الاثنين، 2 يناير 2017

فريق الأسطورة والتسلط




فريق الأسطورة والتسلط
League of Legends and Cyberbullying
بقلم / Sameer Hinduja
1/11/2016
ترجمة الباحث / عباس سبتي
ديسمبر 2016

 لعبة الأساطير هي من أهم الألعاب الالكترونية الشهيرة بالعالم التي يلعبها أكثر من لاعب  ، وتقام على ساحة المعركة ذات " ثلاثة أبعاد ، 3-D " ويستخدم فيها لعبة الدور وعناصر إستراتيجية الوقت الحقيقي في البيئة الحية ، و اللاعبون يعرفون باسم " summoners " يقابلون غيرهم على أساس المهارة واللعبة حيث يتم وضع الجميع على أساس تنافسي للحصول على تجربة أكثر متعة وتحدياً ، بالإضافة يمكن للمستخدمين استخدام عمليات الشراء الافتراضية والحصول على سبائك الذهب من أجل زيادة سماتهم الشخصية مثل دفاعاتهم وأنواع الهجوم ومهارات السحر ، وعلاوة على ذلك فان  لعبة " عصبة ، League " متاحة في جميع أرجاء العالم ، ويتمكن اللاعبون تشكيل فرقهم من أجل منافسة الفرق الأخرى في الدول الأخرى .

يمكن ممارسة لعبة " League " باستخدام الكمبيوتر يعمل بنظام ويندوز أو أبل ، حيث تصنف اللعبة ب " T " للمراهقين الذين أعمارهم (13) سنة فما فوق ، وتصف اللعبة بالعنف الشديد والدم والجرح والجنس واللغة الهجومية والخيال واستعمال الكحول والتبغ ، ولكن يمكن تحميل اللعبة لأي  طفل أصغر من (13) سنة  .
منذ سبتمبر عام 2016 لدى لعبة " League " أكثر من مائة مليون لاعب شهرياً ومعظم أعمار اللاعبين تتراوح بين (19-25 ) سنة من الذكور ، ويشكلون (92%) من مجموع رواد شبكة الانترنت ، ومن المثير للاهتمام ، أن  (27) من أصل (1500) لاعباً تتراوح أعمارهم (12-17) حسب المسح الذي أجريناه من المشروع الوطني في صيف 2016 أفادوا أن لعبتهم المفضلة هي " League " وربما سوف تجذب اللعبة اهتمام الأطفال الأقل سناً في الأشهر المقبلة .

كيف يلعب اللاعبون هذه اللعبة ؟
بعد تحميل نسخة اللعبة في الجهاز ، يتنافس اللاعبون مع بعضهم بعض في المباريات ، ويمكنهم التواصل من خلال نافذة المحادثة النصية لأن العمل الجماعي والتنسيق في التكتيكات أمر حيوي ويقال أن بعض اللاعبين يستخدمون تطبيق " Skype " أو تطبيق " Vo-IP " ( استخدام الصوت عبر بروتوكول الانترنت ) للتواصل مع أصدقائهم أو أعضاء فريقهم خارج اللعبة من خلال السماعات والميكروفونات ، والمباراة  تتكون من فريقين متنافسين ضد بعضهما بعض في ساحة المعركة بهدف تدمير المنافس من أجل الفوز ، وهذه مهمة صعبة لأن على اللاعب القتال رئيس الفريق وأتباعه ليصل إلى نهاية اللعبة .

لماذا أصبحت اللعبة أكثر شعبية ؟
وفقاً لمصممي ألعاب الفيديو يجب أن تكون للعبة آليات وحركات وقواعد كإطار يجعلها أكثر شعبية ومتعة يشعر بها اللاعبون ، وتتكون قواعد اللعبة من (8) قواعد مختلفة :
الإحساس  ( الشعور بالإثارة )
الخيال ( تقوي اللعبة الاعتقاد )
الحكاية ( الدراما )
التحدي ( مواجهة العقبات )
الزمالة ( الشبكة الاجتماعية )
الاكتشاف ( اكتشاف المجهول )
التعبير ( اكتشاف الذات )
القهر  ( التسلية واللهو )

هذه العناصر تجعل اللعبة مسلية وتثير ردود أفعال عاطفية مرغوبة لدى اللاعبين أثناء اللعب .
يحقق الفريق ستة أهداف من أصل ثمانية أهداف فيها متعة وجمال ونشاط لهذا السبب فأن اللعبة أصبحت شعبية منذ انطلاقها عام 2009 م ، وفي اللعبة عنصر الخيال حيث يمنح للاعبين القدرة على اختيار (119) شخصية صوفية مختلفة  والسيطرة عليها ، وهناك عنصر التحدي حيث يتنافس اللاعبون ضد غيرهم للوصول إلى أعلى مستوى ، وهناك الزمالة حيث يتعين على اللاعبين العمل معاً وإيجاد شبكة اجتماعية فيما بينهم ، ثم عنصر الاكتشاف الذي يجعل اللاعبين يتنافسون من أجل اكتشاف العوالم الجديدة  بعد تحقيق مستويات الخبرة من اللعبة ، وإذا استمر اللاعب في اللعب لمدة طويلة من الزمن تصبح لديه القدرة لجمع واستخدام النقاط التي لا يحصل عليها بقية اللاعبين ، وهذا يجعل التنافس أكثر إثارة وتعزز الرغبة لدى اللاعبين للحصول على الساعات الإضافية في اللعب  ، وأخيراً عنصر القهر والإذعان حيث تصبح اللعبة هواية وتجعل اللاعبين على دراية بكل جوانب اللعبة وما يجب القيام به لاحقاً .
لاعبو اللعبة يتمتعون في التعبير عن هويتهم الفريدة من خلال اختيار أسلوب اللعبة والشخصية التي يتقمصها في بيئة اللعبة .

يصنف بعض اللاعبين هذه اللعبة كأفضل لعبة لهم وهذا يرجع إلى نماذج اللعبة المختلفة التي يصممها المصممون ، فألعاب "  العصيان ، Riot " مثل النموذج الكلاسيكي ونموذج السيادة  وتستخدم في اللعبة الأخرى مثل "  نداء الواجب ،   Call of Duty " ولعبة " ساحة المعركة " Battlefield " ، وتضيف اللعبة أبطال آخرين والجلود والخرائط  باستمرار ، كي لا يصيب اللاعبين الملل وتمنحهم وفرة من الأشياء الجديدة أثناء تجربتهم واكتشافاتهم ، وكلما ارتفع اللاعبون في المستويات يمكنهم فتح نماذج جديدة لمواصلة اللعبة والمضي فيها .
يتمتع اللاعبون بنظام التصنيف والإثارة في اللعبة الذي يزيد في جودة التنافس بين اللاعبين ، وهناك قائمة المنافسات والبطولات على مستوى العالم حيث لا يوجد سوى الأفضل في المنافسة  وقليل من اللاعبين من يقترب من هذه الأفضلية الذين يظهرون مهاراتهم في ساحة المنافسة الدولية ، وقد انعقدت أولى هذه البطولات عام 2011 في السويد حيث تم أفضل الفرق على مستوى العالم للمنافسة على الجوائز التي قدرت ب ( 100ألف ) جائزة ، وفي البطولة الأخيرة التي انعقدت في 31أكتوبر من عام 2015 في برلين حيث تنافست (16) فرق للحصول على جائزة " حقل نفط أو غاز " التي قدرت ب مليونين دولار ، وشاهد أكثر من (36) مليون مشاهد لهذه البطولة العالمية ، وجزء منهم يقدر ب ( 14) مليون مشاهد من خلال شاشة التلفاز وعقدت هذه البطولة في لوس أنجلوس في مركز "  Staples " في 29 أكتوبر  عام 2016 .

الإساءة عبر الانترنت في لعبة " League of Legends " :
على الرغم من أن أعضاء هذه اللعبة محترمين ومتفاعلين مع الآخرين إلا  توجد نسبة صغيرة من اللاعبين يستخدمون المنصة الالكترونية لمضايقة وإساءة الآخرين مثل في أية لعبة أخرى ، أي موقع اجتماعي أو شبكة الانترنت التفاعلية .
أولاً يرجع ذلك إلى حقيقة أن لعبة  "  League of Legends " مجانية التحميل فقط يسجل اللاعب وينظم ويلعب في اللعبة ، وهذا يعني أن الأطفال يلعبون مع الشباب أكبر منهم سناً ، وبالتالي الشاب قد يسبب الحزن والمرارة للطفل الذي يتأثر بسهولة من ثقة الشاب بنفسه ، وقد يسيء الطفل إلى الشاب بسبب ميل الطفل أو الحدث إلى سلوك الطيش ، كذلك التباين في العمر واختلاف النضج قد يؤدي إلى التعرض المبكر للأطفال وتعليقاتهم الموجهة نحو  اللاعبين أكبر سناً منهم . وبالتالي يغضب الشاب أحياناً أو يصبح قاسياً ضد خصمه قليل المهارة بشتمه وسبه
الاتصال مهم خلال أو أثناء اللعبة حيث يعتمد اللاعبون على زملائهم وأفعالهم تؤثر في بقية اللاعبين ، كذلك فأن وظيفة دردشة النص تزيد في وحشيتهم اتجاه خصومهم ، وأمثلة نموذجية من السلوك السيئ تحدث لدى أعضاء الفريق : التحرش ، استخدام لغة هجومية واضحة ، والاعتداء اللفظي شكل من أشكال اللغة الهجومية التي توجه إلى لاعب معين ، رفض التواصل مع الفريق ، ترك اللعبة قبل نهايتها  ، الموت عمداً من أجل جعل الخصوم أقوياء ، والمواقف السلبية العامة التي تظهر في القرارات غير منتجة ومدمرة .

اللقطات التالية تصور بعض الأمثلة على ما نتحدث عنه هو تصور السلوك المذكور أعلاه ، حيث أن قول المتحرش للفتاة أن تقتل نفسها ، بما أنه قول قاسي ، وهناك صورة أخرى تصور المعتدي أنه يقول لمستخدم آخر أن يقطع معصمه لأنه ليس هناك من يحبه وأن ينتحر فوق الجسر
خطاب الكراهية هو شكل من أشكال المضايقة الذي يحدث أحياناً بين أعضاء الفريق ، ويمكن تعريفه بأنه :" إهانة ، تهديد أو يهين المجموعة على أساس العرق ، اللون ، الدين ، الأصل القومي ، التوجه الجنسي ، الإعاقة أو غيرها من العوامل ، وعلى سبيل المثال اللاعبان المحترفين وهما من ضمن الفريق الأوربي والمعروفان باستخدام اللغة العدوانية وخطاب الكراهية منعا من اللعب لمدة ستة أشهر اللذين أدليا بتصريحات مهينة .

قبل هذه الحادثة لاعب آخر محترف منع من اللعب لمدة عام بعد أن فشل في تعديل سلوكه على الرغم من العقوبات المتكررة ضده بما فيها الإيقاف المؤقت العادي ، وعلى الرغم من أن احد اللاعبين في أعضاء الفريق فرض عليه الحظر عندما غيرت لعبة " Riot Games "  قوانينها للسماح للاعبين فرصة تأهيل أعضاء الفريق لتعديل سلوكهم السيئ .
الشكل النهائي من العنف هو التعليق الذي يحدث خارج بيئة اللعبة ، وفي اللعب فأن اللاعبين يتمكنوا على التفاعل مع بعضهم بعض عبر منتديات الحوار ، ففي البداية قد يبدو ذلك ميزة يستخدمها بعض بطريقة خاطئة ، مثلاً  فتاة تقول أن أحد اللاعبين أخبرها أنه حاول الانتحار عدة مرات ، وبدلاً من نشر التسامح أو إرشادها إلى مصادر مفيدة ، بينما قال لاعب آخر لها أن تقف عن الحديث وأن تلتحق بفريق آخر .

عندما يتعرض ضحايا لعبة " League of Legends" للمضايقة فأنهم يعانون من نفس الآثار النفسية والعاطفية وحتى الفسيولوجية في أماكن أخرى من شبكة الانترنت  ، وبعض اللاعبين يحاولون الدفاع عن أنفسهم ولكن هذا الفعل يحرض المعتدين إلى زيادة هجماتهم ، ثم أن الضحايا قد يكونون مغمورين في اللعبة فلا يودون الخروج من اللعبة للتخلص من البيئة الضارة ، وبدلاً من ذلك يستمرون في اللعب  كما بالنسبة للاعبي البوكر ، وعندما يتعود اللاعب على سوء المعاملة من قبل شخص آخر فأنه لا يتصرف بحكمة وهذا يؤدي إلى عواقب وخيمة ومنها كراهية الزملاء له وزيادة الهجمات عليه ، خلال فترة اللعب التي تستغرق من بين 30-40 دقيقة ويتطور الوضع إلى مظاهر الوحشية من التسلط عبر الانترنت بلا  هوادة ، خصوصاً عندما ينزعج المهاجمون أكثر بسبب فقدان متعة اللعبة ووجود لاعبين غير مهرة .

منع التسلط والتدخل في لعبة "  League of Legends " :
في البداية  ألعاب " الشغب ،  Riot " تشتغل برمز " Summoner " الذي صمم للسلوك الإيجابي حسب قواعد اللعبة ويشجع اللاعبين على اللعب  كفريق واحد مع تقديم تغذية راجعة بناءة وبناء العلاقات ومساعدة اللاعبين الجدد ، والمشاركة الجماعية ( العقد الاجتماعي ) للسلوك الإيجابي في اللعبة ، كما أن اللاعب يبلغ عن مخالفات قانون اللعبة ، وتوفير ضغط الأقران للحث على الالتزام بقواعد الاحترام .
في الماضي يستخدم في اللعبة نظام المحكمة ، حيث يجب أن يحصل اللاعب المخالف على العفو أو تنفيذ الحكم عليه قبل أن يلتحق ببطولة أخرى ، في حالات الإساءة المتوسطة والشديدة ضد الآخرين ، وأحد الخيارات هو " اللاعب غير الماهر " الذي يتعرض عدة مرات إلى الإساءة وهذا الأمر سيجعله يعاني من الألم النفسي .

لحسن الحظ ألعاب الشغب " Riot " تعترف أن التسلط ما زال يمثل مشكلة وتم وضع نظاماً جديداً حيث يمكن معاقبة اللاعبين على الفور للسلوك السيء ، ومرة يتم الإبلاغ عن اللاعب الذي أساء لفظياً ضد غيره ويقوم النظام بفحص الإبلاغ ويقرر ما إذا كان اللاعب يجب معاقبته على السلوك العدواني ، بالإضافة يقوم هذا النظام بإرسال رسالة عبر البريد الالكتروني إلى اللاعب تحتوي على بطاقة الإصلاح وتتضمن سجل دردشة مع الرسائل المخالفة وستنبه اللاعب مدة العقوبة ، وقد يحدث ذلك في أي وقت بين (15) دقيقة من انتهاء اللعبة وإلى أسبوعين كحد أقصى
وسوف تدخل تحسينات في هذا النظام لألعاب الشغب مثل تقديم إخطارات إلى اللاعبين المشاغبين من خلال بطاقة الإصلاح وزيادة درجات الدردشة ورفع مستوى الاعتراف بالسلوكيات السلبية مثل التغذية المتعمدة ومع مكافأة صاحب السلوك الجيد ، ونظام كشف عن اللاعبين الذين يرفضون المشاركة باللعبة أو الذين يتركون اللعبة قبل الانتهاء منها .

يمنع هذا النظام اللاعبين المشاغبين من عرقلة اللعبة في المستقبل ، تجدر الإشارة إذا تم معاقبة اللاعب ، لا يوجد قانون يمنع هذا اللاعب من إنشاء حساب جديد لدخول لعبة " League of Legends " والإساءة إلى غيره ، وفي رأيي فأن أهم شيء قام به نظام هذه اللعبة وله آثار هامة للحد من استخدام الإساءة عبر الانترنت في الشبكات الاجتماعية هي تطبيق آلية تعلم السلوك الجيد .

أعلن مصمم ألعاب الشغب السابق  : حالات المثليين والتمييز على أساس الجنس والعرق في لعبة "  League of Legends " قد انخفضت 2% في هذه الألعاب حيث انخفضت الإساءة بالشتم بنسبة (40%) و(91،6%) غير اللاعبون سلوكهم ولم يرتكبوا أي عنف بعد معاقبتهم مرة واحدة وتكتيك آخر لهذه اللعبة من اجل الحد من تعرض اللاعبين إلى أشكال الإساءة من خلال تقديم مميزات معينة في اللعبة مثل كتابة خفض الصوت  أو السكوت أو تجاهل المعتدي من خلال حجب رسائله ، وهناك قسم لتعديل الدردشة المفضلة من خلال فلترة اللغة غير اللائقة وفي حال عدم تفعيل الفلترة لتلبية احتياجات الضحية ، توصي ألعاب الشغب بكتابة بلاغ رسمي .
أخيراً تعرض ألعاب الشغب جوائز إلى اللاعبين الذين يمتنعون عن الإساءة إلى غيرهم  أو لا يحرمون من الدردشة أو أي تحريم آخر خلال فترة اللعب ، وفي مثل هذه الحالات فان اللاعب مؤهل للحصول على الجائزة والتي يتم توزيعها عشوائياً بحيث لا يمكن لأحد أن يعرف متى بالضبط يجب أن يتصرف بشكل صحيح  ومن أجل مكافحة العنف والشغب كذلك تعويد اللاعبين على ممارسة السلوك الحسن .

على الرغم من أن التسلط  ما زال قضية مستمرة وحاضرة في ألعاب متعددة اللاعبين عبر الانترنت فان مصممي اللعبة يحاولون من تقليل أشكال المضايقة والخسة لدى المعتدين ، ولو أن هذه التدابير لا تقضي على مشكلة التسلط التي تحدث في أي وقت إلا أنها ترشد الضحايا إلى حماية أنفسهم ومحاولة استخدام الردع الرسمي وغير الرسمي مع تقديم الهدايا للاعبين المميزين ، ومع هذه الاستراتيجيات التي سيتم تنفيذها في المستقبل على اللاعبين التقيد بقواعد اللعبة وخارجها .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق