنصر مهمل ومنسي في الطرق التي تستجيب لها المدارس والأسر والمجتمعات لدور الضحية ومسئولياته والحقيقة أن هؤلاء المعنيين لهم قدر كبير من المهام للسماح أو عدم السماح للضرر يصل إلى الطلبة .    

نريد من الطلبة أن يتعلموا وينموا المهارات التي يحتاجونها للتعامل مع المشكلات ، ولكن نادراً ما نساعدهم على التعامل مع هذه المشكلات ، لذا سوف ينمو قدراتهم لحل هذه المشكلات ، ونسعى باستمرار حمايتهم وعزلهم بدلاً من تعزيز الثقة بأنفسهم والقدرة بحل المشكلات والاعتماد على النفس والشعور بالهدف وهي كلها نقاط القوة الفطرية "   Benard, 1991, 1997 " ، ولكن هذا النوع من الاستجابة - لحسن النية – وسوء استعدادهم للمستقبل حيث سيواجه الطبلة بلا شك المشكلات والخلافات الاجتماعية عندما يكبرون  ، ونهيء لهم خدمة سيئة إذا لم ندربهم للحياة لذا سيكون هناك حاقدين وحمقى يحاولون خلق مشكلات لهم خاصة إذا نجحوا في الحياة ( وبالطبع هذا ما نريده لهم ويريدون لأنفسهم ) .
فكر في هؤلاء الذين نجحوا كما يظن الناس ( الرئيس أوباما ، Taylor Swift, Jennifer Lawrence وغيرهم ) أنهم واجهوا وتعاملوا مع المتصيدين ، مرتكبي العنف والمعتدين ، ونحن نحترم الذين لهم ميول ومهارات اجتماعية عندما يرفضون هؤلاء المتصيدين ويترفعون عن استخدام الكراهية والشتائم ، لذا علينا أن نفعل مثل هذا في حياتنا ، ونحن بالتأكيد نريد لشبابنا التعامل مع هذه المشكلات بنفس الطريقة ، ولعدم وجود عبارة أفضل فقد نريد من الشباب أن يكونوا قاهرين وأبطال وكما يجب أن يكونوا متعلمين وميسرين ونموذجيين .

دراساتنا بشأن المرونة :
في المستقبل سوف أنشر في المدونة مناقشة الدراسات بشان زيادة المرونة بين شبابنا ، في الوقت الراهن من المهم جداً تمهيد الطريق من خلال تبادل البيانات عن طريق إرسال دعوة وقبل أشهر مضت جمعنا البيانات من عينة تمثيلية على الصعيد الوطني ( 5700) طالباً في مرحلتي المتوسطة والثانوية ، وعينة فرعية مكونة ( 1200 ) طالباً منهم سألناهم عن المرونة ، أردنا أن نرى كيف أن المرونة لها علاقة بتجارب العنف والتسلط ، واستخدام ( 10 بنود ) ل " Connor-Davidson " لمقياس المرونة " CampbellSills & Stein, 2007 " التي تتضمن العبارات التالية مكونة استجابة " ليس صحيحاً على الإطلاق ، صحيح نادراً ، صحيح أحياناً ، صحيح غالباً ، صحيح في كل وقت  " :
1-    أنا قادر على التكيف عندما يحدث تغيير .
2-    أتعامل مع كل ما سيأتي في طريقي .
3-    أحاول أن أرى الجانب الفكاهي والهزلي للأشياء عندما تواجهني مشكلة .
4-    التعامل مع الضغوط يجعلني أشعر بقوة .
5-    أستعيد نشاطي بعد المرض أو أي الإصابة وغيرها من المشكلات .
6-    أعتقد أنني يمكنني تحقيق أهدافي حتى لو كانت هناك صعوبات .
7-    تحت الضغوط أنا أركز وأفكر بشكل صحيح .
8-      لا يصيبني إحباط أثناء الفشل .
9-    أشعر أني شخص قوي عندما أتعامل مع تحديات / صعوبات الحياة .
10-                                                                    أنا قادر على التعامل مع المشاعر المؤلمة وغير السارة مثل الحزن ، الخوف والغضب .
استخرجنا مقياس " المعدل والمتوسط " لإجراءات المرونة واستجابات أفراد العينة بشأن المرونة مع تجارب العنف  

النتائج :
رسم بياني (1) : المرونة والعنف
درجات ( صفر- 4 ) للمرونة :
إطلاقاً (2,73 )
مرة واحدة ( 2،56)
بعض الوقت (2،40)
كثير من الوقت ( 2،16)
في حياتي تعرضت لحادثة التسلط بطريقة أثرت على قدرتي للتعلم والشعور بالأمان في المدرسة ( n=832 )
يبين الرسم البياني أن من بين الأطفال من تعرض إلى حادثة العنف ( في الواقع ) وهؤلاء الذين لهم أعلى درجات للمرونة لم يتأثروا بشكل ملحوظ في المدرسة من حيث التعلم والشعور بالأمان فقد يتأثروا مرة واحدة .
الذين لهم درجات منخفضة للمرونة فأن قدرتهم على التعلم والشعور بالأمان بالمدرسة أثرت سلباً عدة مرات عليهم .
......................................................................................................................
رسم بياني (2) : المرونة والتسلط
إطلاقا (2،62)
مرة واحدة (2،40)
بعض الوقت ( 2،24 )
معظم الوقت (2,16)
في حياتي تعرضت إلى حادثة التسلط   ( n=376  )
يوضح الرسم البياني نمط مماثل عند النظر إلى التسلط الالكتروني ، عند النظر إلى الطلبة الذين تعرضوا إلى المضايقات أو لسوء المعاملة عبر الانترنت ، الذين لديهم مستويات أعلى للمرونة لم يواجهوا صعوبة في التعلم وشعروا بالأمن بالمدرسة ، وأما الذين لديهم مستويات أدنى للمرونة فأنهم تأثروا بالمدرسة ، وجدير بالذكر هؤلاء الجناة أساءوا إلى زملائهم بالمدرسة "  Hinduja & Patchin, 2015 " ويفكر بعض أن هذا يؤثر على ضحية التسلط بطريقة ضارة .
..................................................................................................................
رسم بياني (3) : التسلط ومؤيد للمجتمع
لا شيء (2،38)
الخروج من البرنامج ( 2،43)
حجب الجاني ( 2،51)
حذف الحساب ( (2،51)
استدعاء الشرطة ( 2،61)
تغيير عنوان الصفحة ( (2،66)
إبلاغ إدارة الموقع ( 2،71)
إبلاغ المدرسة ( 2،74)
ماذا فعلت ؟
هؤلاء الذين تعرضوا مرة واحدة لحادثة التسلط  (n=376 ) .
من الواضح الذين يعانون من قلة المرونة عندما يتعرضون إلى حادثة التسلط ، لا يفعلون شيئاً في حين الذين لديهم مستويات أعلى من المرونة يقومون بكل الإجراءات التي يريدها أولياء الأمور والمربون أن يقوم بها الطلبة ، نريد أن يصلوا إلى المدرسة بأمان ، نريد لهم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والإجراءات الصحيحة مثل الحجب والإبلاغ والحذف بدلاً من التصرف بطريقة غير اجتماعية وغير سليمة أو لا يفعلون شيئاً ويعانون بصمت ، ونريد منهم أن يعرفوا أن لديهم قوة ويقوموا بعمل يسيطروا على تجربتهم عبر الانترنت ليكون الوضع أفضل ، وبناء على هذه النتائج يبدو أن الشباب المختصين يذكرون الأطفال حتى وهم في وضع غير سليم ( في مواجهة أزرق ) ليقوموا الإجراءات البناءة عندما يتعرضون إلى حادثة التسلط ، ولكن ما لم يصلوا إلى مستويات أعلى من المرونة فأنهم لم يقوم بهذه الإجراءات ، عليهم تنمية وغرس المرونة بأنفسهم كذلك المعلم يقوي قدراتهم للاستجابة بطريقة سليمة .
......................................................................................................................
رسم بياني (4) : التسلط والمشاعر السلبية
كلها عمود أخضر ( 2،35)   عمود أزرق ( 2،59)
حزن  عمود أخضر  (2،41)   عمود أزرق (2،56)
غضب عمود أخضر ( 2،43) عمود أزرق ( 2،57)
إحباط عمود أخضر ( 2،42) عمود أزرق ( 2،58)
خوف عمود أخضر ( 2،40) عمود أزرق ( 2،56)
الإحراج عمود أخضر ( 2،39) عمود أزرق ( 2،59)
أخيراً في الرسم البياني (4) نرى علاقة واضحة بين المرونة والمشاعر السلبية ، الشريط على اليسار في مجموعة ( أزرق ) يمثل " عدم اكتراثه " بينما الشريط على اليمين في مجموعة (أخضر ) يمثل " انزعاجه " ، ومن بين الطلبة الذين تعرضوا إلى التسلط ولديهم مستويات أعلى من المرونة كانوا أقل عرضة للانزعاج من التسلط وأقل عرضة لمشاعر سلبية مثل الحزن والغضب والإحباط والخوف أو الإحراج ، ماذا حدث ؟ في حقل علم الجريمة تشير الدراسات باستمرار أن الشباب الذين يعانون من المشاعر السلبية لم يطوروا آليات التكيف الإيجابية للتغلب على هذه المشاعر ، وبالتالي فأنهم يسيئون إلى أنفسهم وإلى غيرهم " Agnew, 1992; Baker & Pelfrey Jr, 2016" .

من الواضح أننا لا نريد من أطفالنا عندما يتعرضون إلى الإساءة أن يلجئوا إلى أسلوب العدوان ضد الآخرين أو يلحقوا الأذى بأنفسهم ، هؤلاء الأطفال الذين لديهم مستويات منخفضة من المرونة يظهرون مشاعر سلبية بسبب التسلط ونتيجة لذلك تبدو عليهم الخيارات السلوكية غير الصحيحة ، بينما الطلبة الذين لديهم مستويات عالية من المرونة لم يتأثروا وغير مستعدين لإيذاء أنفسهم أو الآخرين للرد على العدوان .
الاتجاه الجديد :
هناك أكثر ما يمكن قوله بشأن أهمية " المرونة " وهو ألا ننزعج من نتائج احدث الدراسات وكما ذكرت ماذا نأمل أن يفعله المعلمون وأولياء الأمور لغرس " المرونة " لدى الطلبة وهم يرعونهم ويعلمونهم ؟ وأود أن  تفتح عقلك لاحتمال إيجاد واقع يحيط بالطلبة وهو محيط ودي وعاطفي بدلاً من واقعهم الحالي ، وأن نهيئ الطلبة للحياة عن طريق إعطاء الأولوية ليتدربوا على " المرونة " من خلال عقد العلاقات والتوقعات العالية لقدراتهم على التغلب وإتاحة فرص احتواء التحديات والتغلب عليها .        

التعليق :
هناك تكرار غير مقصود في بنود ( 4 و8 و9 ) في مقياس "  Connor-Davidson " لذا يمكن إضافة التعامل مع المعتدي باللطف  أو امتصاص غضبه وطرد الأفكار السوداوية أو السلبية من مخيلة الضحية بدلاً من البنود المتكررة ، هذا وقد ترجمنا للباحث وزميله مقالة : الدليل إلى جرح الكلمات لحذف التسلط وجعل الطيب بدلاً منه " جديرة بالقراءة  وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  وحبذا لو تتضمن مناهج المدرسة لدينا مهارات مواجهة العنف والتسلط والحد منهما يتعلمها الطالب .
المراجع :

References

Agnew, R. (1992). Foundation for a General Strain Theory of Crime and Delinquency. Criminology, 30(1), 47-87.
Baker, T., & Pelfrey Jr, W. V. (2016). Bullying Victimization, Social Network Usage, and Delinquent Coping in a Sample of Urban Youth: Examining the Predictions of General Strain Theory. Violence and Victims.
Benard, B. (1991). Fostering resiliency in kids: Protective factors in the family, school, and community.
Benard, B. (1997). Turning It Around for All Youth: From Risk to Resilience. ERIC/CUE Digest, Number 126.
Benard, B. (2002). Applications of resilience Resilience and Development (pp. 269-277): Springer.
CampbellSills, L., & Stein, M. B. (2007). Psychometric analysis and refinement of the connor–davidson resilience scale (CDRISC): Validation of a 10item measure of resilience. Journal of Traumatic Stress, 20(6), 1019-1028.
Henderson, N., & Milstein, M. M. (2003). Resiliency in schools: Making it happen for students and educators: Corwin Press.
Hinduja, S., & Patchin, J. W. (2015). Bullying Beyond the Schoolyard: Preventing and Responding to Cyberbullying (2nd ed.). Thousand Oaks, CA: Sage Publications.
Masten, A. S. (2009). Ordinary Magic: Lessons from Research on Resilience in Human Development. Education Canada, 49(3), 28-32.
Main image source:

http://bit.ly/2gwJ2WD

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق